قصة الفلسفة اليونانية - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
حلمٌ تذكَّر أنه مات! (الكاتـب : جهاد غريب - آخر مشاركة : رشا عرابي - مشاركات : 1 - )           »          شَارِع فِضّي .. (الكاتـب : عَلاَمَ - آخر مشاركة : رشا عرابي - مشاركات : 1 - )           »          سوء أدب!.. ميكروفونك صامت‼️ (الكاتـب : رشا عرابي - مشاركات : 51 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 599 - )           »          أطيافُ الحبرِ والغياب! (الكاتـب : جهاد غريب - مشاركات : 0 - )           »          مُعْتَكَفْ .. (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 246 - )           »          غُصْن بُرغَندِيّ _ مُجرّد رَأي (الكاتـب : عَلاَمَ - مشاركات : 27 - )           »          أَعـتَــرِف .! (الكاتـب : سُرَى - آخر مشاركة : يوسف الذيابي - مشاركات : 59 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : يوسف الذيابي - مشاركات : 75393 - )           »          في حضن النعمة: تأملات أنثوية في الضوء والسكينة (الكاتـب : وهم - مشاركات : 7 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات العامة > أبعاد أبعَادية > أبعاد المكشف

أبعاد المكشف يَفْتَحُ نَافِذَةَ التّارِيْخِ عَلَى شَخْصِيّاتٍ كَانَتْ فَكَانَ التّارِيْخُ

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-11-2010, 01:06 AM   #1
سميراميس
( Shouq )

الصورة الرمزية سميراميس

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16

سميراميس غير متواجد حاليا

Smile قصة الفلسفة اليونانية


* قصة الفلسفة اليونانية ..


لم تستمّد الفلسفة اليونانية أصوليتها مِنْ الأمم القديمة كغيرها ، لكنها خلقت الفلسفة خلقاً و أنشأتها إنشاء ، فهي وليدتهم ( اليونان ) و ربيبتهم، و لو تمعنّا بخطوات صقلهم للفلسفة لوجدناهم قد خطوا خطوات متناسقة خطوة بخطوة ـ لا في أرض اليونان فحسب ، بل بكل مستعمراتهم اليونانية التي كانت بأسيا الصغرى أو صقلية و جنوبي إيطالي و جزء من الشمال الأفريقي ـ فالقارئ منا لفلسفتهم لن يجد أن هنالك حلقة مفقودة أو غامضة .. و أنا هنا سأتعهّد لكم بالكتابة عن ثلاثة مدارس أثرت الفكر اليوناني قبل أن يصافحه فحول الفكر الثلاث : سقراط و تلميذه أفلاطون و أرسطو ..


1- فلاسفة يونيا ـ إقليم يوناني في آسيا الصغرى ـ و من يونيا انطلقت الفلسفة و في كنفها درجت و ترعرت ، و من هذا الإقليم اضاءت نار الفكر الفلسفي و ظلت خافتة محصورة في أول الأمر حتى شاء لها القدر أن يمتد نورها و تتوقد ألسنة نيرانها لتلهب العقل و تستفزه .. من هذا الإقليم بدأ الإنسان يحطم أغلال الضرورة التي كبلتّه دهراً و خصص شطراً من حياته للتفكير المجرّد من كل قيود .. فنظر للطبيعة من حوله و وجدها تزخر بالعديد من المتغيرات و اللا متشابهات ـ فكل شيء مهما عظم شأنه و ارتفعت مكانته ـ إلاّ أنه عرضة يوما لأن يكن كأن لم يوجد يوماً ..
أول ما استرعى من الإنسان اليوناني النظر و استدعى تأملاته هذا التغير الدائب بكل المحطيات به .. فهذا الشيء المحيط به هو عرضة للتغير و التبدل و أن يقصر و يطول ..أو ينطوي متلاشياً .. فأنّى جاء و إلى أين ذهب ؟
أنه لم يخلق من العدم و لم ينحدر إلى العدم ! بل تكوّن من مادة موجودة فعلاً في أشكال المادة التي لا تزال موجودة أيضاً ..؟ فكل هذه الأشياء لمختلفة و المتغيّرة و كلنا نحن البشر السود و البيض نرجع لمادة واحدة فماهي ..؟
هكذا صرخ الفكر اليوناني إبان تلك المرحلة ... جاءت إجابات المدرسة اليونية على أعلامها الثلاث المشاهير :
طاليس ، انكسمندر ، انكسمينس .. الأولى عزا المسألة للماء فقال أن الماء هو الأصل لهذا الوجود و قال بأن الأرض قرص صلب وسط مياه ! ، بينما انكر عليه تلميذه اكسمندر قائلاً أن الأصل شيء لا أصل و لا خصائص و حدود له
ليأتِ الثالث و ينادي بأن الهواء هو الأصل لهذا الوجود .. في الحقيقة لن نعيب عليهم هذه الإجابات الساذجة خصوصاً الفيلسوف الأول الذي عرفه العالم طاليس إذ يكفي أنه مرّن العقول لسلفه و أثار لديهم هذا السؤال ،،
فلن نطالبه بخطأ تعليله للكون فهو على الأقل أول من فسّر العالم فلسفياً بعيداً عن سطوة الأساطير و تعددية الآلهة التي كانت مستأصلة لدى عقول أسلافه ..
سأسهب في شرح وجهة نظر كل من فلاسفة اليونية الثلاث على حدة قبل أن أدخل في إعتقادات المدارس الأخرى من الفيثاغورية ، أو المدرسة الإيلية أو مدرسة جوهر الفرد أو المذهب الذري ..



- عن ماهية السؤال الذي طرحه الفكر اليوناني إبان تلك المرحلة و إلقاؤه على عاتق طاليس الفيلسوف اليوناني الأول ، فنجده قد وثّق لنا فكرة أنه أول من فكّر في المادة التي يتألف منها الوجود !
حسناً ، هذا سبق يحسب له خصوصاً في ظل تصوّر طبيعي منطقي يستبيحه العقل الذي لا يبصر التفكير العقلاني آنذاك بل أنه يعجز عنه تماماً .. فقد اعتقد طاليس " أب الفلسفة اليونانية الأول " أن هذه المادة التي تكوّن الوجود لابد أن تكون شديدة المرونة في قابليتها للتشكّل في صور و خصائص مختلفة لتتسع كل ما في هذا الوجود ... و انتهى بالأخير إلى أنَّ " الماء " هو قوام الموجودات بأسرها فلا فرق بين هذا الإنسن و تلك الشجرة و ذلك الحجر إلاّ بالإختلاف في كمية الماء في تركيب كل منهم ..
أليس الماء يتشكل في صور متنوعة فيصعد للفضاء على ماهية بخار ثم يعود فيسقط " سائل " مطر و يحدث أن يصيبه برد فيتجمد و يتحول لـ " صلب " ثلج ..و إذن فالماء هو الأصل لأنه حينا غاز و حينا سائلاً و حينا آخر جامداً صلباً .. و الموجدات في العالم لا تخرج عن هذه الحالات الثلاث للمادة ..
يرجح ارسطو " الذي تبع هؤلاء جميعاً زمنياً لا منهجياً " أن تعلّق طاليس بفكرة الماء يعود لإدراكه أن الماء قوام الحياة و بإنعدامه تنعدم الحياة ـ هنا إثبات لمبدأ ديني لدينا وثق في الكتاب المقدس في قوله تعالى " و جعلنا من الماء كل شيء حي " ..
طاليس كان فلكياً جغرافياً و ياضياً إن لم اخطئ و لم يثري الفلسفة التي لم توجد من قبله إلا بشذرتين :
- الكون يتكون من الماء
- الأرض عبارة عن قرص جامد يسبح فوق ماء ..
و رغم إنكارنا لهذه الفلسفة المائية الساذجة ، أكرر دوماً أن طاليس صاحب السبق الأول في محاولة تفسير الكون و الوجود به بعيدا عن خرافات الأساطير و الأديان الوضعية و تعددية الآلهة .. و هو الذي شجّع انكسمندر على البحث بعد أن انتهى هو لأن الماء الأصل ....



-انكسمندر هو تلميذ طاليس و خالفه فيما ذهب إليه و قال بأن الماء ذو صفات واحدة ويستحيل على الوجود أن يجمع خصائص واحدة و هو في تباين و إختلاف و ذكر بأن ثمة تناقض في الوجود للصفات التي يحملها الماء لذا لا يمكنك أن تدرك الصفة إلا إذا أدركت نقيضها ، و نادي بأن الأصل في هذا الكون يعود لمادة من اصل واحد و لا حدود لها و لا خصائص تلمّها و كل ذلك لتبرير الإختلاف و البتاين في الموجودات .. و نحن هنا ننكر عليه ذلك لأنه لا يمكن أن تنشأ كل هذه الموجودات من مادة لا شكل لها بينما أصلها واحد ! و لو وافقناه بذلك فما السبب في الإختلاف بين النحاس و الحديد و الخشب و .. و.. طالما هو يقول أنها من أصل واحد و لا شكل له ... ؟ و انكسمندر لم يوضح معنى واضحاً لتصوير العالم أو العوالم المتعددة كما ذكر ، بل أنه يعطينا معنى غامضاً و له شرح في بعض الرسائل الفلسفية التي سارت به لنهج يقربه من نظرية دارون في النشوء و الإرتقاء .. إذ أنه يقول أن الكون عبارة عن سائل أخذ يتجمد شيئاً فشيئاً و في خلال ذلك كانت تنصب على الأرض حرارة لافحة تصاعد من بخارها بخار و شكل طبقات الهواء و هذه الحرارة عندما ألتقت في البرودة كونّت الكائنات الحيّة التي كانت في أول أمرّها منحطّه ثم بعد ذلك تطورت شيئاً فشيئاً ..


- انكسمينس و إرجاؤه الأصل للهواء و أرجع الإختلافات للتكاثف و التخلخل و أوعز للهواء دورا كبيراً من حيث أنه يتغلغل كل المحطيات و ما الأرض إلا كرة عالقة في متسع هواء < --- عله ألمح لحقيقة فطن لها كوبرنيكوس بعد ذلك ..
هذا الأخير لا أعلم لِمَ لم استسغ ما جاء به ، وجدته خاوياً مفعلّا و خالطاً ما بين شمولية ماء طاليس و حدودية انكسمندر ..


ممكن يتبع نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة




* اسم الكتاب الذي كان مرجعاً لـي و زودنّي بشيء مِن الجزميات ..



:1_49987:

 

سميراميس غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:33 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.