قراءة انطباعية لنص ..( ( لـ ِترقُد الآثام بـِ سلام ) - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
ارتداد (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 324 - )           »          [ #مَعْرِضٌ وَ تَعْلِيْقٌ ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : ماجد العيد - مشاركات : 8212 - )           »          العيد والغياب!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 6 - )           »          غُربة .. (الكاتـب : نوف مطير - مشاركات : 13 - )           »          الهبوب الصلف (الكاتـب : عادل الدوسري - مشاركات : 0 - )           »          فلسفة قلم .. بأقلامكم (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 3847 - )           »          صالون النثر الأدبي 3 (الربيع ) (الكاتـب : نادرة عبدالحي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 66 - )           »          مَا لَمْ أقله لكـ (الكاتـب : محمد سلمان البلوي - آخر مشاركة : صالح العرجان - مشاركات : 1977 - )           »          بَازَلْت (الكاتـب : عَلاَمَ - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 12 - )           »          ورّاق الشعر [ تفعيلة ] (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 12 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النقد

أبعاد النقد لاقْتِفَاءِ لُغَتِهِمْ حَذْوَ الْحَرْفِ بِالْحَرْفْ .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-05-2006, 05:51 AM   #1
إبراهيم الشتوي
( أديب )

افتراضي قراءة انطباعية لنص ..( ( لـ ِترقُد الآثام بـِ سلام )



أخواني / أخواتي ...


أسعد الله أوقاتكم بالمسرات ..


هنا نص للكاتبة و الشاعرة رفاة لفت انتباهي لما يحتويه على قدرات إبداعية


وعمق في المعاني بعيداعن التقريرية المملة قريبا للنفس وما ينتابها من ألم

وشوق ومناجاة ..

فأحببت أن أضع له هذه القراءة المتواضعة لنبحث عن مواطن الجمال ونفك بعض

الأسرار والإيحاءات سويا ..


فأستأذنكم.. في التحليق في فضاءاته الرحبة آملا أن يخرج بانطباع جميل


وصورة واضحة ..



فإلى النص ...


( لـ ِترقُد الآثام بـِ سلام )



جسدانْ وجهاً لِوجه ..

موجتانِ ..بـ/ شهقتينِ ... بـ / زفرتينِ

على أسىً متقابِلانْ

حدّ التجلُّد .. والجليِد

وأرجوانٌ شفَّ تحت العَينِ‏

عنَ وجعَ الهديلِ‏

في ليلٍ .. والليلُ بحرٌ مُحيط

والصوتُ رجعُ صدىً

والصدى .. مُرتدّ ..!!

بـ ِ/ارتعاشاتِ تقاسيمِ الهوى

وأطيافُ مُنهكةٌ

فيِ كُلِ صوتٍ تائهٍ

فيِ كُلِ رجعِ للصدىٍ

خلف ُالمدى ........

متشبثٌ بأزيزِميقاتِ الرياحِ

بـِ / غروبِ شمسٍ ..

عاهدتْ وَجهَ الظلامِ

بأن يظلَّ الصبحُ مكفوف البصرَ

والريحُ ذاتَ الرِداء ..!

تميُدُّ أجنِحةِ الرياحِ مدىً ....!

والمدى ......... زُرقة .!

عاصِفةٌ خرسااااءَ في سفرٍ ضجِــر

تُدفيء الثلج َ.. بـِ /الثلجِ

وتُحر ِقَ النار .. بـِ /النارِ

تتآكلُ الأحزانُ فيها كالهشيم..!!

تعسِفُ البَسَمات فيِ وَجهِ السرابِ

تستبقُ السفرْ ..!

شَقيِقُ انكِسار .. ساعاتُ إنتظار

تضاجِع حُلم الذكرياتِ البغايا ...

لـ / تلِد من رحِمِ الخطيئةِ

هاجِسٍ وجِسّ

تغتسلُ في محرابِ الطُهرِِ منْ رجسِ الجفاءْ ..

والآثام مُزمجِرةٌ في وسط ِالظلامِ

كان جنيني ... !



وَأَدتُ الإثمَ في عينيهِ

كي أحفظَُ ديني




ألمسوها بِرفق .. لازالت

دامية !.














نلاحظ هنا أن الشاعرة تمارس في ألفاظ النص رقصها الدامي على مسرح الحدث


لتزرع



فينا الشوق إلى اكتشاف نهاية السؤال الساقط على كينونة النص المغلف بهالة


من الضوء الغير مباشر فكأنها



تريدنا أن نبحث عن مساربه واتجاهاته لنفك ألأهداف ونبحث عن المفاهيم التي


يمكن أن نصل إليها ..



وليس هناك ثمة شك في أن رؤية الشاعرة والكاتبة رفاة تنساب في حديث



النفس المتوقد في جنبا ت الليل




بحث( عن فراشات الإجابة التي تتطاير حول نار السؤال ودفء الإجابة ..)



لتجسيد صوره شعرية بإيقاعاتها الذهنية التي تدخل في علاقة جدلية مع



الأخرى بفضاءاتها



الرمزية والدلالية بما ترتكز عليه من معانقتها للحدث والحديث ..





جسدانْ وجهاً لِوجه .


جسدان ..


شخصان / قلبان / روحان/ اثنان


لفظ جسدان للوهلة الاولى يدل على غياب الروح ..


قد تكون روح الحياة / المحبة / التواصل /


وهنا كناية عن الموت / موت معنوي يحتمل التأويل حسب قدرة كل متلقي ..


شيء ما ظلّ مبهما ..!



نلاحظ بأن شاعرتنا.. رفاة قد تجاوزت بنا التصوير الجامد والسردي للحضور منذ


الوهلة الأولى في النص مشعلة


أنفاسنا شاحذة لأحاسيسنا بتتبع مصدر الضوء مبتعدا عن السطحية التي تميت


الذهن وتهبط الوجدان ..


فكان حديث الروح للقلب انغماس في الألم من جميع جوانبه ..


فهنا حوار من نوع آخر يتكدس الحزن في نبراته فاتحا حوارا متسربلا بالألم


والمعاناة ..


وخلق حالة من التوتر قادرة على حمل القلق في ذات المتلقي . .


وكان هذاالمدخل هذا للنص كفيلا بأن يوحي لنا بالحالة الحسية والنفسية التي


كتبت أو حاولت أن ترمي به ..رفاة لنا


على قارعة الفكرة التي تريد أن تلج إليها من خلال الجزء الآخر للنص




( موجتانِ ..بـ/ شهقتينِ ... بـ / زفرتينِ


على أسىً متقابِلانْ )



موجتان ... حركة إنفعالية تنبي عن إهتزاز للوتيرة وجزر ومد


لبحر الحب في حالة غضب و تنافر ..



بـ/ شهقتينِ بـ / زفرتينِ .. دائما ما يخلق القلق عن آهات وزفرات ونشيج متقطع


من البكاء والشهيق ..






(على أسىً متقابِلانْ)




أتت هذه الجملة لتوضح دلالة الموقف العام أنهما لم يتقابلا


على رضاء أو حالة رومانسية وتواد بل



على ( أسى )




( حدّ التجلُّد .. والجليِد )



بالفعل كانت العلاقة باردة منهكة يسودها تجلدا بالعواطف حد


التوقف عند آخر لحظة كانت عليها هيئة


الحب وآخر نظرة وهمسة و نبض بينهما ..


توصيل الحالة عبر لفظ رشيق ومعنى مبتكر في صورة جديدة مذهلة ..




( وأرجوانٌ شفَّ تحت العَينِ‏)


أرجوان ( اللون الأحمر ) كناية عن الدمع المتسربل بدم وترسله


العين مدرارا على هذا الموقف الأليم


المحزن مكونة مقطعا هامسا بإيقاع نغمي هادئ وحزين فقد توقفت الحياة


في المفردات التي تكون المقطع ولم نعد



نستمع الا سقوط قطرات الكحل الشفافة المصحوبة بالدموع فوق صفحة الوفاء
..

(عنَ وجعَ الهديلِ) .. أختارت رفاة هنا ( الهديل ) دلالة عن الطهر والوفاء والنقاء


والسلام ..

إذا لماذا اسقطت الفظ هنا في هذا الجزء ا من النص ..؟



كي تعطي إشارة أن هناك ثمة سوء فهم أو قصد من الطرف الآخر لها ..



فها أنا أنقل لك حالتي من اللوعة والبكاء والأسى رافعة لك راية السلام واللطف


ومبدأ التسامح والطهر والوفاء ..




‏يتطلب الدخول في هذا المناخ للنص انغماراً كلياً في المشهد الذي تجسده لنا


كاتبة النص رفاة



منذ الوهلة الأولى..



وإذا لم نكن حذرين فسوف يغرر بنا المعنى المباشر وسوف يكون مضللاً لنا


فنبعد كل البعد عن ما ترمي إليه وما تريد



أن توصله لنا من خلال ايحاءاتها ورموزها التي منحته لنا ..



* * *





في ليلٍ .. والليلُ بحرٌ مُحيط

( في لليل .. )







الليل دائما مايرمز للسوداوية والأحزان والهموم والوقت الميت


البطيء ..




(والليلُ بحرٌ مُحيط)








يحاصرني من كل الجوانب والإتجاهات ويغلفني بسوداويته ويغرقني بأحزانه ..








(والصوتُ رجعُ صدىً)







لا فائدة من هذا الصوت الذي أنا أنادي له وأريد منه الإجابة الشافية ..



فهو لا يعبأ بي أو أن الكلام لم يصل إليه أصلا ..







(والصدى .. مُرتدّ ..!!)




والصدى .. الطرف الآخر الحبيب ..



مرتد .. لا يريد العودة إلى دينه الغرامي السابق ..



فكانت ( مرتد ) هنا ساقطة على نفس المعنى المراد إيصاله بكل تقنية وإبداع


وروعة متناسبة للصورة الحسية التي



أرادت رفاة إيصالها لنا بكل دقة ومهارة ..




( بـ ِ/ارتعاشاتِ تقاسيمِ الهوى )


فلم تكن هنا تقاسيم الهوى ولحونه منسابة بهدوء وسكينة تتهادى عبر جنبات القلب ..

بل انتابها ارتعاشات و علو وانحدار مما أثر على هذه سيمفونية الود والعشق ..


(وأطيافُ مُنهكةٌ

فيِ كُلِ صوتٍ تائهٍ
فيِ كُلِ رجعِ للصدىٍ

خلف ُالمدى ........
متشبثٌ بأزيزِميقاتِ الرياحِ
بـِ / غروبِ شمسٍ ..


فهاهي أمنياتي وأطيافي متعبة تبحث وتتشبث في كل صوت أوصدي يحمله لها أزيز الريح أو مع

غروب الشمس تنتظر هذه الرجعة وهذه الإنسان القابع خلف المدى

من هنا أصبحنا نقرب أكثر وبدرجة أوضح للفكرة الى الأذهان ضمن فضاء جدلي قد يطول وتتسع دائرته وقد ينتهي

ويتلاشى عند آخر نقطة في النص فلنتابع ..


* *
[/CENTER]

 

إبراهيم الشتوي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-05-2006, 05:59 AM   #2
إبراهيم الشتوي
( أديب )

الصورة الرمزية إبراهيم الشتوي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 401

إبراهيم الشتوي لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم الشتوي لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم الشتوي لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم الشتوي لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم الشتوي لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم الشتوي لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم الشتوي لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم الشتوي لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم الشتوي لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم الشتوي لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم الشتوي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي



( عاهدتْ وَجهَ الظلامِ )

بأن يظلَّ الصبحُ مكفوف البصرَ


من هنا يأخذ النص منحنا آخر .. كانت الأبيات السابقة مدخلا


للنص تحاول رفاة أن تصنعه كمناخ

للأجواء التي

تريدنا أن نعايشها قبل الوصول لمنطقة البركان

و تحرير منطقة وجدانية ساخنة أرادت أن ترسمها في مخيلة المتلقي الذي بطبعه

يجب أن يكون في هذه الحظه في قمة الانغماس في النص وفي أعلى مستويات


الدهشة


والانبهار..


مشدودا لمعرفة تفاصيل أكثر عن تسلسل الحدث وتوابعه ..




( عاهدتْ وَجهَ الظلامِ


بأن يظلَّ الصبحُ مكفوف البصرَ)


أخذت على نفسي عهدا ووعدا بأن لا يضل للنور طريق يرى


هذه الظلمة التي انا بها مرة أخرى

هنا تقنية وهندسة تنم عن خيال خصب وقدرة قوية على التعبير بإبداع وصور


جديدة مبتكرة ..


(والريحُ ذاتَ الرِداء ..!


تميُدُّ أجنِحةِ الرياحِ مدىً ....!)




تتحرك أجنحةِ وتميل متسعا وعلوا نحوك ولك فقط .



نلاحظ أن رفاة شديدة التماس بالواقع هنا..



ترصد في هذا المقطع الاقتراب والتفاعل مع موجودات من مرّكبات وكتل


حسية ومعنوية إلى أحياء صغيرة تستطيع



الانصهار بها وتحويلاها لنا بلغة وصورة أخرى
..


( والمدى ......... زُرقة .!)



المدى زرقة.. عن حالة رحبة من التكتم والمجهول أنا وأنت عليها ..

يتميز هذا النص باحتشاد زاخم للصور التي عملت الشاعرة على تكثيفه داخل النص لاكتمال الدائرة الحسية في مخيلة

المتلقي وإيصال الصور بدقة وعمق لتتضح الرؤيا أكثر لنا..



( عاصِفةٌ خرسااااءَ في سفرٍ ضجِــر )



(عاصفة) حالة من سوء التفاهم بين الطرفين في سفر ( بعد وتباعد ) متعب منهك ..

وما زلنا نلتقط الصورة تلو الأخرى ..

فلنتخيل هذه العاصفة ومالذي ستحدثه بعد ذلك
..

( تُدفيء الثلج َ.. بـِ /الثلجِ

وتُحر ِقَ النار .. بـِ /النارِ )



في بؤرة الشك كانت الظنون تبدّد بـ الظنون



في كلّ محاولة للخروج من دائرة الشك تكون هناك انتكاسه



تُـدحض الخطيئةُ بـ الخطيئة ..



ويُحرقُ الذنب باقتراف ذنب آخر


وهكذا تتالى الآثام



فالموقف يتطور ويزداد مشعلا وريقات الوصال و مقطعا لأواصر الترابط ..





( تتآكلُ الأحزانُ فيها كالهشيم..!!)




صورة لهذه الحالة التي أحزانها تقتات من الذات وتتغذى على


الألم كما تأكل النار الحطب..





( تعسِفُ البَسَمات فيِ وَجهِ السرابِ )


فهذه العاصفة رمت بالبسمة والوداد إلى وجه مجهول لا وجود له ولا قرار ..

تستبقُ السفرْ .السفر إلى حيث المحبوب وفضاءاته الرحبة الممتلئة بالحنان


( شَقيِقُ انكِسار .. ساعاتُ إنتظار)



نلاحظ مدى ملائمة هذه الصور ودلالاتها بأثرها الحسي


وارتباطها في ذهن القارئ بما تنطوي عليه من



دلالات وصور جديدة تختار منها الشاعرة ما ينفذ في مسامات أحاسيسنا


وأوردة مشاعرنا بكل روعة واقتدار ..






( تضاجِع حُلم الذكرياتِ البغايا ... )




من هنا تصل بنا الشاعرة إلى بداية القضية القصة المثخنة


بالجراح والآلام..



وفي منحنى جديد حيث تحول سياق النص الآن باتجاه المحور الأصلي للنص

وهوا الحبيب ....


( تضاجِع حُلم الذكرياتِ البغايا ... )


فهاهي الذكريات الحلوة والهمسات الحانية ترقد معها تلك



(البغايا) التهم والشكوك التي لا أصل لها ولا صحة ..



هنا صورة مفعمة بالأسى ودقة في نقل المشهد برمته بطريقة مبتكرة في


التصوير من عدسة لاقطة يتميز بها



حدس رفاة



( لـ / تلِد من رحِمِ الخطيئةِهاجِسٍ وجِسّ )



لتلد من رحم ( الضنون ) السيئة هاجس يبعدنا ويفرقنا نحو مفازاة المعاناة ..


( تغتسلُ في محرابِ الطُهرِِ منْ رجسِ الجفاءْ ..)


فهذه الظنون والخطايا ليس لها وجود فهي تغتسل في محراب


الطهر وتتبرأ من التهم الملصقة لها ( رجس


الجفاء ) فأصبح الجفاء الذي بيننا معيبا للنقاء الذي يجب أن نحمله في أنفسنا


والطهر الذي تعاهدنا عليه ..


تاركة الشاعرة رفاة هنا للقارئ أن يطلق لخياله حرية الرحيل مع دفقات الصور


الشعرية و مستجيباً للأبعاد

التي تغري بها الصور متكئة على واقعية لتنطلق منها نحو الأفق للشعور وما


وراء الشعور .


( والآثام مُزمجِرةٌ في وسط ِالظلامِ )


الآثام التي ارتكبناها في حق هذا الحب تزمجر بعنفوان وقوة


وسط الظلمة الحالكة التي تربصنا بها


جراء هذاالقلق والتنافر الذي أوجدناه لنا ..


هذه القصة المسرحية التي كتبتها بكل براعة رفاة إتطاعت أن تصور المشهد


تلوا الآخر في كل جزئياته الدقيقة وكأن

نرى هذه الأحداث ماثلة أمامنا ..

فنلاحظ هنا كيف تصور الآثام وسط ظلام دامس فهل سترى هذه الآثام يا ترى ؟

لا اظن ذلك ..

فلآثام بطبعها سودا فإذا امتزجت بظلمة سوداء أيضا بكل تأكيد لن نرى هذا


المشهد سوى في ذاتنا التي ترى ماخلف الحس ..


إذاً وبكل براعة استطاعت رفاة أن تنقلنا إلى صورة ذكية تخدم الحدث وسير



النص زمنيا ومعنويا ..



(كان جنيني ... !)



نلاحظ هنا ( كان ) في زمن ماضي



( جنيني ) الخطأ الذي لم ارتكبه والموقف الذي ألم بي والحالة السوداوية التي



زجت بداخلي ..

هنا بالذات هندسة بارعة في اختيار الفظ المناسب والصورة المعبرة والتشبيه


الدقيق..



( وَأَدتُ الإثمَ في عينيهِ )



تركت شاعرتنا رفاة هذه الصورة مفتوحة للمتخيل أن يسبر



أغوارها بأسئلته..



وتركيب المعنى الذي يوافق الفظ والهدف ..



صورة بارعة من بؤرة عدسة



ذائقة رفاة ..

دفنت هذا الموقف وما يحيط به في حفرة المجهول ..



( وأدت) تارك لكم هذا المشهد وكيفية وأد الإثم..



( كي أحفظَُ ديني )



من أجل أن أحافظ على هذا ( الدين ) الحب والعهد والميثاق



دائما ما تضفي الإحاءات الغير مباشرة إلى إضفاء نوعا من الذة ونشوة في


قرأه النص وتكراره ..



فهنا نلاحظ كيف أتى الرمز وافيا من غير غموض مبهم ولا تقريرية مباشرة ..



فلو قالت بدلا من ديني ( عهدي ، وفائي ، ميثاقي،.... ) هل سيحدث جمالا أكثر


من ( ديني ) ..





(ألمسوها بِرفق .. لازالت دامية !.)



الجروح ,الآلام ما زالت تنزف في داخل بقسوة وشدة ..



طلبا في مشاركة الهموم والجراح والنزف ..



فالإنسان بطبعة يحس بدفء وراحة في مشاركة الآخرين له وتلمس جراحه


والوقوف معه ..



كما نستشف هنا بأنها تحاول تفريغ القلق من خلال حالة إبداعية تحمل قلقها



باتجاه الغير المرتقب وهو المتلقي ..



محاولة أيجاد متنفس لها والهروب من الواقع والمعاناة أياً كانت نوعها ..



وتفرغها شحننا متتالية لتخفف من وطئت الهاجس النفسي الكئيب ..



نرى أن هذه الشذرات التي صاغتها القديرة رفاة لم تأتي من فراغ بل اكتسبت


من طاقات إيحائية وأدبية و لغة غنية بالدلالات والمجازية



التي تمثلت العودة إلى الانطباعات التي تشعر هي بها وتجسدها



بدقة متناهية وتصبها في عالم الحلم والخيال الساحر ..



حيث ان الشاعرة تكن آلامها مصدرا لنزفها الشعري وموجهة لدفع اكثر قدر


ممكن

من المشاعر والأحاسيس لتوصيل الحالة النفسية والذاتية التي تدور في عالمها

السرمدي الخاص..


فلغة الشاعرة هنا التقطت الواقع وإعادة طرحه بصورة أخرى أكثر دقة وتأثير



وليس للتعبير عنه فقط بلغة شعرية مكثفة متمردة ..



فنلاحظ امتزاج الذات مع فضائها الرحب في تحليق رائع فني ونشوته الإبداعية



فكان الوعي الشعري الراقي عند رفاة استطاعت أن تحوله إلى قيمة



وجودية حيث الإحساس المتنامي بالمواجع والوفاء كقيمة تتأسس على إيقاع



جسدي يومي وثيق الصلة بقوة المخيلة

ولتي بالطبع أفرزت لنا بإرهاصاتها نصاً جميلا ويوحدها في إطار الفكرة


العالية لشكل الأدبي والتي تظهر



فلسفتها المبدعة..



رغم اضفائه جوا ممزوج بين الأسى والحزن والحنين حالما على ضفاف واقعية



القصيدة الا انه في الحقيقة جاء لردة



فعل ما أو كتبت في جو مشحون لحالة مرت بها ..



ومن خلال السياق الدلالي للنص نلاحظ الحوار داخل النص من حيث الزمان شمل


الماضي والحاضر والمستقبل..

من حيث موقفها مع محاور القصيدة ..


أما من حيث الصور الرائعة فأنها تجيد توظيف المعاني والمجازات وكل ذلك في


روعتها وإيقاعاتها ورمزياتها


ومدلولاتها التي حضينا بها

وتؤدي هذه الإيقاعات الذهنية التي صورتها لنا دوراً بارزاً في تجسيد الصور


الشعرية والمشاعر والأحاسيس



المنغمسة في كينونة هذا النص ..


ومن الصور التي رسمتها لنا هنا ..



(وأرجوانٌ شفَّ تحت العَينِ‏)


( عاهدتْ وَجهَ الظلامِ)


( تعسِفُ البَسَمات فيِ وَجهِ السرابِ )


( تضاجِع حُلم الذكرياتِ البغايا )


( لـ / تلِد من رحِمِ الخطيئةِ)

هاجِسٍ وجِسّ )

(تغتسلُ في محرابِ الطُهرِِ منْ رجسِ الجفاءْ)


( والآثام مُزمجِرةٌ في وسط ِالظلامِ)


( وَأَدتُ الإثمَ في عينيهِ )



وجاءت التشبيهات في القصيدة لإثبات التأثير النفسي الذي


ابتغته الشاعرة في مجرى سياقي


واحد ضمن صور متجانسة ومتتابعة داخل السياق الأساسي مما سهل مهمة


رسم الفكرة و الإيصال والتأ ثير في نفس القارئ .


وفي الختام ارجو أن أكون قد وفقت بتوضيح انطباعي الخاص و بطرح ما


يحوز على رضاكم واستحسانكم ..


تقديري للجميع .

 

إبراهيم الشتوي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-06-2006, 05:56 PM   #3
عبدالله العويمر

شاعر و كاتب

مؤسس

الصورة الرمزية عبدالله العويمر

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 1114

عبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


نص جميل ، وقراءه رائعة





الغالي


ابراهيم





هذا النص ، بهذه القراءه أصبح محل الاعجاب بشكل ٍ أكبر







































أجمل المـُنى

 

التوقيع

عبدالله العويمر لاينتمي لأي مجموعه!

عبدالله العويمر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-06-2006, 06:54 PM   #4
قايـد الحربي

مؤسس

عضو مجلس الإدارة

افتراضي


درسٌ يمنحنا الضوء
لنسير على خُطى
القراءة المضيئة .

إبراهيم الشتوي
أكثر من رائعٍ و شاسع .

 

قايـد الحربي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-07-2006, 10:48 AM   #5
حنان محمد

كاتبة وإعلامية

مؤسس

الصورة الرمزية حنان محمد

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 22

حنان محمد غير متواجد حاليا

افتراضي


الفاضل إبراهيم

في كل قراءة درس لنا

نتعلم فن قراءة القصائد

لك اعجابي

 

حنان محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-02-2006, 07:33 PM   #6
إبراهيم الشتوي
( أديب )

افتراضي


الساكن بالقلب أخي الغالي ...عبدالله العويمر

شكرا على النور والبلور الذي تركته لي هنا ..

دمت بالقرب وبالقلب ..

تقديري .

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الآن كتاب " مسارب ضوء البدر" في مكتبة : جرير-العبيكان-الشقري - الوطنية .
twitter:@ibrahim_alshtwi

http://www.facebook.com/MsarbAlbdr

إبراهيم الشتوي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-03-2006, 03:34 PM   #7
د.باسم القاسم
( شاعر وناقد )

افتراضي


الأستاذ المتمكن إبراهيم الشتوي
من شرفة التأويل تطل على النص وأنت تشرّع نافذتك البنيوية بنظرة التفكيكي الثاقبة لتحيل ماهو باقة لغة في عين المتلقي العفوي إلى فردوس كان ضائعاً فمنحته فرصة الوجود ....
هكذا نماذج من القراءات ..تجعل من أبعاد ..حرمٌ يحسب له الحساب قبل الولوج في مضامير طوافه ..
لله درّك..... لماذا شعرت بأنك كنت تختصر الكثير مما يجول في خاطرك حول النص ...
أصعب مايكون على المرء وهو في حانة الشعر أن يكف النادل عن السقاء في لحظة السكر ..
خالص احترامي لجهدك النبيل ..[/COLOR]
[/FONT][/FONT][/SIZE]

 

د.باسم القاسم غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قراءة انطباعية لنص ( اكتفاء ذاتي ) للشاعر سعود الصاعدي إبراهيم الشتوي أبعاد النقد 7 11-07-2006 02:04 AM


الساعة الآن 06:57 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.