وقَفَت بمحاذاتهِ...
سألتْه : كم يبلغ طولكَ...؟
أجابها : أبلغ فوق ما تظنين... حد مرور الغيم من خلالي...
و كلما اقتربتِ... ستشعرين بأنك ترغبين بالبكاء...
و أنكِ اقتربت من السماء...
قالت بإعجاب : يعني أنك طويل القامة!!
ابتسم بثقة الَمتيقّنين :
أنا طويل فوق ما تدركين... فإن بلغتِ صدرى فانصبي خيمتك و ضعي متاعك و أحمالك و نقبي عن الماء الذي يخصكِ...
ازرعي لكِ شجرة تين... ثم اقطفيني...
أمّا و إن بلغت عنقي... فلا تحاولي فك قيودي و لا تسريحي من طوق امتناعي عن انتشاري فيكِ
أكملي طريقكِ... لا تتوقفي عند فمي لا تجربي سرقة الكلام و لا اختطاف قبلة و لا تستنطقي الصمت إلا بفكرة مجنونة تعيث في عقلي إنماءً...
كنتُ قد أطلقتُ لك تحذيراً : جِدي لكِ طريقا لا يمر بعيني... فعيني الأمان المخيف
و لا خالد فيها إلا من يعود إليها... و إني أدري أنكِ بعد كل فرار ستعودين و تتدثرين بالنظرة الأولى
فأنا موئل روحكِ و ملاذك بعد التعب...
على كل حال يا أنتِ... قد وصلتِ لي و أنا المحطة الأكثر رعباً في حياتك...
حيث تجهلين أين أنتِ
و كيف صرت
و أين كنت
و متى وصلت
و بأى اتجاه أنت
و كم من الوقت مضى
و كم بقي
و متى تبدأ القصة...
فكل ما لم يحدث هو ليس إلا محاولة...
حاولي
و لكن لا تفكري بالوصول... قبل موعدكِ
و اقتربي أكثر لتعرفي كم يبلغ طولي...