على صوت ارتطام الصخر تأخذنني ذكرى تاريخكَ
أُسافر بين أراضي خضراء وأخرى تلالها غبراء
استفيق على حلمٌ ساكن أضلعكَ وحلمٌ آخر غارقٌ مع دموعي
أرقص مع بجع تلك الأماكن التي جمعت العشاق والأموات ..
أُدندن مع زفير عشقكَ وتنهيدة غضبك ..
أرسم على الشاطئ البعيد قلباً اخترقته غربتنا..
أراني بين عينيكَ عالقة / تائهةٌ / عند ضفة الصمت
مخترقة حواجزكَ وثانية العمر الأخير..
ابتسمتُ حين تلامست أيدينا وارتبكت أمانينا
وغرقت زهور الليلكُ البيضاء في بحر الضياع..
ابتسمتُ وقت ارتشاف ماء الحياة من شفاه الحب..
وحينَ ..
أدخلُ
بهدوء الليل ..
استبيح شوق الوقت بأُغنية لها معزوفة توقظ نشوة ارتباكي
اختفي خلف تلال المدى وخارج نطاق الشريان..
أرمي منديلي الأبيض كي أمحو غُباراَ للبوح الجامد
استسلم للخلاص من حقول اللغم على أرضي ..
أتنفس برئة مهشمة وآهات مُتربعةٌ عرش الأنين..
أجري خلفكَ هناك ..
بعيدا خلف نحلة ..
حيثُ
نخلة وعذق
الرطب
قريبا عند التقاء خطوط الطول للأحلام
عند تقارب المدى وحديثنا وذاك الكرسي القديم..
أجري ..
وأجري ..
وارمي بعقد اللؤلؤ الأبيض تحت طاولة الليل الحزين..
أتكاثر بنطف الصمت وتوكأ الحديث على منضدة الوجع الأول ..
أتشرب الموت كأسنفجة امتلأت سموما من يقين ..
وشراب لذته رماد الأسى على جدران الخيبة والرجاء..
أكتب بما يلي من الرسائل الواردة والمرسلة إلى هاوية الجحيم ...
أكتب نثراً ممزوجاً بمداد الطيف الممتد السماء السابعة..
وابتسم ..
كي لا يراني القمر عابسة..
متقهقرة الإرادة..
ابتسم ..
بالقرارات المتكسرة أجنحتها ..
الموبوءة بطاعون الصمت اللعين ..
ابتسم ..
كي أرى شمس النهار ساطعة على وسادة الأمنيات..
وحينَ تُطبق شفتاها بكل إصرار لرؤُيةِ عالما ما زال مهزوما برقصة الانكسار
ودبكة الحب المتوسدةُ أرض الدم وانحلال لغةُ الوصال ..
ابتسم ..
في منتصف اليوم الأول من شهر يناير
وآخر ثانية من ليلِ أيار ..
ابتسم ..
حين يأتي ساعي البريد مسرعا نحو أبوابهم القديمة المُشرّعةُ للفرح..
وبين أحلامهم الكبيرة مع تلك الدمى المُبعثرة بانهيار ..
دعني ابتسم
بِحرية
كي أضع النقاط على كلِماتُ الحب..
كي أتصفحُ روايات الحرب والسلام..
كي أوشم معصم العبث بمداد العقل.
كي لا أموت وقت استسلام البشر للهوان .
دعني ابتسم
حين تلاقي الليل والنهار
حين استفزاز الصراع بالخيانة
ووقت احتلام الصبر والحقيقة ..
وحين تساقط المطر في صيفنا ..
و تلك الوردة التي غرستها والأمل ..
دعني ابتسم
وأخبرهم بأني لا أريد الحياة
وقت التباس المشاعر بالحقد
ووقت استسلام العذارى لعشاقهم
ووقت زماننا الغائر المنحطُ كرامته ..
دعني ابتسم
ولو ليوم آخر من عمري المتبقي لكَ من جديد..!