♥
♥
حِــــوَارٌ بينَ محبّبنِ ...
وكَتبَتْ لَهُ ذاتَ مَسَاءٍ :
إنَّ مَا تكْتُبُهُ لَكَالحِمِمِ ، تَتَصَدَّعُ ، حِيْنَ ثورَتِها ، الأَرْضُ ، وتَتَشَقَّقُ لَهَا ، فَتَخْرُجُ مْنْها ملْتَهبَةً بالسّحْرِ ، لتُلامسَ سَمَاءً تَشُفُّ عنْ طُهْرٍ علويٍّ لا يَتَسَّفَّلُ ، بلْ يَرْقَى كلَّ حِيْنٍ تلْتِمِعُ فيهِ مَعَانِي كتابَتِكَ البَاقِيَةُ هَذِهِ ، في صَدْرِ هذا الكَوْنِ ، جَمَالاً ، وَتَرَفاً ، وحُسْناً !
فَكَتَبَ ، منْ غرْبَتِهِ ، لَهَا :
إِنّمَا أكْتُبُ لأَقْتُلَ زَمَنَ البُؤْسِ فِي زَمَنِي ، وﻷُبْعِدَ ، عَنِ هَذهِ النَّفْسِ ، شَبَحَ التَّعَبِ ، وأَلَمَ القَهْرِ ، و ضَنَكَ المَوتِ .
أَكْتُبُ ﻷَبْقَى حَيَّاً بِنُورِ الكِتَابَةِ ، فَالحَيَاةُ ، مَعَ البُعْدِ ، صُورَةٌ مِنَ الغِيَابِ المَسْكونِ بحقَيقةِ المَوْتِ لا ظِلالِهِ .
وإنَّ الحَرْفَ ، نَكْتُبُهُ فِيْهَا ، لَتِرَيَاقٌ يَمْنَحُنَا بَعْضَ العُمُرِ ، فتَحْيَا الرّوحُ فِي أَمَلٍ منْتهاهُ تلكَ الدّارُ التي تُحِبُّنَا و نُحِبُّهَا .
السحاب الاحمر
" الرافعي "