حَقلْ ألْغَامْ

[تركي الحربي]

ضوء :

حقول الألغام هي حاجز أو فاصل بين جبهتين !
تُترك أحيانا ً بالعراء بدون إشارات تعريفيه لها وهي الأخطر
وضد المعاهدات الدوليه لـــ..زرع حقول الألغام المتفق عليها بين / بين !


:
:


تتشابه هذه الحقول القاتله لما بِداخِلْ قلوب بعض البشر وعقولهم من تراكمات تظل خامده لسنوات وفجأه تثور وكأن درجة الغليان وصلت عنق الزُجاجه ولا بد من إنطلاق الحمم وتدمير القرى وأهلها نائمون : تثور وتقتل حُلُم لذلك المهاجِرْ عن بيته لبلد بعيد يحلم بــ..العوده له ُ وهو الأن قد أصبح تحت المعادن المنصهره " يغلي " : هذه الحاله الجيولوجيه تتشابه كثيرا ً مع حقول الألغام من حيث عدم التنبأ بــ.. متى ستثور عَلى الإنسان الذي لايملك أجهزة كشف الخطر قبل وقوعه ـــــــــ يظل الدعاء هو العلاج الوحيد لمثل هذه الأمور و : " رب سلّم " !


:
:

حِكَايَهْ :

في فبراير من عام 1991دخل علينا أحد الجنود الأكراد ومعه مجموعه من البؤساء وهم يرتجفون من البرد والمطر : وصلوا للــ..هذيان / الموت : وعادوا بــ..هدوء وإنتظار الموت / الحياة من جديد ـــــ حاله متناقضه رأيتها بعيناي ــــــ أدخلناهم أحد الخِيام وهم يلتصقون ببعضهم البعض !! ـــــ شعور يعرفه جيدا ً من جرّب الحرب بكل بذائتها ـــــ كان بيننا وبينهم حقل ألغام كبير لا يعبره إلا ّ من كان يعرف مداخله ومخارجه وبــ..إمتياز ــــــ سألناهم بعد ان أمنّاهم على حياتهم ـــــ كيف عبرتم هذا الموت إلينا ؟؟ ــــــ أجاب أحدهم وهو الذي أنقذهم ـــــ بإنه من سلاح الهندسه ويعرف كيفية التعامل مع ذلك الحقل / الموت ــــــ وفهمنا أخيرا ً بإنه هو أحد اللذين زرعوا تلك الألغام ـــــــ !

تساؤل :

كم مِن ْ إنسان أراد أن يستسلم للحياة ومات لإنه لم يكن يملك " دليل حياة لها " !!





تركي
الحربي