غَمَــامْ

[بعد الليل]

لا يشبه لونه إلا دمع إرتشافه ... وحيدا

مساؤكم رفقةُ ود

 

[بعد الليل]

[OVERLINE][/OVERLINE]


أحبك جداً
هل أخبرتك بهذا من قبل!
أنتِ الأقرب إلى روحي
تتحملين
عصبيتي / مزاجيتي / لحظات جنوني غير المتوقعة
كل لحظات شرب القهوة تشعرني بــ دفء صداقتنا أينما أشربها
أتذكرين لندن !
فطور لــ مدة أربع ساعات في سيلفريج
لم نكن نأكل
كنا نتنفس الحياة معا
أتعرفين..
قليلون من اقتربوا من القلب مثلك
أنت تعرفين كيف تدورين معي حينما أدور حول نفسي والكون معي يدور دون توقف .. وحين أهلوس وأمارس جنوني .
تدركين متى تتركينني صامتة .. لا أحتاج للحديث
ولأن الله يحبني منحني أنتِ
صديقة .. أحبها جدا
.
.
المطر
لا أتوقف عن اللعب فيه
ولا تتوقفين عن القول .. ســ تمرضين
أحب أن أكل الايسكريم تحت المطر
وفي أول مرة عندما رفضتي
أخبرتك انه مفيد للصحة وتظاهرتي بتصديقي لأنك تريدين أن تشاركيني اللحظة
هل عرفتي الأن لماذا أحبك جدا!
أنا لم أعرف حتى الآن ولكني
أحبك جدا
.
.
اليوم امتحان الزمالة لكِ
الامتحان في مستشفى سانت ماري
الفصل شتاء .. يناير 2005
مطر خفيف .. الساعة الثامنة صباحا
ركبنا الحافلة
جلسنا في كرسيين متقابلين
أنتِ تقرئي أوراقك .. وأنا أقرا الوجوه كعادتي
الرجل الواقف أمامي ينظر في ساعته كل ثانية .. ربما هو ذاهب أيضا إلى الامتحان نفسه
العجوز التي تجلس بجانبي تنظر لي وتبتسم .. الإنجليز لا يبدؤون حوارا إلا عن الجو لذلك قلت لها يبدو أن المطر سيكون سيئا اليوم
ابتسمت ابتسامة تشبه ابتساماتهم الباردة والتي تنتهي بنطق أخر حرف من الجملة
شتاء هذه السنة لم يكن سيئا رغم أنه جاء بــ الثلوج إلى لندن على غير العادة
نظرت إليك
أعرف أنك لا تسمعيننا
مشغولة تقرأين بــ تركيز مهما كانت الضوضاء حولك
وصلنا إلى الموقف القريب
في مقهى المستشفى وضعتِ كتبك على أحدى الطاولات وبدأتِ القراءة
وضعتُ معطفي على الكرسي المجاور ووضعت السكر في قهوتي
قهوتك .. تشربينها بدون سكر /سوداء
.
.
بعد نصف ساعة دخلتِ إلى قاعة الامتحان
توجهتُ إلى الملحقية الثقافية
اشتقت لهم جميعا
افتقدت أصواتهم التي صاحبتني في غربتي
مررت على الجميع
شربت القهوة مع مس جوان
ثم ذهبت إلى مكتبة بلاك في أكسفورد سيركس
انتهى الامتحان
انتظرتك خارج القاعة لمدة 6 ساعات
.
.
جاءت محاولاتك لــ إخباري عن الأسئلة وعن مدى صعوبتها
تطنيشي لكل هذا واستمراري بالمشي إلى الحافلة
استمرارك في الحوار .. رغم يقينكِ بــ عدم إنصاتي لأي شئ مما قلتِ
مفاجأتي لك بعفوية : أنت تعرفين ما أفهم .. عندما أكون جائعة !
لا أستطيع التعاطف معك الآن !
ابتسمتِ أنتِ .. فضحكت أنا
قلت .. عندما أشبع .. ربما!
.
.
أتذكرين مطعم وايت لييز
اللازانيا
نظرة النادلة .. وهي تسألنا عن الطعام بعد خمسة دقائق
تنظر إلى صحوننا الفارغة!!
كان الجوع والبرد وسهر الامتحان
ونحن
كُلها .. جعلت اللازانيا لذيذة جدا
فلم يبقى منها شئ
بعدها
قلت لك: الآن كيف كان امتحانك!
أعرف إنني أغضتك وتعرفين أنني لا أفهم عندما أكون جائعة
ولذلك بدأتِ بسرد كل شئ مرة ثانية ولكن الآن أنا أتفاعل معك

 

[بعد الليل]

نيةُ كِتابة


نيةُ كتابة
أضَيعها بين هوامش الأزمنة
تتلذذ أن تهتف بي أن أكتبيها الــ فكرة
وتشغلني عنها آه خُلقت كـــ جدار

نتسامر كــ ما يفعل الأحبة ضجيجا يهمس
ونفترق كــ هَم الشوق يصمت
لا هي تتخلى عني
ولا أنا أملُها
نقترب كـــ شروق ونبتعد كـــ مغيب

أسندتْ رأسَها على كتفي
وأبكتني شتاتا
توددتْ لي بــ عفوية الحضور
وملأتني تفاصيلها الصغيرة
احتواءً يسعفُني ونبضا يرهقني

ومفاجأةُ البداية
اختبأتْ خلف الباب حين كتابة
ولحظةُ أن تقدمتُ أحتضنُ بُنيتي الصغيرة تشكيلا
هاجرتْ ولم تترك عنوانا خلفها
تسابقني كــ ريح وأسبقها
فــ أعود وألتقطُ ما سبقتُ منها
أرسلها حرفا وتتوالد حروف

نيةُ كتابة
تُهلل بــ قدوم فكرة
وتتدلل بـــ أن لا إكتمال !
فــ أتصبرُ لــ هطول
وأدعو بـــ غَمَام !

 

[بعد الليل]

ودي أطير !

 

[بعد الليل]

حين يسبقك الحلمُ ولا تدركه
وحين تسبق الأحداث ولا تكون كما تريد
وحين تتغير الألوان والأشكال والأنفس والأفكار والذمم
وحين تقف والوحده وحدها لك صديق
وحين العطاء يشحُ والأخذ يكون سيلا
وحين تفارق ظهرك وتغتربُ أوطانك عنك
وتغيب
وحين ضيق

ابتسم !!
فــ ليس هناك ما يدعو للقلق
فمازالت الشمس تشرق من المشرق
والرحمن لك مدد !!

مسؤكم الرحمة

 

[بعد الليل]

أتعلمون ماذا تفعل الصداقةُ بنا؟
تقتربُ بــ ودٍ
تمسكُ بــ أجنحَتنا المكسورةَ
تمنحُها فرصةً لــ تشفى
وتجبرُها والزمن
تُحلق بــ قربنا
احتواءاً
لا يشبههُ شئ

أتعلمون ماذا يَفعلُ الوفاءَ بنا؟
يمنحُنا أجنحةً جديدة
يدعُونا لــ التحليقِ بــ قوةٍ وثَبات
من جَديد
وكأننا لم نُكسر أبدا

مع ودي وشكري

 

[بعد الليل]

بشر من ورق


يمرون في حياتنا فــ نتعلق بهم
ندمنهم ونصدق مظهرهم
نعتقد أن الصدق والوفاء خلق لــ يكون رفيقهم
ولكن
ومع اشتعال أول نار وهبوب أول ريح ..يختفون ويغادرون
إنهم بشر من ورق
ورق يحترق
يتحول إلى رماد
يتطاير .. ويختفي
وبعدهم
قلوبنا تنكسر
ونضع عليها لافته كبيرة كُتب عليها
لا توجد أماكن شاغرة .. كل الأماكن في حاجة إلى صيانة


الورق أصله من الشجر وأول الورق كان البردي
وهو قابل
لــ التلف
لــ الاحتراق
ومن الصعوبة الاحتفاظ به إلى الأبد
تؤثر عليه عوامل التعرية:الرياح .. الماء .. والنار
فــ تبعده عن طرقنا وتعريه من جماله الخارجي أمامنا
ويصبح رماد يتطاير
فــ تعصف به أضعف ريح تمر بنا


بعض الورق
مهم جدا .. ممكن أن يكون بداية لحياة جديدة مثل عقد الزواج
وقد يكون كارثة ونهاية مثل ورقة الطلاق
وتكمن قيمة الورق فيما يحتويه مثل وصفة الطبيب رغم أن ورقها خفيف في الغالب ولكن حروفه تحمل قيمة لحياة إنسان
وقد يكون كذبة كبيرة مثل شيك بلا رصيد
أو يؤدي إلى الموت كحكم قاضي بالإعدام
وربما جماله يُسحر كرسالة حب أو قصيدة عشق
وبعض الورق بخيل وأناني مثل ورق الصبار .. فرغم كل العلم والخير اللي بداخله إلا أن أشواكه تمنع الجميع من الاقتراب منه .. فلا يفيد إلا نفسه أو من يغتاله
وقد تبدأ الحروب بأوراق كثيرة
وورقة صغيرة واحدة تنهي جميع هذه الحروب.. نسميها معاهدة سلام
جميعها أوراق .. ولكن كل له لونه .. شكله.. أهميتة .. وأهدافه
ومن أجمل الأوراق هي أوراق لعبة الكوتشينة .. أكثر الأوراق بهاءاً
كلها تنتمي لعائله واحدة .. ولكن كلٌ له قيمته .. ومكانته
المهم
كيف نلعب؟
إلى أي مدى نستطيع المغامرة بحاضر واضح لمستقبل مجهول؟
من المنتصر في النهاية ومن الورقة الرابحة ؟
وكم .. كم عدد الذين سقطوا ويسقطون من أجل هذه اللعبة ؟
وألوان الورق جذابة : أبيض، أحمر، أخضر .. ألوان زاهية وجميلة
ربما نحبها وتعجبنا ولكنها تظل مظهر خارجي وجمال شكلي


ونحن أوراق : شفافة بدايتنا
فــ يبدأ البعض بــ الكتابة على دروبنا وعلى قلوبنا
ويتركون أثر بصماتهم .. وحروفهم .. وبعضهم .. علينا
نسمح لهم بكل هذا
ولكن الحذر والخوف عندما يحاولون التعامل معنا كــ أوراق الكوتشينة
فــ الإنسان ورقة
قد يحترق ويصبح رمادا يتطاير في الهواء .. ويختفي من عالمنا
ومن الممكن أن يكون معلقة حروف نُقشت ووضعت على أبواب الكعبة
نحتفظ بها في قلوبنا


البشر ورق
لهم أيضا فصول يسكنونها
البعض يستمر ربيعه طويلا .. ينعشنا حضوره .. ويقوينا ثمره .. ويهدينا خريفه تجارب ربيعه الطويل .. فنستمتع بالقرب منهم
والبعض صيفه هو أطول فصوله .. يحرقنا قربه .. يبخر أحلام ربيعنا .. ويسكننا الخريف بسرعة في قربهم .. فنترك المكان .. ويتركنا
البعض شتاؤهم بارد .. قد يجمدهم ويجمد كل من يقترب منهم .. وقد يتخلله غيث يبشر بربيع يزهر في شتائهم البارد
والبعض الخريف يسكنهم .. لم يعرفوا صيفا قبله .. ولا ينتظرون شتاءا بعده .. فيحرمون من الربيع .. فهم لا يعرفون إلا الخريف


ملاحظة:
هناك أجهزة خاصة لقياس لمعان سطح الورق وشدة متانته وعمره الافتراضي وأفضل فصوله واستخداماته
يا ترى .. هل يملك أيا منا هذه الأجهزة ؟!
فيتمكن من رؤية حقيقة الأوراق المحيطة به بوضوح أكثر
ويستطيع أن يختار دون أن تغريه ألوانها وحروفها الجميلة

 

[بعد الليل]

يا سلطان

ولاتهتم ، مادامــــــــــك صنيعة ربك الباري
إذا ربي خلق مخلــــوق ماينسـاه، (يا سلطان)!

(ياسلطان) أنا قبلك تعكـّــــــر نهري الجاري
وضاقت بي مساحات الوجود وضاقت الأركان

شقيت أكثر من اللازم غرقت بلجـــة أفكاري
رحلت ولاجنــيت الا اغتراب ٍ، زادني حرمان

حسبت إني باغيّر دفة الأيـــــــام بإصراري !
وحسبت إن الزمن لوحة ،وأنا الألوان والفنان !

ونسيت إني بشر، يعني قدر،ما أملك أقــداري
ونسيت إن الليـــــــالي ساجدات بمعبد الرحمن

(يا سلطان ): ربك فوق يدري فيك ، ويداري
ولا ينسى ، ولا يقسى ،ولكن.. يصنعك إنسان !

عسى أن تكرهوا شيئا وفيه الخير..من داري؟
وعساك تحب شي ،وفيه ماتلقى سوى الخسران!

تِذكـّر..وش حصل(لآدم أبوك)،وذنبه العاري!
وتِذكـّـر (نوح) وعقوق القريب،وفزعة الطوفان

وتذكر( يوسف الصديق)،ونجدة محمل ٍساري
وتذكر وشـ حصل(لايوب)،وصبرأذهل الشيطان

وتذكر( يونس) وبحرالظلام ،وحوته الضاري
وتذكر ســـــالفة (موسى) كليـم الله ، والطغيان

وتذكر (صالح )المرسل مع اللي مالهـــم طاري
وتذكر طيب (عيسى)، واليهود، وقسوة الخذلان

على سنة (محمد )،وكـــّـل الله دوم ياجـــاري
(ولن تشقى)،(ولن تبقى )على حالك كذا زعلان

وإذا تنسى ..تِذكـّرني ، تراها تسـّـرك أخباري
طلبت الله .. ولاخيّب رجــاي ، وزادني إيمان

وصار الكون من حولي بفضلـــه يشبه غباري
صغيـر وتــــافه وهيّن ،ولو فكرت به غلطان

تعدا الهم (يابو قيس ) وخذ شوري ومخباري
وسامح من جفاك ، ولا تهمك عثــرة العميان

مساكين وغلابا ، هالخلايــــق بـايع وشاري
وفيهم بــــايع نفسه ، وفيهم شـــاري الحقران

وفيهم من تعلاّ .. لين طــــــاح وذرّه الذاري
وفيهم من سجن روحه ،بلا سجـن ولا سجان

وفيهم من عرف ربه ، وربي بالخفـــا داري
وفيهم ناس مثلك يشبهون الشمس (يا سلطان)

لــــ صالح الشادي