للقلبِ صولاتٌ في رِحابِ الشَّوقِ نحو الأرواحِ التي تَكتنِفُه ، حيثُ تلك الأرواحُ جاذبةٌ بجاذبيةِ سِرِّها المكنونِ فيها مَكتوماً صادِقَ مَنْ معها صادِقٌ ، فلا يَكادُ يَغيبُ القلبُ إلا و همَسَاتُ تلك الأرواحِ في أُذُنِهِ ، و رسائلُ جسَدها الروحي في عَينَيه ، فلغة الأرواح لا تعرفها إلا القلوبُ فَحَسْب ، و إشاراتها في أجفانِ و حدقاتِ العينِ ، و أما الأجسادُ فلا تسمعُ همْساً لأنَّ الأرضيَّاتِ تُحدثُ ضجيجاً حينَ يطرُقها وَطْءُ أقدامِ أهل الأشواقِ ، و على كلٍّ فلكلِّ حالٍ هَمْسٌ ، و هذا الحديثُ همسٌ ، و لا أظنه إلا هَسٌّ بِحَسٍّ .
اشتقتُ لكم أحبَّتي ، و اعذروا تقصيري .