الرسالة التي تركتها هناك لا تغير من واقعي شيئاً، كما لا تغير من موقفك شيئاً..وقد ضحكت تعجبا من تقصي الأمر عني لديك ، وكنت تظنين أن الأمر غائب عني ، ولا بأس من تلبسه في عيني.
لا يا حبيبة روحي ..كوني منك لحمة ودماً أمر لا شك فيه البتة، وتظل باقي الظروف تحكمها مسارات شتى ومثلك كان ينبغي التفطن لها قبل التسرع إلى إساءة الظن في صدقي ووضوحي..إن الدنيا غنية بملابساتها، ومنها عمل الإنسان ومكان مقره، والظرف الذي ينأى به أحيانا كتأقيت حتى ينتهي إلى مرماه ، ومرقد رأسه.
كانت فطنة منك أضحكتني شيئا ما ، لكن تمنيت لو أن الفطنة أخذت مجراها، ولم تبعد كثيرا عن الواقع الذي قد لا تعلمين عنه شيئا إلا اغترارك برأيك، وتسرع حكمك..
وعلى كل حال..وهبي الأمر كما هو في بالك الآن ..مالذي يضر أن يكون الإنسان محكوما بذاته، وبنسيج لحمه ودمه، ومشاعره..أذكرك أن التريث في مثل هذه الأمور ينفع دائماًً...