[ ورقة 1 ]
لم أكن يوماً أرضاً ولاساحلاً ولاحتّى منديلاً !
كان جسدي سماءاً !
وكان وجهي سحاباً !
وكانت يداي َ ماءاً !
ولازالت روحي : تشبه المطر تماماً !
أستطيع أن أسقط فـــــ أزرع الإبتسامه !
وأستطيع أن أنهض فـــ أنشرُ الراحه !
فـــــ علاقتي مع المطر , علاقة ً قزحيّه !
*
الريف !
ماهو الريف ياأبناء الإبادة والقِتاده ! ؟
الريف : هو جدّي !
جدّتي : هي التُربه !
التُربة ُ : هي وطني !
.
ماهو وطني ؟
وطني ليس ككل البلدان !
بلدي لايشبه الحيطان !
والحيطان : لاتشبه شبابيك ُ السماء !
في بلدي : أنا قلم رصاص !
وقلم الرصاص قابلٌ للصمت !
والصمت جريمة ٌ عفيفة , ويكافئ عليها ظِفري !
بلدي : أخضرٌ جداً وأزرق ٌ جداً جداً ولكنّه ذو قعرٍ أسود وأحمد !
من هو أحمد ؟
لاأعلم !
.
ــــ
.
[ ورقة ٌ 2 ]
أشعر أن الحديث ثرثرة !
كلغة الحوار الصامت , كلعنة الإشارات , كصفعة الأرصفة , كبلورة الضوء في عتمة القناديل !
أشعر أن الحديث مِقطره !
كغمامة النسيان , كترديد الأطفال لنشيد الوطن المفقود , كإيماء الشيخ الهرم بتفاصيل ذاكرته , ككحل السماء وأبتسامة الأغنياء !
أشعر أن الحديث أرصفه !
ككل الأشياء التي لاتنتهي بنقطة . ولايتوسطّها فاصلة ٌ صفراء ! , .
أشعر أن الحديث مسافه !
كلون الماء ! , كنفث الريح بالريح , كسقم الأطمئنان من الأمان النائم في جلباب الأروقه والأورده !
أشعر أن الحديث حمامه !
وأشعر أن القلم فاه , وممحاه , وفرشاه , ومسطره !
بماذا أشعر أيها السطر ؟
لاشيئ أبداً ... آه !
من قال : آه ؟
.
ــــــ
.
[ نِصف ورقه 3 ]
.
.
أشعرُ أنك ِ قصيدة !
وأشعرُ أن حُبك ِ فكِره !
وأشعرُ أن غرورك ِ ’’ ألفاظاً نزاريّه !
أشعرُ أن صمتك ِ : ثورة أحمد مطر !
وأشعرُ أن شَعرُك ِ : بهائك ِ , جمالك ِ : صورة ٌ غيميّة ٌ مكتملة صاعدة ٌ للسقوط !
أشعرُ أنك ِ ... أنتي !
كــــ قصيدة شعريّة !
لاأعلم ومن أخرج المطر من رِحم الغيم .. بماذا أشعر !
سأحاول فهِم نفسي , إذ أنكِ نفسي !
أشعرُ أنك ِ وطني !
ولكن بلا نشيد ولاأطفال مشرّدين , ولانساء مساء , ولا شوارع سوداء !
فارغة ٌ ... فارعه !
صامدة ٌ ... مناضله !
ضاحكة ٌ ... مستبشره !
أشعرُ أن وطني ذو حضنٍ قاسي !
أحتاج إلى وطنٍ رحيم !
كوني وطني
......كوني أمي
كوني صديقتي
كوني كل شيئٍ جميل !
وأنا النشيد !
*
.
.
ـــــــ
.
.
[ ورقة ٌ يانعة ٌ 4 ]
.
.
فِي يَدِي مَاءْ !
فِي فَمِي سَمَاءْ !
فِي عَقْلِي غَيْمَه !
مَابَيْن أَصَابِعِي خُيُوط ٌ بَيْضَاء !
وَفِي رَاحَة يَدَي أَمْطَارٌ وَصَهِيْل !
وَفِي جَيْبِي الْكَثِيْر مِن الْحَكَايَا !
هَلَّا وَهَبْتَنِي الْقَلْيْل مِن الْدُّهُور حَتَّى أَتُحَدَّث ؟
فِي قَدَمَي طَبْشُورَةٌ مِن تَارِيْخ !
مَابَيْن شَفَتَاي حَضَارَات الشِعرْ !
عَظَمَتِه , سَذَاجَتِه , وَالَكَثِيِر مِن قَوْس قَزَّحَه الْصَّحْرَاوِي الْشَّاحِب !
هَلَّا وَهَبْتَنِي الْقَلْيْل مِن الْدُّهُور حَتَّى أَتُحَدَّث ؟
هَل عَرَفْتِنِي ؟
أَنَا الْقَصِيْدَة !
.
.
.
ــــــ
.
.
[ ورقة ٌ زيتيّة ٌ 5 ]
.
.
أشعر أن السماء : يدٌ ممدودة !
وبأن السحاب : ماء !
وبأن الغيم : قُبلةٌ بريئة !
وبأن المطر : طفلٌ صغير يبحث ُ عن حضن ٍ دافئ !
*
أشعر أن الأرض : أمٌ متقلّبة !
تارة ً حنونه , وتارة ً قاسيه !
أشعر أن الطبيعة , حضنها الدافئ الحنون !
وأشعر أن الصحراء , غضبها الحالك القاسي !
*
ماذا تفعل ؟
أكتب ُ شجره !
ماذا ترسم ؟
أرسم غصناً لها !
ماذا بعد ؟
لم أجد الثمر !
لماذا ؟
لأن اللون الأزرق نفذ من قلمي قبل أن أرسم ُ .. مطراً يسقيها !
هل جننت ؟
لا ولكن كل مافي الأمر أنني كنت أمارس رياضة الرسم !
الرسمُ رياضة ؟ !
نعم , فيه تمد ُ يدك إلى المستحيل
وتقطفُ توتاً من النخيل !
وتبحرُ إلى كل الأزمان بلا قنديل !
ياصديقي...
ماذا أقول ؟
قل يارب ... وأرسُم معي وطناً يُشبهُ قلبيْ !
*
*
.
ـــــ
.
[ ورقة ٌ بيضاء ]
*
-
*
من أخبركِ أن المطر .. مطراً ؟ !
من أخبرك ِ أن الشجرُ .. شجراً ؟ !
من أومئ لك ِ أن الليل ُ ... ليلاً ؟ !
من أخبرك ِ أن الريح ُ .. ريحاً ؟ !
المطر : يديك ِ
الشجرُ : وفائك ِ المثمر الباسق !
الليلُ : عينيك ِ بفتنتهما وصخبهما وأسرارهما !
الريح ُ : أنفاسك ِ الريفيّة ُ العطرِة !
-
ـــ
-
ألم أخبرك ِ الناس ُ لايَصدِقون , إذ أنهم لو كانوا كذلِك لنحتوا لك ِ قنديلاً من كوكب !
ورسمة ً من سماء !
وطيفاً من إغريق !
وقُبسْاً من ورق !
ــ
*
صدقيني أنا لست شاعراً عظيماً !
ولست ُ رجلاً ثرثاراً !
ولست ُ ِكتاباً ناضجاً !
ولستُ : ضوءاً مبيناً !
*
ــ
أنا : أنشودة المطر !
وأنتِ: غيمه !
.
.
[ ومضه ]
تقبّلوها كما هي , بعفويتها , وشكراً على القراءة
