قلوبنا التي تنبض طويلاً لم تشعر بالتعب من العبور، تذكرت حديثي في العقد الماضي من عُمري وكيف كنت اطوف من الحيّ الذي يقع منزلنا في منتصفه، كنت اخرج من امام قصر الطين دون أن اعرف جهتي، المهم ان اخرج الى اي جهة اُخرى.. (البستان) كان المكان المُفضّل بالنسبة لي لكن المسافة التي سأقطعها لأصل اليه تبدو مُخيفة قليلاً لأن العودة ستحتاج الى وقت أطول ولأنني سأكون بغير قوتي التي أتيت بها لأنني مشيت طويلاً. الفكرة المفضلة لديّ أن لاأكون برفقة احدهم، فأنا لااستطيع هضم اسئلتهم المتكررة ولااُحب ان يُطرح عليّ ماأفعله لذلك كانت خطواتي فارغة من الاصدقاء، في احد الايام اتجهت الى البستان وانا على يقين بأن المساء سيأتي قبل ان اعود، كانت المجازفة الاكبر في مساحة عمري الصغيرة، عندما وصلت الى شجرة الورد الأبيض وقفت امامها في حيرة، اُريد ان اعرف ماذا يقول الغصن عندما اقطف منه (وَرْدُهْ) ؟ حاولت ان اعرف اجابة لكن الصمت حال بيني وبين قطفها لااتذكر كيف انتهى بي المطاف في المساء لكنني اتذكّر جيداً انني وضعت يدي على اسفل الغصن لأكسره ف جاءت نحلة لاتعرف لها مرسى حتى كان هبوطها فوق الوردة البيضاء، لم اجِد مايُشغلني الا اسئلتي التي لم تغفو منذ ذلك الزمن، هل كنت سأكسر شيئاً مما اتخذته لها وطن، كبرت وانا لااعرف حتى اكتملت فصول العقل بي، لاُعيد شريط الذكريات وافهم الآن بأننا قد نكسر في لحظة ماسُهِر عليه سنين.