نعم أنا يحركني الألم بعد أن كان يأخذني لها نسيم الاشتياق ، أصبح الماضي الجريح أمام حاضري سعادة في مهب ريح ، ارتوى العمر جراحًا ، لم يكن يوما يطمئن للزمان، ضحكة تمتلئ سعادة تدوي يرافقها شعور مضطرب خوفا من أراجيف السنين ثم تذوي ، أغمضتُ عيني سريعًا ثم فتحتها : هل ضحكت فعلا ولم أزل ألملم ابتسامات من أثرها في المكان ؟ ألا يزال صداها في المكان؟ لم يكدرها انتقام من سلاسل غصات الحياة ، لم تجتمع المصائب تعقد مجلسها الدوري لضحكة بهفوة . في لحظة ظننت أنها هدية في موكب الأحزان ! لتقرر العقوبة الفورية في أول بيان : أن اغدو عليه والتفوا به وحاصروه و أوجعوه من كل مكان ، كيف له أن يسرف ولو بضحكة واحدة خرجت دونما استئذان ولن اسمح له بها لو استدر عطف ذلك الجمع ونال العهد منا لنكص به واحد منا وخان .
يحركني الألم فأكتب ، ولكن بعض الألم يقعدني ويحبسني كجاثوم ليلة زاد تعبها وحزنها ويأسها وزفراتي قبل إغلاق عيني حتى أحرقت وسادتي ، عندها سأرفع كفي للعزيز الرحيم : برحمتي واللطف بي وإبدال دمعتي وجبر كسرتي ، والله يقول في قدسي حديثه : "أنا عند ظن عبدي بي"
وأنا ليس لي سواه ربا ألجأ له وليس لي سواه من أتوكل عليه داعيًا و راجيا منه كل خير ألم يقل سبحانه : " ماودعك ربك وماقلى " وقال : "ألم يجدك يتيمًا فآوى .ووجدك ضالا فهدى. ووجدك عائلًا فأغنى" اللهم اجعل ليمن حزني فرحا ومن كربي فرجا ومما ضاق علي مخرجا ، اللهم إني فوضت أمري إليك وتوكلت عليك ولاحول ولاقوة لي إلا بك فتولني بكرمك ولطفك ورحمتك ومغفرتك وقبولك .. اللهم آمين