... ( واجهةٌ لطفولةٍ مُقلّدة ) ... - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
رواية قنابل الثقوب السوداء أو أبواق إسرافيل.كتارا (الكاتـب : إبراهيم امين مؤمن - مشاركات : 51 - )           »          ضَوْء فَنِّي .. (الكاتـب : عَلاَمَ - مشاركات : 8 - )           »          الكنز المفقود "قصة قصيرة" (الكاتـب : إبراهيم امين مؤمن - مشاركات : 0 - )           »          الأب الفيلسوف.. آخر ما كتبت (الكاتـب : إبراهيم امين مؤمن - مشاركات : 0 - )           »          رُفعت الجلسة.. قصيدة نثر.. آخر ما كتبت (الكاتـب : إبراهيم امين مؤمن - مشاركات : 0 - )           »          قضبان القصر (الكاتـب : إبراهيم امين مؤمن - مشاركات : 5 - )           »          مشارق ؟ (الكاتـب : عبدالرحمن الحربي - آخر مشاركة : عَلاَمَ - مشاركات : 12 - )           »          دعوة للحياة !! (الكاتـب : سالم حيد الجبري - آخر مشاركة : رفيف - مشاركات : 5 - )           »          عِــنَـــاق ....! (الكاتـب : جليله ماجد - مشاركات : 22 - )           »          أحب أن يكون ، لدي ما أقوله .. (الكاتـب : رفيف - مشاركات : 2 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي > أبعاد القصة والرواية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-22-2010, 01:55 PM   #1
نهله محمد
( كاتبة )

افتراضي ... ( واجهةٌ لطفولةٍ مُقلّدة ) ...


شرائطي فقدت لونها , وأصبحت طريقاً طويلاً من اللهب . أمي التي توددت بها لضفائري يوماً , لم تعلمني قبل أن تنبت أجنحتها , لماذا تخونني الأشياء .. ! لم تخبرني بأن للأشياء نفسها أكثر من نية .. بدت وكأنها انشغلت بالموت أكثر من الترتيب لبقائي بعدها بقلبٍ مرقع ..
في نهاية كل يوم مدرسي , كانت تهاجمني الأحاديث من هذا النوع . وكم كان محزناً أني لا أملك حيلةً في تجاوزها بينما أملك الوقت الكافي كي تتجاوزني . و أنا أنتظر أبي ؛ ليقلني متأخراً , في ظهيرةٍ لا تبقي على صبر الصغار ولا تذر .. لطالما تمنيت لو أن أمي تنفض الغيم عن أجنحتها وتظلني على الأقل . أو تقف بالباب باكراً كباقي الأمهات , تطير بحقيبتي الثقيلة , تضع على جبيني قبلة نورانية , وفي يدي قالب بوظة , تأخذه لي من أقرب غيمةٍ مشحونةٍ بالصقيع .. ونمضي مثل الثريات إلى الأفق ..
الأمنيات التي كان يفرضها علي موقف كهذا , تزورني حسب قسوة المواقف ولطافتها , منها ما عمّق صلتي بجروحي المفتوحة ومنها ما سقط من ذاكرتي كخثرةٍ جافة ونسيته .. حدث وأن بكيت بحرقةٍ لأول مرة , عندما تعرضتُ لهمز إحداهُن في صفي , لأني لم أحسن التصرف مع الفوط الصحية , فتبللت بشكلٍ فج ..
أمي التي لم تكن موجودة مذ أول ليلة داهمني فيها السيل .لمتها لأنها نست أن تكتب في وصيتها طريقة مفصلة أتعاطى بها مع الأشياء التي سبقتني لها . ومعلمتي التي مرت على ذلك الدرس الفقهي كأنها في ساحة ركض , قالت أننا ( سنعرفه عندما نكبر ) ..! كبرت و فهمتُ مصادفةً أن الأمر لا يخص اليتيمات , كما كنتُ أظن في بداية الفزع..
أما أبي , فكان الحاجز بيننا أسمك من أن تتسرب له الاستفسارات والأسئلة .. الأمر بالنسبة له لم يعدو كيساً يلقيه في حجري ويخلد إلى أحلامه .. و كان لزاماً عليّ تخمين طرق التعايش مع القطن وتقصي الصور والإعلانات , علّي أنجح ..
ترى! كيف يفعلها الكبار هكذا ؟ يزجون بأيدينا على الأسطر , وينتظرون منا الكتابة دون وضع نقاطٍ إبتدائيةٍ للعمر ..؟ كيف ينتظرون منا القفز على ساقٍ ونحن بالكاد تعلمنا المشي على ساقين ؟ كيف يتجاهلون حاجتنا لهم , حتى لا تتأرجح خطانا عندما نقطع الأوتار وصولاً إلى الإستفهامات الكبيرة ..؟
لا أعرف لأي درجةٍ كان صعباً التواصل مع الصّدريات التي ربطتني في نفسي وهذبت نهديّ .... ولا لأي مستوى كان موجعاً التأقلم مع العباءة التي أجبرتني مبكراً على التخلص من لهفتي للمراجيح ودراجات الصّبية . لا أعرف كيف استوعبت فكرة البقاء رزينةً في السيارة دون أن تلف عنقي بناية , وأخيراً , نسيان الدمى حيث كانت طفولتي مقلّدة ..!!
أصوات عميقة انبعثت من صدري , لم تكن تكف عن النداء .. شعرتُ بي أتحول فجأة لكومة أيدٍ تمتد في اللاشيء لكل شيء رغبةً مني في الخروج من مآزق الأسئلة والمواقف . المواقف التي تصاعدت و أشعرتني بالاحراج من الحياة . خفت مليا من مواجهتها بطريقة الحزر , فـ الامر كان مربكاً بالنسبةِ لطفلة , كل حصيلتها من الذاكرة حلوى انتهى طعمها , وعرائس تصلبت مفاصلها , و "مريول" تحول ( بمهرٍ وقدره ) إلى فراشٍ ممزق لجسدٍ بارد ..





هذا النص مُهدى ..



إلى كل الصغيرات اللاتي كَبُرنَ في المنعطفات الخطرة ..
إلى الفتيات اللاتي كبرنَ قبل أن تستوعب ذلك ملابسهنّ الزهرية ..
إلى اللاتي شِخنَ فجأةً في غرف توحشها الأضواء الملونة , والإبتسامات الخبيثة , ..
إليهن كلما ضاقت السبل إلى الآذان .. وتضاءلت الحناجر بأصواتهن ..
إلى عقد هنّ الخفية و مخاوفهن السرّية , والأسئلة التي لم تجد لها سرداباً لإجابةٍ شافية ..
إليهن اللاتي يمضغن الصخر , ويتظاهرن بأنه علك
رغبةً في حماية واَلدِيهم من اللغط .. ..
إليهنّ حين يمتن بحسن نيّة .. مغرراتٍ بنعش على شكل دمية ..



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

التوقيع




لم يكتب فيّ أحدٌ قصيدة واحدة ..
ولا ربع كلمة !
كنت دوماً خلف كواليسهم أرقبهم يُقرون
بأن الضوء يتسرب من يدي ..
بأن واحة اعتدل حالها عندما كتبت عنها ..
بأن سنجاباً تأقلم مع صحراء عندما غازلته بأُقصودة ..
بأن المسارح غطاها الغناء ونفضت الغبار بالستائر ثم غسلتها بحبري ..
بأن الجحيم سيصبح بارداً أكثر كلما راسلته .. لديهم أمل أن ينطفئ ..


التعديل الأخير تم بواسطة نهله محمد ; 05-22-2010 الساعة 01:58 PM.

نهله محمد غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:47 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.