عندما يتحول الوطن إلى خيمة - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
جُمُوحُ العَاطِفة (الكاتـب : محمّد الوايلي - مشاركات : 1793 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : عَلاَمَ - مشاركات : 75417 - )           »          مدري وش طراه…!! (الكاتـب : نايف الروقي - آخر مشاركة : عبدالإله المالك - مشاركات : 5 - )           »          معروض ..!! (الكاتـب : نايف الروقي - مشاركات : 10 - )           »          مُتنفس .. شِعري ! (الكاتـب : سعيد الموسى - آخر مشاركة : نايف الروقي - مشاركات : 827 - )           »          سطرٌ (تحتَ) المِجهر .. (الكاتـب : رشا عرابي - آخر مشاركة : عَلاَمَ - مشاركات : 248 - )           »          الحسين بن مطير الأسدي (الكاتـب : مصطفى معروفي - مشاركات : 0 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 624 - )           »          _ مونولوج { خارج النص " (الكاتـب : جنوبية - آخر مشاركة : نادية المرزوقي - مشاركات : 27 - )           »          مُعْتَكَفْ .. (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 259 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي > أبعاد القصة والرواية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-06-2016, 09:11 PM   #1
محمد الفاضل
( أديب )

الصورة الرمزية محمد الفاضل

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 13

محمد الفاضل لطيف جدامحمد الفاضل لطيف جدامحمد الفاضل لطيف جدامحمد الفاضل لطيف جدا

افتراضي عندما يتحول الوطن إلى خيمة


عندما يتحول الوطن إلى خيمة – محمد الفاضل

لا تملك أمام هذا الصبي الذي شاخ قبل أوانه ، سوى أن تعجب به ، يتوقد ذكاءاً وفطنة ، وأنت في حضرته تشعر وكأنك أمام فيلسوف ، عركته الحياة وسبر كل أغوارها ، يحلل الوضع ويضع يده على الجرح . عقل راشد ، حبيس في جسد طفل ، كان سعيد يعيش مع عائلته في مدينة حلب ، وهو أصغر إخوته ، ولكنه أكثرهم وعياً ، أصبح الوضع في المدينة لا يطاق ، القصف يومي ، ويطال كل شئ ، بالأمس القريب ودعوا جيرانهم الطيبين بعد أن سقطت قذيفة فوق رؤوسهم ، فحولت منزل الأحلام ، وملاعب الصبا أثرا بعد عين.

جمعت العائلة بعض الأغراض على عجل وقررت الرحيل واللجوء إلى مخيم الكمونة ، الواقع قرب مدينة سرمدا ، في ريف إدلب ، قرب الحدود ، وهو يضم اَلاف النازحين من المناطق السورية ، لحظات وداع الأقارب والجيران كانت مؤثرة ، تخللتها دموع ودعوات بالتوفيق ، المخيم يضم مجموعة خيام بلاستيكية ، يقطنه حوالي عشرون ألف لاجئ ، جلهم من النساء والأطفال ، الذين اضطرهم القصف الهمجي إلى اللجوء إليه ، برغم الهدنة المعلن عنها.
تعرف سعيد على صبي في الخيمة المجاورة ، وتوطدت الصداقة بينهم ، مع مرور الأيام ، فأصبح صديقه المفضل ، ومستودع أسراره ، أحمد يكبر سعيد بعامين ، لجأ مع عائلته إلى المخيم ، بعد أن فقد والده.

- سعيد ! ولكن أين والدك ، لماذا لم يلحق بكم ؟ سأل أحمد .
- لقد سبقنا إلى الجنة ، أجاب سعيد .
- هل ترى نهاية لهذه الحرب المجنونة ، ياسعيد ؟ هل يمكن أن نعود في يوم ما ، إلى مدينتنا وننسى كل هذه الأهوال والأحزان ؟ أشعر بالحنين .
- الوضع أصبح في غاية التعقيد ، لست متفائلاً .
- هل يمكن أن يطالنا القصف ، ياسعيد ؟
- محال ياصديقي ، فكما تعلم هناك هدنة ، علاوة على أن المكان قرب الحدود ، ومعروف للجميع بأنه مخيم للنازحين ، وليس موقع عسكري . اطمئن .

شعر أحمد ببعض الارتياح بعد تأكيد سعيد ، ولكن كان يساوره بعض القلق، استيقظ سعيد فزعاً على صوت انفجارات مدوية ، وكأنها يوم القيامة ، في البداية لم يع ماحدث ، تحامل على جراحه وبدأ يبحث بين الركام والدخان عن أفراد أسرته ، عشرات الجثث المتفحمة تملأ المكان ، تم تدمير المخيم بشكل شبه كامل ، واحتراق عشرات الخيام.
لقد فقد جميع أفراد اسرته ، بدأ يقفز كالمجنون ، وهو يبحث عن أحمد ، على مقربة من بقايا خيمة محترقة ، كان يرقد صديقه، والدماء تغطي وجهه البرئ ، لقد فارق الحياة.
- اَه يا صديقي ! سامحني ! لقد وعدتك بأن لا يصيبك مكروه ، ولكنهم سفاحون ، قتلة ، لايعترفون بالهدنة !

السويد – 6 / 5 / 2016

 

الصور المرفقة

نوع الملف: jpg كمونة.jpg‏ (50.7 كيلوبايت, المشاهدات 0)

التوقيع

روحي تحلق بعيداً في الفضاء تخترق الاَفاق ، ترنو إلى أحبة حيث الشحرور والحسون يشدو على الخمائل أعذب الألحان . لما رأى الحمام لوعتي وصبابتي رق لحالي وناح على الأيك فهيج أحزاني وأشجاني . أتسكع في أروقة المدينة وأزقتها .. أبحث عن هوية ووطن ! ولا شئ غير الشجن . أليس من الحماقة أن نترك الذئاب ترتع فوق تخوم الوادي ؟



https://www.youtube.com/watch?v=TMmbRvDTSnE

محمد الفاضل غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لنتعلم معنى الوطن ..! طلال الفقير أبعاد المقال 8 10-16-2014 01:01 PM
حين يفقأ عينك الوطن محمد الخضري أبعاد النثر الأدبي 11 07-03-2014 09:31 AM
دموع غربتي في أرض الوطن طلال قطان أبعاد النثر الأدبي 8 06-13-2014 10:36 PM
رفح: بين دقات الساعة وأزيز الرصاص (مذكرات) محمود حبوش أبعاد النثر الأدبي 5 02-26-2013 11:54 AM
إحنا اسفين ياريس .." عندما يقتص من الضحايا للجلاد" إيمان والي أبعاد القصة والرواية 0 06-02-2012 09:45 PM


الساعة الآن 10:02 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.