(] صِلَةُ القِراءة [) - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
؛؛ رسائِل للغائِبين ؛؛ (الكاتـب : رشا عرابي - مشاركات : 402 - )           »          محاولات بائسة في مقهى .. (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 2 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : رشا عرابي - مشاركات : 75385 - )           »          ...نبض... (الكاتـب : رشا عرابي - مشاركات : 4693 - )           »          نستحق أن نكون سعداء! (الكاتـب : ندى يزوغ - مشاركات : 0 - )           »          وَبَقيَ الحمام عَلَى عهدِهِ ** نادرة عبد الحي (الكاتـب : سيرين - آخر مشاركة : ندى يزوغ - مشاركات : 23 - )           »          وش عاد لو عاد (الكاتـب : يوسف الذيابي - مشاركات : 75 - )           »          حين يتصالح العقل مع العجز ! بقلم ندى يزوغ (الكاتـب : ندى يزوغ - مشاركات : 0 - )           »          في متاهات الزمن (الكاتـب : فهد ضيف الله البيضاني - مشاركات : 4 - )           »          ليتني،،ليتهم..! (الكاتـب : عثمان الحاج - آخر مشاركة : رشا عرابي - مشاركات : 302 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد المقال

أبعاد المقال لِكُلّ مَقَالٍ مَقَامٌ وَ حِوَارْ .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-31-2008, 05:01 AM   #1
عبد الله العُتَيِّق
( كاتب )

الصورة الرمزية عبد الله العُتَيِّق

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 17

عبد الله العُتَيِّق غير متواجد حاليا

افتراضي (] صِلَةُ القِراءة [)


6/2/2008
29/1/1429

(( صِلَةُ القراءة ))

‘‘ في كل كتاب نقرأه ننسى حذاءً ، يظل يربطنا بعالم القراءة البديع ’’
محمد الإمام ماء العينين

للكتابِ زِنَتُه عند الشغوْفين بالقراءة ، و العاشقين لمغازلة الأحرفِ ، لكونها تُنمي ثقافةً ، و تزيدُ معرفةً ، و تفتحُ آفاقاً و طرائقَ عدداً ، و هذه لوازمُ وظيفة العقلِ البشري ليكون مُكْتمِلاً تامَّاً ، فملازمتهم القراءةَ و مصاحبتهم الكتابَ غيرَ مُستغرَبٍ ، و في زمنِ غيابِ القُراءِ يكون القاريءُ شاذاً ، و الشاذُ مُعابٌ ، و قد يكونُ العيبُ في مفهوم الشذوذ ، و مفهوم مختلفٌ بقدر الفهوم ، و تفاوتُ الفهومِ بتفاوتِ مقدار العلوم ، فالنافرُ من القراءةِ يَعيبُ القاريءَ النَّهِمَ ليسلَمَ صفُّه عند أشباهه ، و الطيور على أشباهها تقعُ ، و الكاملُ دوماً مُرتفعٌ .
تلك ، جعلت القاريءَ أشبَه بالمجنون حينَ يقرأ ، لتدفُّقِ ما يجد من معلوماتٍ و معارف ، فتنادي أولاها أخراها ، فتكون مترابطة كحلقاتٍ لا ينفصل بعضها عن بعضٍ ، ذلك حينَ عاشَ في عالَم القراءةِ و أدركَ ما فيها ، و قبلُ كان راغباً رغبةً جَمحتْ به نحو التنقيبِ عَن إيجاد ما يُشبع تلك الرغبة العقلية ، فلم يقف على بابٍ و غادرَه ، بل طافَ في أحياءِ الفكرِ ليجد أبوباً تفتحُ له ما يُحقِّقُ رغبتَه ، فولَجَ صِغار الأبوابِ و كبارَها ، ضيِّقَها و واسعها ، و اتَّصَلَ بأسبابِ ذلك ، فلم يُراعِ جُهداً لا كمَّاً و لا كيفاً ، فأدركَ من ذلك بقدرِ ما بذلَ ، و ما بقيَ كثيرٌ لا يُدركه بمسيرة عُمُرِه .
تلك القراءةُ التي يُتعَبُ في تحصيلها لا تكون إلا عن تلك الرغبة الجموح ، و الشوقِ الكبيرِ ، فيكون بالتزامه جِلْدةَ كتابِه في نُقلَةٍ من عالمِ حالِه إلى أعماقِ الكتابِ ، و في دهاليز المعرفة ، فيربطُه الكتابُ بجودةِ ما فيه ، و حُسْنِ صَنعةِ الكاتبِ بعوالِم خارجَ عالمِه ، فيُحصِّل أشياء لم يجدها في عالمِه الواقعي ، لأنَّ الكتابَ عُقولٌ منشورة ، و العقولُ صانعةُ الفهومِ ، فتعدَّدَتْ العوالم .
يَعيشُ حينها في سعادةٍ و لذةٍ لا تُعادلها عنده لذة ، و يتذوَّق بلسانِه حلاوةَ المعاني ، و يَشْتَمُّ روائحَ الحِبْرِ و الورقِ ، مُصْغياً بسمعهِ إلى وَحْي الكلامِ ، فأعمل كيانَه كلَّه في تحقيقِ سعادته في حالٍ مِن الأُنْسِ ، و طرَبُ باطنِ القارئِ بقدرِ إطرابِ باطن الكتاب ، و لا يَلْتَذُّ بالقراءة مَن وَصَلَ ظاهرَ الكتابِ و المكتوب ، و التي جاءتْ إليه باستمتاعِه بصِلَتِهِ بالقراءةِ ، فتجعله تلك السعادة يَهيمُ في أودية الكتاب ، فكلُّ سطرٍ يَحملُ معرفة ، و كلُّ حرفٍ له مَغْزى ، و القارئُ بين علائم تعجُّبٍ بادية ، أو استفهاماتٍ واردة ، و ربما في غَمرة الغَوصِ تأمُّلاتٍ متينة .
في تلك الغَمْة المُسْعِدَةِ يَسْتحضرُ القارئُ آوِنَةَ إفلاتِ الكتابِ من يَدِه ، و انتقالِه إلى غيره ، و خروجَِ القارئِ من أكوانِ الكتابِ إلى أكوامِ الغِياب ، فيبتهلُ أن يَهتَبِلَ فُرَصَاً تتوالى ، ليطولَ بقاؤه في تلك العوالِم ، و زمنُ اللذةِ قصيرٌ فلا يكادُ أن يبدأَ إلا و تلوحُ النهايةُ .
عِند لحظةِ مغادرةِ الكتابِ يُخيِّمُ الحُزْنُ على القارئِ النَّهِمِ ، فمغادرةُ الكتاب و توديعه ضرورةٌ عند القارئِ ، لأنَّ الكتابَ يُنادي إخوةً و يُناغي أصحاباً ، تكرِمةً للقارئِ ، و لا بُدَّ للقارئِ أنْ يوجِدَ ما يُبقي صِلتَه بالكتابِ ، و صِلة الكتابِ قراءته ، و بالقراءةِ يتعلَّقُ شيءٌ في عقليةِ القارئ يَربطُه بعالمِ الكتابِ ، فكلُّ كتابٍ عالَمٌ لوحدِهِ ، و العوالِم تختلفُ و لا تتفقُ .
عَوْدُ الصِلةِ القرائية بالكتابِ استدراكٌ و تثبيتٌ ، و صِلةُ كتابٍ مرَّاتٍ خيرٌ من صِلَةِ كُتُبٍ ، بشرْطِ عينية الكتابِ لا حشويته و هامشيته ، فرُبَّ كتابٍ أغنى عن ألفِ كتابٍ ، فصِلَتُه منقبةٌ و منفعة .
ستُبقي الصِلَةُ من أساسها إشارةً للكتابِ في ذهنِ قارئه ، و لا تكونُ إلا بمدى جودةِ صِلته بالكتابِ حين قراءته ، و عمليةُ التواصُلِ تكون في أعلى حالاتها حينَ تُعْمَلُ حواسُّ القارئِ و مشاعرُه تفاعلياً مع معارفِ الكتابِ ، و العيْشِ في أسرارِ عوالمه ، فإنْ غابَتْ الصلةُ في بعضٍّ يُذكِّرُ الآخرُ بها .
هذه الصِلةُ بالكتابِ قراءةً و عَيْشاً تمنحُ القارئَ دَفقاً من المعارفِ لا يرضى إلا بالخروجِ من عالمِ الذهنية المُخزِّنَة إلى عالَم ذهنيةٍ تستقبلُه بشَوقٍ ، فتكون عملية التوارُثِ بين الأفكارِ عن طريقِ الإرسالِ لفظياً فتستقبلها حاسَّةُ السمعِ ، أو كتابياً فتحتويه العينُ مُلتهمَةً مخزوناتِه ، فكانت الكتابةُ لمُحصَّلَةِ الكتابِ من خلالِ القراءةِ المتميِّزة بجودة التواصلِ .
أُبِيْنَ بأنَّ صِلةَ القارئِ بالقراءة ناتجة عن قُوة صِلَتِه بالكتابِ ، و صِلةُ الكتابِ في كونه مُلازماً القارئَ في أحواله كلِّها فيكون قريباً منه قُرْبَ محبةٍ و أُلْفةٍ ، و في إبعادِ الكتابِ عن القارئِ إبعادٌ لرغبة القراءة ، و حينئذٍ يموتُ شَوقُ القراءةِ بانقطاعِ الصِلة بها ، و في تحقيقِ الأُلفةِ بين القارئِ و الكتابِ تحصيلٌ لتلك الصِلة .

عبد الله بن سُليمان العُتَيِّق

 

التوقيع

twitter: ALOTAIG


التعديل الأخير تم بواسطة عبد الله العُتَيِّق ; 05-31-2008 الساعة 05:03 AM.

عبد الله العُتَيِّق غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:44 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.