تهويمات

[عبد الحافظ بخيت متولى]

يظل العنوان فى الشعر هو المفتاح الأول للولوج إلى عالم النص منذ ان اهتم به النقاد العرب القدامى وحتى الآن, ويظل شرطا أساسيا لقبول الخطاب الشعرى للنص ولذة التلقى عن المتلقى , والعنوان هنا " تهوميات " عنوان مراوغ لأنه يقدم مفتحا ملغزا للنص فى اول انطباع عند مصافحة النص الشعرى وفى كثير من النصوص العنوان قد يقول مالا يقوله النص, لكن المتعمق فى متن النص يكتشف أن العنوان قد اختزل الدلالة الكبرى فى النص وتوالد فيها أيضا و فالمتن يضعنا فعلا أمام مجموعة من التهويمات لكنها تهويمات واعية تخرج الداخل فى الذات الشاعرة إلى الخارج وتختزل المسافة بين الدلالة والخطاب الشعرى بشكل جميل , حيث تعتمد على عدة محاور فنية أجاد الشاعر توظيفها
منها تكثيف اللغة المر الذى جعل الخطاب وكانه دفقة شعورية واحدة أو كتلة من لهيب الشعر وتشبه المناجاة الصوفية فى آن واحد
منها الاعتماد على الصيغة الاستفهامية المتكررة والمعتمدة على الادة " هل +اسم" وهذا المركب يشى بقلق الذات الشاعرة ومن شأنه أيضا ان يضع وجدان المتلقى على نفس درجة وجدان الشاعر
ومنها ذلك التشكيل البصرى فى كتابة النص والذى يضيق حينا ويتسع حينا وفق ذبذبات الشعور عند الشاعر ويؤكد على الحيرة فى الخطاب الموجه إلى تلك المحبوبة الغادرة التى لعبت بشعور الذات وسكبت ذاكرته الوجدانية على رصيف الغدر والخيانة
ومنها أيضا ذلك الرمز المفتوح فى النص على فضاءات النى بوصفها انثى جمالية او الوطن بوضفها انثى رمزية
لقد ادهشنى النص أيها الشاعر العبقرى ولك منى كل الحب وعظيم التقدير