( .. وَالزَّمانُ يَسْتَمْطِرُ ذَكْرَى [ مَكَانِ الِّلقَاءِ ]..

[خالد العبدالله]

ذات مساء ..
وشاطئ الحب يتلهف لخطواتنا ..
والبحر يناظر .. يتأمل ..
مستفسرا حينا ..
وباسما حينا ..
ومراكب أشواقي تناظر بلهفة ..
ومجاديف الأمل بعينيَّ تتوق ..
ويقتلها الحنين والشوق ..
ونظراتٌ زائغة من أعين متربصة ..
تناظر
( مكان اللقاء ..)
تتعثر خطواتي بأشواك الألم المبعثرة هنا وهناك..
فـي هــــــذا الـمـكـان ..
تـقـف أمـام عـيـنـي كـل كـلـمـات الـجـراح ..
أُذهـل مـن قـوة حـديـثـهـا ..
أفـزع مـن سـيـطـرتـهـا عـلـى حـروف كـلــمـاتـــي ..
أتـعـجـب مـن بـراعـتـهـا في اسـتـئـصـال قـوى الـتـحـمـل
داخـل جـسـدي الـمـتـهـالك ..
أقـف حـائـرا أمـام إلـحـاح الـزمـن أن اللـوم عـلـى قـلـبـي أنـا لـوحـدي ..
أسـتـظـل بـظـل الـذكـريـات ..
فـأجـد الـذكـريــات أمـامـي ..
أصـبـحــت كـغـيـاهـب اللـيـل الـمـظـلـم
لا أنـيـس ولا جـلـيـس ..
أتـكـنـن تـحـت مـظـلـة الـشـوق ..
لـكــنـــــهــــا تـمـطـر مـن دمـوع الأشـواق ..
دمــوعــــــا ..لـم أعـهـد هـا تـهـطـل وتـمـطـر بـقـوة ..
دمـــوعــــا .. لـم أعـهـدهـا تـسـيـل بـتـلـك الـغـزارة ..
دمـوعــــــا .. بحرارة الآهات وشـديد آلام الأنات ..
أهـرب مـن ألم دموعي ..أقصد ذكرياتي ..
لأجـــد مـكـانـا أتـفـيـأ فـيـه مـن شـمـس الـعـذاب ..
مـن شــمـــس ألــم الانـتـظـار الــكـئــيــب ..
أواهـ كم أتعبت قلبي تلك الأماكن ..
أهلكت جسدي بآلام نيرانها ..
وها أنا الآن أبحث عما يزيل حطام تلكـ الآهات ..
أبحث عن ركام الأطلال قد شهد مكانها
أول لقاء .. أجمل لقاء .. أعذب لقاء ..
رمـقـت الـمـكـان بعين عاشق ..
يناظر بقايا أطلال ذكرى ..
ويعيد ذكرى الـماضي ..
لـمـحـت فـي الـمـكـان ألـوان أطـيـاف غـريـبـة ..
أشـيـاء جـديـدة كسـحــب سـوداء ..
لشدة السـواد أصـبـحـت داكـنـة اللـون ..
تـحـسـسـت الـمـكـان أتـلـمـسه بيـــــدي ..
مــا لـلــمــكــان صـار كــئــيــبـا .. ؟
غــدا مــقــفــرا حـــزيـنـــا ..؟
لـم لا أشـعـــر بحرارة أول لقاء ؟
وقـــد كـان في هذا المكان ؟
لا أحـس بشـيء يجذبني لك أيها المكان ..
وأنت أجـمـل مـكـان وأروع مــكــــان ..
مـاذا يـــا تــــرى صار فـي هــذا الـمـكـان ؟
أهـي لـوعـة فـراق مـن آنـس وحـشـة الـمـكـان ؟
أهـي وحـشـة مـن ألـقـت إلـيـه روائـح عطرها ؟
أهـي لـهـفـة ووجـد الـمـكـان ؟
لــــــم أعــــد أمـيـز بـيـن نـفـسـي وروحـي ..
لـم أجــد أي شـيء بـالـمـكـان ..
يـذكـرنـي بـلـحـظـة لـقــــائـنـا فـي هـذا الـمـكــان ..
غـيـر حـرارة أحــســســتــهــا حـيـن نـاظـرتُ ..
حـيـن عـرفــت المكان .. عرفت مكانها ..
رآنـــي الـمـكـان وأشـار إلي ..
كلمني بصـمت رهيـب ..
يقول وصمته مطبقٌ ..
من أنـت؟ وما أنت ؟ ولم أنـت ؟
أنـا لا أعـرف مـن أنت !!
لـم أتــيــت هـــذا المكان ..؟؟...
لا أعـرف غير اثـنـيـن ..
اثنين مـرا مـن هـنــا ..
كـانـا أجـمـل اثـنـيـن .. أحـلـى قـلـبـيـن ..
مـــرا .. واستراحا وجلسا هنا ..
وأشــار لـمـكـانـي ومـكــانـهـا ..
فـازدادت حـرقـتــي .. وزاد ألـــمــي ..
أيـكـون الـمـكـان لا يــزال مـتـذكــرا .. ؟
وقـد أنساني مكانه الزمن ؟
أجـلـت عـيـنـي فـي كـل مـكـان مـررنـا بـه آنــذاك ..
أخـتـلـس الـنـظـر لـكــل مـكـان ..
عـسـى أن تــتــجــدد الـذكـرى للـمـكـان ..
إنـي أراهـا جـالـسـة ..
هـنـا جـلـسـت ..
أمـامـي وجـواري ...
تـنـاظـرنـي
تـطـالـعـنـي ..
تـتــأمـلـنـي ..
تـهـز كـيــانــي بــنـظـراتـهـا ..
يـؤز قـلـبـي ويـهـزهـ ارتـبـاك حـركـاتــهـا ..
يـقـلـق راحـتـي نـظـراتهـا يـمنة ويسرة ..!!..
تـنـاظـر الـوقـت ألا تــتــأخـر ..
تــخــشــى ألا يــراهـــا أو يــرانــا أحـــد ..!!..
كـأنــهـا تـقـول ارفـق بـنـا ..
لا تـرهـق الـقـلـب والـوقـت والـمـكـان والـزمـان ..
ارحـم قـلـبـا مـشـفـقـا ..
يـكـاد الـخـوف مـن أن يـعـصـف بـه ويـقتله ..
لـيـس خـوفـا مـنـك ..
لـكـنـه الـخـوف عـلـيـك , فأنا أخــاف عـلـيـك ..
أنـا والـزمـن كـلـه لـك .. مـلـك يـديـك ..
الـروح ومـا بـيـن نـبـضـات الـقــب لـك ..
كـانـت تـتـكـلـم ..
ولا يـزال صـوتـهـا النديُّ تـطـرب لـه أذنــاي ..
صـداهـ يـتــردد الآن ..
أطـالـع شـدة بـيـاض فـي يـديـهـا ..
أمــلــي ألا تـعـيـد يـديـهـا مــكـانـهـمـا ..
فـيـزيـد الألـم ألـمـا .. والـشـوق وجـدا ..
جـلـسـت أنـا والـــمـكـان ..
شـاهـدنـا ســويــا ذكــريـات الـــزمـــــان ..
بـكــت أعــيـنــنــا ألـم الـفــقـد والــحـرمــان ..
لـحـظـات الـصــد والـهـجــــران ..
بـكــت الـعـيـنـان جـور حـكـم الـزمـان ..
من ذكــرى هـيـجـت الـخـواطـر
وأذابـت لـشـدة وهـجـهــا حـرارة الـمـكـان ..
\
/
وأسأل المكان ..
هـل من عهـد بالوفاء ..؟
هـل لي أي أمل بلقاء ؟
\
/
آهـٍ .. آهـٍ .. آهـٍ ..
يا ( مكان اللقاء )..

آهـٍ .. آهـٍ .. آهـٍ ..
يا ( مكان اللقاء )..

 

[خالد صالح الحربي]

:



بالرّغْم من الإطَالَة وَ التِّكْرار ،
إلا أنّك مُدهِش ياخالِد لُغَةً وَ تصويراً .
تقديري واحترامي لك وَ لِبوحك وَ جْروحك .

 

[قايـد الحربي]

خالد العبدالله
ـــــــــــــ
* * *

[ مكان اللقاء ]

حروفٌ مرسومةٌ بـ حب
وكأنّنا شاهدُ عيان وبيان على هذا المكان
أجدتَ حدّ الرسم يا خالد
لك الشكر كثيراً .

 

[د.نوف العبدالله]

،
من بذخ جمال نصك
اجبرني على الوقوف طويلا....

خالد
جميلٌ أنتَ...
.
احترامي
،

 

[خالد العبدالله]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد صالح الحربي

:



بالرّغْم من الإطَالَة وَ التِّكْرار ،
إلا أنّك مُدهِش ياخالِد لُغَةً وَ تصويراً .
تقديري واحترامي لك وَ لِبوحك وَ جْروحك .

لأنه يعني لي الألم ما يعني
فالألم موجود رغم حداثة سني ..
أشرقت تلك الكلمات هنا مني ..
لينطق بجرح كبير مؤلم رغما عني ..


سعيد بتواجدك خالد الحربي ..

 

[خالد العبدالله]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوف العبدالله

،
من بذخ جمال نصك
اجبرني على الوقوف طويلا....

خالد
جميلٌ أنتَ...
.
احترامي
،

نوف العبدالله
شرف كبير تواجدكِ هنا في متصفحي ..
فمروركِ دوما يثلج صدري ..
لا عدمتُ مروركِ العذب سيدتي ..
لكِ كل الورد .. وكل الود ..

 

[عنفوان أنثى]

خالد العبدلله

أسلوب فيهـ من الشفافيّهـ ما يُغري..!!

لذيذ أسلوبك بالسرد..!!

راقتني جدا الفكرة وجمال نقشها بالقلم..!!!

لا تحرمنا من كل جديد لك

أطيب المنى

عنفوانيّهـ وأكثر

 

[حسام أبو جامع]

خالد العبدالله

قد يـُنقص التعليق من جمالِ رائعتك حقاً

لذا أكتفي بـ :

تنفّس عميقاً..

فأنت أبدعتـ...