بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.،
.،
سماح عادل
حيَّاكِ الله
طرحٌ طيبٌ مُثمر بإذن الله تعالى .
.،
.،
اقتباس:
لاأعلم إن كان توقيته مناسباً .....لكن ..... أيحق لي أن أفتخر بوطن لا أنتمي إليه ؟!!
|
طالما أن لكلِ مقالٍ مقام ، فحتما توقيته مُناسب وإلا لما قيل هاهُنا .
الإنسان إنسان ، والعقل عقل ، وحين يكون الافتخار إذا هو حق والإشادة به والفخر مسؤولية
أقلة ليكون موطن ومضرب مثل ، وعليه فلن يكون حِكرا على الانتماء لوطن بعينه.
.،
.،
ربما ما " دايسو" إلا نموذج مُصغر أو جُزء مِنْ الكل الذي ينبغي أن تقوم عليه اللبنة الأولى " الأسرة " وبتالي المُجتمع و الوطن، ما أراه
أن هكذا مُجتمعات عرفت معنى أن تكون مسؤولة عن نفسها قبل أن تكون مسؤولة عن نفوس أفرادها. ما يمثله هذا المتجر المذكور أعلاه
ما هو إلا نتاج عقول أدركت المسؤولية فعرفت كيف تَسَّتثمر العقول. ما يمثله هذا المتجر المذكور أعلاه ما هو إلا نتاج عقول أدركت المسؤولية
فعرفت كيف تُربي الأفراد وتُخرج مِنهم أجيال تجيد ما تقوم به خلال ساعات يومها، لا أن تستيقظ ومُشكلتها في كيفية قضاء هذا اليوم !.
ما نحتاجه هو المسؤولية أن نعرفها أن نُدركها أن تُبنى مسالكنا ومنطوقاتنا عليها ، الفرد البشري لا يولد وهو " مَّبيت النية " فيكون عاطلا
" ما يشغّل عقله " أو عاملا " شغّل عقله "، الفرد البشري يُربى ليكون .. .. ويظل السؤال : كيف نُربي وهُنا ليس نحن على مستوى الأسرة
بل حتى المُجتمع بمختلف مؤسساته إبتداءً بالمدرسة لكونها المؤثر الأكبر بعد مُحيط الأسرة .
مثال بسيط جدا: حين ينهض صغير ويركض إلى والديه حاملا " رسمه " انتهى مِنْها لتوه ويلقى الجواب المُعلب بـ " ثقافة المُجتمع المُصابة بعقلها " :
( أترك اللعب وذاكر دروسك يمكن تنفعك ! ) أو يأتي الجواب: ( هذا ألي أنت فالح فيه ) نعم ربما هذا هو ما " يفلح فيه " أو سوف " يفلح فيه " مستقبلا.
مثال آخر على " ثقافة المُجتمع المُصابة بعقلها " فتاة تُجيد التصميم والخياطة وكلما أنهت واحده يُقابل عملها بـ الاستخفاف و التصغير وتقليل الأهمية
فَتُجبرعلى ترك " تضييع " الوقت كما ترى تلك الثقافة و حشو رأسها بما سيكون تضييع للوقت وإهدار لسنوات فعلا. أن يُصافح الصغار ويُجالسون
الألعاب الالكترونية وقنوات التلفاز والشبكة العنكبوتية " الغير مُقنن جميعها " لساعات أمر " لا بأس به بحكم العادة" وحين ينشغل الصغار بالعبث
بجهاز ما وتفكيكه ومحاولة إعادته " نقوم الدنيا ولا نقعدها " . نظرة واحدة على أحوالنا مع أفراد الأسرة _ الصغار على وجه الخصوص _ توضح
مدى " التكميم" الذي نُمارسه على العقول والذي بدوره يؤدي إلى تعطيلها لا إعمالها فكيف ننتظر أو ينتظر المُجتمع " ثمرة " مِنْ العقول .
ما هذا المتجر إلا جُزء مِنْ كل يقوم على تقدير واحترام وثقة بعقل الفرد البشري وتقدير واحترام وثقة بكل حركة وعمل لا يستصغر الأمور ويبحث
عن الأكبر. احترام وتقديرالنفوس وكيفية إخراج ما تُجيد لا أن تُجبر على دراسة ما لا تُريده لان النظام ينص على هذا ! كما هو الحال عندنا
بكل " أسف " فتجد طالبة تتخرج مِنْ الجامعة بامتياز وبمرتبة الشرف وحين تسألها عن حالها مع الوظيفة تقول : أعوذ بالله أنا أدرّس _
إياك هُنا أن تسألها : لما دخلتي هذا التخصص إذا وأنتي تعرفين مُخرجاته " النظام هكذا يرى وعلينا التطبيق على العمياني "_ و طالب لم ينل تقديرا
يؤهله لتخصص الطب الذي يُريده لكنه يثق بالقدرة التي يملكها في سبيل تحقيق ذلك فَيُجبر على دخول أي !! تخصص تنفيذا لأوامر النظام
" المُصاب بعقله " حتما. فإن أردنا إصلاح الفرد البشري فعلينا إصلاح ثقافة مُجتمعه تلك الثقافة التي تنص على: تجميع أكبر كم مِنْ الشهادات
ليقال : فلان ابن فلان يملك كذا وكذا وراتبه كذا وكذا ، والصحيح والسويّ أن تنص ثقافة المُجتمع على : أن يعيش كل فرد بشري وهو يعمل
ويُنتج ما يُجيده وما يبرع ويبتكر فيه ما يُفرح نفسه حين يستيقظ وهو ذاهب إليه لا وهو " شايل هم " لأنه ذاهب لعمل لا يُريده لان النظام التعليمي
أراد ذلك وقبله ثقافة المُجتمع !.
مُشكلتنا أن لا مشكلة لدينا ! نعم فالمسالة بسيطة ولا تحتاج لدراسة ولا لتقارير بل تحتاج لتفتيح البصيرة وتشغيل العقل وإن قليلا !! .
أن نترك الفرد البشري يدرس ما يُريد هو لا النظام أن " يغرف " مِنْ المعارف والخبرات التي يُريد هو وفي أي وقت وأي عمر لا أن نُحدد
عُمر ومؤهلات . أن نتركه يختار التخصص والدراسة التي " يفلح " هو فيها لا النظام.أن نثق بالفرد البشري وبكل " ومضة " فكر ورأي
ونأخذ بيده كأسرة وكمجتمع ونسير معه لا ضده أو أقلة لا نضع له العراقيل. إن نظرنا إلى الأحوال عندنا وإلى أوضاع الناس سنرى وبوضوح
أنها تجسيد حي وناطق لثقافة المُجتمع المُصابة بعقلها.
أتدرين يا سماح ما المُضحك " المُوجع " في آن ؟
أن نأخذ بيد الفرد البشري ونجعله يدرس ويتعلم لان النظام قال ذلك إما لنقص درجاته عن المطلوب وإما لنقص الأماكن وشغلها _ ومِنْ ضمن
الشاغلين لها أفراد لا يُريدون ذلك ولا يُجيدونه لكن درجاتهم تُجيده أو واسطة ما أحلت لهم المقعد _ وبعد أن ينتهي مِنْ مراحل دراسته نُسلمه
إما ليد البطالة وإما ليد العمل الميت الغير مُنتج فهو يعمل بشكل روتيني دوام يومي وأجر شهري حتى تشغيل لعقله قد لا يجد فحتى إن وجدت ميزة
ما فيه فستموت تلقائيا.
سأتوقف عند واقع لفرد بشري ربما يُوضح المُشكلة " التي ليست مُشكلة في أساسها " ولكم أن تتخيلوا واقع هذا الفرد الآن
وواقعه فيما لو تم تدارك الأحوال:
تقول: في المرحلة المتوسطة بدأت أتلمس ما تميل له نفسي وما أُجيده وما أشعر بضيق الوقت معه و ثمار العمل فيه ، لكن هذا لم " يطيب " للأسرة
فما ينقصني أنا حتى لا أكون مثل فلانة وفلانة واحمل هذه الشهادة أو تلك الشهادة !! هذا غير الأصوات الرنانة التي أعمت بصيرة العائلة وثقافة
مُجتمعها قبلها لِمَنْ نال وأثمر تعليمه عن شهادة دون أُخرى ، كنت أسرق الوقت سرقة و أستلف مِنْ وقت راحتي وطعامي حتى أعمل ما أرى فيه
نفسي وما تبرع به يدي وكلما وقفت عليه أمي نهرتني فأنا أُضيّع وقتي كما يرون ، استمر بي الحال واستمرت علاقتي بالعمل الذي أُحب
رسم وتصميم الملابس ولإكسسوارسرا وخفيه وحتى نتاجي لم يطلع عليه أحد سوى بعض الصديقات وأيضا دون معرفة أمي حتى لا تغضب
و تُحمل ما أُجيده وأجد فيه راحتي النفسية وثمار وقتي مُصيبة تأخري أو انخفاض درجاتي إن حدثت مع أن هذا لم يحدث فكان لدي الوعي الكافي
وعرفت كيف أُنظّم وقتي وإن طغت الدراسة التي لم أجد فيها أي معنى حتى بعد أن صعدت على المسرح واستلمت وثيقة تخرجي التي لم أجد
ولم أحصد فيها سوى فرحة الأسرة . أنظر إلى حالي الآن وأنا أعرف بحال الواقع الذي كان بين يدي وأضاعته ثقافة المُجتمع ونظامه التعليمي.
إذا..
نحن : نأخذ الفرد البشري حين يولد ونسير به في طريق مرسوم سلفا نُكمم عقله ونُجبره على الانتقال مِنْ مرحلة لمرحلة وإن لم يرغب بها
حتى لا نُخالف النظام فحين تنقص الدرجات عن المطلوب وحين لا تعد الأماكن شاغرة لا نملك إلا رميه في تخصص آخر فالمهم لدينا أن يُنهي تعليمة
بشهادة تقبلها ثقافة مُجتمعه ويحصد مِنْ وراءها راتب مُجزي ولا يهم حتى إن لم يُجيدها ، فصعب حينها أن نقول للنظام التعليمي أنت خطأ وليس
صعب أن نُضيع وقت وسنوات ومستقبل مُجتمع قبل أن يكون فرد . أما هم لا أعلم كيف يأخذون الفرد البشري لكني أُجزم أنهم يأخذونه بطريقة
أُخرى ويُربى عندهم ليكون إنسان يسعى في الأرض ويجد في اليوم عدد مِنْ الأفكار التي تنتظر تنفيذها.
نحن لا نثق بالفرد البشري وبما أنعم الله عليه مِنْ عقل ونثق بالمكتوب درجات وشهادات.
وهم ( لا أعلم لكني أُجزم ) يثقون بالفرد البشري وبما يشعر أنه يملك ويأخذون بيده لما يرى هو أنه سيبرع فيه ويُنتج.
نحن لا نتعامل مع الفرد على أنه بشر بل جعلنا مِنْه آلة نضع لها القواعد والتعليمات وتسير.
وهم ( لا أعلم لكني أُجزم ) يتعاملون مع الفرد البشري على أساس بشريته وما يملك مِنْ فروق فردية ومميزات.
نحن لا نرى إلا القريب لذا نظامنا التعليمي مثلنا فكل مُخرجاته تصب في نهر واحد وكأن المُجتمع لا يحتاج إلا لبضعة تخصصات ومهن
كأنه راكد لا يتغير ولا يتطور. وهم ( لا أعلم لكني أُجزم ) يرون المُستقبل قبل يومهم القريب لذا هم يزرعون في الفرد البشري ما يُمكنهم
مِنْ الحصاد في الحاضر والمُستقبل.
باختصار: نحن أضعنا فطرة النفس الإنسانية فضعنا، فعلنا كما فعل الغراب الذي أضاع مشيته
فلا هو نجح في التقليد ولا هو استفاد مِنْ ما كان يملك . وخير شاهد ما باتت عليه ثقافة المُجتمع وما بات عليه حال إنسانه، ساد التعليب !.
.،
.،
سماح عادل
طالما نفتخر بعمل طيب حلال لا يُخرج النفس مِنْ إنسانيتها ولا يُخرجها عن دينها فالفخر حق
بل فيه ثمرة صدق تُجنى ، طرحٌ طيب جزاكِ الله خيرا .
.،
.،
هدانا الله لما فيه خيرنا وصلاح أمرنا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته