ضـبـاب أصـفـر .

[صفراء]

.




عبثُ أتيت .
أجرّ الموت من عينيّ : ليت !
كأنّك في فمي ورمٌ ..
كأني في الحضور غياب
أتيت إلى الصحاب .. ضباب
وعدت من الحنين مطر.

 

[صفراء]

.


أتيتك لا أطيق الماء
ولا الأسماء
ولا أدري سماء الناس تُشبه من !
ولا أدري أوجهي قابع في الليل أم أن العيون عمت !
تُحيّرني تفاهاتي ولا أجني من الحيرة
سوى التنهيد و الغيرة
سوى أنّي ضعيف . جدّ !
سوى أنّي نسيت الحب خلف الموت بعد الموت أهلكني !
وأدتُ هناك أغنيتي،
نسيتُ قصائد الأحلام ..
نسجت السور من حولي
وهرول داخلي الإنسان ..
تساقط من فمي النسيان ...
وعاث التّيه في كلمي ..
مُحالٌ أنّني أهذي ..
أنا أدري بأن الموت أهلكني وغيّرني
أعاد بنائي الواهن فدمّرني
وأوهن صدري المكلوم ..
أضلّ الشعر في عيني و كسّر كلّ ما أشعر
إلى أين الخًطا تمشي ؟
أنا وحدي وكل العالم الدائر على رأسي
صداعٌ مًرّ لا أكثر !

 

[صفراء]

.

أحبّك كيف ؟
لا أدري !
ولا أدري !!
شعور القلب مال إليك
وورد في السماء نما
ولذة اسمي المزهو في صوتك
تلألأ في العيون مطر
وتسحب بؤس ذاكرتي
تُمهّد فمّي المعقود
وتنشر في الضلوع فرح !

أحبّك كم ؟
بلا عدٍّ و لا عددٍ
بلا كمّ ولا مقدار
بلا حدٍ يجازيني إذا جاوزت فيك الحد !

 

[صفراء]

.

مُحالٌ !! كيفَ !
لم تبلغك أخباري !
و هذا الموت في كتفي
على رأسي
يُضلل لحن أوتاري !
وكلّ نصوصي المُلقاة من تعبي
رثاءاتٌ طوالٌ لا حياة بها
مُرقمةٌ ولا تُنهى !
تجر العين إعماءً إلى المنفى !

كتبتُ إليك كَي أنسى ...

 

[صفراء]

.


كمّ ألف أسمّي من اسمي عليك ..
و ألف مرة فـ الغياب ألعن حضوري ..

خايفه مْن الهَم لا جيت أحتريك ..
وفاقده لي روح من ظلمي وجُوري ..

أنت ما تطري ولا أحن ألتقيك ..
أنت في عيني سقى وجهي و نوري ..

آسفه ، مدري على ويش أرتكيك ..
والحمول ثْقال ذبّالة زهوري ..

آخر العالم وآخرتي أجيك ..
منكسر صوتي ولا بيّن ظهوري ..

لا حداك الحزن لا تطوي يديك
اسمح لقلبك يسامحني عبوري

السمَا ساحة ، وأنا المعقود فيك ..
طير بي لْ وين ، ما يفنى شعوري


و لوّ جيّاتي لها وزنٍ ركيك ..
لا تثقّل مسمعك خطوة مروري .. الخ الخ

 

[صفراء]

.


من الطيّب إنك كل مرة تخسر فيها
تخسر قبل تخسر الحسافة الباقية من نهاية كرامتك
ما ياكلك الندم ..
لا ..
أنت أكبر من إن التعب ذا يتسمى ندم
أكبر من كل الاتهامات الكذّابة اللي تنهال عليك
وأنت ساذج !
تحب بدون نيّة و يجي الغايب المشتاق بنية وسخة
أنت أنظف من إنك تنتظر وصل
ويجي الوصل بعد عمر يهد الحيل بغاية ومصلحة ما تعني الكذبة " اشتقت لك"
يا الله وأنا لي حيل لكنه ضعيف ويكسر متوني
عداني العيب والله .. عداني العيب ..
تعب وأشيل خاطر وألف خاطر ولا أحد شال خاطري
يا الله أسألك وأنا العبد الضعيف إنك تنتشلني من سذاجة القلب لبصيرته
مجبور بك يا الله .. طمّني.

 

[صفراء]

.
.

غير مرئي ؛ أينما وطئ قلبي وأينما سكنت .

 

[صفراء]

سلام الله عليك .. ونوره وعفوه ورحمته .. ولا أدري كيف حالك يا حبيبي و لا أدري ما حالي ..
مخبوءة في التيه لا أبغي التصديق ولا أودّ الفراق !
مَر شهر .. ووجهك البارد يحرق عيني .. وصوتك المخطوف يخنقني ..
و البياض والكافور يلتفّان من حولي ويتربعان ذاكرتي ..
وكلّ ذاك الصراخ والنحيب أعجزني عن الاعتراض ..
وكل هذه الحياة يا روحي ذبلت من بعدك ...
لم تمت وحدك -والله- كأن نصفي الأيسر انتزع مني ورحل معك ..
انقسمت جمجمتي فما عاد في أيمن رأسي إلا الفراغ !
اسمي المعقود مع اسمك يا شقيقي تساقط بكاء عليك !
عمري الذي سبقك ما عاد يستهويني ..
لا أعلم يا حبيبي كيف النجاة من هذا وأنا أبكيك وحدي لا أحد يعلم عن ضعفي إلا الله
و الله وحده يعلم مقدار حزني وفراغي من الدنيا ..
أرخيت قلبي ، تلاشت كل الأشياء ما بقي إلا الله ..
يا رب .. إنه ربيع قلبي ونور عيني و الضوء الذي يضيئني كل عتمة ..
يا رب اكتب لأخي لذة النظر لوجهك واكتب له شفاعة نبيك الأمين
يا رب اسقه من الجنة واطعمه من الجنة وقل له ادخلها من أي باب تشاء
يا رب نور قبر أخي وآنس وحشته ، يا رب اكتب له الفردوس ونعيمها ..
يا رب عظّم أجري و ارض عني وردني إليك ردا جميلا ..
يا رب أسألك أن تجمعني بتوأمي في الفردوس الأعلى بجوار نبيك الكريم نهنأ بشربة من يده الشريفة لا نظمأ بعدها أبدا .