
بسم الله
يحلو لي دائما ان امسك القلم ...إنه صديقي بل حبيبي ومؤنسي ..لايغضب مني عندما يطول بقاءه في يدي دون صرصرة وانساه معانقا ذاكرتي ابحث في دهاليزها عما ارغب قوله سطورا ...
وحين لا أجد يجثم على نفسي الضيق واغضب منّـي واخاصمني واهزأ من قدرتي واعيد القلم حزينا كي ينام هادءا فوق اوراق بيضاء حزينه أن لم تسودّ بسطور فكري .
اغادر مقعدي متنهدا مبتعدا مهزوما , معلنا رسوبي في مواد التعبير والإملاء وكل ماله علاقة بالقلم ...
ادور في فناء المنزل يعانق نظري الأرض والسماء وكأني ابحث عن شيء لاوجود له وانتظر ولادة مولود لا أمّ لــه !
اتوه في ذاتي استجلب امرا لا أدريــه .... امرا يحتاج الى اذن من مجهول ليريح نفسي لكنه يعاندني ... يقهرني ... يسخر من اصراري .
اثق ان السبب ليس انا ... إنه المناخ القاتم يلتحف ذاكرتي فيغلق حانوت فكري ويحظر عليه التجوّل تاركا ايّاه قابعا في ركن ذاته مستسلما ينتظر الفرج وهدوء الأعاصير ليواصل طريق الكلمة المقروءه يمدد سطوره ويرخي حروفه ... ثم أمدّ يديّ للأعلى واطلق من صدري نفسا قويا بعد ركود وبسمة خفيفه تعلن الأنتصار والأرتياح وتأتي القابلة لتعلن اسم المولود وتلفه برداءه وتضعه في درج المكتب الى حين .
لا يهم ان يقرأه احد ... المهم انه ظهر للوجود ... لا يهم إن كان مولودا جميلا انيقا او به عرج ... المهم ان زعيقه سمعته اذني .
كم هو جميل ان يكون مناخك ربيعي ممطر ... زاخر بنغمات النسيم ومحيطك ضاحك باسم مبتهج ....
حينها يسبق مافي فكرك حنين قلمك وترغب لو انك تكتب وتكتب ولاتنتهي ...
مع الأوراق والأقلام المس المتعه , احظن اليراع اشكو له انا , ويسيل مداده فوق البياض بما يعتلج في ذاتي , وتكثر السطور , اناجي بها الصمت داخلي , وبين حرف ورفيقه , ارتشف قهوة مسائي , ما أجمل عالمي , هدوء مُحبب , وزعيق همسي فوق اوراقي , يسعدني , لا يقاطعني , لا يلومني , يا له من جمــاد متحرك , انفاسه تشجيني , تأسرني , لا يهزمني منه الا جمود فكري , حين تضيع المعاني , وتحتار الكلمه , ويعصرني حرفي , فألجأ الى انيسي الآخر , كتــابي المركون قربي , محتجا لنسياني , وانانية قلمي , تلتقمه يدي , يقلب صفحاته بنانــي , ابحث فيه عن سطور شفاهي , فأستلهم ما أجهل وافرش صحن معرفتي فوق صفحاته الأثيرة , اعُبّ من عقله ما أشاء .
بين قلمي واوراقي وكتابي , اعيش عالمي اللذيذ , مع كوب انعاش يكره الاسترخاء والوسن .... كم احب قلمي
سعود