الشعر الفصيح

[عبدالناصر الأسلمي]

عيناك واديان من أسى
طائران هاجرا
نهران حالمان
يَشرَقُ فيها العتب
عيناك تومضان
وترسلان البوح صامتا
والصرخة الثكلى بلا صدى
يحرجها ابتهالك الحزين
فتنتهي براءة المساء
ويشمس المطر
عيناك صفحتان من رؤى
تسبح فيهما العِبَر
عيناك طفلتان تندبان
تسافران
للبعيد
للبعيد
للشجن
للغناء


للوطن
عيناك حزنك المبلل القديم
وتطويان
ليلة البكاء
فيخمد الأمل
عيناك تبحران
تسألان
تسألان
أمّاه أينها القُبَل

أين فرحتي

هل غادر الحنان للسماء؟؟

هل جاعت الأعياد والعطل؟؟

أماه ما أجمله الصباح

لكن
سُرِقتُهُ
واللعب والأطفال والمرح
وابتهاجي الرضيع
فدمعتي أيقظها الأفول
والذكرى
أمّاه
كيف روضتي الجميلة؟!
كيف أصبحت؟
ولعبتي الخجولة؟
وكيف ثوبي الحزين؟!
مازال بانتظار؟؟؟؟
أبكيه
لا تضاحكيه
وانشريه
فصرختي لم تعرف الصدى

 

[عبدالناصر الأسلمي]

سكون لذيذ تداعى
ولم نعترف بالزمن
وكفّاك...عطر تبعثر في راحتيّ
فكان الجوى
حمائم صرحك تثمل عند اقترابي.....
عيونك يا سكرتي مرفأي
دموعك عند الهوى هاجسي
همت فوق روحي كمثل السحاب
ولون انتظاري للحظة دفء ولهو....بقدر الهوى
تمرد خلف الشعور
لينحت عاطفتي المستدرة مثل عطور الصباح ومثل الوطن
أحبك يافضة الوقت أن تسهري
لنسبح في لهجة العاشقين
ننافس كل المساءات.....
كل الصباحات....
بين العيون
فحبي ضحكة طفل
نجوم ترشرش أعمارها
لأجل السنين
ولم يحتملها السمر
تلال من الصمت تبحث عن بوحها في الدموع
لتغرق في رغوة الأحرف المستجيبة للهائمين
وفي غفوة من شعور
تثاءب وجه الصباح
وأجل روتينه المستحيل
وكف عباءته العسجدية
مختصرا أعين الناظرين
فقبة أنفاسنا
ضفائر ليل جديد
تمدد تحت الغرام الخجول
فذابت حمائمك النافرة
بحب نديّ ترقرق في صحونا

 

[عبدالناصر الأسلمي]

من أجل من هذا التبتل والتقى؟؟

من أجل من؟؟

من أجل من صبح البكاء يريدنا؟؟

من أجل من ؟؟

ورمالنا السمراء تخفي حزنها

وتبيده علنا إذا احناجت مدى

لنعود نشرق بالحروف الصادقة

من أجل من؟؟

تختال لطمة ظالم في صدغنا

في ورد جنتنا

في عرسنا الآتي

ويسرق عطرنا

ياطفلة الوادي

نسيم طفولة الوادي

سراب

تهتك

وانتهى

من عمر جدي والحبال قصيرة

من فرط نخوتنا وبعد صباحنا

فــ لخربشات المجد

فوق مكاتب الرواد صوم واجب

لا يفطرون فإنه إثم

لكن.... يجيزون السجائر في الصباح!!!!

إن أفطروا هلكوا

وهم
إن ينتهوا

يغفر لهم ما قد سلف

 

[عبدالناصر الأسلمي]

أطبيعة بكر ؟؟!!
أم الأحلام في مرآة عيني ساطعة
أم أنها كذبات عقل عاشق
أم منية القلب الكسير
بواقع الوجه المعفر بالأماني الزائلة
وجميعها
دنيا من حصير
وشرود مقلتي الغريقة بالرضى
قد سالم الحزن الذي يحتلها
من أين لي جرح أداعبه فيبدو كالصباح
حظي أهادنه
فيهجرني ويلتحف الرؤى
من ألف ليلتنا...البليدة بالمتع
واللقمة الموروثة الجوفاء مشكلة الحفيد
مرضى وبعض ممرض صدحوا بقافية يجرجرها الجنود
وملابس النسوان ترسف في العناء
يا حيرة الطبع المداهن ابجديات العمل
كفكف دموع البكر
واغتصب الجحود بلا خجل
وانثر دماء العفة الهوجاء في وجه النهار
انت المجدد للسعار
قم واجعل الأبدان مورقة الهوى
حتى يبين الطهر من بين الدمار

 

[عبدالناصر الأسلمي]

تعبت وغربتي وطني
ونكهة يومنا حُرَقٌ
تبدد مُلحَة العرق
بإدراك يهودي
تجرّح كبرياء الصمت
تعبت وهذه الأحقاد ملهاتي
قشور الشمس نجمعها
وملح نهارها غضبا
لينجو في المساء الهمس..... محروقا على شفتي
ديون محبتي اغتُصِبَت
وطعم الصدق جرجرني....
إلى أسف
تباركه حضارات من الإسمنت
ألا يا نضحي المهموم
يا أوراق ايامي
ياوطني........
جرائدنا القديمة سوف تعلننا
غروبا يحمل الأفقا
ونبضة طفلي المسجون في قدري
صداع في مساحاتي
تشظينا وضعنا في زوايانا
سنرحل عن بليتنا
لثلج يعشق الإنسان في ساعاته الحرة
تعبت وغربتي ألمي
ومقهى حبنا رقصت به الأحقاد والشهوة
وطين الغربة الفواح منفانا
ألا من خيمة يرتاح فيها رملنا الأشيب
لقد سافرت في أثوابه........
لقّحته سرا .....
فلم ينجب
أنا جرح وصوت دافيء
أنا أوراقك البيضاء ياوطني
تبللها ........ تجففها
فأنت المعطف المطري
انت الشكل والذكرى
سأسكب كل قافلتي
لشاي الصبح في شفتيك
ماء الحب في عينيك
يا وطني
يا قدري

 

[عبدالناصر الأسلمي]

صراخٌ تكدس في رحمها
الشمس تحتل فيها رحيق الحياة
كل الولادات في عمرها قيصرية
يغازل أبناءها ورق الإنتماء
تلاشوا دخانا...عبيرا حميما
يستعطفون الملاهي لترويضهم
يبشرهم الخبز والأمنيات
ستافر عبرهم الذاكرة
لفسحة هدوء
لذاك الذي مارسته الجدود
شعور تزحلق فوق الركب
يسيل على أغنيات الضحايا
يساومهم غدهم بالصباحات يبكونها
مساءاتهم تحرق الحرص ثديا فــ ثديا
يغنسلون بماء الرواح
طيرا يقص جناحاته
ذنوب الإباء آباؤهم
حتى الثمالة
ويسترقون الضحى
من القادمين
بذور الكراهة مستوردة
تروّى وتزهر تحت السفن
يوسعهم جراحاً
بشهوة ضعف قديم
يزيدون في الطول خوف السقوط
وعند القمم
سقطتهم قاتلة
رماد تراكم في الذاكرة
يزيد العناء
ولا يعتريه الغسيل
يزيدون في الخضرة المارقة
أين يحلّون
دليل الصحارى نجوم بخارطة العاصمة
تذوب مع الليل كل القواميس
تعزف ثالوثها المنـتمي
إلى عالم الجنس والعزف والبرغر
تعرفه... كم يخاف الأمل
بغير قداس...
ثالوثها لم يكن بمقدس
يحبطه الإنتظار

 

[عبدالناصر الأسلمي]

يادهر أبي حلّق فوقي
فـ لرُبّ مداه يعشقني
وأبدد وسط سماء دمي أمنياته
فــ عصا لوعته تضربني
كنداء دموعي في ذاته
من كومة أعوام تمضي
هل أبحث عن فرحي جذلا
أو أختم نجمة تلميذ غير مثابر
يا ابتي عد بي للدنيا
عد بي لوقوف في بوابة مدرستي
عد بي لسذاجة أيامي
أحرق كل الشجر اليابس في حاضرتي
بشظايا صوتك
فالبعض يجمرك قافلتي
أو قافيتي
وتمور مدينتنا حطب
تحتاج من السمن العربي مفاصله
فالصخرة من برد التكييف تعرت
لتموج جرحا مسجونا تحت جراحي

 

[عبدالناصر الأسلمي]

مهلا بني عمنا لسنا بسائغة
من الطعام ولكن لحمنا نقمُ
ان تجبرونا على البغضاء نجبركم
على النواعي وبالانساب نحتزم
نحن الألى من كريم الاصل محدتنا
فجدّنا واحد لا ليس يتهم
اكرم بنا من اعزاء ومحتدنا
قد طاب فيه الندى والبذل والكرم
مهلا بني عمنا ما هزنا شعث
من الزمان ولا قد ساءنا عدم
قد سالتمنا الليالي عند غضبتها
والمجد في مجدنا ينساب يبتسم
لا ندعي وصل ليلى في محلتها
لكننا في وصال الحرب نحتدم
دعوا جهنم لا تذكوا بوادرها
فـ من مهندنا الجوزاء تضطرم