رواية قنابل الثقوب السوداء أو أبواق إسرافيل.كتارا - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
غلطة الشّاطر ..! (الكاتـب : رضا الهاشمي - مشاركات : 2 - )           »          الآخرة! (الكاتـب : رضا الهاشمي - مشاركات : 10 - )           »          إكتئابُ الرُّوحِ (الكاتـب : رضا الهاشمي - مشاركات : 9 - )           »          غُصْن بُرغَندِيّ _ مُجرّد رَأي (الكاتـب : عَلاَمَ - مشاركات : 29 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : نايف الروقي - مشاركات : 75420 - )           »          معروض ..!! (الكاتـب : نايف الروقي - مشاركات : 12 - )           »          أغتابُ أحلامي معك (الكاتـب : أحمد بهجت سالم - مشاركات : 0 - )           »          رحلة شعر .. (الكاتـب : نوف الناصر - آخر مشاركة : نايف الروقي - مشاركات : 8 - )           »          فقــد … (الكاتـب : محمد آل عبداللطيف - آخر مشاركة : عبدالإله المالك - مشاركات : 4 - )           »          في المقهى .. ؟ (الكاتـب : سيرين - آخر مشاركة : نايف الروقي - مشاركات : 4497 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي > أبعاد القصة والرواية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-26-2020, 01:37 AM   #10
إبراهيم امين مؤمن
( كاتب )

افتراضي


في خطف الأنفاس وعيونهم .
ناوله فهمان ملعقة منثنية ولكنّها تبدو للمشاهد غير ذلك عند رؤيتها بصورة رأسيّة ، ولذلك أقامها رأسيّا ثمّ نظر إليها بتركيز منقطع النظير، ثُمّ حركها للأمام والخلف بسرعة شديدة لا تستطيع رصدها أيّ عين بسبب الاهتزاز الشديد ، بل إنّ الحركات الاهتزازيّة تظهر أمام الجمهور على أنّ الملعقة تنثني ، ثمّ أوقف فطين اهتزازته بعرض الملعقة أفقياً فظهرتْ الملعقة لدى الرائين منثنيّة مع أنّها في الأساس غير ذلك .
صفقَ المشاهدون تصفيقًا حادّاً ، بينما أحد الجالسين مِن أصحاب الفكر النيّر اشمئزَّ مِن فعْل فطين وتركَ المكان وهو يقذف الجميع بالسبّ واللعنات على جهلهم .
انتهى العرضُ بعد تقديم عروض أخرى تعتمد على تموضع الأشياء .
مضى فطينُ وولده إلى المنزل بعدما حصل على مال يفوق حاجة قوت يومهما بنذرٍ قليلٍ ، وفهمان نافرٌ متقززٌ مِن فعل أبيه ، فهو يعلم بالضبط أنّ الملعقة لمْ تنثنِي ، وأنّها بدتْ للعين منثنية بسبب تغيّر موضعها ، كما يعلم بالضبط الإشارات الكهربيّة والكهرطيسيّة التي أرسلها المخُّ للعين .
ولكنه آثر الصمت واعتبر ما أخذه أبوه نظير جهد قدراته الحركيّة والأطلسيّة على تحريك الأشياء وتموضعها .
يطوّرُ فطين ألعابه يومًا بعد يومٍ والناس في تزايد مستمر والإيراد يزيد بنذرٍ قليل ٍ، وحان الآن منتصف شهر ديسمبر، بركان كاليفورنيا .

الجزء السادس
بُرعم حضارة ينمو في رحِمِ الغرب...
اسم العملية..فتى البركان الملثم ..
استيقظ جاك على صوت صراخ منبعث مِن القناة الإخباريّة ، ليست أذنيه التي تفاعلت مع الصراخ وإنّما ضميره ، فصوت الصارخ المستغيث يسمعه ذو الضمير الحيِّ كجاك ، بينما لا يسمع ذو الضمير الميت ألفَ صارخ مستغيث ، لا بأذنيه ولا بضميره .
هبَّ مفزوعًا ، فرأى أبراجًا تتهاوى في مشهد رهيب ، فتذكّر ضرْب البرجيْن الآثم الذي مضى عليه نحو قرن .
حدّقَ بصره بحدّة وما يحدُّق إلّا في وجه الفناء ، فرأى دموعًا كالأنهار ، ودماءً تحترق ، وعظامًا تذوب في بحور من الحِمم البركانيّة الطاغية.
وأصغى السمْع وما يسمع إلّا الحسيس وأزيز الطائرات التي تُحلّق فوق سماء الحدث ، وصراخًا وفرارًا ورعبًا وهلعًا .
ولمْ تمرّ إلّا دقائق معدودة وشاهد أهوال القيامة تتجسد أمامه على شاشة التلفاز ، فكان سقوط البرجيْن سنة 2001 رحمة بالنسبة لهذا الوحش الأشبه بباطن ثقب أسود .
ناطحات السحاب تتهاوى متهدمة وبعضها خُسفت ، والبركان يباغت الناس في منازلهم فيحترقون ويصبحون بخارًا يتطاير في الهواء .
الناس تجري فرارًا إمّا من الخسف أو الحرق ، والسيّارات يتخذونها مهربًا مِن البركان الغاضب .
البركانُ أكل السيارات ، وتجشأ بطعام القطارات ، وتكرّع بدماء الضحايا ، يُميت بلا رحمة فقد هرب منه قطارًا امتلأ عن آخره بالشباب والأطفال والعجائز والرجال فأدركه وضربه من جانبه ثمّ ابتلعه.
ولم يرحم حتى المغيثين ، فقد انفجر في طائرة إغاثة فأحرقها .
امتزجتْ أصوات صراخ البرئ والمجرم ، والظالم والمظلوم ، والكاره والمحبّ ، والسجين والسجّان ، حتى الرضيع يصرخ جوعًا يريد أن يلقم ثدي أمّه لكنّه اللحظة لم يدرِ أنّه لقمة البركان .
ومواسير ناسا ذات القطر الواسع تحاول أن تغيث ، فتدفع بمائها بكلّ ما أُوتيتْ مِن قوّة غير أنّ البركان بغتها فأرداها صريعة وابتلعَ ماءها ، ورئيس ناسا يشاهد مواسيره المحترقة فيدعو الربّ بالخلاص .
وأبواق الحكومة الفيدراليّة تناشد المواطنين بترْك المنطقة الثائرة وترْك كلّ ما خلفهم ، ولقدْ قال قائلٌ منهم..اتركْ فقد يكون بينك وبين الموت ثانية واحدة فاظفرْ بها واستفدْ وانج بنفسك .
والصلوات تُتلى في الكنائس فِراراً إلى الغيّاث الأكبر ..ربّهم .
وما أدهش العالم أكثر أنّ أقوى بركان كان بركان بيركلي القريب مِن الجامعة ، ظلّ يجري مقتحمًا ما فوق الأرض وما تحتها متّجهًا نحوها ، والطلبة تُنذر بمغادرة المكان ، بينما رئيس جامعة بيركلي ظل واقفًا ولم يتحرك وقال ..نهلك معًا أو نبقى معًا .
فلمّا وصل البركان برد وتجمّد كأنّه سجد وخشع ، وعلى الرغم أنّه لم يرحم الرضيع لكنّه هذه اللحظة خشع وانهار ولم يقوَ على النهوض .
ولقد حار العلماءُ في شأن هذا البركان الذي توقّف ، علماء الجيولوجيا وناسا يؤكّدون أنّه كان ولابدَّ أن يواصل زحفه ويحرق الجامعة ، لكن القساوسة أكّدوا أنّها معجزة ربانيّة تؤكد دفاع الربِّ عن هذه الجامعة لموْلِد رجلٍ سيكون السبب في نشر الفضيلة وحماية هذا العالم مِن الفناء ، وقد صدقوا فعلاً "كما سيتبين مِن أمر جاك وفهمان".
العالم كلُّه يتابع المشهد ، دول الغرب ترسل سراياها للمساعدة والتدعيم ، حكّام العرب يبكون ويتباكون على أمريكا والشعب الأمريكيِّ ويعلنون الولاء والتضحية بالنفس مِن أجلهما ، والشعب الفلسطينيّ مثْلج الصدْر يحمد الله ويُعلن الشماتة ويردّد أقوال بعض آيات القراءن الكريم التي تتكلّم عن الانتقام مثل..إنّ الله عزيز ذو انتقام -إنّ ربك لبالمرصاد-ولا تحسبنّ الله غافلاً عمّا يعمل الظالمون إنّما يؤخّرهم ليومٍ تشخص فيه الأبصار..صدق الله العظيم.
بينما بعض المساجد ترفعُ أكفَّ الضراعة مبتهلين لاعنين الأمريكان وداعين بالتدبّر في آيات الله الكونيّة .
وفي مشهد آخر وعلى بُعد عشرات الكيلو مترات مِن منزله رأى جاك كاميرا تسلّطُ الضوءَ على طفل وطفلة لمْ يتجاوزا الست سنوات .
الطفل سمين ذو وجه ممتلئ وهيئة حسنة بينما الطفلة هزيلة وملابسها مهترئة ونحيفة شاحبة اللون .
بدأ الإعلاميّ يتكلم عن هذا المشهد ليبيّنه ويشرح ملابساته إلى المشاهدين ودور الحكومة الفيدراليّة وفريق الإغاثة في إنقاذهما ..بدأ يصف المشهد وملابساته.. وقدْ قال مُستهلّاً وجاك يسمع بانتباه وترقّْب ..



يتبع

 

إبراهيم امين مؤمن غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بشأن رواية قنابل الثقوب السوداء إبراهيم امين مؤمن أبعاد الإعلام 6 11-12-2019 11:19 AM
قنابل الثقوب السوداء أو أبواق إسرافيل إبراهيم امين مؤمن أبعاد الإعلام 4 07-12-2019 01:07 AM


الساعة الآن 03:33 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.