على نار هادئة ..

[موزه عوض]

قلت : دفنتها تلك العينين تحت سطح المحيط المتجمد الشمالي لأجعل
من عقلي نظرات متسعة للأماكن المبصرة لبعض الإتجاهات الأخرى .

قال : لدينا مخزون كافي لتصدير جملٌ من يقين العقول الإستقراطية
والتي بدأت الرمة تنهش حطبها منذ خلق الذرائع الأولى والأمنيات
المعلقة سقف الهواء الطلق .

قلت : بدأت أشك إنك تحاول الإيقاع بي فقد تذوقتُ مرارة الفراق بدون يدين
وصادف أن مضيتُ بحذاء واحد على رصيف مملوء بقوافل شاهدها البعض
تمشى عكس الإتجاه الصحيح .

قال : بسطتُ أجنحة الخوف في متاحفهم الشمعية حتى لا يشاهدوا سوء حالتي
حين اشتد الغضب حول طاولة النقاش الأخير للقمة التاسعة بعد الألف
لتراشق الرصاص .

قلت : كُل صباح أقرأ جريدتي وصفحتي بزاوية مفضلة محاولةٌ أن أسدُ
منافذُ الإستنكارات المتكررة والتي تحولت كهزائم بائسة مع قهوتي المحلاه
بالسكر ومرارة الشعور .

قال : شاهدتُ رجلاٌ حافياٌ متسولاً كان يبحثُ عن تلك الأحذية أمام الجامع
الكبير إلا أن طفله الصغير أخرج من جيبه عملة معدنية وعينين مقفلتين
بابتسامة ضجت بالحاجة والفقر .

قلت: عندما تحدثتُ مع كتابي افقتُ على شوارعنا الخلفية والحزن في نهايتها
وقليلاٌ من ما تظنه إنسانا يفتح كفيه للبؤساء إلا أنني وجدتهُ يعلو رأسه سيفاً
وكان بلا قلبٍ ولا قدمين .

قال :وجدتها ..وجدتها ..!
لقد نضجت أفكاري أخيرا في رأسي ..
كانت على نار هادئة ..
سأبلعُ الحديد وأمارس طقوس الجبن كي لا أتخطى حواجز
تلك الأصابع المقطوعة وسأبدأ بممارسة التجول الليلي
والإنهزام النهاري .
فكرة أن أصبح عاقلاً بلا عقل ..
أن أخرج من قاموسي جملة
تقول : لا زلتُ رجلاً يُشبه من يتاجر بأفكار البشر .

قلت: حسناً سابلع حديثكَ المتبقي داخل عقلك
سأخرج بعبائتي السوداء الليلية مع الخفافيش
عارية الملامح ..
كي لا يراني من يستسيغُ للذة النظر ونشوة القطاف الأول
كل ما استطيع فعله أن أخرج بأسراري نحو تلك الشجرة الوحيدة
وسأنقشُ عليها .
( سنحيا سنحيا يا وطن )

بقلمي

 

[أحمَد الصالِح]

لا كُسِرَ قَلمُكِ يّ بنتَ أُمِك

استمتعَت جِداً بقراءة هذا الحِوار

لكَن ما يُزعجني فِعلاً أنَ الأفكار هُنا مغلَفة بِثوبٍ لا يَتذوقهُ سِوى المُنحرفين في القراءة

وكأنَ هذا النَص كُتبَ بِلٌغةِ العرافين

أمّا أنا فَلَم أتعدى مرحلة الهواة

برأي الخاص جِداً الذي أُغلِق عليه بابَ النِقاش حتى الأزل

النَص مُفردي بَحت لِكَونِه مقالاً

شُكراً لأبعاد التي جَمعتنا

 

[علي السعد]

احمد الصالح : اوافقك الراي فالنص اجمل من ان يكون مقالا

ونة ألم :
تجيدين تماما التشبث بحبل الاتزان المعلق بين سماء الشعر وارضية المقال
دون وجود لشبكة امان نثرية تعطينا يقينا بامكانية مصادرة حقنا في الهلاك

ما لم افهمه هو كمية التألق الهائلة في هكذا نص مفعم بالحزن
سؤال : من اين تاتين بكل هذا الفرح في مواسمك الموجعة

 

[موزه عوض]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمَد الصالِح

لا كُسِرَ قَلمُكِ يّ بنتَ أُمِك

استمتعَت جِداً بقراءة هذا الحِوار

لكَن ما يُزعجني فِعلاً أنَ الأفكار هُنا مغلَفة بِثوبٍ لا يَتذوقهُ سِوى المُنحرفين في القراءة

وكأنَ هذا النَص كُتبَ بِلٌغةِ العرافين

أمّا أنا فَلَم أتعدى مرحلة الهواة

برأي الخاص جِداً الذي أُغلِق عليه بابَ النِقاش حتى الأزل

النَص مُفردي بَحت لِكَونِه مقالاً

شُكراً لأبعاد التي جَمعتنا

الف شكر استاذ أحمد

كلانا نغرف ما في باطن الأرض وحولنا جمل استفهامية لا بد لها ان تئن وفق حاجاتنا المختلفة .


كل الشكر فالحياة أكبر معلم للأقلام

 

[موزه عوض]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي السعد

احمد الصالح : اوافقك الراي فالنص اجمل من ان يكون مقالا

ونة ألم :
تجيدين تماما التشبث بحبل الاتزان المعلق بين سماء الشعر وارضية المقال
دون وجود لشبكة امان نثرية تعطينا يقينا بامكانية مصادرة حقنا في الهلاك

ما لم افهمه هو كمية التألق الهائلة في هكذا نص مفعم بالحزن
سؤال : من اين تاتين بكل هذا الفرح في مواسمك الموجعة

الحياة لها ابعادها ونحن من نحاول ان نستجلبها من قاعها كي نرى حقيقة الوجوه .

سيدي علي السعد

شاكرة هذا الثناء ولا زلنا نتأبط ذراع الإستفادة والتعلم

 

[فاطمة العرجان]

بكل هذا النضج , حتماً هو " على نار هادئة "
لم تتوارَ القضية رغم منافسة جمال اللغة على الظهور ..!

دمتِ بألق