ثنائية النثر (5) إباء الشرق \ محمد سلمان البلوي - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
معروض ..!! (الكاتـب : نايف الروقي - مشاركات : 12 - )           »          أغتابُ أحلامي معك (الكاتـب : أحمد بهجت سالم - مشاركات : 0 - )           »          رحلة شعر .. (الكاتـب : نوف الناصر - آخر مشاركة : نايف الروقي - مشاركات : 8 - )           »          فقــد … (الكاتـب : محمد آل عبداللطيف - آخر مشاركة : عبدالإله المالك - مشاركات : 4 - )           »          في المقهى .. ؟ (الكاتـب : سيرين - آخر مشاركة : نايف الروقي - مشاركات : 4497 - )           »          جُب حظي (الكاتـب : غازي بن عالي - آخر مشاركة : عبدالله العتيبي - مشاركات : 3 - )           »          مدري وش طراه…!! (الكاتـب : نايف الروقي - آخر مشاركة : نوف الناصر - مشاركات : 6 - )           »          مُعْتَكَفْ .. (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 260 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : نايف الروقي - مشاركات : 75419 - )           »          ديك الجن الحمصي (الكاتـب : مصطفى معروفي - مشاركات : 0 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-27-2016, 11:25 AM   #1
محمد سلمان البلوي
( كاتب )

افتراضي



من أ. إلى م. وبالعكس
(هل ثمَّة مَنْ يكتبُ مثلنا؟)

الجوابُ الثَّاني


قالتِ الغريبةُ للغريبِ تُلَقِّنُهُ الشَّهَادَةَ، تَصُبُّهَا على رأسه صَبًّا، كما لو كانتْ عاصفةً ساخطةً أو سحابةً ساخنةً: تَذَكَّرِ الْغُرَابَ، ثمَّ إذا ما نظرتَ مِنْ حولكَ فَلَمْ تجدْ لكَ وجودًا إلَّا فيكَ... فأنتَ غريبٌ. ثمَّ تَذَكَّرِ الْغُرَابَ، وإذا ما قَلَّبْتَ قلبَكَ وقرأتَ خُطُوطَ حظِّكَ ونَحْسِكِ فَلَمْ تعثرْ فيهما إلَّا على ماضيكَ... فأنتَ غريبٌ. ثمَّ تَذَكَّرِ الْغُرَابَ، وإذا ما ظلَّ عمركَ مُؤجَّلًا إلى حين عودةٍ لن تكونَ، وظلَّتْ حياتُكَ مُتوقِّفةً على طفرةٍ ما أو مصادفةٍ حدوثها أقرب للمستحيلِ... فأنتَ غريبٌ. غريبٌ أنتَ إذا ما كانَ عطرُكَ لا ينبعثُ إلَّا منكَ... مِنْ أصابعكَ الحبر ومِنْ أضلاعكَ البحر، وإذا ما كانَ نورُكَ يغمرُ الفراشاتِ كلَّها بالبردِ والسَّلامِ لكنَّه يحرقُكَ، وإذا ما كانَ مطرُكَ يروي كلَّ ما حولكَ ومَنْ حولكَ ثمَّ لا يُبلِّلُ معنىً واحدًا مِنْ أفكارِ ظمئكَ. غريبٌ أنتَ إذا ما كنتَ الآسرَ والمأسورَ معًا، والحاضرَ والغائبَ في آنٍ، والغالبَ والمغلوبَ والغانمَ والغارمَ والعائمَ والغارقَ والغائمَ والغامضَ والغائرَ والنَّاتِئ... وكانَ مصيرُكَ مجنونًا، وكنتَ الجنونَ بعينِهِ بلحمِهِ المُرِّ وبدمِهِ المالحِ، وكنتَ التَّضادَ الواضحَ في كلِّ شيءٍ والتَّناقضَ الصَّريحَ والتَّعارضَ السَّافرَ والتَّنافرَ، وكانتْ ذاكرتُكَ أثقل من رأسكَ، ورأسكَ أكبر منكَ، تكادُ تبتلعكِ وسائرَ جسدكِ ثمَّ تلفظكَ، وكنتَ لا تسيرُ إلَّا هائمًا، ولا تنامُ إلَّا هامدًا، ولا تمضي إلَّا متلفِّتًا إلى الوراءِ ومتوجِّسًا من شيءٍ ما، وكانتْ علاقتكَ بالأمكنةِ علاقةَ المُتسلِّلِ إلى مائدةِ بخيلٍ، وبالأزمنةِ علاقةَ المُتلصِّصِ على غانيةٍ في خدرِ غيورٍ. تَذَكَّرِ الْغُرَابَ، ثمَّ لا تكنْ مثلَ قابيلَ ولا مثلَ هابيلَ، أَسْقِطْ حروفَ الْقَتْلِ كلَّها لكنْ لا تكنِ الْقَتِيلَ. غريبٌ أنتَ غريبٌ! "غريبٌ"، يا لها مِنْ كلمةٍ غريبةٍ وعجيبةٍ! ويا لله كم تشبهكِ!

يا الغريبة:

لا بدَّ للأمواتِ من عودةٍ، وسيعثرونَ علينا لا محالة، فماذا سنقولُ لهم إذا ما سألونا: (لماذا؟)!
يقولُ أحدُهم: كلُّ علاماتِ التَّعجبِ كاذبةٌ!
ويقولُ آخرُ: ومراوغةٌ هي الأسئلةُ!
فأقولُ: لكنَّني الآنَ معكم!
فيقولونَ -جميعًا-: إنَّكَ الآنَ تموتُ!
فأقولُ:
وهل أعودُ؟
هل أعودُ؟

يا الغريبة:

لمَّا أعجبني قولك: "حرفان خرجنا للحياة صوتًا ثمَّ نسينا الكلام". رُحتُ أقولُ:

البابُ والشَّجرةُ
والقلمُ والورقةُ
والفأسُ والرَّأسُ
كلُّهَا
كلُّها
من لحم ودمٍ
لكنَّها
من هولِ الفاجعةِ
تَخَشَّبَتْ

وما زلتُ أقولُ: إنْ لَمْ يمنحنا الخوفُ الشَّجاعةَ فهو آثمٌ، والحذرُ واجبٌ، لكنَّه حُسْنُ الظَّنِّ أوجبُ، والتردُّدُ لا يمنعُ قدرًا، لا، ولا يدفعُ ضررًا، كما أنَّه لا يرفعُ، وليسَ يشفعُ، فارْجِعِي طفلةً، فالمربُّعُ الأوَّلُ والدَّائرةُ والأشكالُ الهندسيَّةُ المُغلقةُ والتَّكويناتُ الرَّتيبةُ والرَّديئةُ والكئيبةُ والخائبةُ... كلُّها تُحيلُهَا يدُ الطِّفلِ الضَّئيلةِ إلى جنونٍ بالغٍ وفوضى عارمةٍ وخلقٍ جديدٍ ملوَّنٍ وحرٍّ تمامًا وجميلٍ... ويقولُ شيئًا.

وإنِّي أنتظرُ...

أخوك/ م.

 

محمد سلمان البلوي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-28-2016, 12:21 PM   #2
إباء الشرق
( كاتبة )

الصورة الرمزية إباء الشرق

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 67

إباء الشرق لديها سمعة وراء السمعةإباء الشرق لديها سمعة وراء السمعةإباء الشرق لديها سمعة وراء السمعةإباء الشرق لديها سمعة وراء السمعةإباء الشرق لديها سمعة وراء السمعةإباء الشرق لديها سمعة وراء السمعةإباء الشرق لديها سمعة وراء السمعةإباء الشرق لديها سمعة وراء السمعةإباء الشرق لديها سمعة وراء السمعةإباء الشرق لديها سمعة وراء السمعةإباء الشرق لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


من أ. إلى م. وبالعكس
(هل ثمَّة مَنْ يكتبُ مثلنا؟)


الرسالة الثالثة.



كلمةٌ حرّة، وحرفٌ حُرّ.. إنها الأوسمة الباردة، التي تُعطى لموتى الحروب الأحياء، لينتشي البؤساء بهم، وهم في داخلهم يسخرون من هذه المكارم،
ويعلمون أنّهم سجناء الفكر، لايملكون قاربًا ولايجيدون الغوص نحو النهاية بسلام! لكنهم يجارونَ الوقت لتأتي النهاية مُسرعة..
قصاصات الورق الطفولي واعترافات المراهقة الخجولة وثورة النضج وعنفوان الشباب، والطرق المعتّقة بالحب، جميعها باتت سمير خيام الإيواء التي شيّدوها كمسكنات ضمير يصارع لحظاته الأخيرة..!
الخيمة كل خيوطها تقشعر صقيعا، وتذوي الأوتدة خوفًا، كل شيء يتلاشى حينها ويبقى المجد للنداء: يا ألله ..
كأن بهذه الرّوح التي ترتعد أوصالها خيبة، توقن أن لاأحد يصغي لنبضها، ولاأحد يذْكُر الغائبين إلى الأبد، فهم على قائمة النسيان،
ولا يُعلم متى يأتي دورهم عند العقول التي ينهكها السعي وراء الحياة!
وترعد وتمطر وتزهر هناك، لا، هُــنا، ويسري العشب بعيدا، وينسى النيام أن في الخيمة بشر...
حتى الطيور تعتاد النوم على الصخر وتغازل صباح الصغار وتحلق في سماء الخيمة، لتخبرهم بأنكم لم تموتوا بعد ومازال في الدنيا مايستحق الابتسام!
كل الأقوال تدوّن ضد مجهول حينها، لاأحد يعلم من كلّم الصغار عن الحب الذي يغرق الكون،
لاأحد يعلم من حدّث الجميلات عن الفرسان، ومن قصّ فنجان الحياة ترفًا وقدّمه لقلوبٍ مُرهفة..
لا أحد يعلم من فعل هذا فالجميع أخفى رأسه تحت وسادة من ندم وخجل ولم يبق إلا صدى هذه الأحاديث وهم الآن يبحثون عن رعاياه لينفوهم إلى أقرب محطّة للنسيان..!
يا الغريب:
"أوطاننا لا تُحبنا، ونحن لا نحبُّ الغربة، والغربة تعشق كلَّ غريب"
يا للمعادلة الصعبة
كيف لك أن تجعلهم يتبادلون الأدوار؟
وإن نجحتَ، ترى هل سَنتحرر من عادة الإلتفات إلى الوراء كلما سَمعنا أحدَهم ينادي:
أنتَ أيها الغريب؟!

أختك/ أ

 

إباء الشرق غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-28-2016, 04:24 PM   #3
محمد سلمان البلوي
( كاتب )

افتراضي



من أ. إلى م. وبالعكس
(هل ثمَّة مَنْ يكتبُ مثلنا؟)

الجوابُ الثَّالثُ

يا الغريبة:

أتذكَّرُ أبي -رحمه الله- جَمَعَنَا صغارًا في بطَّانيةٍ واحدةٍ، ثمَّ حَزَمَنَا إلى ظهرِهِ، ثمَّ على غير هدى سارَ بنا، دون أنْ يتزوَّدَ -حتَّى- بالماء، والعجيبُ أنَّنا لَمْ نمتْ! اِخْتَرَقَنَا الرَّصاصُ وسَحَقَتْنَا القذائفُ وطَارَدَتْنَا الطَّعناتُ واللَّعناتُ إلَّا أنَّنا نَجَوْنَا وسَقَطَ الصَّيادُ والطَّعَّانُ واللَّعَّانُ وخَابَ الشَّاتِمُ والشَّامِتُ. وما زالتِ الحربُ قائمةً، وما زلنا نقاومُ، وما زلتُ -في سرِّي- أتساءَلُ: أين يختفي البحرُ وقتَ الحربِ؟ ولماذا تبدو السَّماءُ بعيدةً جدًّا وباردةً؟

نُحبُّ اللهَ، يا صديقتي، ثمَّ النَّاسَ جميعًا، وقد نُحبُّ أنفسنا، لكنَّه التَّذلُّلُ لا يكون إلَّا لاثنين: لله، ثمَّ للوالدين. وكلُّ محبَّةٍ فيها تذلُّلٌ لغيرهما هي من الهوانِ، حتَّى محبَّة الأوطانِ، والوطنُ الَّذي يأكلُ أبناءه ليحيا لا يستحقُّ سوى الرَّجمِ وأرحم منه تكون الغربةُ.

كلُّ طريقٍ لا تُرْجِعُنَا بعد أنْ تَأْخُذَنَا هي خائنةٌ. وكلُ جهةٍ لا نَهْتَدِي إليها إلَّا بالخرائطِ والسَّماءِ هي مراوغةٌ. وكلُّ رفيقٍ يتخلَّى عنَّا في منتصفِ المسافةِ أو قبلَ المنتصفِ بقليلٍ هو غادرٌ، وإنْ سقطَ بالتَّعبِ الْمُغَبَّرِ والمباغتِ أو بطلقةٍ عابرةٍ أو عامدةٍ. نُريدُ أحبابَنَا كلَّهم معنا، في الحلِّ نُرِيدُهُمْ وفي التَّرحالِ، وإنْ لَمْ يُطَاوِعُونَا سَرَقْنَا صورَهُم وروائحَهُم ومذاقَهُم وشيئًا من أَثَرِهِمْ وعاداتِهِم ثمَّ مضينا، ثمَّ تبادلنا معهم الرَّسائلَ أو النِّسيانَ، الرسائل الهائمة، والنِّسيان النَّاقص والمعيب بالتَّذكار.

الطَّينُ هو الأصلُ، لكنَّه ليس سواء، فثمَّة بشرٌ من نورٍ وماءٍ، وبشرٌ من لونٍ وماءٍ، وبشرٌ من نغمٍ وماءٍ، ومن كَلِمٍ طيِّبٍ وماء، ومن ماءٍ وماءٍ... وماؤهم كلُّه طهرٌ وعطرٌ ونقاء، ولا أظنُّ أنِّي بالتَّفاؤلِ أدفنُ رأسي في الرِّمالِ، إنَّما أرفعها عاليًا صوبَ السَّماء، ومثلكِ أستغيثُ، ومثلكِ أجأرُ وأتضرَّعُ، وكلَّما سَقَطْتُ صاحتْ أُمِّي: يا ألله! وأسعفني أبي بالصَّلاةِ.

وما زالتْ رسائلكِ تقولُ كلَّ شيءٍ ما عدا قَوْلَكِ...
فَمَنْ أنتِ؟

أخوك/ م.



 

محمد سلمان البلوي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
وَقفةٌ مَع أبعادي / ضيفنا الأستاذ مُحمد سلمان البلوي شمّاء أبعاد العام 45 02-14-2015 09:35 PM
قطوف من أدب ( ميخائيل نعيمة ) عماد تريسي أبعاد المكشف 13 10-26-2014 08:57 PM
أبعاد الإستشارات القانونية طارق أحمد الجريان أبعاد العام 14 05-02-2014 03:01 PM


الساعة الآن 12:28 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.