(( نِثـَـــارُ وَدَع 2 ))

[نهله محمد]

الصباح الذي لايذكرني بك ,
كافر بالشمس ..

القهوة التي لا يتشكل دخانها بملامحك
ليست وفيّة للدفء ..

التقويم الذي لا يُبجل مواعيدنا القديمة
ويستثني صباحاتي الرمادية ,
لايعرف قيمة الوقت ,
هو ليس أكثر من تحفة تُذكرني بأني دون مستوى العيش ..

 

[نهله محمد]

أتذكر!
يوم مال كتفي وبإصبعٍ عدلت هامتي ...!
يومها لملمت الدنيا أحشائي وطمأنتها بهمس :
" أنا مازلتُ بخير "...

 

[نهله محمد]

لنفترض بأن وجهك بديل الصباح الوحيد ,
هل ستجبرني على تقبل الظلام ,
وأنا الطفلة التي يتحرش بخوفها بهوت المغيب ..!؟

 

[نهله محمد]

علبة الهندسة ,
كانت طريقتي في قلب عادية الورق ,
اليوم تأكدتُ بأن رتابة فقدك
لن تغيرها صرامة " المنقلة "
ولن يقتلها " الفرجار " بتردده ,
والمثلث القائم
تعلم كيف يحترم حزني و يدعو لي من بعيد ..

 

[نهله محمد]

للأصدقائي الذين أفضل بقاءهم في محفظة سرية
أكتب رسائلي ....



سأبدأ بكبيرهم الذي علمني الحزن ,
" ج " ..


عندما وقفت الدفاتر أمامي مستهزءة بجهلي ,
كنتَ من علمني كيف أحرج الأوراق وأبتسم ,
علمتني برحابة أب
كيف أجعل من الأسطر "عكاكيز" لشعورٍ همشه النسيان ...
آمنت بي حتى نسيتَ إيمانك بك ..
وتمسكتَ بي حتى لم أعد أميز بيني وبينك ...
واليوم إسمح لي بالقول لأول مرة أخطأت يا أستاذي ,
صمتي ليس انسحاباً , هو ليس أكثر من هدنة حقيقية مع الحياة ...

 

[نهله محمد]

إلى من لم يكتشف دقة الفارق بينه وبين الكبار
" دائرة " ..



دائرة ,
هو الإسم الذي أطلقته عليك مُذ لاحت لي حيرتك ,
كونك تخلق زوبعة , فأنت تثير كل من يقاسمك السؤال ...
ياصديقي ,
لديّ مايكفي من الحزن لأنساه عندما تحزن وتطرق نافذتي ..
عندما يورق في أذني الحديث , أتأكد بأنك منحة إلهية ..
ولأنك تعلم بأني أبسط من إنتقاء كلمة ؛
أريد إخبارك بأنك عندما تعقد " الهاءات " بضحكة مطولة ,
تتفتح في صدري كل الأبواب الموصدة ,
وأتنفس الحياة رغم أنف ضيقي , رغم أنف سوء النوايا ...

كل يوم أزداد يقيناً في إنسانيتك ..

 

[نهله محمد]

إلى الغائب الحاضر ,
شبيهي الأبعد , ولصيقي الأشبه بالمسافة بين حاجتينا ..
" ص " ..



دوما كنتُ على أُهبة الحب أمام روعتك ,
لكن فلسفتك في الحياة تعيدني لطفولتي ,
وتكبر أنت لتصبح في بعض الأحيان جدي ..
كان يمكن أن أحبك ,
لكن عظمتك لا تأتي بلا هيبة تكتفني في حضورك بأدبٍ جم ...
كل ما في نهله يكاد يصرخ في وجهك :
" سحقاً , كيف يطغى الإحترام على الحب ؟؟ " ..

 

[نهله محمد]

إلى الحزن الذي طابق صمتي , إلى الذي لايليق به أي حزن آخر
عدا حزنه ,
" طائر الفينيق " ...





لطالما رأيتك تنفض رأسك من الرماد وتقف من جديد ,
لم تترك فرصةً لغباره بسد فُرجةَ جرحٍ عالق بالألم ,
أنت الذي تؤمن بأن الريح ستأتي بشيء لعمقه أنفع من الرماد ,
ولامضاد لسميّة الفقد إلا بعودة حبيب يوازي الفقد بحضور..
دُهشت عندما لامستك واكتشفتُ حقيقة ما أسموه زجاجاً ,
أخطأوا , لأنهم ظنوا بجليدك الظنون ...
جليدك الذي تصلي من تحته الحرائق
دون إيذاء هيكل الكبرياء الخارجي كان معجزة ..
إعجازك الأعظم ,
إدراكك من تمريرة لحرفي بأني أتقاطع معك في فقد ..
ياصديقي , الجرح الذي نام قرير الصمت تحت جناحيك ,
حثّ خطاه في جَلَدِي كأسرع مايكون الموت ...
كلانا يرى الحياة خديجة ..
فمن يفهمنا سوانا ؟؟؟