قراءة تفصيليه في نص " الضايع الموجود" لـ " ثاني الدهمشي" - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
فَــوَاق ! (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 14 - )           »          وصب ! (الكاتـب : تركي المعيني - مشاركات : 155 - )           »          هــايــكــو (الكاتـب : حسن زكريا اليوسف - آخر مشاركة : تركي المعيني - مشاركات : 299 - )           »          لاَ مِسَاس ... ! (الكاتـب : جليله ماجد - مشاركات : 509 - )           »          ارتداد (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 325 - )           »          جُمُوحُ العَاطِفة (الكاتـب : محمّد الوايلي - مشاركات : 1682 - )           »          [ #مَعْرِضٌ وَ تَعْلِيْقٌ ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : ماجد العيد - مشاركات : 8214 - )           »          تبّت يدين البُعد (الكاتـب : عبدالله العتيبي - مشاركات : 14 - )           »          [ رَسَائِل أُخَوِيّة ] : (الكاتـب : خالد صالح الحربي - مشاركات : 41 - )           »          العيد والغياب!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 6 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النقد

أبعاد النقد لاقْتِفَاءِ لُغَتِهِمْ حَذْوَ الْحَرْفِ بِالْحَرْفْ .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-21-2009, 07:54 PM   #1
مشعل الذايدي
( شاعر وكاتب )

افتراضي قراءة تفصيليه في نص " الضايع الموجود" لـ " ثاني الدهمشي"


ثاني الدهمشي من الشعراء الذين يغوونك لمتابعته .. انه باختصار يكتب الشعر الخالص يكتب لقضايا من قضايا الشعر البهي انه يقدم الجمال دون ان يغرقه بالرمزيه مما جعل له اثراً واضحاً من اثاره التي يقتفيها متذوقي الشعر الحقيقي .. ثاني الدهمشي يوفر في شعره العناصر والتي هي جوهر الشعر _في نظر اصاب الشعر الخالص_ هو شاعر اتى من الفضاء اللا محدود احيانا اضعه في خانة الخيال المليء بالابهار ولكن في نفس الذات اجزم بانه حقيقه مستسره عميقه وايحائيه لاسبيل لثاني الدهمشي الا ان يعبر عما في داخله _ليس بمدلول لكلمات _ ولكن بدمج العناصر الشعريه الخالصه غير المقصوره على جرس الكلمات ورنين القافيه وايقاع التعبير وموسيقى الوزن ليضعها في مواضعها الايحائيه الحقه فما يصدر عن شعر ثاني الدهمشي من ايقاع وموسيقى لم تكن الا استجابه خالصه لاعماق نفسه وعن حميّا فنيه انها تشف عن اجواء روحه الرحيبه كما يشف الصلصال الجسم المادي الكثيف عن جوهر الروح التي تمده بالحياه .
كانت هذه المقدمه لزاماً علي ان اوردها هنا لتكون المدخل لقراءه نصيه واعيه لنص اعتبره من النصوص القلائل والتي تستحق ما يبذل عليها من جهد .

رغم ان ضيعتْك ذنـبٍ يرتكبْـه الزمـان
متأسّف لرؤيتِك من عين فكـري تطيـح


هنا اتت مفردة ( رغم ) في بداية البيت الاول وكأنها توحي بالجبريه لفقد شيئ غالي وعزيز ليس للشاعر ذنب في ضياعه انما كان الذنب يرتكب بايدي الاخر والذي اشير اليه بمفردة ( الزمن ) فالزمن هنا لانستطيع ان نقوضه في زاوية واحده كالايام او الليالي او الوقت حتى ... انما للمفرده فضاءات واسعه تتعدى الاشياء الادراكيه الحسيه لتنطلق الى الاشياء اللا محسوسه وقد تكون متغلغله في شعور اللا شعور لدى ثاني الدهمشي حتى ظهرت بعد ان ارتكب الذنب وشوهدت الضحيه تسقط ( الشعر حسب ماسيشير اليه الشاعر في الابيات القادمه ) ولكن من اين تم اسقاط الضحيه المكان الذي مورس به القتل الشعوري هو قلب الشاعر ليكون السقوط من عينه وكان التسلل والعبور بين مسافة القلب والعين هو الاحتضار للشعر ومن ثم معاينة ذلك العزيز يتدحرج من العين والتي تحمل الفكر كونها هي النافذه الفكريه والتي تصدر اللا محسوس الى الفضاء الخارجي لتجعله ملموسا بشكل ادبي او باخر ... الحاله النفسيه للشاعر كانت سلبيه رغما عنه وكأن الذي قتل بداخله تم دون علمه او ان الاخر المجرّم بذات الفعل سرق اجمل ما يملكه الشعر ليكون بلا جمال في روح الشاعر والذي لم يعد يملك في خضم المعضله
الا ان يقف متاسفاٍ لسقوط ذلك العزيز لديه وهو ما اورده بمفردة ( متأسف ) . والتي عادة لاتاتي الا بعد وقوع جرم او خطأ معين .

تاريـخ روّادك بماضيـك شاهـد عيـان
على انْ حاضرْك بفراش الكسافه طريـح



وكان الشاعر هنا يحاول تبرير سلبيته في الدفاع عن الشعر ذلك الضحيه كما اشير اليه في البيت الاول من القصيده متحججاً بذلك التاريخ ومن كان يعيشه من الرواد والذين مارسوه بكل افانينه وهو بكر لم يتشوه او يسقط ليكون طريحاً على فراش الظلم والجور كما اعلن عنها بقوله ( الكسافه ) هنا اعلان واضح وصريح من الشاعر على موت الشعر وكانني هنا استحضر ما قاله الشاعر صلاح الدين عبد الصبور حين قال في احدى قصائده
وسالت : مات ؟ .. أجل سأبكيه ، سنبكيه معاً
ووجمت ،للجفن أختلج ..
ووقفت ، ثم رجعت في عينيك شئ من وهج ... الى اخر القصيده
ثاني هنا اراد ان يضع من على كتفيه هم الشعر وعتابه وكأنه اورد العذر قبل ان يعاتبه الشعر في احلامه
مستشهدا بالاوائل ( روادك ) وانهم هم الذين نعتوك بالكسافه والاضمحلال وما انا الا شاهد عيان اخر اذا لا تلمني .
ما عند الانسان غير الموت فكرة ضمـان
لذلـك المعـذرة أرجـوك وآبستـريـح

يواصل الشاعر اعتذاره للشعر ولكن من زاويه غير تلك الزاويه الملتقطه في بيته السابق انما هنا يعرج على المسلمات الحياتيه والمضمون منها وهو الموت ... ليصل الى ان الاشياء كلها قابله للنقض والنكوص الا الفناء فانه الحقيقه الوحيده والمره في آن واحد .. تبرير نضعه في خانة المسلمات كما ذكرت فالشاعر يحدث الشعر هنا ان لا ترتكبني ذنباً فانت ايها الشعر لست من تلك المسلمات انما كنت كائن حي تتلون وتاتيني من غير موعد مسبق والان تطالك المنايا كما تطالني انا وغيري فهذا هو الضمان لذلك لاتتاسف علي او اتاسف عليك فاتركنا نستريح فالمحظور وقع وسقطت من كياني رغما عني اعجبتني هنا مفردة (آبستريح) والتي وفق الشاعر في توظيفها بشكل بارع ومتقن لانها اتت لتعلن انتهاء الموقف الاشكالي تماما بين الشاعر وشعره وكان هناك صوت مدوي في قلب الشاعر نابعا من شعره متوسلا له كما قال الاستاذ خليل حاوي في احدى قصائده
آه !! لاتلق على جسمي
تراباً احمرا حياً طري .

يا شعر آسف عجزت آكون بـرّ الأمـان
وآسف على شوفِك تْعاني وتركك جريـح


ولازال الاعتذار متواصلاً من هول الموقف والشاعر يردد بين الحين والاخر (اسف ) هنا اورد ثاني الدهمشي مفردة ( الشعر ) صريحه ... وهنا كان الكشف عن الضحيه وهنا كان الالم بكل وجوهه والاعتذار المؤلم حد الخجل لم يعد ينفع التحرك حينها وكان الشاعر قد جزم انه ليس هو الحمى لرعيته الشعر وليس هو حضن الامان
قالها صراحة ثاني الدهمشي ( عجزت آكون بر الامان ) كلمة ( عجزت ) هنا وكأنها توحي بالمحاوله والتحرك قبل وقوع المحظور الا ان السيف سبق العذل كما يقولون وباءت المحاولات لانقاذ الشعر بالفشل وهذا الذي استدعى وجود مفردة عجزت واضحه وجليه في اكناف البيت ... كان الاستسلام ورفع الراية البيضاء صوت لا يعلو عليه صوت فقد حل الخطب الجلل ولم يعد ينفع الندم او كما قال ابي تمام .
[poem="font="simplified arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]كذا فاليجل الخطب وليفدح الامر =فليس لعين لم يفض ماؤها عذر .[/poem]

وآسف على قدرك اللي مدري شلون هان
من آخرِك بالنبط إلـى أوّلِـك بالفصيـح


لا اعلم أي ذنب ارتكبه ثاني ليكرر تلك المفرده بشكل مكثف (اسف ) ولكن الذي اعلمه ان المفقود عزيز لاشك لانه من اعماق الشعور اتى موشح بالسواد دلاله على كآبة المنظر ... استغراب ذهول عجب كل هذه المعاني اطلقها الشاعر في تساؤل حزين وكانه يصفق بيديه ندماً (مدري وشلون هان ؟!!) سيكيولوجية الشاعر هنا واقصد بها الاثار النفسيه بدأت تاخذ منحى الندم ان لم تكن الحسره .. الحسره على كل الذات الشعريه مبتدأً بالفصيح منه الى النبطي الحالي والذي يمارسه الشاعر كتجربه كان لها الوقع الاكبر على نفسه سقط الرمز والذي اشار اليه الشاعربمفردة (قدرك ) وكأنه لم يكن للشاعر من الشعر بعد ذلك الا الوداع وكانه لم يتلذذ بطعم الشعر فذهب كل ذلك كانه احلاماً او كما يصفه امرئ القيس
كأني لم اركب جوادًا للذة=ولم اتبطن كاعباً ذات خلخالي .

راهنت نفسك عليك وما كسبت الرهـان
عطشاك تتزاحم لبيرك وبيـرك شحيـح


هنا تتجلى الاثار النفسيه ايضاً بشكل واضح وثري .. المراهنه كانت بين الشاعر وشعره على ماذا؟ لاشك انها كانت على الفوز بامر ما وهذا ما يتبادر الى ذهن القارئ عندما يتعاطى كلمة الرهان بشكل سطحي او حتى عميق فالرهان عادة ما يكون على امر ما فاما ان يكون طرفي الرهان وجها لوجه وهنا يكون احدهما لاشك هو الخاسر وبطبيعة الامر الاخر هو الذي كسب او ان يكون الاثنان وجهي الرهان بموقع واحد فان كسب احدها سحب صاحبه الى النصر كما يحدث على مراهنات الخيل الشعر هنا وضعه ثاني الدهمشي بمثابة الحصان الذي راهن عليه ولكن للاسف خسر الحصان وبالتالي خسر المراهن وهو الشاعر ولكن الخساره لم تكن وقتيه بقدر ماكانت شعوريه ممتده الى الاخر وهو المتلقي والذي لم يكن يعلم ببواطن الامور او بمعايير الرهان السابق ذكره انا اعتقد ان الرهان لم يكن بسبب سوء الحصان ( الشعر ) بقدر ماكان بسبب سوء الحلبه والتي ظلمت الشعر ... العطش للشعر والانفراديه في التحليق كانت مواتيه للشاعر ولغيره ممن هم عطشى حقيقين للجمال ولكن البئر كمفرده بنص ثاني وفي هذا البيت كانت ترمز الى ثقب الضوء والذي يتزاحم عليه الكل ولكن لم يكن ذلك الثقب الا ثقباً بعين واحده لا ينظر الا الى من يلمعون بغض النظر عن كيفية اللمعان وآلية التلميع ولكن المهم ان اللمعان كان هو المقياس سواءا كان اسميا او حتى مادياً لذلك لم يكن البئر الا شحيحا ومفردة الشح هنا تدل على البخل في اعطاء كل ذي حق حقه ... خسارة الرهان وشح البئر وجهان لعمله واحده وهي سوء التقدير من الاخر والذي يملك ارضية الحلبه ورشا البئر وكأن الشاعر هنا يترجم احساس ثاني الدهمشي حينما قال :
تجمعت شرابة الماء على البير=ًياحليلً.عنه الجماعه حدونا



كنت أوّل اصدق مع الإبداع في كل شـان
رثا/حماسه/غزل/حكمه/هجـاء/ ومديـح


ثاني الدهمشي هنا يستدرج الشعر ليخلخله ويبين له ماقدمه هو بذاته للشعر من كافة ابوابه رثا،/ حماسه/غزل/حكمه/هجاء/ومديح ... يعاتب الشعر ولكن من منظور ذاتي من احد زوايا الشاعر بصفته هو المخرج للنص ... الشاعر يمرر هنا صدقه في تلقي الابداع من الشعر وبثه بكل نقاء على المتلقي ولم يكن ناكصاً ابداً في حمل ما اعطاه الشعر من فكر الا ان النتيجه تاتي لاحقاً في البيت التالي

قلعتْك كانت فكـر مبـدع وبابـك لسـان
وبيبانك الحين واجد .. دون عقلٍ رجيـح


بعد ان اوصل الشاعر ما حمله من صدق الابداع في جوانبه شبه الشعر بالقلعه ولكن استطرد بفعل ماضي وهو (كانت ) وكأنه انتقل من مرحله سابقه وهي ( فكر مبدع وبابك لسان ) الى مرحله سيئه للغايه اتت لاحقه وهي بالرغم من كثرة ابوابك ايها الشعر الان الا انها ( دون عقل رجيح ) تضاد واضح بين مرحلتين عاشهما الشاعر جعلت من البواطن النفسيه تتجول بين منطقتين اولهما الاستقرار والابداع وثانيهما التخبط واللا عقلانيه من جانب الشعر هذا الاختلاف ادى الى ان الثقه لم تعد متوفره بشكل مكثف بين الاثنين الشاعر وشعره فقد بدأ التخلخل يواصل طريقه في عزل الفكر عن المسمى وهو الشعر لعدم الانسجام والمتولد من مرحلة اللافكر والتي ذكرها ثاني الدهمشي في عجز البيت السابق .

اللي تعب فيك ما يلقـى لنفسـه مكـان
واللي لعب فيك .. أهديته فضاك الفسيـح



الشاعر هنا يجدد عدم ثقته بالشعر ولكن بنفس اقل حده من البيت السابق وكأنني اشتم هنا رائحة العتب المليح وغير الجارح بالرغم من ان الصوت الجلي والصداّح هنا هو صوت الجحود ليس من الشاعر ولكن من الاخر وهو الشعر ...اتهام صارخ بالجحود ولكن بنبره هادئه ... يلعب الشاعر هنا على ركيزه هامه كان يتوق اليها ولايجدها الان في جوانح الشعر الا وهي العداله واعطاء كل ذي حقٍ حقه ووضع الامور في غير نصابها
باختصار هنا صرخة عتب بوجه الشعر تقول ( اين العداله ) وكانها دعوه غير مكشوفه ولكنها مبطنه في قلب الشاعر الى التمرد على الشعر بعد ان وصلت الامور الى هذا الاسفاف من اللغط الشعري


من امرؤ القيس مسرج للتميّـز حصـان
حتى عثر بك .. وانا بكون جداً صريـح


هنا استحضار لرمز من رموز الشعر ( امرئ القيس ) ولك ان تتخيل معي عزيزي القارئ ماذا يعني هذا الاسم اذا ما استعنا بتجربته الشعريه وجعلناها دلاله لاختيار هذا الشاعر هنا بالذات واقصد به امرئ القيس والذي دمج الشاعر بين تميز الشعر وبغض النظر عن اغراضه وحلاله وحرامه والرمز امرئ القيس وكان التميز سابقا وفي فتره من الفترات الزمنيه البعيده كان للشعر اذان صاغيه وعيون لماحه تعطي كل ذي شعرٍ شعره اما الان فآذان الشعر اصبحت صماء لا تسمع الا المشوه من الاصوات ولاترى الا الصغار من الاشياء وهذه هي العثره التي قصد الشاعر ان يوردها هنا وكأنها اتت فاصله بين الامس بصدقه واليوم بزيفه ( حتى عثر بك ) ... يسترسل الشاعر ليعلن صراحه جديده يبديها في البيت اللاحق
تعيش ؟ ممكن بفضل الإسم وبْـلا كيـان
يعني ما تفرق معـك تغريـد وإلا نبيـح



هذه هي المباديء الصريحه والمحزنه في نفس الوقت والتي نوه اليها الشاعر في عجز البيت السابق انها المرحله الحاليه والتي نعيشها ويعيشها شاعرنا ثاني الدهمشي معنا انها مرحلة الزيف ( الاسم ) والتي ترمز هذه المفرده الى القشور ... ( بلا كيان ) تاتي هذه الجمله بعد الاسم ليوصل لنا الشاعر ان الكيان اصبح هو الاسم واللا كيان هو ان تكون بلا اسم اذن الظاهره الشعريه الان هي من انت ؟ من هو اباك ؟ ماهو حسبك ؟ نسبك ؟ كل هذه المعايير هي التي يحدد من خلالها شاعريتك وبروزك بغض النظر عن ( التغريد ) وهو الامتاع بالشعر او ( النبيح ) وهو الاسفاف والتدني في جيوب الشعر .


كان القبيح ان سلك درب بضواحيك زان
واليوم حتى الجمال ان مرّك اصبح قبيـح


يا الله ياثاني اجدت شعراً هنا اقولها وبكل حياديه ماهذا تخيل ايها القارئ الفاضل اين كان الشعر في عيون الشاعر سابقاً واين قبع الان مفردة ال (قبح ) وهي التي تجمع كل صفات التشوه كيف اتت بعده مفردة (زان ) والتي تحمل كل ادوات الجمال بين طياتها وكان الظلام هنا هو القبح والطريق المسلوك هو الشعر والنور الذي يغسل ذلك القبح هو الابداع أي انصاف كان للشعر سابقا واي عرفان كان يعطيه لاصحابه الذين يشغلونه فكراً
يعود ثاني ليدمج تضادين اخرين ولكن بشكل موجع وهما مفردتا ( الجمال ) و( قبيح ) مرة اخرى ولكن تنعكس الصوره هنا فالنور ينخفت عند مروره بالطريق المغاير لما سلكه سلفه السابق ليفاجأ بالقبح هو من يشوهه
تضاد بين لفظين اوضح لنا مدى ماوصل اليه الشعر من انتكاسه في الوقت الحالي .


لو كان يلمس من اخلص معْك منْك امتنان
ما شفت الاحساس في سجن التصنّع ذبيح


يعود ثاني الدهمشي هنا مورداً ( لو السببيه ) وليست للتمني اللفظ ( يلمس ) كان ايراده هنا جداً موفق فكأن الشاعر ارد بذلك اللفظ ادنى القليل من الاهتمام من الطرف المقابل وهو الشعر حتى يخرج من ذلك السجن الذي كان بمثابة المقصله للاحاسيس التي لم تجد او تلمس أي اهتمام بها لذلك قبعت هناك في مساحه ضيقه ومسوره من التصنع الذي قتلها دون ادنى اهتمام ... عتاب ايضا بشكل مغاير لما سبق ومطالبه باقل القليل من الرعايه
ولكن دون جدوى فالاحاسيس ( في سجن التصنع ) اضحت ذبيحه .

ما تعتـرف بـالأدب والفكـر والإتـزان
وفي عالمِك لا يصحّ إلا اللي ماهو صحيح


صرخه اخرى في وجه الشعر لم يتمالك الشاعر نفسه لما رآه من تهميش للشعر الحقيقي ... اراد هنا الاعتراف بالحقيقه من قبل الشعر (بالادب ) وهو مايشمل كل اطياف الابداع (والفكر ) وهو مايميز ذلك الادب ( والاتزان ) وهو ما يجعل العقل هو الراجح هنا لان مفردة الاتزان تدل على العقل والنظره الثاقبه في تقدير كل تجربه على اساس عقلاني وليس على اساس عاطفي لذلك اتت هذه المفرده الاتزان بعد لفظي الادب والفكر لان الموازنه بين هذين اللفظين تنتج افاقا للابداع ولكن الشطر الاخر من البيت يفضح عالم الشعر والذي خلا من كل ماسبق ذكره ولم يعد في هذا العالم الا ذلك المنطق المعكوس وهو ما صرح به الشاحر حينما قال ( لايصح الا اللي ماهو صحيح )


تبي مهابه وتتعاطـى اللغـو والهـوان؟
بلا مطر كيف تقدر تنبت الأرض شيح ؟


يقذف الشاعر هنا سؤالين احدهما امر من الاخر الاول يلقي به على سبيل الاستغراب كيف تريد ايها الشعر ان تنتج من اللغو والهوان مهابه وعلو جانب خلطه يصعب على اعتى الصناع ان يعادلها في توليفه هي اقرب بل هي ذاتها المستحيل ... واسؤال الاخر والذي اطلقه ثاني الدهمشي على سبيل التهكم حينما كان يحدث الشعر بسخريه كيف تريد ان تنبت ارضك شيحً وانت لم تتلبد سماءك بالغيوم الماطره .... بيت يحمل بين جنباته الكثير الكثير من التهكم والسخريه لايلام الشاعر فيهما ابدا فالذي لايقدم جميلا لا يعطى جميلا .

سمّيتك ( الضايع الموجود ) يابو البيـان
واقعْك ريشة .. وواقع ما حواليك ريـح



ينهي الشاعر هنا قصيدته الموجعه باطلاق تسميه حملتها قصيدته ( الضايع الموجود ) على الشعر ليكون الوجع ملموسا وظاهرا من خلال تلك التسميه ليكون الشعر في النهايه في مهب الريح كريشه رماها من رماها من المتسلقين ومدعين الشعر ... لم يكن الوجع الشعري فيما سبق الا تداعيات سيئه تركت اثارها على نفسية الشاعر ليرمي لنا ببطاقته الاخيره والتي كتب عليه باختصار ( الضايع الموجود)

 

مشعل الذايدي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-21-2009, 08:27 PM   #2
أحمد الحسون
( شاعر وناقد )

الصورة الرمزية أحمد الحسون

 






 

 مواضيع العضو
 

معدل تقييم المستوى: 16

أحمد الحسون غير متواجد حاليا

افتراضي


دراستك للتراكيب أذهلتني
أبارك فيك هذا الجانب ، وجانب الغوص في الإيحاءات
قراءتك عرضت للزمن لتاعيات الزمن المنهزم الذي حرّض الشاعر وأقلق لغته وصوره ، وقد تم تجسي ذلك لغة وصوراً.
بارك الله بك لهذا الجهد الواعي

 

أحمد الحسون غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-21-2009, 09:21 PM   #3
عطْرٌ وَ جَنَّة

كاتبة

مؤسس

الصورة الرمزية عطْرٌ وَ جَنَّة

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 243

عطْرٌ وَ جَنَّة لديها سمعة وراء السمعةعطْرٌ وَ جَنَّة لديها سمعة وراء السمعةعطْرٌ وَ جَنَّة لديها سمعة وراء السمعةعطْرٌ وَ جَنَّة لديها سمعة وراء السمعةعطْرٌ وَ جَنَّة لديها سمعة وراء السمعةعطْرٌ وَ جَنَّة لديها سمعة وراء السمعةعطْرٌ وَ جَنَّة لديها سمعة وراء السمعةعطْرٌ وَ جَنَّة لديها سمعة وراء السمعةعطْرٌ وَ جَنَّة لديها سمعة وراء السمعةعطْرٌ وَ جَنَّة لديها سمعة وراء السمعةعطْرٌ وَ جَنَّة لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي






تَلقفت الْتَراكِيب
بأيدٍ كَريمة وخضراء يامشعل ,
ترجمت الْعُمْقَ بِبساطة تتسلل إلى الْرُوح ..وأطرت الْصُور ببراويز من نُوْر ,

شُكراً لك ../ وأكثر ,

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


 

التوقيع




مِن الْبَدِيهي أن أحْيا
هَذِه الْحَياة بَعثِي , كنتُ فِي الْمَوت .
- كُنْتُ وَحِيدة نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عطْرٌ وَ جَنَّة غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-22-2009, 12:19 PM   #4
مشعل الذايدي
( شاعر وكاتب )

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد أنيس الحسون مشاهدة المشاركة
دراستك للتراكيب أذهلتني
أبارك فيك هذا الجانب ، وجانب الغوص في الإيحاءات
قراءتك عرضت للزمن لتاعيات الزمن المنهزم الذي حرّض الشاعر وأقلق لغته وصوره ، وقد تم تجسي ذلك لغة وصوراً.
بارك الله بك لهذا الجهد الواعي
العزيز الاستاذ/ احمد انيس
كلماتك اعتبرها دافع لي للامام في مشاريعي الكتابية القادمه
الواعين امثالك نفرح بشهادتهم لانها تعني لي الكثير
شكراً لنقاءك
وشكراً لطهرك

 

مشعل الذايدي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-23-2009, 10:41 PM   #5
إبراهيم الشتوي
( أديب )

افتراضي


ضوء على ضوء ..

وقراءة تسكب الرضاب على شفاه الذائقة ..

فشكرا لك على هذا الإبداع والنعناع الذي تركته لنا هنا ..

المشرق المغدق أستاذ ... مشعل الذايدي

دمت بلقلب وبالقرب ..

تقديري يا ودق .

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الآن كتاب " مسارب ضوء البدر" في مكتبة : جرير-العبيكان-الشقري - الوطنية .
twitter:@ibrahim_alshtwi

http://www.facebook.com/MsarbAlbdr

إبراهيم الشتوي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-08-2009, 12:25 PM   #6
مشعل الذايدي
( شاعر وكاتب )

افتراضي


عطر وجنه اهلا بك
صدقيني انني سعدت لمداخلتك هنا
شكراً لهكذا مرور

 

مشعل الذايدي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-09-2009, 02:27 AM   #7
محمد يسلم
( شاعر )

افتراضي




الجميل والباسق،
مشعل الذايدي...

وفكر جميل... وإستنارة تشي بالإستمراس والإهتمام بما وراء الأحرف..
من القلب سعدت لقراءة هذا الفكر الجميل...

ولدي مداخلة بسيطة، إيضاحاً وإن أردتهُ إستيضاحاً منكَ استفيد،
أعتقد أن القراءة أعلاه لم تخرج من كينونة الإنطباع وسبر أغوار الأبيات بطريقة تقريرية مُتقنه وصاحبُها ملم بما يكتُب، لأن العنوان " قراءة تفصيلية" لا يجزي، فـ التفصيل في علم النقد، لا يتناول الإنطباع أو الشرح بقدر ما يتناول الابعاد اللغوية والبنيوية داخل النص، ومن خلالها يترنّم القارئ على شفا نحويات المقروء وترامي البعد الدلالي ووالبناء التعبيري الذي يأخذه مُبحرا إلى البناء الموسيقى بشقّيه الداخلي والخارجي وما على شاكلة التجربة الشعوية والبناء الفكري إنتهاءً بالمفاهيم النقدية.

لذا حسبَ إعتقادي وعلمي البسيط، أن القراءة أعلاه إنطباعية وليست تفصيلية، لكنّي أرى أنك قصدت تفصيليةً لموضوع النصّ، لا تفصيليةً كـ قراءةٍ نقدية.


كن بخير واعذر مداخلتي.

حبي وتقديري..

م/ي

 

التوقيع

.
أجملُ الأجملِ / أن لا تفقهَ شيئاً !
.
.

محمد يسلم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-09-2009, 01:12 AM   #8
مشعل الذايدي
( شاعر وكاتب )

افتراضي


الشتوي ابراهيم
اينما يحلّون الانقياء امثالك
ينثرون الضوء






شكراً

 

التوقيع

[POEM="font="Simplified Arabic,4,red,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]عندي صاحب قال لي سر وقلت ابهالجليب= وعندي صاحب قلت له سر وسولف لمرته [/POEM]



mbcmbc@hotmail.com

مشعل الذايدي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:22 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.