اضحك مع غير البشر " المثقفون أنموذجاً "

[عقاب الدوسي]

أضحك مع غير البشر .. عبارة لايقصد فيها الإنتقاص من من نتوجه اليهم بالقول ونقصدهم بالهمز والمز .. ولكن لأن هولاء .. هم من يرون انهم فوق البشر .. ودون الملائكه .. احيانا .. تتوقع او تظن في داخلك اوتعتقدا اعتقادا لايشوبه شائبه أنهم يوحى اليهم وان الوحي لم ينقطع وان زمن الأنبياء في توالد .. وان الله لو لم يخرجهم للناس من بطون امهاتهم لجاء ت البشريه ودخلت هي في بطون امهاتهم كي تخرجهم .
أنه أنموذج لا تعرف من اين خرج ومن اين نبت والي اين يسمو ويسمق .. لذلك احتاج انا الي أكثر من عقل انشتاين كي انسب هولاء إما الي الأرض او الي السماء .
طبعا احد الأصدقاء جزاهم الله خيرا ظن في ظن الخير .. فنعتني بالمثقف .. ولا تدرون مال لهذه الكلمة من وقع
ومالها من سحر .. انها كأن يقول لك يافضيلة الشيخ ... أو يا علامة .. او ايه المرجع المؤلة أية الله في ارضه والحجة على خلقه ... ولأن نفسي امارة بسوء نهازة اليه ظننت اني الجابري .. في نقده للعقل العربي .
غير ان المثففين لا عمائم لهم ولا لحى في وجوههم فلهم طقوسهم يلبسون البرنيطة ويدخنون السجاره وتجدهم هائمين على وجوههم في المقاهي او في النوادي الادبية. كما لولائك الأخرون الذين اعتبروا أ نفسهم غير البشر طقوسا تخصهم . . في تتبع المحاضرات .. وتوزيع الأشرطة .. وإفتاء الناس .. ويمكنك ان تعرفهم كما تعرف ضده الاخر من غير البشر فضده يقصر الثوب وهو يطيله يضع العقال وهو يلبسه يمضغ السواك وهو يدخن السجاره .. يحمل شريطا اسلاميا وهو يحمل رواية خالعه بذيئه ...يشتم الناس ويصفهم بالكفر .. وهو يشتم الناس ويصفهم بالتخلف والرجعيه .

اعود لصديقي .... الذي نعتني بالمثقف والذي لا يدري ولا يدري انه لايدري .. اني اكتب منذ 15 عاما والله على ما اقول شهيد .. وأنا لا زلت لا أستطيع التفريق بين الألف المكسوره ولألف الممدوده .وأن كل تعبير لي كان كارثة حقيقة في نظر استاذي الفلسطيني ..
ان تقول بيت شعر لا يعني ان تكون مثقفا .. او ان تكتب مقالا ساخرا او جادا لايعني انك مثقف .. وان تحلل وتحرم على كيفك .. ومن هوى رأسك الفارغ وتقيس وتوازن .. وتزعم أنك ما قلت الا حقا .. وما استنتجت الا فقها .. فمعصي ثم معصي . .. ان تكون مثقفا . .. وان تجد لك كم مغفل يصفق لك .. فلا يعني انك مثقف .
طبعا .. اصحابنا .. لديهم مشاكل مع الدين .. مثلهم مثل المتدينين او الضد الأخر لهم .. مشكلتهم انهم يرون الدين على شاكلتهم .. أحد الفريقين يميعه فلا يكاد يبين والأخر يغلظه فيقلب يسره عسرا .
أحد الكتاب البارزين والمثقفين الأجلاء وضع كتابا في الصلاة وعدم وجوبها في المسجد , وكأنه يقول يا ايه الناس صلوا كما رأيتموني اصلي . أو كما اريدكم ان تصلوا , وليته استند في كتابه على علم شرعي او سند فقهي
ولكنه انتحى للغريب من الحديث وانساق للشاذ من الأراء . وكأن الأمة ما صلت قبله ولا صامت فأتى بما لم تأتي به الأوائل .
والأخر جند الأقلام .. ليعلمنا ان السينما جنة لا يعدلها جنه وأنها لو جاءت الينا فإنها لن تزيدنا الا تطورا وفهمنا للأخر .. وكأن الأخر عزيزٌ عنده ان يفهمنا .. فهو ما فهمنا من 14 قرنا . انا لست ضد السنما او معها لكني ضد ان ينبري كتابنا الأجلاء لموضوع تافه لا يسمن ولا يغني من جوع .
الأخر اصدر رواية .. قيل عنها ماقيل انها جريئه .. تناولت المسكوت عنه وفضح السائد في المجتمع .. فوصف الوصف الغليظ أي مابين السرة والركبة وفلان كيف قبل فلانه وعلان كيف ضاجع علانه .., وهذا الاديب في عموده الشهير طفق سبا في الهيئه متهما اياها بفضح الناس وتتبع عوراتهم ,وانهم يضنون الظن السيئ بالمجتمع , فكيف تقنعني بالعكس وانت ايه الشهير تقول ان ما كتبته استقيته عن واقع .. فهل نغفر لك نيتك ونلعن نية الهيئه .
شيخ المثقفين تركي الحمد كتب على لسان احدى شخصياته " أن الله والشيطان وجهان لعمله واحده " تنزه الله عما يصفون .. وهاهو يسرح ويمرح بيننا قال لي صديق ما قولك فيه لو انه كتب ان الشيطان والملك فلان وجهان لعمله واحده هل كنا لنشاهده اليوم ؟؟؟؟؟
.
طبعا لم اجرء على الرد .. لكن اعرف ان أهم شئ الاخلاق وحب الوطن  .
.

أنه انموذج يدعوني أنا للأسف كيف انقلبت الثقافة من مشروع تنموي حضاري يحافظ على القيم ويعززها ويطور الياتها الي مشروع تغريبي تخريبي لا أكثر لأسقاط حضارة مجتمعات أخرى على مجتمعنا .
.
.
ولكم وافر الإمتنان