ارتجالْ
بقلم / ساذجة ... جدا ( كاتبة سعودية تكتب في المنتديات )
الّلغةُ تنزعُ حذاءيها، وتمدُّ قدمَيها أمامَ الجميع _كما لمْ تفعل_ وكأنّ البلاغةَ بأكملها لم تعُد مُهمّة،
بل إنّها تثيرُ حفيظةَ الكثير، حينَ تتثاءبُ من دونِ أن تغلقَ فمها، _إلى هذا الحدّ تشعرُ بالألفة_
حين تتحدّثُ عنك.
أيُّها المصبوغُ بي.. عيناك.. شفتاك.. صدرُك.. وقتك.......إلى آخرِ ما يمكنني تقبيلُه،
ماذا سيحدثُ حينَ ترفعُ رأسكَ _ذاتَ شرود_ وتصطدِمُ بي؟
ما سيحدثُ أنّك من النّوعِ الذي يصعبُ إفلاتُه بسهولة.
هذهِ مجرّد شوشرةٍ، لأجعلكَ تظنّ أنّني هنا لأكتبَ نصّاً ( بينما أخبّئ خلف يديّ شيئاً مُغلّفاً.. )
لا تستعجِل المُراوغة ( أخبرتكَ أنّ الدغدغة لا تؤثّر فيّ، وقد تكتشفُ لاحقاً بأنّني كاذِبة )
ابتعد، (وأضحَك)، فقدْ يسقُط الشيءُ من يدي.. وقد يكونُ عِطراً، أو قلباً! لذا حذارِ.
ولا تسألني لمَ، كلّ ما في الأمرِ أنّني بتُّ أرغبُ في ذلك.
_ أقتطعُ من نّصيَ شيئاً، لأهرعَ إلى حماقاتنا الصغيرة.. كرسالةِ توبيخٍ حديثةْ:
" أخبرتكَ ألاّ تتركَ القلقَ يأكلُ من رأسي، وتفعل "._
لا بُدّ من أنّك تميّز هذا الطفل جيّداً؛
الطّفل داخلك؛ الذي يجعلُ الأمّ داخلي على أهبةِ استعدادٍ مُستمرّة!
وكأنّها تتوقّعُ أنّها ستسمعُ صوتَ ارتطام، أو تكسير، أو صراخ، أو انفجارٍ كونيّ في أيّةِ لحظة.
( هكذا تكونُ أحياناً، طفلاً إلى هذا الحدّ، يُمارِسُ الشقاوةَ وأمارِسُ لذّة الخوف ).
وأعلمُ، لا يمكنُ لأحدٍ أنْ يعلمُ عمّ أتحدّث، أو كيفَ تحدثُ شهوةٌ في القلق؛ لأنّهم لم يجرّبوا أن يقلقوا بشأنِك.
أخبرتكَ أنّها شوشرَة، فهاتِ قلبكَ الآن، وأنصِتْ، للحظةٍ حقيقيّة: أحُبّك_
وللحظةٍ حقيقيّةٍ أخرى.. تردّ: أموت فيك.
هنا تحديداً، تموتُ العاصِفةُ القويّة في صوتِك، وتنحني نحويْ..
وهنا تماماً.. أفقِدُ صوتي، وتصبِحُ عمليّة النّطقِ وحدها، مُهمّة صَعْبة.
لا زلتُ أشوشر، وأنتقلُ إلى أُذنكَ الأخرى، وأكمل.. بصوتٍ أضعف عشر مرّات:
"أنّكَ على وشكِ الانهمار، وأنّني على وشكِ الانهيار، والأجملُ أنّنا نريدُ ذلك."
هل قلتُ مجدّداً أنّ كلّ ما سبَقَ شوشرَة؟ وأنّني أجعلكَ تظنُّ أنّني أكتُبُ _بغباءٍ_ نصّاً عنك،
وكأنّني سأقولُ شيئاً عنكَ كما هو.. من دونِ أن تخور قوى أحرُفي بسهولة، حين تقتربُ منكْ؟
هكذا إذن، _وأمُدّ يدي بالشيء ذاك_ وأبتسِم،
ويزيدُ استغرابكَ حينَ تجِدُ أنّها رسالةٌ فارِغة إلاّ من كلمة: " خُذني "
وأعتذرُ مِراراً لأنّني لمْ أجِد شيئاً أفضلَ من ذلك.
الجيّدُ في الأمرِ أنّني تخلّصتُ منّي من دونِ الحاجةِ إلى رميي في القمامةِ العامّة كما كنتُ أخطّط دائماً.
( سيُسعدني.. لوِ ابتسَمْت ).
" الكتابةُ تضاعِفُ شوقي لكَ الآن.. فاستعدّ لي. "
-