غيمتكِ التي حضنتني في هذا النص
لم تكن غيمةً عابرة بل كانت سماءً كاملة تمطر حياةً من المعنى
كل سطر في نصّكِ يتناوب فيه الضوء مع العتمة
الدعاء مع الخوف
الرحيل مع البقاء، وكأنكِ صنعتِ من الحروف
كونًا آخر يمتلئ بالأسرار.
_
قرأتكِ فشعرت أنّ المطر يتناثر من بين الكلمات، وأن الريح تحملني حيث زرقة البحر وطفولة الروح
وأن كل قطرة تسقي قلبًا وتوقظ أملاً
كنتِ في نصّكِ بين الغفران واللهب
بين وعدٍ مكتمل
وعقدٍ لم يُعقد بعد، لكنكِ ظللتِ واقفةً
كوتدٍ
يجتمع إليه العاشقون
_
أعجبتني قدرتكِ على أن تحوّلي الدعاء إلى قصيدة والقصيدة إلى صلاة
وأن تجعلي
القرب من الحبيب أشبه بالاقتراب من استجابةٍ سماوية تخيف بقدر ما تُفرح.
إنّه خوف العاشقة التي تخشى أن يكون حبيبها الاستجابة وهي لم تبلغ بعدُ تمام التقى
_
نصّكِ ليس بوحًا فحسب
بل نافذة تفتحها الروح على رحابة المعنى
وتغدو فيه الغيمة أمًّا
والمطر أبناءً
والبحر مرايا
والنور جسدًا
مضيئًا يفيض حبًّا وسلامًا
هو نصّ يُقرأ بالقلب قبل العين، ويُصلي القارئ وهو يتتبّع انحناءات عباراته.
__
دمتِ بهذا البذخ الروحي
وبهذا الحضور
الذي يجعل من الحروف غيثًا
يبعث الحياة في أرض القلوب العطشى