الكاتبة : فاطمة العرجان...][ وَأخيراً .. س أمضي..!][
فاطمة العرجان ..
ونص ملتهب من ألف الرجولة إلى يا اليقظة السكرى على منصة قدرغادر ، لم يغادر الروح إلى بجرح عميق كعمق الواقع المؤلم بين تخوم الخيبة ونجوم الحلم التي تتساقط تبعا بلا هوادة أو توقف ..
فأتى العنوان ][ وَأخيراً .. س أمضي..!][ كفوهة تخرج منها ذات طالما اقفلت على نفسها وتقوقعت بمحيط رجل لا يحيط بمبادئ الحب ولا يقدر نبضات قلب تعب وهو يتمرجح بين العتب والعنب ..بأسلوب سردي جميل ورؤية فنية رائعة أتى النص بتسلسل جميل حيث تعتلي به حدة الخطاب على مستوى الحدث والحديث :
" وَلفْظِها بِوَحْشَةٍ عَلَى أَوْراقٍ أَشدّ وَحشَةٍ لِرَحيلكَ الْمُدمِي كَ نَزف
الْقَاهِر كَ جَبَروتِ رَجُلٍ أَبَى أَنْ يَعترِفَ بِلَحظَةٍ خَضَع فِيهَا لِامرَأةٍ "
"فَقدْ كُنتُ لكَ كَدولةٍ لِتَارِيخ .. نَشَأتُ عَلى أَنْقاضِ حُبٍّ لَم يَكتَمِل .. "
.. أُولَئكَ الذِينَ يَجِدونَ فِي الْحُبِّ طُفُولَتِهم الْتِي بَاغَتَها الْكِبَر , فَيُلقُونَ بِرُؤوسِهِم فِيْ أَحْضَانِه .. يَتقلَبُونَ بَيْنَ كَفيهِ .. يَعْبَثُونَ بِأَشْيائِه ..
" وَتَرَكتنِي أَنْتَحِبُ عِندَ نَواصِي الْخَيبَة .. وَكَأنّما سَقطتُ سَهْواً مِنُ جَيبِك وَلمْ تُعِرْ سُقوطِي انْتِبَاهاً لِوجُودِ مَثيلاتٍ لِيْ يَمْلَأنَ شُقوقَ غِيابِي "
"
وَتَعْلَمُ أَنَّكَ أَجَدتَ كَسْرَ رُوحِي , وَلَيَّ عُنُقِ قَلْبِي .. حَتَّى لَمْ تُبْق
لَكَ الْرُجُولَةِ إِلَّا مَلَامِحْهَا الْهَشَّة الْتِي يَتَسَاوَى فِيهَا كُلّ الْذُكُورِ
عَلَى أَيّ جُرْمٍ تُؤاخِذْنِي وَأَنْتَ رَجُلِ السِِلْمِِ الْذِي كَانَ نَبِيلاً ثُمَّ تَلَبَّسهُ شَيْطَانٌ بَرْبَرِيّ حَوَّلَهُ إِلَى غَوْغَائِي لَا يَعْرِفُ مِنَ الْحُبِّ إِلَّا اسْمه وَرَسْمه ..
يُمَارِسُ الْحُبَّ بِفَوضَويَّةٍ قَرِيبَةٍ مِنْ مَشَاعِرهِ الْمُتَخبِطَة بَيْنَ عَقْلِه الْذِي أَرَادَنِي وَقَلْبِه الذِي أَرْدَانِي .."
* * *
الكاتب : سعد الصبحي .. [عابرون إلى الدمعة ]
ونص مبتل بالدمع والشمع ..
فكان لفلفسفة الدمع هنا عمق أنيق وسيمفونية حزينة ترددها شفاه الحياة الصامته في حفلة العبوروحافة التعب ..
أتى هذا النص كومضات للعبور / الدمع / الذاكرة
في حضور سردي ينم عن خيال خصب يلتقط الأشياء ويعيد ترتيبها بصور دقيقة عميقة وواعي تام ، فنجده غائر في تفاصيل ذاتية عالية الشجن واللحن :
" على حافة التعب ..
بلا بوصلة على دروب الغد....
ندخل الليل أحراراً....
وقليل من عبر إلى النهار ..."
" مقيٌد أنا على نوافذ الموتى..
تتسلى بذاكرتي نسائم الحب الكاذب حيناً ..
وأعاصير الأمنيات تعود خائبة ...
بعد أن حاصرتها الجمارك والقبيلة ...
القرية النازحة إلى الحدود ...
بلا وطن ..."
" بعد أن رمدت عيناي ...
غسلتها جداول الحنين ...
مذ طالعتني على غفلة من الحزن تبتسم ...
السنونو المشرٌد عاد يبني عشٌه ..
بعد أن أقفلت النافذة ... "
" أعزل صوت العابرين بالغناء ...
أو بالبكاء بلا صوت ...
ولا دمع ...
كي أدرك أني عابر ...
صوب سراب الحياة ..."
"
نبشت الأمس من عينيك عمداً ...
بحثا عن إجابة ...
فخرج الدمع منتصراً ...
وتركني جثة في رحم الأسئلة ...."
* * *
الكاتبة : صبا الكادي [من ضجر السهر ]
ومن ضجر السهر نحتفي بنهر متدفق بالذكريات والحنين ، في خطاب سردي يسكنه ماضي جميل لازال عالقا بأهداب غيمة لا تفارق سماء حياتها ، فكانت جملة ( موعد مع النسيان ) ثيمة الرتكز عليها النص ولازمة تكرارية أتت لتؤكد أن النسيان أمرا حتمي لا فرار منه ، ولا مبرر لغيره في الحضور في مساحات الروح ومسافات البوح ، فأتى الأسلوب في بناء الجمل وتركيب الدلالة بشكل جميل لا تعقيد ولا عسف يشتت ذهن المتلقي أو يقفز على تسلسل الفكرة ونسيجها ومن التراكيب الرائعة التي توقفت عندها :
" حينما يتحجر الصوت في الحلق
ويستنطق الألم الجمادات من حولي
"ويذكرني بحنان جف على أعتاب الحلم والأناة "
" عزمت أن التقي النسيان ومعه ُاتفق على الغدرِ به والغدر بذكراه
يشاركنا لليل هادئ وصبر صامت وحنين باكي على أيامٍ خوالي
وحٌرقة قلب على لحظة انتهت وهي تنتظر لفتة أمل
وحفيف أوراق تحتفظ برسم اسمه وكلمات توثق صدق الاحساس معه"
" أغمض الأجفان بتعب وهو على عتبة الفكر
وأصحو وقد ولج الفكر وتربع على عرش الأنفاس" *****
الكاتب : فهد الطيار .. [غبش ]
من العنوان [ غبش ] نتعرف بشكل أدق على أن هناك عدم اتضاح رؤيا لكثير من الناس نحو واقع حياتي متداخل ومتشابك بشكل كثيف فالعنوان كما قال عنه علي جعفر ( يحدد اتجاه القراءة ، ويرسم احتمالات المعنى ، ويختصر حكمة القصيدة ) فأتى هذا السرد مؤسسا علاقة دلالية تقوي من شدة التماسك والتآزر بين عناصر السرد ( تعاقب افقي متناسق لوحدات لغوية مترابطة تقوم على أسس محددة من حيث التسلسل ) حسب فولفجانج يقول كاتبنا القدير فهد:
"
يملُكُ معرفةً، ويعلمُ أن الناسَ لا تقبلُ أن تُكَذَبَّ إيمانيَّاتُها، ليسَ تعصُّبًا، ليسَ جهْلًا، ليسَ شعبوِيَّةً أوِ اتّباعًا، إنما خَشيَةً ورهبة. ليسَ هيّنًا أن يُعَمَّرَ أحدُهُمُ عُمُرًا، فيكتشِفُ أنّ ما كانَ لديهِ منِ اعتقاد، ليسَ سِوَى خُرافةٍ اقتَنَعَ بها حينَ كانَ صغيرًا، أصبَحَت عُلُوًّا لا يُطالُ."
" يجبُ أن نغُضَّ بَصَرَنا عن بعضِ النقائِص، حتى نمنَحَ أنفُسَنا زَهْوَ خِفََّة."
" رُبَمَا نُدرِكُ عندَ هذا الحال، كم هُوَ شقاءٌ أن ينشَا الإنسانُ دُونَ راعْ، لابدَّ أن نُشرَبَ شيئًا في عُقُولِنا، وإن كانَ زيفًا، ذلكَ خيرٌ من بقائِنَا عُراةٍ أمامَ زمهريرِ الحياةِ وأنيابِ الأشياءِ التي تتكاثفُ عندَ ضعفِنا أكثرَ فأكثر، كأنها تنتَهِزُ فُرصَةً، كأنها تُفكّرُ، وتعلَمُ كيفَ تُصيبُ كَبِدًا، فتُثيرُ يَئْسًا. تصنعُ الشُّكُوكَ، وتجعلُ القلبَ دائمًا في حَيْرةٍ، ليسَ يقولُ نعم، ولا يقولُ لا، هكذا أبدًا، إنما يتّكئُ كمذهُولٍ على -رُبَمَا-."
* * *
الكاتبة : زَينَبْ الخُضَيــري ..[تمـــــوز ماذا بعد ...!! ]
وعبر تقنية الفلاش باك كان حضور الكاتبة زينب هنا مندلق عبر ماضي يسكن الحاضر ، فأتى النص مشحون بادلالات ومفعما بالرؤى عبر علاقات لغوية و سياقية ، بعيدا عن الانقطاع والتشتت في انتاج الدلالة والصيرورة الفكرة المستمدة من عنصر زماني ( تموز ) مرتبطا بذكريات وحدث وقع بتلك الفترة ولازال يمتدد عبر أوردة الأيام لتقف من جديد عبر بوابته المحملة بالوجع (ما بال تَموز مُختلفٌ هذه السَنة ... تركلني الذكريات معه, روح تَموز تتصل بخيط من وجع ,متكيء على نسيج الفراق ) جاعلة المتلقي شريكا في انتاج الدلالة عبر مرجعيتها الذهنية في انتاج مشهد سردي غني بالصور وعميق بالتعبير ، مشكلة لوحة فنية جميلة
.جاعلة من ذاتها - الراوي - التي تتعمق بذاتها عبر المونولوج الداخلي لاتتقرب بشكل أكبر مع دواخلها النفسية حيث تقول : " أحيانا يسافر صوتي إلى بلاد قلوب بعيدة ليتنفس لغة التواصل فـ تورق زَهَرات الأمل, وتَنشَطِر مِن روحي فَراشَات البوح اليتيم , يتَفتق عنها تساؤلات تزاوج في ثَغرِ العطاء كَلِمَات مِن فِضة تَشرنَقت في بداية العُمر, " بطريقة السرد / الوصف مفصحة عن المضمون برؤية واضحة بشكل لغوي جميل ، ومن الصور الفنية التي رسمتها بريشة إبداعها عبر المعادل الموضوعي الزماني ( تموز)
" فتحاول كلماتي , أن تَصعَدُ سُلما مِن
وَرِد الجُلّنار لتطاول السماء , فتهبني قوة تدفعني لخوض غمار السنين "
إلا أن هذه السنة كانت مختلفة بأيارها وتموزها ...!!
" ما بال تَموز مُختلفٌ هذه السَنة ... تركلني الذكريات معه, روح تَموز تتصل بخيط من وجع ,متكيء على نسيج الفراق"
" كزَهرة تَموز زنبق لماء , وبِكل ما أحمِله من ضَجيج صَامت , فإذا بي أتعثر بأيامك الجارِحَة حد السكين لتغرسها كَوشم في قلبي ؟"
" يغيب الفرح بِسَخاء عن نَاظري "
" كأرجوحة معلقة بين مجرتين متباعدتين "
" يئست الأيام من عبثية البشر , انتقلت بي من طور الغروب الذي يرتق النور الى ظلام ليل تعود حمل حقائب الحزن "
* * *
الكاتبة : حنان .. [في غِــيابــكْ ..! ]
ومن الغياب يعشوشب هذا النص بالشوق والحنين ، ضمن سياق لغوي تلائم المضمون وموائمة للحالة النفسية التي أرادت أن توصلها الكاتبة حنان ، بضمير يعود إليه هو وبخطاب رقيق عذب وحنينها إليه في ذلك الغياب الذي ينتظر اليباب ، لذى أتت الجمل قصيرة ومتلاحقة ، فتناما الفكرة بصور فنية تتكئ على دقة الكاتبة بالالتقاط والتجسيد ،
"وتحت وسائد الحلم
أبحث عن دفء .. احتواء .. ارتواء ؛ عن وردة ؛
فـ يؤلمني الشوك
تتراقص أشباح الوحدة على طبول الوجل
تمد اصابع الحيرة إلى عيوني
تفتش فيها ؛ عنك ..."
"بآخر خيوط الكبرياء
أجرُّ صوتي مع أقدامي المثقلة
بقيد الحنين اليك
إلى رؤية ملامحك خلف نافذة توشحت الظلام
واراك تتذرع الصمت
متأبطا قلباً جائعاً
وشوقاً لا ينام"
"هادئة مدن الحنين
باردة ليالي الصدّ
غائرة نجوم الوعد ،
والليل الموحش
والوردة الحمراء ..
ترمقني كعيون الشك ،"
" وتترك عاصفة الظنون والشك
تجتاح سواحل الانتظار والامل ..
وتسألني ، فأجيبك"
* * *
الكاتبة : منال أحمد .. [ تفاصيل ميتة.! [مُستوحاه]
وفي تفاصيل هذه الكاتبة نجمع الوافر من المحاصيل في حضور رائع وإبداع بارع ، فكان للنحراف / الانزياح اللغوي في هذا النص تواجد ملحوظ عبر تكثيف وإيجاز لغوي بإنجاز سردي وطاقة إيحائية تخيلية تأثريه ، بتوهج رمزي ناضج ، ودلالة فنية مكتملة الرؤية والرؤيا ، لذى أتت اللغة هنا مكثفة مستغلة الرؤى السريالية لتجسيد سردها ببناء عالي الدهشة والمفاجأة حيث تقول :
قُرب الضياع وزوبعة الشوارع الباكية
بيتاً عملاقاً ضيقاً بالضيق!
ينامون على أسرتهم محترقين..
لا صرير للأبواب..
ولا نوافذ تنقذ أنفاس الجدران!
" أشجار الحديقة عارية,"
سئمت أوارقها الحفيف ؛
طارت مهاجرة لجزيرة الأنين.."
أحبكِ يا منضدة الأسرار
أين تخبأين دفتري,
وقلم حبري الحزين..؟"
" الطفل الكبير يشيخُ
وآنية السجائر تنبذهُ..
لا يحلمُ بصيد ثمين! "
"وتختنقُ النسمة التي إحتلت رئة الستائر
وأنتِ هنا تتنفسين! "
" الآن في ساعة شاردة من الزمن
أحتاجُ للوجه اليانعُ بالنبل
وفصل خامس حزين..! "
" سأتكيء على ظهر نحيبه
وأرفع رايات فرحة..
فغداً تثور الرياح الساكنة..
وأجدُ الجمعُ متكئين..! "
" سأُرتلُ إسطورة
فصول تفاصيلها فراشات تحترق!
لون البكاء باهت! "
" أخيطُ شفاه الجليد
وألبسُ الليل معطف..
وللدفء أخلقُ الجناحين! "
" بقربُ المدفأة أجلسُ
أدفنُ رأسي في حضنها الجائع
لألملم عطر أنينها..
وأسمعُ دقات الحنين..! "
" دعيني أصلُ الأرصفة الفقيرة
أراقبُ الحقائب والدموع "
" منفى الشتات يشدو بهم!
بأحداقهم يستوطن الدمع..
قوت يومهم ذعر..,
صدى عطش
وزمن لم يستكين! "***
الكاتبة : بثينة محمد ... [شعاع حب]
ومن ذلك الشعاع يرتوي حد الظمأ ، والانتماء ،لحد أنه هو الكون بأسره ، أنت تحب إذن أنت محب لهذا العالم بكل أطيافه ولغاته ، الحب كائن مدهش منعش ، يغير ملامح الطبيعة بجميع متناقظاتها هو اهزوجة الجداول وبوح العطر وروح المطر وهو " أكثر المشاعر الإنسانية قدرة على البقاء " كما قال عنه ستيوارت ، أو كما قال عنه فرانك هاريس " الحب نبات ينمو بكل رفق : تعامل معه جيدا .. اهتم به حتى يمكن ان ينمو بقوة ويعطر حياتك بأسرها " ..
فكان هذا الحضور السردي للكاتبة : بثينة حضور مشرق مورق شفيف ، اختارات مفرداتها بكل عناية ، لتتناسب مع مقتضى الحال ، " شعاع حب ..ينساب على كتفي "
" يشعرك بأنك ترتمي على الأعشاب المعطرة بشذى الزهور .."
بحيث لا تستطيع رؤية أي مدى من الظلمة ،
و لا تستطيع تخيل أي نوع من الأحزان ..
و تشعر كأنك وُهِبْتَ عمرا جديدا ، و حياة جديدة ..
تحب كل شيء ، و تكره ما يعاكس كل شيء !!"
* * *
الكاتب : علي الدليم ... ][أوْتــ الورق ـــارُ بِقَلَمٍ مِنْ رصاص ... ]
يعتبر الكاتب علي من الكتاب الذين يمتلكون ناصية الحرف وعنان المعنى ، مسخرا فكرته بمعجم لفظي زاخر ومطوعا رؤيته بتقنية سردية جميلة ، فتأتي نصوصه مندلقة على صفحة الذاكرة لتعوششب الذائقة بتجربة سردية ناضجة , ومن تلك الإضاءات التي تركها لنا في هذا المنجز السردي :
"لازِلْتُ أغْزِلُ من خِصلاتِ الغيابِ حروف الورق "
"يعْتريها عُريٌّ الصمت وترمي بجلباب الإطْراق ..
تُمْسِكُ بالضآدْ عبر رفوف النوايا"
" يا شهيةَ الأطراف ..
يتأججُ بين زوايا النفس
أن أعْصِفَ بـأشْجانِكِ
وأُبْقيكِ أسيرةً في قفصي
لتبقين أُنثاي التي تؤمنُ بأنني بين يديها خاشِعاً ومُلْتَهِفاً
فهل تكفيك يا أنا ..."
" قد كان في خاطِري أن أرْكِلَ العِشقَ بأقدامِ العقل
وهيهات أن يكون ذلك ...!!
فالعقلُ بين صهيلِ الحكاية وشراسةِ الكيد ..!!
ولاتزالُ أوراقي تئِنُّ أنِينَ الطفل الرضيع ..
وتبْحَثُ عن رُفاتٍ منْ أمل ... "
* * *
الكاتبة : ونــة ألــم ... [ الكرسي القديم ]
ومع قطرات الندى المتساقطة على حشائش صباحات الذكريات المبتلة بالحنين ، والمشبعة بالانكسار ، يأتي هذا النص بكل همه وغمه ليستفيق على دموع الأسى وشموع الحاضر الكافر بالوعد ،
وبحشرجات اللهفة المستلقية على وسادة الروح تنتظر الحلم القاد ليمد لها يد النهوض من واقع مرير ، استطاعت الكاتبة ونة أن تنقل لنا رؤيتها الخاصة عبر معجم لغوي زاخر ساعدها في انتاج الدلالة وستدراج المتلقي لفضاءات النص بكل شفافية وتناغم ، عبر صراع فيزيولجي / روحي وبتوهج فني جميل ينم عن تجربة سردية مكتنزة بالابداع والنعناع .
" أُدندن مع زفير عشقكَ وتنهيدة غضبك ..
أرسم على الشاطئ البعيد قلباً اخترقته غربتنا..
أراني بين عينيكَ عالقة / تائهةٌ / عند ضفة الصمت "
" اختفي خلف تلال المدى وخارج نطاق الشريان..
أرمي منديلي الأبيض كي أمحو غُباراَ للبوح الجامد "
وارمي بعقد اللؤلؤ الأبيض تحت طاولة الليل الحزين..
" أتكاثر بنطف الصمت وتوكأ الحديث على منضدة الوجع الأول ..
أتشرب الموت كأسنفجة امتلأت سموما من يقين .."
" بالقرارات المتكسرة أجنحتها ..
الموبوءة بطاعون الصمت اللعين .. "
" ابتسم ..
كي أرى شمس النهار ساطعة على وسادة الأمنيات..
وحينَ تُطبق شفتاها بكل إصرار لرؤُيةِ عالما ما زال مهزوما برقصة الانكسار
ودبكة الحب المتوسدةُ أرض الدم وانحلال لغةُ الوصال .."..
" ابتسم ..
حين يأتي ساعي البريد مسرعا نحو أبوابهم القديمة المُشرّعةُ للفرح..
وبين أحلامهم الكبيرة مع تلك الدمى المُبعثرة بانهيار .. "
* * *
الكاتبة : أميرة سراب ..[هل أدركت سري ؟! ]
وما بين الحرف والحلم تقف هذه الكلمات المفعمة بالبياض والمكتنزة بالرياض الخضراء والتلال الحالمة بالمطر والعطر ، فأتى هذا المنجز كرسالة مفتوحة لا غموض ولا تعقيد يكتنفها ، أتت الجمل كحبات مطر تندلق على الروح وتستيقض على خلجات قلب رقيق ، في أسلوب سهل ممتنع ، يوصل الحلم بالأمل ، ويغري همسات الليل بنسمات الفجر ، تقول في عباراتها الرقيقة الدقيقية :
" حبكـ..
يتقاطر داخلي قطرة قطرة ...
خلعت كل اساطير العشق قبلك..
حتى باتت تغار منك الكلمات.
لا تسالني عن وطني..فقد اقمته بين ضلعيك.."
" اخترتك بدايتي.. فكتبتك بحناني..
واخترتني نهايتك.. فتوجتني على عرش قلبك..
حتى انصهرت روحي بروحك فاصبحت تلك الاميرة التي لا تعاد و لا تكرر بين نساء زمانها.."
واتساءل...!!
متى ضَمَّك العشقُ بين أضلعي..؟؟
فاعي..
ان بساتينى تفوح بنسمة اشواق فريده حين يتقاطر اسمك بين شفاهي..
فاجعل من ملامح الحروف طيفا يضمك في كياني يا رجلا يفهم سكوتي وصرخاتي..!!
" سارحل بين عينيك رغم بُعد احلامي..
وارسمك الهاما لنبضي ..
واسطر لتفاصيلك الف اغنية اعطرها بكل اهاتي..
والشَّوْقُ الجارفُ يَشتدْ بي...!! "
" علِّمني لغة العشق لاكتبك بحروف الشوق..
ايقظ بداخلي الوان الربيع..
انت يا كل لغتي..
هل ادركت سري..؟؟"
* * *
الكاتب : مبارك الهاجري ... [والله ما علمتُ عنكِ إلا خيراً!.]
بمنجز سردي يتحفنا الكاتب مبارك الهاجري برؤية سردية في غاية الدقة والوعي ، استطاع أن يصوها عبر معجم لغوي زاخر وبعمق فني جميل ، متتبع تفاصيل السرد وناقلا تجربته السردية بكل مهارة واقتدار ، فالخطاب لديه مشحونا بدلالات ومفعما بالرؤى المفتوحة على أفق التأويلات الخصبة :
عرفتكِ عاقلةً لا تلتمسين التفاصيل التي لا تعودُ جُمْلةً إلا في حيِّز الهوامش التي لا تبْسُطُ عن عقل؛ ولا تتساور عن فكر!.
ثم إني توسَّمتُ فيكِ شيئاً من الحكمة تنميه تلك التجارب المخللة بنظرٍ في دواعي الأفعال، ويستدعيه أمَلُكِ في الصبر على ما سيقبل، عدا أن تلكم الحكمة ما كانت لكِ سربالاً يسبل عليكِ من فيض الوقار والهيبة إلا ما كان في ساعةٍ من تواؤمِكِ معي تحتَ ظِلٍّ من شمس التشبب والنزق!."
فأمر حيويتك البدنية استعضتِ عن كثيرٍ منها بكونٍ من حياتكِ العقلية، والتي لولا أنَّها كانت غالبة طاغية، لما تفشى فيكِ ذلكم الألق الروحي، وتفنن الأنفس في أن تصبو إلى الائتلاف معِك، ثم إنَّك لم تكوني إلا متأثرةً في ذلكم الائتلاف، وذا لم يكُ من قبل، الأمر الذي عجَّل بفقدانِك لشخصيةٍ كانت من التأثير كما هو تأثير ممن تتوثبين بسببه إلى كلِّ ما هو دَوْنٌ وتحت!. "
* * *
الكاتب : اسعد البردي ....[أزرقٌ في النّاي يعبُرني]
وعلى إيقاع صوت الحب البحر ، وصمت النوارس التي حلقت طويلا على جسد من ظل ، أتى هذا النص محملا باللحن والشجن في حضور مشرق بالنور ومغدق بلغة بالغة الشفافية والتناغم والحبور ، نكاد أن نحلق معك يا سعد لشدة تأثيرك وتحريكك لذواتنا المتعطشة للمطر وأغنية المساء لصدر السماء ، لذى أتى المنجز غني مبنى ومعنى ومغنى :
" أنا لا أُغنّي لهذا المكان
ولستُ على شاطىء البحر أشجو
ولكنني أعبرُ الظل؛
وأمشي.
بما يرسمُ الموج؛
وأُسمِعُ البحر صوت إيقاعي؛
على عزف؛
سوناتا."
" أزرقٌ في النّاي
يعبرني؛
أسرابُ طيرٍ تُدَمّي
المدى. "
" أحبُ لغة الموج.
وتدفق الأٌرجوانِ في النّاي
وأحب الطبيعة؟ "
" عاشقا أو فارسا_
يطلُ على ريشةٍ للهديل"
ويحرسُ
رجعَ الصدى."
" لم أُكَمِّلْ..
ياريح الصنوبرِّ
بُحَّتيْ؛ من لسعةِ الذكرى
وجُرح اللآزورد؛
لليلِ غموضٍ يُضيىءُ لؤلؤهُ
من شالها الليلكيّ.
بيضاءُ..بيضاءُ
كسربِ حمام؛
وتحت نعاسها..
قمرٌ تبعثر،
ههنا؟ "
* * *
الكاتبة : فرحَة... [ يدٌ من حنين ]
وبأحلام منهارة وأماني موءودة يتساقط هذا المشهد مقطع تلو الآخر ،
بحزن شجي ، وجرح عميق ، وروح مكلومة ، وعلى إيقاع الذاكرة
المثقوبة تتنصل وتهرب من مصافحة يد من حنين ، استطاعت الكاتبة فرحة من تلاحم الوحدة العضوية وفق شبكة دلالية جميلة تكتض بالصور والتركيب المحكمة التشكيل والتجسيد وعلى سبيل المثال :
" ألح على نفسي كثيراً بِ أمر نسيانك و أحثها على رميك و ذكرياتك كلها في ثقب ذاكرتي الأسود لِ تبتلعكم إلى الأبد و لا أذكرك .! "
" أبكيك بِ حرقة يا حبيبي ، و تتكون صورتك في المنسكب من ماء عيني ، لا زلت تسكنها / عيني .! لا زلت أراك فيني .! أكفكف أدمعي ، أحاول تبديد صورتك بِ كلتا يدي ، أعبث بِ الماء دون جدوى ، أنا بِ حبك أجدني و أراني ، ولكن ما حيلتي ..؟! ما حيلتي و أنا أراك كـَ حزم الضوء تنفذ من يدي ،"
" و كيف أصنع بك و بي و أنت كـَ قطع ثلج أحاول إبقاءها في يدي فَ تأبى إلا الذوبان و التسرب منها بِ فعل حرارة جسدي ، بل ماذا أفعل و أنا أراك كـَ سرابٍ كلما ظننت أنني قَرُبت منه و قريبا سَ يصبح في متناولي إزداد بعداً عني .! كـَ هذه أنت حقاً فَ ماذا أفعل إن لم أستطع الإحتفاظ بك و أضعتك غصباً عني .؟!"
" ليس ذنبي أن لم أخلق ضوءاً كـَ أنت فَ أتداخل بك ، و لا ماءً فَ أمتزج بك و لا حتى صحراءً فَ أحتويك ..! ليس ذنبي أن خلقت لِ سواك و خلقت أنت لِ غيري .! "
* * *
الكاتبة : سلمى الغانم ... [ الفجر الأخير .. ]
بحضور يتماهى مع حالة شعورية تحمل القلق وتفتل الغسق وتجدل للجرح موعدا من غرق ، يأتي هذا المشهد السردي من الكاتبة سلمى بأسلوب فني زاخر بالأدوات ومتقد بالدلالات ومتشظي بالصور الفنية الملتقطة من بؤرة عدسة حسية دقيقة ، ومن هذا المقطع اتى الخطاب لذلك الضمير المستتر خلف أجفان الفجر وفي جسد المطر ، فأتى الأستفهام " هل رأيت " على هيئة استيقاظة اخيرة لآخر فجر يمر في قارعة الشريان ، ثم اتى الخطاب مرة اخرى بصيغة الأمر ( أبحث ستجد )..
" هل رأيت أحد كان لا يتمنى المطر
أبحث ستجد ما هذا المطر الذي
رممت موقظها في ضم جسدي
بقسوة / قوة / وشيء من فحيح لهيب
لا يرى ..! "
فأتى هذا الفصل الأخير بنصل خطير حيث تقول : " لما أضمد الجراح بأكاذيب
قائلها ينفيها في إثبات ؟! "
فغيب المكان عنوة في أول النص لسيطرة اللحظة الزمنية على الرؤية التي
أوقدت لتضيء المعالم ولكن لعدم اتضاح الرؤيا الداخلية وفي إيحاء لتلك
اللحظات الأخيرة تقول : (رؤيتي اعتلت عرش يخبئ ملامحه
حتى لا يراها أحد عرش كِسير ؛ في ثواني شيد أركانه
وأمطرني مطر مالح .. مالح .. مالح
حتى إنني تمنيت الوقوف وهللت
للجدب "
" لما أضمد الجراح بأكاذيب
قائلها ينفيها في إثبات ؟! "
" ليس إلا أن ربط بك الوجه الذي
أرى به بزوغ الفجر كلما حاول الليل
يغتال أجفاني لمنامه
" الفجر يشتعل
والمار في نوره كعابر سبيل
لا يسعى لإطفائه
لا البحر الذي أمامي يدفع أمواجه
ولا نهراً يجري خلفي يمتص نار اللحظة
زمهرير الإشتعال "
" ولو إن ذراته مغلفه بالموت
وفي كل شهقة على إثرها
"ما يدُّندن بخاطري"
ويرفض العزاء "
* * *
الكاتبة : قطرات الندى ... [ قــــيــود ..! ]
وفي مشهد سردي جميل تنقلنا الكاتبة قطرات إلى عالمها المكتنز برؤى والمنغمس في تفاصيل نبض يحب الركض في جميع الاتجهات ، فأتت الدلالات تحمل خصوصية التجربة ، وافق الخيال الخصب ، بلغة منهمرة وتراكيب مسفرة عن نضوج بناء سردي محكم ، ناقلة المتلقي عبر أبجدية غائرة في أعماق الحدث والحديث ،
" يأخذني الليل
لـ زاوية البقاء بجواره مجبره
كـ عجوزٍ عمياء
تريد الأخذ بثأر سنينها العجاف ..
ويسقط النداء " حي على الصلاة "
فتغتالني اللهفة وأختلس السير
لطريق المنادي
لعل ذنبي يغفر
ولكني لم أبلغ السابعة
لـ أقبل وجة الأرض ..! "
أخبرتني ذات مساء
إغتاله ضباب وقت السحر
غجرية إعتلى وجهها غبار الطرقات
ترتدي خمار أحمر يخنق النظر
بأنك تحمل بجيبك ثلاث خرفات
قلم ومصباح ولعوب
وعلى جبينك ثلاث عجائب
حرف وغباء وأنت
وعلى صدرك
صورة طفلة غنّاء
وأنا لكن دون غطاء
فهل صدقت تلك الحمقاء ..؟
" حبيبي أريد جرعة ماء
و لب عقل
حتى أصل إلى منتهاك
فليس لدي خبرة
بنسق حرف تحت خصر الحياء
أمام البشر "
" وتمرير الجنون لحصونه الأبدية ..
علمني إرتداء البياض بأحزانه
و إرتداء السواد بأفراحه ..
علمني الصمت عند إختراق أنفاسه معصمي
وأن أقف بين النار والجليد وأبتسم ..
علمني بعد الإحتراق أن أرقص فوق الرماد"
* * *
وجدان الأحمد [ هي : هكذا .]
الكاتبة وجدان الأحمد تجسد بلغة الماء أحرف تشرب منها شفاه ذاتها المبللة حد الظمأ به ، لغة تددفق نحوه وتترقرق على صفحة محيطه ، ليحيطها بمزن مشاعره ، تتجلى " الأنا " الساردة بوضوح لتبوح عن حب شرعي يفوح بأوردة المساء والسماء والنساء ، كما قال عنه إيمانويل سو يد نبورج ( الحب هو .. أن تكون لدينا رغبة في إعطاء ما هو لنا شخصيا لإنسان آخر .. وأن نشعر بسعادة كما لو كانت سعادتنا ) ..، فأتى هذا النص بنوارس بيضاء تحلق على زرقة بحر رحب واثقة من حبه لها ، فندلق أسلوبها السهل الممتنع ليجري بلغة تعشوشب ببتلات المعنى وأكاليل العبارات الرقيقة ،
" قلبك : موطني ..
وبين حناياك : أتنفّس ..
ومن أضلعك : خُلقت
وبك أعلو ومنك أجنّ ..
هل تعلم أنّك دفتري وقصيدتي و مشاعري و بلااادي .."
" وما أنا يا سيّدي .. ؟
- إلاّ إذا نظرت إلي .. و دبّت الحياة في أوصالي ..
وما أنا يا سيّدي إلاّ خيالك وإبتسامك و الخجل ..
وجنونك يا جنّتي ..
يا أوّل الأحلام والأبيات .."
النزف نزفك .. والأنين حكايتي ..
العزف : قلبك .. والحنين حياتي ..
أمّا أنا من دون وصلك .. لاأظنّ بـ أنّني ثلثين أنثى ..
أو قليل من مشاعر إمرأة ..
أو حتّى أم ..
فـ أنا بـ قربك : إمرأة متحضّرة و بـ رقّتي و سكينتي وهدوء قلبي .. جمرة "..
" هي هكذا .. الدنيا تعلّم عاشقًا .. وتدرّس الأشواق والنبضات
وتهندم الفرح الحزين : و تدلّه وتبعثر الحزن القديم بـ ذااااتي .."
* * *
الشَمَّاء .. [ .. نَفّلُ سُهَد ..]
الشماء بوعي اللغة وبللغة الوعي المتساقط علوا ملونا السماء بزرقة رحيل ، بحر الذكريات بزورق أمل لم يكتمل البناء ، منجزة مفارقة دلالية عبر انزياحات مختلفة لتزيد من طاقة الاداء الأسلوبي لترتقي بجماليات النص نحو قرص الشمس ، فأتى المشهد السردي مترابطا بوحدة شكلا ومضمونا أسلوبا وموضوعا ، مازجة الداخل بالخارج بنسيج لغوي محكم الحياكة ، بتكثيف وتعميق لوظائفها ودلالاتها، ونستشرف من هذا النص قدرة الكاتبة الشماء بصياغة أفكارها بدقة ورقة عبر مشروعها التعبيري والجمالي وقاموس لغوي وافر حيث تقول في إضاءاتها التي تركتها لنا :
" السَهرُ مع الذِكرى فَلسفةٌ زَمَنِيةٌ
وأرقٌ ينصبُ بجوفِ عقارب الساعة .."
" بقميص مقُدْودِ الآيَابِ مِنْ مَشرقٍ مبتورةٌ أردانهُ غياباً
ذا وعكةٍ مُستدِيمة أعقم خُطاها الزمهرير مساراً
يحتطبُ الوجومُ أنفالاً من ملامح البهماء ولا ينَفّلُ ارتياحاً سيراً للردى.
بــ/ أحجيات الاحتياج واجتياحُ الاحتجاج أجاجٌ بفجاجِ الذاتِ ~ خيبةٌ سجومٌ .
نُقِعّتُ بِجَوفِ الأَيام ..لا هي تَرَحَلُ ..ولا تُرّحِلُ رِكَابُ قثاثها صرياً للموت "...
" يجري النوم على الرمشِ بهرفٍ ترف
"كـ/ عصافير بيد صغيرٍ من نحرها تحت دوحِ الذكرياتِ.. "
"سئمتُ الليل يتمشى على ظهرِ رغباتي "
ذابت طرقاتُ الساعةِ ندماً يتغنى بــ/أذنيها العويل تهنفاً"
" فارداً جناحية على أتساعها أن لكلِ مذبحةٍ رزايا تعذمُ الأماني لتوطسها هشيماً ممجوجةً ترحاً.."
* * *
الشاعرة والكاتبة : شيخه الجابري ... [ ظِلال ]
وبإسقاطات ضوئية تختصر الزمان وتنصهر بالمكان ، في حضور سردي أنيق ، تجيد رسم الدلالات برؤى تنسجها من فكر دقيق في استنباط المعاني من تراكم خبرة حياتيه وثقافية تشرق على الحرف فيصبح نور يسر القارئين ، متكئة في بناءها السردي على اللقطة اخافتة للرؤية التي تريد إصالها للمتلقي والتي ترتكز على فكرة الومضة تشبعها بتكثيف لغوي عالي ومن تلك الإضاءات أختار لكم :
" النوم سلطانٌ،خادمه التعب /الأرق سكة الطيبين...."
"أحيانا يكون الشعر مرتعا لأوبئة لغوية،والكلمات مشاريع لنوايا سيئة."
" البحر أنت / العطش الأماني... "
" على دراية يما يجري،وكأن الحرف المقروء يكتبك لغة جوفاء،تسير على مضض/ تفقد بريق الانصهار
بين نقط تتوالى،وحروف جر/ حائرة.
" يلوك الدفء / يرتوي من خاصرة الوقت/ بعض زمن ،منذ زمن،يركن إلى اللاوعي :
يرمي شال صمت ،بين الغوايات الممتدة...
يكاد لايٌضئ ،، إلاّ ومضة
ولايرمي سوى لحظة
ضاقت بها السبل ..
و : وجداول التوقيت"
" يُفزز الضوء /يرسم للغة كلمات لاتقاطعها الفواصل / ولا تخدعها العلامات المؤقتة."
" يدلف ُ إلى القصي من المكان،يأنف أن تطاوله اللحظة سوى،نأمة ود،واتكاءات هواء
كمن يرسم على الماء / أو يستفز الضياء
ممتد كسماء/ نافرٌ كانحناء/ أزرق.. "
* * *
الكاتبة : ريم الخالدي... [ من ريـم إليـهم وإن لم تصل ]
( من ريـم إليـهم وإن لم تصل .. . )
بل وصلت إلى الذات متأخرة ، بعد ما (استمرئ الحـزن ) بعدما اغتيلت فرحة طفلة وانكسرت براءتها أمام ريح عاصف ، بعدما اتسعت شقوق القلب ومدن ملحه ، بعدما وأدت الرغبات ، وأحرقت المشاعر ، وذبلت زهرة لطالما سهرت على أجنحه المطر ، فقد كان هذا النص منصبا من الداخل إلى الخارج ، أتى على صيغة رسالة بلا روح , وأن كان مدادها جروح إلا أن البوح منطلقا لفضاءات مكتنزة بالإضاءات ، فأتى السرد على لسان الكاتبة ( الراوي ) ..، سردا عاليا بالغته وشحنته وأشجانه ، وفقت الكاتبة ريم إلى حد بعيد في إيصال الرؤيا التي كانت تقف خلف الرؤية الوضاحة الناضجة ، فكانت هناك بعض الاسقاطات التي أوردتها على شكل إيحاءات تلمح بها ولم تصرح مثل ما في قولها :
" يحسبني في نوم عميق ومازلت أدّعي ذلك!! .. "
" وليس جديداً أنهم يقتاتون على النوارس التي أطعمها كل صباح وقد كنت أرغب بمراقبتها تفعل مالم أستطع فعله "
أنا أحمل شيئا ثقيلا صنعته بنفسي ولنفسي ..
" كان يجب أن أكون لديك الطفلة التي لا يستهان بها"
فأتى هذا المشهد السردي محملا بالكثير من التعب والعتب والعنب , ومن الومضات الفنية التي تركتها لنا الكاتبة هنا : لكني في الألم أسمع خطواته في الظلام وأحرص أن لا يُكتشف أمري"
أجهل السبب في هذه اللحظه وقد أصبح الوجع غائماً وغير متسق!! ، لكني أشعر به كبيراً"
" ليس جديداً أنه يستمريء الحـزن الذي يسكنني .. وليس جديداً أنهم يقتاتون على النوارس التي أطعمها كل صباح وقد كنت أرغب بمراقبتها
" خائــبة الظن أنا وما وجدت القاطنين بحجم صدقي ! "
تعلمون ما المريب في كل هذا ؟
" أنني انتظرت أن ينتهي مشوار العقم ، الذي أنهيته اليوم فقط !.. ومع ذلك أنا لست سعيدة للتفرغ من أجل ترميم الشقوق التي تقطن مدن الملح في قلبي .."
"أنا أحمل شيئا ثقيلا صنعته بنفسي ولنفسي .."
" .. من جديد أنا التي تصنع الظل كل يوم حتى سأمت دور الأم الذي لا ينتهي !!"
" كان يجب أن أكون لديك الطفلة التي لا يستهان بها..
لكنك استهنت بكل أموري .. لم تنظر لرغباتي ولم تلتفت لقلبي الذي يتصبب تيها وجئت لتكمل مشوار التعب الذي بدؤوه
ياللهول ! "
"
* * *
الكاتبة : دانا البراهيم ... [صَبَاحُكَ أسْوَدْ يَا ألَمْ .. ]
من عتبات العنوان ، نستشرف أن هناك سماء غائمة تظلل جسد الحرف بمطر أسود لا يتوقف ولا يروي الجراح إلا بماء من رماد ، فكان طقس النص ممتلئ باللام التي سكنت كل أركان الروح بصباح يثير الحزن الطاغي في كل غصة له ، فقد أجادت الكاتبة دانا في الاندماج مع الأنا الساردة وتشظي الذات وإنشطارها في لغة سردية عالية وتشكيل مساحات فيزقية مكانيا لألم أسود زمنيا ، جاعلة النص السردي في ديمومة مستمرة مع القارئ على المستوى الموضوعي والحركي و الدلالي ، جاعلة من الألم التعاسة الحزن الهم مقاربة تدور حولها الخيوط الداخلية للسرد محققة التراص والتناغم للحالة العامة ، متنقلة بأسلوبها السردي بين ألأخبار أوالأستذكار للماضي ،متكئة على الحشد اللغوي والتكثيف الصوري في تماسك النص بشكل دائري بين العنوان والمشاهد الداخلية والخاتمة وعودة للعنوان مرة أخرى ، ومن اإضاءات التي استوقفت عندها :
" طقسٌ جائع، يثيرُ رئتي
ويغري أصابعي بالمزيد "
"ضخامةٌ بشعة لتمثالٍ كالسّخام، ميادينٌ مُقفرة، مدنٌ تذوي من تحت التراب؛
مُكتظةٌ بشجنٍ وألم، ممتلئةٌ بأشلاءٍ دَبقة وهلاميّة، أجسادٌ مثخنة، أمواتٌ متكدّسون؛
ثمَّ [ صباح الخيرِ ] يا سَقرٌ../!"
"أيها الألم، صباح الخير ..
صباحكَ طفلٌ يرتشفُ يُتمه من ثديِ انثى ليست أمه، صباحكَ يحتطبُ القبور
يحتضنُ الأضرحة، ويضاجعُ نعشاً قادماً في المستقبل القريب..!
أيها الألم، صباحكَ أسود "
* * *
لكاتب : ريان الوابلي ... [ صباح باهت ]
وفي حضور سردي مشرق بصباحات ذاكرة شجية ينقلنا كاتبنا ريان إلى حيث شخوص اثمرت بذاته وأينعت جده/ جدته /أمه / حبيته .. لغة ساردية رشيقة يتماهى مع الحنين والوله والشوق ويرتب للماضي حضور عبر نوافذ يندلق من خلالها ضوء الوفاء ، فأتت مفرداته مبللة بشفافية ومنغمسة باذكريات "
" وتهاليل جدي العالقة بين اوراق القرآن
وصوت امّي المبلل بماء زمزم "
الذي غشاه الطهر والحنان .."
" كل هذا الانصات
اتى عندما قبّل الصبح جبيني .. قبل ان يصل شفتآي ...!! "
" يلسعني الشروق عندما انظر إليه مبكرآ
وكأنه عاريآ \ يطلب مني ان انتظر قليلا كي يرتدي السمآء "
" ايها الطل العالق بين النوافذ
اعلم ان حبيبتي تقبلك كل صباحٍ كي تدفَأ بنافذتها
ولا ترضى ابدآ ان تجعلك تتذوق جفآف الشروق
او تبيدك ازفرة سجائر المارة من خلف النافذة
لذلك فهي تقبلك كل ليلة كـ تعويذةٌ لكم يا آل الماء ..!"
" يا الله :
ليتكَ ياجدّي ترى الزمن الآن
وترى حنّاء جدتي شديد الفقد كـ بَرَصٍ في ملامح الصبح مُعتَكِفْ ..
ليتك ياجدي ترى الأرصفة الآن
وترى خطى جدتي كيف تسير وأقدامها كأعواد الثقاب \ تشتعل كل ظهيرة "..,
"لاتحزني ايتها الفرآشات
نحن البشر مجرد اقنعة \ يشكلنا الهواء وتبقينآ الاتربة ..! "