ظلٌّ مقطوع ! - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
ارتداد (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 325 - )           »          جُمُوحُ العَاطِفة (الكاتـب : محمّد الوايلي - مشاركات : 1682 - )           »          [ #مَعْرِضٌ وَ تَعْلِيْقٌ ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : ماجد العيد - مشاركات : 8214 - )           »          تبّت يدين البُعد (الكاتـب : عبدالله العتيبي - مشاركات : 14 - )           »          [ رَسَائِل أُخَوِيّة ] : (الكاتـب : خالد صالح الحربي - مشاركات : 41 - )           »          العيد والغياب!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 6 - )           »          غُربة .. (الكاتـب : نوف مطير - مشاركات : 13 - )           »          الهبوب الصلف (الكاتـب : عادل الدوسري - مشاركات : 0 - )           »          فلسفة قلم .. بأقلامكم (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 3847 - )           »          صالون النثر الأدبي 3 (الربيع ) (الكاتـب : نادرة عبدالحي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 66 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-23-2008, 03:13 PM   #1
د. منال عبدالرحمن
( كاتبة )

افتراضي ظلٌّ مقطوع !


على الكرسيّ المجاور لها سمعته يردد :

اللهم يا بديع السموات والأرض , ترفّق بها , فوحدك تعلم مدى حبي لها , اللهم ارزقها من لدنك رحمة تتساقط على وجعها رطبا جنيا .

كانت عيناه الدامعتان , تسلبان قلقها نحو تلك الغرفة المجاورة لغرفة أختها , وعندما علا صراخ طفلٍ صغير من
تلك الغرفة , تهلل وجهه بالفرح , و تساقطت انهار دموعه تشكر الله بصوتٍ عال . ثم أخرج من جيبه ورقة نقدية و دسّها في يد الممرضة التي جاءت لتخبره بأنه رزق بمولود ذكر , بعد أن بادر هو بسؤالها : وكيف حال زوجتي ؟

في داخلها , كانت هي تغبط تلك الموسومة بالوجع في تلك الغرفة , و التي تحتضن الآن فرحة زوجها , و ابنها الذّكر .

في الحقيقة كانت هي تغبط أختها أيضاً , رغم خوفها عليها , واتهامها لها بالغباء , فهذه هي ولادتها الخامسة ..هي تحاصر نفسها بالأطفال و تقيّد حريّتها و جمالها بهم .

ولكنّ أختها كانت تضحك دوماً , و تخبرها بأنّها حاملٌ من جديد .

بعد قليل أخبرتها الممرضة بأن أختها أنجبت بنتاً وأنها بخير , وبعد أن اطمئنت عليها تركتها مع زوجها و ذهبت لمكتبها فالمدير لم يسمح لها بأكثر من ثلاث ساعات اجازة . عادت للعمل , جلست وراء مكتبها و انهمكت في الملفات المؤجلة أمامها و لكن صورة ذلك الرجل لم تفارقها , ولا صورة عينيه الدامعة .

في المساء مدعوّة هي للعشاء مع وفدٍ من دولةٍ مجاورة , يقول مديرها أن هذا الاتفاق سيجر للشركة أرباحا كثيرة
وان عليها و باقي محامي الشركة الحضور , للإشراف على وضع الشروط المشتركة للعقد .

متعبٌ هذا المساء , ككلِّ مساءاتها .. ستذهب للعشاء و قد تعود للمنزل منهكة و لكنها ستنام وحيدةً ككلَِ ليلة و ستملأ وسادتها ببحور الأرقِ الفائض في داخلها , وقد تسمع موسيقى باخ المفضلة لديها فتزيد ألمها بدلا من أن تزيح التعب الساكن عقلها .

منذ سنواتٍ طويلة , بعد أن رحل عماد وترك الزهور البكر التي تفتحت في قلبها له تقارع الذبول .. وهي وحيدة
رحيله أكسبها الجفاء في تعاملها مع الآخرين , كلهم صاروا في عينيها عماد ..

كان هذا ما يجعل توددها لرجل ما أمرا مستحيلا , و مجرد تفكير أحدهم بالارتباط بها ضربا من الجنون .

ورغم أن الوحدة أرهقتها ونالت من أنوثتها الكثير , إلا أنها لا تستطيع إلا أن تكون هكذا , كتلة من لهب مخبأة تحت رماد القسوة .

رائحة الدفء في منزل أختها , صوت ضحكات أطفالها , هموم تأمين حاجياتهم , نكهة الحب في طعام أختها ..

كل ذلك كان يملأ داخلها بالدمع ..

وعندما زارت صديقتها سماح آخر مرة بعد غياب طويل جدا , فاجأها ذاك التورد الذي ملأ وجهها لتعلم أنها حامل في الشهر الرابع ..
هي الآن توقن بأنها تحتاج إلى رجل , و لكن كبرياءها , و عماد كانا دوما في المنتصف !

لم يوقظها من أفكارها تلك إلا صوت الأستاذ عرفان الذي أخبرها بانتهاء الدوام وبأنه سيمر مساءا ليأخذ الجميع بسيارته إلى العشاء في الساعة السابعة .

في المساء كانت تجلس هي إلى جانب الأستاذ عرفان كبير محامي الشركة , و بجانبها مديرة العلاقات العامة للشركة الصديقة .

تحدثت هي كثيرا , عن المشروع الجديد , وعن إمكانيات الفشل و أرباح النجاح .. و كانت عيناها تتوقفان كل مرة تجول بهما على مستمعيها عند ذاك الرجل , الذي تم تعريفه بأنه المدير المالي للشركة الصديقة .

كان يستمع إليها وكأنه يحتضن شيئا ما , كانت تشعر بأنه قريب منها حدّ استراق النفس , ولكنها تابعت بجفاء كعادتها .

في نهاية اللقاء و بعد أن تم توقيع العقود , قال لها : هذا رقم هاتفي , أتمنى أن أراكِ قبل سفري بعد غد .

ولم ينتظر ليسمع إجابتها , صافحها بحرارة , و انصرف مع الآخرين .

لم تدري ماذا تفعل بيدها المحترقة , و قررت أن ترمي بتلك الورقة اليتيمة و تخلد للنوم بمجرد وصولها البيت .

ولكنها لم تفعل , لم ترمي الورقة و لم تنم , و لم تتوقف عن التفكير .

في الصباح خرجت إلى العمل , بقي همسه عالقا في أذنها , وعند استراحة الظهيرة وجدت يدها ترفع سماعة الهاتف و تطلبه ...

وجاء صوته كالمطر : أهلا بكِ , هل لي بان أراك اليوم بعد انتهائك من ا لعمل

ولم تدري سوى أنها قالت نعم .


وسافر هو بعد أن ترك في قلبها ذاك اللقاء و الكثير الكثير من الأمل و الحياة , وخاتم خطبة زيّن شعورها
, سافر و وعدها بأنه سيعود بعد أسبوع بعد أن يتقدم بطلب إجازة زواج .

ولم يعد , مر أسبوع و آخر .. و لم يعد ..

كانت هي توقن بأنه سيعود , و بأن غيابه ما هو إلا طعنة وقتٍ فقط في خاصرة أملها العائد للحياة من قبور الجفاء القاتل .. كانت تشعر بان عماد رحل من عينيها للأبد , وانه لن يعود بزيّ رجلٍ أعاد النبض إلى أوردتها .

ولكنه لم يفعل ....

بعد شهر كانت هي ترقد صامتة في مستشفى الأمراض العصبية , تطالع السقف المدوّر كخاتمها , و على يدها لفّت برقية حملت خبر موته .

 

التوقيع

و للحريّةِ الحمراءِ بابٌ
بكلِّ يدٍ مضرّجةٍ يُدَقُّ

د. منال عبدالرحمن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-23-2008, 11:44 PM   #2
مروان إبراهيم
( كاتب )

الصورة الرمزية مروان إبراهيم

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 19

مروان إبراهيم غير متواجد حاليا

افتراضي


:


:

قرأت هُنا !

هٌناك من يتألم لـ يبتهج الأمل ويبتسم ، لـ يشعر
بألف حضن ينتظره في أول / منتصف / آخر
الطريق ، ويحيا !

و

هُناك من يتألم ليشم رائحة الرماد تفوح
من رأس عود الأيام ، حتى وإن اجتهد
بـ أول / منتصف / آخر الطريق ،
فيموت !


!

منال !

موجع !

حين يكون الحل : الانتقال من عقدة لـ عقدة !
واكثر حين يكون صوت حرفك هو
الرسول !

شُكراً للكم الهائل من الإبداع / الإمتاع !

تقديري !

 

التوقيع

:

[ أرشفة ..


التعديل الأخير تم بواسطة مروان إبراهيم ; 03-23-2008 الساعة 11:47 PM.

مروان إبراهيم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-24-2008, 03:32 AM   #3
نوف عبدالعزيز
( كاتبة )

افتراضي


ألم .. ألم .. ألم
هذه هي الحياة ما ان تنعم عليك
بلحظة فرح حتى تجتثها بشده
وتلبسك مروطاً من الحزن
تتشبث في ثنايا روحك أبد الدهر
شكري لوجع حرفك الذي أرهقني نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
،،
،،
،
كل الود والورد

 

التوقيع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


أن يقول أحدهم .. أن للحزن حكمه فأنا أتفهم هذا
لكن ما لا أتفهمه ..!!
لماذا تجد الحياة بي ملجأ لطعناتها .؟!
وكأن الأرض لا تخلو من سواي
أؤمن أن للحزن حكمه لكني لم أعد أرى هذا ..!

نوف عبدالعزيز غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-24-2008, 08:09 AM   #4
د. منال عبدالرحمن
( كاتبة )

الصورة الرمزية د. منال عبدالرحمن

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 459

د. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مروان إبراهيم مشاهدة المشاركة
:


:

قرأت هُنا !

هٌناك من يتألم لـ يبتهج الأمل ويبتسم ، لـ يشعر
بألف حضن ينتظره في أول / منتصف / آخر
الطريق ، ويحيا !

و

هُناك من يتألم ليشم رائحة الرماد تفوح
من رأس عود الأيام ، حتى وإن اجتهد
بـ أول / منتصف / آخر الطريق ،
فيموت !


!

منال !

موجع !

حين يكون الحل : الانتقال من عقدة لـ عقدة !
واكثر حين يكون صوت حرفك هو
الرسول !

شُكراً للكم الهائل من الإبداع / الإمتاع !

تقديري !

الأستاذ الكريم جدّاً مروان ابراهيم ..

هناكَ من يمرُّ بالنّصوص , فيقرأها إلى أن تقرأه ..

الألم .. قدر , بعضه يكونُ كالموت يأتي مرّة واحدة و يذهب بنا إلى غير رجعة , و بعضهُ كالفرح , يأتي ليرحل ثم يأتي فيرحل ..

قراءةٌ مدهشةٌ من كاتبٍ يُتقنُ الجمال ..

أهلاً بكَ في متصّفحي , ولكَ الشّكر يتلوك .

 

التوقيع

و للحريّةِ الحمراءِ بابٌ
بكلِّ يدٍ مضرّجةٍ يُدَقُّ

د. منال عبدالرحمن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-25-2008, 06:53 PM   #5
د. منال عبدالرحمن
( كاتبة )

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوف عبدالعزيز مشاهدة المشاركة
ألم .. ألم .. ألم

هذه هي الحياة ما ان تنعم عليك
بلحظة فرح حتى تجتثها بشده
وتلبسك مروطاً من الحزن
تتشبث في ثنايا روحك أبد الدهر
شكري لوجع حرفك الذي أرهقني نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
،،
،،
،

كل الود والورد

وشكراً لروحكِ تركت العبيرَ هُنا ..

الحياةُ أخذٌ و عطاء , هناك من أتقنوا الأخذ و هناك من أتقنوا العطاء عنوة !


أهلا بكِ يا نوف و لقلبكِ السّلام .

 

التوقيع

و للحريّةِ الحمراءِ بابٌ
بكلِّ يدٍ مضرّجةٍ يُدَقُّ

د. منال عبدالرحمن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-09-2008, 03:59 PM   #6
فاطمه الغامدي
( شاعرة وكاتبة )

الصورة الرمزية فاطمه الغامدي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 755

فاطمه الغامدي لديها سمعة وراء السمعةفاطمه الغامدي لديها سمعة وراء السمعةفاطمه الغامدي لديها سمعة وراء السمعةفاطمه الغامدي لديها سمعة وراء السمعةفاطمه الغامدي لديها سمعة وراء السمعةفاطمه الغامدي لديها سمعة وراء السمعةفاطمه الغامدي لديها سمعة وراء السمعةفاطمه الغامدي لديها سمعة وراء السمعةفاطمه الغامدي لديها سمعة وراء السمعةفاطمه الغامدي لديها سمعة وراء السمعةفاطمه الغامدي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


ومنال :
هي من تزيح الألم عن كاهلك
تدفع للبكاء عندما تحتاج ذلك
شكرا منال كمطر

 

التوقيع

مدونات chemistryinth83
العربية
https://www.blogger.com/blogger.g?bl.../src=dashboard


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة




الأشرار يسرقون اللوز يايوشا

فاطمه الغامدي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-24-2008, 01:58 PM   #7
سعد المغري
( كاتب )

افتراضي


..
منال عبدالرحمن
عندما لمحت اسمكِ هنا أدركت أنني
على موعد مع الحرف الجميل فلما دخلت
وجدتني أمام نزف موجع يتخفى في ثياب قصة قصيرة
أو خاطرة أو شعر منثور ..
لاأدري والله كيف أصنفها ..لكن المؤكد أنك نثرتِ الجمال هاهنا
موجعة يامنال حد البكاء.
كل التقدير والأحترام لكِ
..

 

التوقيع

الـ كتابة معركة:- وأنبل فرسانها الـ حزن ..!

سعد المغري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-05-2008, 10:10 PM   #8
ألق
( كاتبة )

الصورة الرمزية ألق

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 18

ألق غير متواجد حاليا

افتراضي


الظل هنا الفيّ ؟
أزمتها لم تكن قدريّة , وما اللائمة
على الأول .. ولا الآخِر .

الوقفة منهكة ..
الانتظار , السلبيّة .. الخطوة المحسوبة ألف مرّه
كِنّها عشبة طريّة تخشّبت بالشمس لوقت طوييييل
وقاسٍ , تيبّست حتى صار كسرها هيّن .

لأجل هذا أعجبني " ظلّ مقطوع "
كان هوَ الوهم الذي نسجته حول
رجل غرفة الانتظار ..
كان الفيّة بين سنوات شمسٍ حارقة
لا تنقطع .

لك الورد والظلّ الحنيّن ( :

 

ألق غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:59 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.