تـقَشُّـفَ .. ! - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
أصواتٌ في الفراغ: أطلالٌ تهمس بلا صدى! (الكاتـب : جهاد غريب - مشاركات : 0 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 608 - )           »          وكأنّي لم أرحل. (الكاتـب : عُمق - آخر مشاركة : سالم حيد الجبري - مشاركات : 5 - )           »          (( شهد .. للحديث بقية ..)) (الكاتـب : زايد الشليمي - آخر مشاركة : عبدالرحمن الحربي - مشاركات : 6 - )           »          تعريفات في كلمة ونص (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 548 - )           »          اعترافاتٌ تُكتَبُ بِنارِ الرُّوحِ وقَبضَةِ القَمَرِ! (الكاتـب : جهاد غريب - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 1 - )           »          غناء وكلمات قصيدة رفعت الجلسة (الكاتـب : إبراهيم امين مؤمن - مشاركات : 0 - )           »          رِيْش. (الكاتـب : عَلاَمَ - مشاركات : 6 - )           »          لعنة المزمار .. !! (الكاتـب : سيرين - آخر مشاركة : جهاد غريب - مشاركات : 19 - )           »          الهاوية التي تصعد بنا! (الكاتـب : جهاد غريب - مشاركات : 0 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-04-2013, 03:27 AM   #1
نبيل الفيفي
( يسمعُهُ الله )

الصورة الرمزية نبيل الفيفي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16

نبيل الفيفي غير متواجد حاليا

افتراضي تـقَشُّـفَ .. !


في الغياب ؟!
أنسى وجهي في التأشيرة ، - هذا لو أهملت الندب الجديد فيه جرّاء قسوة هذه المدينة - :
أحرث الغربة ، أحطب أشجار الحنين ، أرعى أغنام ذاكرتي وحين ينتصف النهار تأتي الذئاب ، تأخذ ذكرياتي و أعود ساعة المساء وحيدًا .. و أظل مع رسائلك !
أقرأها بطريقة الـ "براين" ، وعيناي معلّقة بالفراغ كأنني أراك أمامي - ، أتحسس ملامح وجهك من خلالها .. ابتسم ! ، أتنفّس بعمق .. أوزع أصابعي على صدري .. أستنهض رائحتي ، تكبر شجرة لوز .. تُميل ثمارها إلى فمي .. اقتنص واحدةً منها ،
لا أدع مجالًا للذّتي أن تنتهي ... أقفز للسطر الذي يليه ، أجسّ كل حرف فيه ، أشم رائحتك تنظّف الهواء و تجعله قابلًا للمؤانسة ، حينها أشعر بأن روحك تخلق رويدًا رويدًا من ماء الورد و جسدك من حقول الياسمين و اسمك تشكله نسوة يخضّبن يد عروس بالحناء ..
طيفك المكتمل ينهي رسالتك .. أجلسه بجانبي و يدي تسير تارةً مسير القوافل على على خطوط يدك ..
و تارةً تكون : المساحة الفاصلة بين عطرك و مسامات جلدك ، حيث أخشى على ظاهر يديك أن يجرحها حزن كفي .
هذا الربيع المتمسك بالبرد ، المتواطئ مع الثلج يشدني من قلب التماهي ، و تـنْكأُ ذاكرتي فكرة متمردة ، خارجة على النص و علَيْ ، ثائرة على هذا الانسجام ، أوقح من لحظةٍ استمالها الحظ كيلا تنجح
: هل أنا أبني كينونةً كاملة على الورق و أعاني من تفاصيلها وحدي ، و أظل الليل بطوله قلق على قسمات وجه هذه الحياة الزرقاء لأني لم أحبك ؟ و أجازيني بهذا العذاب الأزلي ؟ أم أني أراك أجمل ما تكونين عندما لا أكون في ذاكرتك ؟ ..
ثمة يا حبيبتي عمرٌ ضائع لا أدري أين ذهب !
ذلك لأني رأيتك في منامي أصغر بكثيرٍ مما تركتُك عليه و كنت شيخًا لا يعرف من الحياة سوى-العباءات البيضاء التي يرتديها الأطباء ، و الملاءات و الأجهزة المُغطاة بمادة بلاستيكية بيضاء ... حتى رائحة العطور أشعر بخيانتها مع المرض و الحليب الذي يجيئني به هذا الغريب القريب لونه الناصع في البياض يقتل رغبتي في الحياة ، البياض يُشيب عقلي و يزيد قلبي وهنًا - .
لا تنتهي الكتابة و المساء يعبرني و عمرٌ بأكمله يستقل الليل إلى حيث لا أدري ، الشيء الوحيد الذي أعلم به هو تخلّفي عن الأغنيات وعن ظلّي الذي كان ينمو كلّ نهارٍ تحت أنظار النخيل و ابتسامة عينيك ..
أتماوج بين الغفوة و الصّحو ، لا شيء يكدّر صفو الخيالات عدا نجمة تنمّلت أصابعها و لم تتمالك نفسها ثم طاحت على رأس ديك غبي صاح فجأة و نبّهني إلى أني الشاهد الوحيد على وحدتي فأتهندم بالقدر الذي يخفي خيبتي .. أفتح الصبح و أخطو أول خطواتي على عتبته ذاكرًا اسم الله ثم اسمك و أبدأ في يومٍ شاقٍ آخر .

 

نبيل الفيفي غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:52 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.