ارحم نفسك ! - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
نفثات مقدسة من أنحاء اخرى .. (الكاتـب : محمد الجهني - مشاركات : 0 - )           »          فَــوَاق ! (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 14 - )           »          وصب ! (الكاتـب : تركي المعيني - مشاركات : 155 - )           »          هــايــكــو (الكاتـب : حسن زكريا اليوسف - آخر مشاركة : تركي المعيني - مشاركات : 299 - )           »          لاَ مِسَاس ... ! (الكاتـب : جليله ماجد - مشاركات : 509 - )           »          ارتداد (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 325 - )           »          جُمُوحُ العَاطِفة (الكاتـب : محمّد الوايلي - مشاركات : 1682 - )           »          [ #مَعْرِضٌ وَ تَعْلِيْقٌ ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : ماجد العيد - مشاركات : 8214 - )           »          تبّت يدين البُعد (الكاتـب : عبدالله العتيبي - مشاركات : 14 - )           »          [ رَسَائِل أُخَوِيّة ] : (الكاتـب : خالد صالح الحربي - مشاركات : 41 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد المقال

أبعاد المقال لِكُلّ مَقَالٍ مَقَامٌ وَ حِوَارْ .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-29-2009, 11:04 PM   #1
حسين الراوي
( كاتب )

الصورة الرمزية حسين الراوي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 17

حسين الراوي غير متواجد حاليا

افتراضي ارحم نفسك !


الإهداء . . إلى كل قلبٍ طيبٍ ألامته هذه الأزمة العابرة .



كان يعاني من ضيق وهم نفسي شديد ، لا تخفت ناره إلا قليلاً ، حتى وإن عاش في فترة من دون ضيق وهم نفسي ، ما هي إلا مدة قليلة حتى تزوره الضيقة والهم من جديد . اعتاد على هذا الوضع المزري لأيام طوال ، حتى بدأ يتضايق جداً من شدة التفكير السلبي الذي يعانيه ، والذي قد يوصله بكل سهوله لأحضان الجنون ! حيث أن قلقه النفسي أصبح لا يُطاق ، كما أن الحيرة التي يعيشها في مجمل حياته اليومية زادت من سوء صحته النفسية ، فأصبح لا ينام إلا بصعوبة من شدة تلك الأفكار السلبية التي تمرّه كحشود قطعان الوعول ، فتعم جميع أرجاء مساحات تفكيره !



بعد أن فكر بعمق ذهب لأحد أصدقائه الأعزاء المثقفين ، فشكا له ما يجد من عناء شديد في نومه ومجمل حياته من أثر تلك الهموم والضيقة النفسية ، وأنه لم يعد يطيق أو يتحمل أكثر مما لقي من هذه الأمور المزعجة جداً . نصحه هذا الصديق المخلص أن يتجه لطبيب نفسي مشهور وصف له عنوان عيادته ، وذكر له الصديق أن هذا الطبيب على قدر من التدين وانه يتمتع بحكمة وخبرة عريقة في هذا التخصص .



بعد تفكير بين الذهاب لهذا الطبيب النفسي وعدم الذهاب إليه ، قرر أن يذهب للطبيب ، وأن لا يلتفت لكلام الناس ، في أن الذين يذهبون للأطباء النفسيين ما هم إلا المعتوهين والمجانين فقط !

قال في نفسه : لا بد أن أذهب لهذا الطبيب ، فالناس لا يعرفون القدر الذي أعانيه من التعب ، وتلك الحالة السيئة التي وصلت إليها ، إن كلام الناس لا ينقطع ، وهم لا يجدون أي صعوبة في أن يتكلموا في كل شيء ! حتى في قشر البصلة وعيون النملة وكم يبني السنجاب لنفسه بيت في العام الواحد .



وصل لعيادة الطبيب النفسي ، وبعد أن دخل عليه في مكتبه ، فوراً قام له الطبيب ومد يده ليصافحه ، ثم ابتسم في وجهه ابتسامة رحبة يملؤها الوقار والمودة . بينما كان الطبيب يُعد الملف الجديد ، أخذ الكئيب يدقق النظر في ملامح الطبيب وفي نظارته وفي لحيته السوداء التي انتشر الشيب في وسطها وطرفيها ، وبعد أن انتهى الطبيب من إعداد الملف ، ابتسم وقال له : كيف حالك ؟

الكئيب : أنا مُتعب يا دكتور نفسياً .

الطبيب : من ماذا أنت مُتعب ؟

الكئيب: لديّ هموم كثيرة ، ضاق بها صدري ، وقلة فيها حيلتي ، ولست أعلم كيف أقضي عليها .

الطبيب : قل لي ، ما هي تلك الهموم ؟

الكئيب : دائماً يا حضرت الطبيب أُفكر في أمور سلبية مزعجة جداً ، فيضيق صدري بسببها وأعيش باضطراب وقلق نفسي مزعج طوال يومي ، وأحياناً لا أستطيع أن أذوق لذة النوم بسببها !

الطبيب : حسناً ، أذكر لي شيئاً من تلك الأفكار السلبية التي تغزو رأسك ؟

الكئيب بعد أن تردد : في الحقيقة يا حضرت الطبيب تلك الأفكار بعضها مجنون وغير منطقي ! وبعضها مضحك ! وبعضها ليس له وجود من الأساس !



هنا رفع الطبيب المعالج نضارته إلى جبينه ، ثم أعادها إلى عينيه وهو مندهش مما سمع من الكئيب .



الطبيب : أكمل لو سمحت

الكئيب : فمن شدة تفكيري بتلك الأمور المجنونة والغير منطقية والمضحكة والغير حقيقية أجدني أنغمس يا حضرت الطبيب في بئر القلق والحيرة والشتات النفسي ، فيصعب نومي وتنحسر ابتسامتي وأميل إلى الانزواء والوحدة رغم أنني كنت أحب الضحك والمُزاح والجلوس مع عائلتي وأصدقائي وزملائي . أرجوك ساعدني أنا لم آتي إلى عيادتك إلا لأني سمعت عنك أشياء جميلة شجعتني على المجيء إليك .

ابتسم الطبيب وقال للكئيب بهدوء : لو سمحت ، هل من الممكن أن تساعدني وتأتي لتقف بالقرب مني ؟



وعلى الفور قام الكئيب من كرسيه واذهب ووقف قريباً من الطبيب المعالج



الطبيب : خذ هاتفي الشخصي وضعه في جيبك لو سمحت

تناول الكئيب هاتف الطبيب على الفور ووضعه في جيبه

الطبيب : لو سمحت ، خذ أيضاً حزمة الأوراق هذه وادخلها في جيبك

اخذ الكئيب ببطء حزمة الأوراق ثم ادخلها في جيبه !

الطبيب : خذ لو سمحت دباسة الأوراق هذه واجعلها كذلك في جيبك

تناول الكئيب بدهشة دباسة الأوراق ثم وضعها في جيبه !

الطبيب : وخذ خرامة الأوراق هذه واجعلها في جيبك

وفي تردد وبطء وضع الكئيب الخرامة في جيبه !

ثم طلب منه الطبيب أن يضع في جيبه أيضاً علبة الأقلام التي على المكتبة

فقال الكئيب : عفواً حضرت الطبيب ، لقد امتلأت جيوبي من الأغراض !!

قال الطبيب : حاول أن تدخلها في إحدى جيوبك ولو بالقوة !

وبالفعل أدخل الكئيب علبة الأقلام في أحد جيوبه بعد صعوبة بالغة

قال الطبيب للكئيب : لو سمحت ، أمسك هذا الملف في يدك اليمين

فأمسك الكئيب الملف بيده اليمين .

قال الطبيب للكئيب : لو سمحت ، أمسك بيدك الشمال هذا الكتاب

فأمسك الكئيب بالكتاب في يده الشمال

قال الطبيب : هل تستطيع الآن أن تتحمل أو تطيق أو تفكر بأي شيء آخر غير تلك الأشياء الثقيلة والمختلفة التي أمسكتها في كلتا يديك ووضعتها في جيوبك ؟

قال الكئيب : لا ، لا أستطيع أتحمل أن أُمسك أو أُدخل أي شيء آخر ولو كان صغيراً إلى جيوبي !!

قال طبيب للكئيب : إن ثوبك هذا الممتلئ بالعديد من الأشياء المجنونة والمضحكة والغير منطقية وجودها فيه ، هو تماماً يشبه جسمك بالكامل الذي أدخلت عليه باختيارك وقبولك تلك الهموم والأفكار السلبية التي ذكرتها قبل قليل !! ، أنت أخذت تُدخل إلى رأسك كل هم وكل ضيق وكل تفكير سلبي من دون أن تنتبه لنفسك أو أن ترحمها ! ، إن مشكلتك الرئيسية هي أنك سمحت لنفسك ولروحك ولتفكيرك ولهمتك أن ينحدروا باتجاه الضعف الشديد ! ، لقد جعلت من شخصك عبداً للهموم والوسوسة الشيطانية ، حتى أصبحت ضعيفاً يائساً كخروف العيد المربوط ألماً الذي ينتظر سكين المُضحي ! ، يا هذا إن الوسوسة الشيطانية إن أعطيتها أُذنك وتفكيرك عزلتك عن السعادة وعن الناس وعن نور الشمس ، وهي لا تريد منك لمكافحتها سوى أمرين فقط ، الأول: أن تعي وتدرك جيداً أن حياة العباد كلهم بيد الله - عز وجل – هو من يديرها ويصرفها كيف ما يشاء ، لا بيد الشيطان . والأمر الثاني: أن تؤمن كثيراً في هذه الآية …

ثم أشار الطبيب بأصبعه نحو لوحة قد علقها في صدر مكتبه ، فأخذ الكئيب يرفع بصره إليها وهو يهمس بها : ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) .

 

التوقيع

لا تهتم كثيراً بوحدتك وصمتهم ،إنهم يؤدون صلوات الإعجاب بك سراً !!

alrawie1@hotmail.com
موقعي . . روح


التعديل الأخير تم بواسطة حسين الراوي ; 09-29-2009 الساعة 11:06 PM.

حسين الراوي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-29-2009, 11:40 PM   #2
بثينة محمد
( كاتبة و مترجمة )

الصورة الرمزية بثينة محمد

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 20

بثينة محمد غير متواجد حاليا

افتراضي


الصبر و الايمان بالقضاء و القدر و اليقين بحكمة الله تعالى في كل أمر و حدث يحدث للانسان ..




أشكرك على هذه اللفتة ^-^

 

التوقيع




بثينة محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-30-2009, 12:11 AM   #3
نورة النفيسة
( كاتبة )

الصورة الرمزية نورة النفيسة

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 17

نورة النفيسة غير متواجد حاليا

افتراضي


:

.

:

ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا..


يعطيك العافيه

 

التوقيع

//
+ لازلت أنا تلك[الخريفية
في عيونهم.. +

نورة النفيسة غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-30-2009, 01:47 AM   #4
فرحَة النجدي
( كاتبة )

الصورة الرمزية فرحَة النجدي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 744

فرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي






امممم .!
هذا الكئيب إما أنه وصل لدرجة كبيرة من اليأس جعلته يصغي لهذا الطبيب و يعمل ما يأمره به ، أو رُبما كانت سعة صدره كبيرة إذ سمع و فعل و لم يتحسس في نفسه من صنيع هذا الطبيب به .! بعضهم لو فعل معهم الطبيب الشيء ذاته لربما أردف بعد ثالث شيء يضعه في جيبه و هو يهم بإخراج كل شيء : أتسخر مني .؟!!!
البعض حتى لا صبر لهم يواجهون به ضعفهم / ضيقهم / همومهم و تلك مصيبة .!

القصة جميلة و كثيرون هم الذين يعانون الأمر نفسه ، ليس لإعراض عن ذكر الله فقط و إنما تحميل النفس ما لا طاقة لها بحمله ..!




أ. حسين /
لا تأتِ إلا بما يسر الخاطر..
شكرا لك ..

ألا بذكر الله تطمئن القلوب .!


 

التوقيع



قَدْ سَفِهَتْ عُقولُ بَعْضِ الّناسِ حَتى اعْتَبَروا
قِلَةَ الّتَأَدُبِ مَعَ اللّهِ في أطروحاتِهمْ أَدَباً .!!


.



لله رب العالمين ،
ثابتة على قيَّمي نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


My Facebook
https://www.instagram.com/alnajdi_f/

فرحَة النجدي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-30-2009, 03:02 AM   #5
سالم العمري
( أميرالشوق )

افتراضي


طرح راقي اخوي حسين ..

 

التوقيع

{ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ }

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

]]>

سالم العمري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-30-2009, 09:39 PM   #6
جمانة آل عبدالله
( كاتبة )

الصورة الرمزية جمانة آل عبدالله

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 0

جمانة آل عبدالله غير متواجد حاليا

افتراضي


؛؛



أصبنا الكثير من النفْسيات المُتعبة ولسبب أننا لانُشكر الله ونقتنع بما أتنا

أستمتعتُ بِحديثكَ

تَجلتَ الروح ..

 

جمانة آل عبدالله غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-02-2009, 08:59 PM   #7
العطر
( حَنَانَيْكَ يَا أَرْحَمَ اَلْرَحِمِيّنْ )

الصورة الرمزية العطر

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16

العطر سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية

افتراضي




جداً مميز أخي حسين فيما تَطرح
نَظرتُك مُتفائله .. وقلمُك مُبهج دائماً

شُكراً لك

 

التوقيع

نَفْس الرصيف ...!!

العطر غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:58 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.