\
مساء الحب
مساء العلاقة الروحية التي تجمع بيننا في هذا الجذر الإنساني والأدبي الأنيق
مساء أبعاد التي تثبت بأنها أرض السحاب والسمو
مساء أكرم، قايد، خالد، بعد الليل، والجميع الجميل..
مساؤكم رؤى وذوائق من ذهب الفكر..
سأقول:
حلقة قايد والصالحي كانت كشفاً لما تحت السطور قبل أن تكشف ما بينها، ذلك أن ما تحت السطر أشد خفاءً على نظر الوعي من ذلك المترامي بين السطرين.
الكشف الحقيقي لهذه الحلقة لم يكن على المنبر حقيقةً بالقدر الذي تم الحديث عنه في ما بعد، حين اجتمعنا نحن الصعاليك: قايد الحربي، محمد الصالحي، علي السبعان، شقران الزيادي، صالح الرئيسي، إضافة لوجود هذا الشخص الذي يدون رده هنا بين هذه القامات الإبداعية.
فماذا لو دارت عدسة الكاميرا على مساحة تلك الحوارية التي امتدت لقرابة نصف يومٍ كاملٍ دون أن يقطع طرف خارجي لغة الحوار بيننا؟ إن إحدى أهم جماليات هذا البرنامج تكمن في قدرته على منحك فرصة امتطاء صهوة التحقق التي ستجمعك بالعقول الدامغة، فقد كان لقائي بقايد الحربي هو رغيفي القديم في الحلم، حيث أن الأسماء الباقية كانت وماتزال هي أوكسجيني المعتق في عمر العلاقة الإنسانية والشعرية والمهنية، فالصالحي شاعر ومفكر عماني يعرف أن التقاءنا سيولّد الشمس في قلب الليل، والرئيسي صالح هو شاعر الحزن والفقراء، وهو المعني كثيراً بتوزيع حلوى القصيدة على البيوت المحطمة، دون أن يتذكر سقف بيته المكشوف للريح وللمطر، ويرمي بطين داره لطعنة الوحشة في حالك السماء. أما السبعان والزيادي فهما توأمي في المواطِن والمَهاجر، هما الحقيبة التي تحملني دوماً من صالة الأحوال المدنية إلى براح الأوطان الأبدية.
وها قد جاء درب البيرق اليوم بهذا الإنسان المفكر إلى جواري وأنا المبتور دوماً عن جسد الأمنية الصالحة، جاء بقايد الحربي كي ينفذ الرب مشيئته لأجلي، وتلتحم ذاكرتي الصغيرة بلاصق الجدل الفكري الذي مرره قايد مع والصالحي والآخرين، ممكنين ذاتي من خلع طبقة الصدأ التي تكلسها منذ يوم ولادتي.
سأتفق كثيراً مع (بعد الليل) أخي الجميل الأنيق أكرم التلاوي، ذلك أن الشمس ليست بحاجة ضوء كونها المصدر الأول له وللدفء والبصيرة، ناهيك عن أن هذه الحلقة تم الترويج عنها إعلامياً (قبل وبعد البث) وإرسال خبرها إلى أكثر من 1200 جهة إعلامية تتراوح ما بين مطبوعة وصحيفة ووكالة أنباء ومواقع الكترونية مهتمة بشأن الشعر والموروث الشعبي، كل ذلك يحدث بفضل المركز الإعلامي في أكاديمية الشعر بهيئة أبوظبي للثقافة والتراث. أضف إلى ذلك أن خبر هذه الحلقة شأنه شأن سائر الحلقات قد تم ترجمته لعدة وكالات وصحف ومطبوعات غربية وعالمية، ويتم تداوله بالنقد والحوار الفكري المثري هناك في لغة الغرب كما تتداولونه أنتم هنا في أبعاد الأدب والثقافة والفن.
دعونا جميعاً نتحد مع الفكر ونتناسى آلية الترويج في نقطة وحيدة أو أحادية طالما أن هناك كوناً عظيماً وفضاءً يمتد من البصر حتى السديم وما فوقه أو بعده، دعونا نتفق على أن الطرح التلفزيوني كان هو الأهم، فلولا تلك الحلقة لما فتحنا هذا المتصفح، وجميعنا يعرف جيداً بأن هذه الحلقة كانت مناراً حقيقياً لفكر التلقي سواءً جاء هذا الفكر على مرجعية النظرية أم أنه اتكأ على الذات الإنطباعية. إن الترويج وشكله النهائي يبقى ذا مشاكلات وحاملاً وفياً لجراب الاختلاف، ولكن الطرح الذي ننتظره من هذه الشخوص يبقى هو الفيصل، وهذا ما أثبتته الحلقة بتواجد اثنين من أصحاب الوعي الأنيق.
دعوني أعلنها صراحة: خالد صالح الحربي في طريقه ـ بإذن الله ـ إلى درب البيرق، وإن لم تتحقق هذه الأمنية على الصعيد الإعلامي فأنا أقاتل لكي تتحقق على صعيد شاكلتنا الإنسانية والفكرية، وسيأتي خالد إلى جهتي إن لم تستقبله الجهات الأخرى، ذلك أنني بحاجة إلى من يلصق ذاكرتي كما أسلفت، وما أروعها من فرصة حين تتم عملية اللحم والجبر بواسطة عقل دامغ يحمله خالد صالح الحربي كما يحمله قايد والآخرين.. فهم من وجهة نظري مصنفون منذ القدم أعلى قائمة القلة الهائلة.
أكرم الأنيق الحبيب.. شكراً على هذا الإثراء..
جميع من قرأ وتناول هذا المتصفح برؤيته ورويته.. لكم جزيل الشكر والتقدير.
أعتذر على الإطالة، وأتمنى أن يكون في ردي شيءٌ من ردّ.
.