تحذير :

الأشخاص دون سن الحزن القانوني لا يسمح لهم بالقراءة ،
وعلى الآتين من أزمنة الحزن السحيقة مراعاة فروق التوقيت!
(1 )
وتركتهم خلفي ...

ذات زمن ، اصطفيتهم قناديلا تضيئ دربي ، بل كانوا نجوما, فبهم أهتدي ،
ولسان الحال : وبالنجم هم يهتدون ، وفيما مضى كانوا الأمام َ , و الإمام ...
واليوم ، ها أنا ذي ألمح انطفاءهم ، خبوتهم والأفول ،
وأنا لا أحب الآفلين... ولذا تركتهم خلفي !
(2)
وتركتهم خلفي ،

انتبذتُ وإياهم من الحب مكانا قصيا ،
خلتُ قطْفَ جنانه دوما دَنِيّا ، و كنا جفنا وعينا ،
و انكشف الغطاء، فلا الجفن جفنا ولا العين عينا ،
وما ثم سوى القاصمة ، تقصم ظهور الود ،
فتدعها أعجازا ذاوية ،ولذا تركتهم خلفي!
(3)
وتركتهم خلفي ،

استودعتهم قلبي ، و تعهدوا بأن يحفظوه ،
و يصونوه من أيدي الجفاء الغادرة، و سفنه المتعاظمة الماخرة ،
والحال : إنا له لحافظون..
ولم يكن سوى الزيف ، يطلق ضحكته الماكرة،
و هم كالآيبين ، : إنا كنا من الخاطئين ، ولذا تركتهم خلفي!
(4 )
وتركتهم خلفي ،

فيما مضى ،خزائن صدقهم كانت تنوء بالعصبة أولي القوة ،
واليوم هي خواء ، وديارهم بلقعٌ و هباء ،
والله يعلم أنهم لكاذبون ، ولذا تركتهم خلفي!
(5)
وتركتهم خلفي ،

لهم مسوح الحمل الوديع نهارا،
ومسوخ الذئب ، ذي المكر القديم ليلا ، لا جهارا ،
ولا عزاء لأصحاب العشى الليلي ،
فهم لن يبصروا سوى العدم ، ولذا تركتهم خلفي
(6 )

وتركتهم خلفي ، وما ثَمّ سوى نزف الحرف ،
في ذاك الكهف
و صدى كله حتف :
[poem=font=",6,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
, و أُلفينا كهذا الليـ = ـل أشتاتاً و أغرابا ..!
و طير ودادنا ماعا = د مثل الأمس أسرابا ..!
وبسمةُ عمرنا وئدت = أ كان الوعدُ كِذّابا ...؟![/poem]