شاب يتسلّق المقبرة في آخر الليل ويجلس بين القبور .. - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
ستقول لي: _ تعالي بما تبقى منك إليْ.. (الكاتـب : جنوبية - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 10 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75153 - )           »          مُتنفس .. شِعري ! (الكاتـب : سعيد الموسى - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 785 - )           »          نفثات مقدسة من أنحاء اخرى .. (الكاتـب : محمد الجهني - مشاركات : 0 - )           »          فَــوَاق ! (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 14 - )           »          وصب ! (الكاتـب : تركي المعيني - مشاركات : 155 - )           »          هــايــكــو (الكاتـب : حسن زكريا اليوسف - آخر مشاركة : تركي المعيني - مشاركات : 299 - )           »          لاَ مِسَاس ... ! (الكاتـب : جليله ماجد - مشاركات : 509 - )           »          ارتداد (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 325 - )           »          جُمُوحُ العَاطِفة (الكاتـب : محمّد الوايلي - مشاركات : 1682 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات العامة > أبعاد العام

أبعاد العام لِلْمَوَاضِيْعِ غَيْرِ الْمُصَنّفَةِ وَ الْمَنْقُوْلَةِ .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-28-2007, 03:23 AM   #1
حامد الشمري
( كاتب ومحرر صحفي )

افتراضي شاب يتسلّق المقبرة في آخر الليل ويجلس بين القبور ..


أكيد مجنون .. ‏ أو ان لديه مصيبة .. ‏ والحق أن لدي مصيبة .. أي شخص كان قد رآني متسلقا سور المقبرة في هذه الساعة من الليل كان ليقول هذا الكلام كانت البدايه عندما قرأت عن سفيان الثوري رحمه الله انه كان لديه قبرا في منزله يرقد فيه وإذا ما رقد فيه نادى ..) ‏ رب ارجعون رب ارجعون..( ‏ ثم يقوم منتفضا ويقول ها أنت قد رجعت فماذا أنت فاعل ..

حدث أن فاتتني صلاة الفجر وهي صلاة لو دأب عليها المسلم لأحس بضيقة شديده عندما تفوته طوال اليوم .. ‏ ثم تكرر معي نفس الأمر في اليوم الثاني .. ‏ فقلت لابد وفي الأمر شئ .. ‏ ثم تكررت للمرة الثالثه على التوالي ... ‏ هنا كان لابد من الوقوف مع النفس وقفة حازمة لتأديبها حتى لا تركن لمثل هذه الأمور فتروح بي إلى النار .. قررت ان ادخل القبر حتى أؤدبها ... ‏ ولابد أن ترتدع وأن تعلم أن هذا هو منزلها ومسكنها إلى ما يشاء الله ... ‏ وكل يوم اقول لنفسي دع هذا الأمر غدا .. ‏ وجلست اسول في هذا الأمر حتى فاتتني صلاة الفجر مرة أخرى .. ‏

حينها قلت كفى ... ‏وأقسمت أن يكون الأمر هذه الليلة ذهبت بعد منتصف الليل .. ‏ حتى لا يراني أحد وتفكرت .. ‏ هل أدخل من الباب ؟

‏حينها سأوقظ حارس المقبرة ... ‏ أو لعله غير موجود ... ‏ أم أتسور السور ..

‏ إن أيقظته لعله يقول لي تعال في الغد.. ‏ او حتى يمنعني وحينها يضيع قسمي ... ‏ فقررت أن اتسور السور .. ‏ ورفعت ثوبي وتلثمت بواسطة الشماغ واستعنت بالله وصعدت برغم أنني دخلت هذه المقبرة كثيرا كمشيع ... ‏ إلا أنني أحسست أنني أراها لأول مرة .. ‏ ورغم أنها كانت ليلة مقمرة .. ‏ إلا أنني أكاد أقسم أنني ما رأيت أشد منها سوادا ... ‏ تلك الليلة ... ‏ كانت ظلمة حالكة ... ‏

سكون رهيب .. ‏ هذا هو صمت القبور بحق تأملتها كثيرا من أعلى السور .. ‏ واستنشقت هوائها.. ‏نعم إنها رائحة القبور ... ‏ أميزها عن الف رائحه ..‏رائحة الحنوط .. ‏ رائحة بها طعم الموت ‏الصافي ... ‏ وجلست اتفكر للحظات مرت كالسنين .. ‏ إيه أيتها القبور .. ‏ ما أشد صمتك .. ‏ وما أشد ما تخفيه .. ‏ ضحك ونعيم .. ‏ وصراخ وعذاب اليم ..‏

ماذا سيقول لي اهلك لو حدثتهم ..‏ لعلهم سيقولون قولة الحبيب صلى الله عليه وسلم ( الصلاة وما ملكت أيمانكم )

قررت أن أهبط حتى لا يراني أحد في هذه الحاله .. ‏ فلو رآني أحد فإما سيقول أنني مجنون وإما أن يقول لديه مصيبه .. ‏ وأي مصيبة بعد ضياع صلاة الفجر عدة مرات .. ‏ وهبطت داخل المقبره .. ‏ وأحسست حينها برجفة في القلب .. ‏

والتصقت بالجدار ولا أدري لكي أحتمي من ماذا ؟؟؟ عللت ذلك لنفسي بأنه خشية من المرور فوق القبور وانتهاكها ... ‏ نعم أنا لست جبانا ... ‏ أم لعلي شعرت بالخوف حقا !!!

نظرت إلى الناحية الشرقية والتي بها القبور المفتوحه والتي تنتظر ساكنيها .. ‏

إنها أشد بقع المقبرة سوادا وكأنها تناديني .. ‏ مشتاقة إلي .. ‏ وجلست أمشي محاذرا بين القبور .. ‏ وكلما تجاوزت قبرا تساءلت .. ‏ أشقي أم سعيد ؟؟؟ شقي بسبب ماذا .. ‏ أضيّع الصلاة .. ‏أم كان من اهل الغناء والطرب .. ‏ أم كان من أهل الزنى .. ‏ لعل من تجاوزت قبره الآن كان يظن أنه أشد أهل الأرض .. ‏

وأن شبابه لن يفنى .. ‏ وأنه لن يموت كمن مات قبله ..‏ أم أنه قال ما زال في العمر بقية .. ‏ سبحان من قهر الخلق بالموت أبصرت الممر ...‏ حتى إذا وصلت إليه ووضعت قدمي عليه أسرعت نبضات قلبي فالقبور يميني ويساري .. ‏ وأنا ارفع نظري إلى الناحية الشرقية .. ‏ ثم بدأت أولى خطواتي .. ‏ بدت وكأنها دهر .. ‏ اين سرعة قدمي .. ‏ ما أثقلهما الآن ... ‏ تمنيت ان تطول المسافة ولا تنتهي ابدا .. ‏لأنني أعلم ما ينتظرني هناك ..

‏ اعلم ... ‏ فقد رأيته كثيرا .. ‏ ولكن هذه المرة مختلفة تماما أفكار عجيبة ... ‏ بل أكاد اسمع همهمة خلف أذني .. ‏ نعم ... ‏ اسمع همهمة جلية ... ‏

وكأن شخصا يتنفس خلف أذني .. ‏ خفت أن أنظر خلفي .. ‏ خفت أن أرى أشخاصا يلوحون إلي من بعيد .. ‏ خيالات سوداء تعجب من القادم في هذا الوقت ...‏

بالتأكيد أنها وسوسة من الشيطان ولا يهمني شئ طالما أنني قد صليت العشاء في جماعه فلا يهمني أخيرا أبصرت القبور المفتوحة .. ‏ اكاد اقسم للمرة الثانية أنني ما رأيت اشد منها سوادا .. ‏ كيف أتتني الجرأة حتى اصل بخطواتي إلى هنا ؟؟؟.. ‏ بل كيف سأنزل في هذا القبر ؟؟؟ ‏وأي شئ ينتظرني في الأسفل .. ‏ فكرت بالإكتفاء بالوقوف .. ‏ وأن اصوم ثلاثة ايام .. ‏ ولكن لا .. ‏ لن اصل الى هنا ثم اقف .. ‏ يجب ان اكمل .. ‏ ولكن لن أنزل إليه مباشرة ... ‏ بل سأجلس خارجه قليلا حتى تأنس نفسي ما أشد ظلمته .. ‏ وما أشد ضيقه .. ‏ كيف لهذه الحفرة الصغيرة أن تكون حفرة من حفر النار أو روضة من رياض الجنة .. ‏ سبحان الله .. ‏ يبدوا ‏أن الجو قد ازداد برودة .. ‏ أم هي قشعريرة في جسدي من هذا المنظر.. ‏ هل هذا صوت الريح ... ‏ لا أرى ذرة غبار في الهواء !!! هل هي وسوسة أخرى ؟؟؟ استعذت بالله من الشيطان الرجيم .. ‏ ليس ريحا .. ‏ ثم انزلت الشماغ ووضعته على الأرض ثم جلست وقد ضممت ركبتي امام صدري اتأمل هذا المشهد العجيبإنه المكان الذي لا مفر منه ابدا .. ‏ سبحان الله .. ‏ نسعى لكي نحصل على كل شئ .. ‏ وهذه هي النهاية ... ‏ لا شئ

كم تنازعنا في الدنيا .. ‏ اغتبنا .. ‏ تركنا الصلاة .. ‏ آثرنا الغناء على القرآن .. ‏ والكارثة اننا نعلم أن هذا مصيرنا .. ‏ وقد حذرنا الله ورغم ذلك نتجاهل ..‏ ثم أشحت وجهي ناحية القبور وناديتهم بصوت خافت... ‏ وكأني خفت أن يرد علي أحدهم يا أهل القبور.. ‏ ما لكم .. ‏ أين أصواتكم .. ‏ أين أبناؤكم عنكم اليوم .. ‏ أين أموالكم .. ‏ أين وأين .. ‏ كيف هو الحساب .. ‏

اخبروني عن ضمة القبر .. ‏ أتكسر الأضلاع ..‏ أخبروني عن منكر ونكير .. ‏

أخبروني عن حالكم مع الدود .. ‏ سبحان الله .. ‏ نستاء إذا قدم لنا أهلنا طعام بارد او لا يوافق شهيتنا .. ‏ واليوم نحن الطعام .. لابد من النزول إلى القبر قمت وتوكلت على الله ونزلت برجلي اليمين وافترشت شماغي ووضعت رأسي .. ‏ وأنا أفكر .. ‏ ماذا لو انهال علي التراب فجأة .. ‏ ماذا لو ضم القبر علي مرة واحده ... ‏ ثم نمت على ظهري وأغلقت عيني حتى تهدأ ضربات قلبي ... ‏ حتى تخف هذه الرجفة التي في الجسد ... ‏ ما أشده من موقف وأنا حي .. ‏ فكيف سيكون عند الموت ؟؟؟

فكرت أن أنظر إلى اللحد .. ‏ هو بجانبي ... ‏ والله لا أعلم شيئا أشد منه ظلمه .. ‏ ويا للعجب .. ‏ رغم أنه مسدود من الداخل إلا أنني أشعر بتيار من الهواء البارد يأتي منه .. ‏ فهل هو هواء بارد أم هي برودة الخوف خفت أن انظر اليه فأرى عينان تلمعان في الظلام وتنظران الى بقسوة .. ‏ أو أن أرى وجها شاحبا لرجل تكسوه علامات الموت ناظرا إلى الأعلى متجاهلني تماما .. ‏ او كما سمعت من شيخ دفن العديد من الموتى أنه رأى رجلا جحظت عيناه بين يديه إلى الخارج وسال الدم من أنفه .. ‏ وكأنه ضرب بمطرقة من حديد لو نزلت على جبل لدكته لتركه الصلاة ... ‏ ومازال يحلم بهذا المنظر كل يوم .. ‏ حينها قررت أن لا أنظر إلى اللحد ..‏ ليس بي من الشجاعه أن أخاطر وأرى أيا من هذه المناظر .. ‏ رغم علمي أن اللحد خاليا .. ‏ ولكن تكفي هذه الأفكار حتى أمتنع تماما وإن كنت جلست انظر إليه من طرف خفي كل لحظة ثم تذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا إله إلا الله إن للموت سكرات تخيلت جسدي يرتجف بقوه وانا ارفع يدي محاولا إرجاع روحي وصراخ أهلي من حولي عاليا أين الطبيب أين الطبيب ( فلولا إن كنتم غير مدينين ترجعونها إن كنتم صادقين )

تخيلت الأصحاب يحملونني ويقولون لا إله إلا الله ... ‏ تخيلتهم يمشون بي سريعا إلى القبر وتخيلت صديقا ... ‏ اعلم انه يحب أن يكون أول من ينزل إلى القبر ..

‏ تخيلته يحمل رأسي ويطالبهم بالرفق حتى لا أقع ويصرخ فيهم .. ‏ جهزوا الطوب ... تخيلت احمد ..‏ كعادته يجري ممسكا إبريقا من الماء يناولهم إياه بعدما حثوا علي التراب .. ‏ تخيلت الكل يرش الماء على قبري .. ‏ تخيلت شيخنا يصيح فيهم ادعوا لأخيكم فإنه الآن يسأل .. ‏ أدعوا لأخيكم فإنه الآن يسأل ثم رحلوا وتركوني

وكأن ملائكة العذاب حين رأوا النعش قادما قد ظهروا بأصوات مفزعة .. ‏ وأشكال مخيفة .. ‏ لا مفر منهم ينادون بعضهم البعض .. ‏ أهو العبد العاصي ؟؟؟
‏فيقول الآخر نعم ..‏ فيقول .. ‏ أمشيع متروك ... ‏ أم محمول ليس له مفر ؟؟؟
فيقول الآخر بل محمول إلينا ..‏ فيقول هلموا إليه حتى يعلم إن الله عزيز ذو انتقام رأيتهم يمسكون بكتفي ويهزونني بعنف قائلين ...‏ ما غرك بربك الكريم حتى تنام عن الفريضة ..‏ أحقير مثلك يعصى الجبار والرعد يسبح بحمده والملائكة من خيفته ... ‏ لا نجاة لك منا اليوم ...‏ أصرخ ليس لصراخك مجيب فجلست اصرخ رب ارجعون .... ‏ رب ارجعون ... ‏ وكأني بصوت يهز القبر والسماوات يملأني يئسا يقول ( كلاّ إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون )

حتى بكيت ماشاء الله ان ابكي .. ‏ وقلت الحمد لله رب العالمين ... مازال هناك وقت للتوبة استغفر الله العظيم وأتوب إليه ثم قمت مكسورا ...‏ وقد عرفت قدري وبان لي ضعفي وأخذت شماغي وأزلت عنه ما بقى من تراب القبر وعدت وأنا أقول سبحان من قهر الخلق بالموت

خاتمة
من ظن أن هذه الآية لهوا وعبثا فليترك صلاته و ليفعل ما يشاء ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون )
‏وليلهو وليسوف في توبته .. فيوما قريبا سيقتص الحق لنفسه وويل لمن كان خصمه القهار ولم يبالي بتحذيره

كتبها أبو خالد الزهيري في موقع صيد الفواد.. وحببت نقلها هنا

اخوكم / حامد الشمري

 

حامد الشمري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-28-2007, 03:41 AM   #2
سعود العليان
( كاتب )

الصورة الرمزية سعود العليان

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 0

سعود العليان غير متواجد حاليا

افتراضي


حامد الشمري

ورب موسى وأبراهيم ما حدث لي وانا اقراء هذه القصة اشد من أن اكتبه هنا.

غفر الله لك لتذكيرنا من غفلتنا في هذه الدنيا ..

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ابعاد تجمعنا دائمـــاً

سعود العليان غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-28-2007, 03:55 AM   #3
سعد المغري
( كاتب )

افتراضي


أخي الكريم "حامد الشمري"..

لقد تسللت داخل ماكتبت .
وأحسست بأنني أنا من يعيش بهذه الوهلة.
نسأل الله التوبة والمغفرة.
..
أحببت أن أضيف لهذا المتصفح..

من الممكن أن الجميع قرأة ..

.


ليس الغريب غريب الشام واليمن
أن الغريب غريب اللحد والكفنِ
على المقيمين في الا وطان والسكنِ
ان الغريب له حق لغربته

الدهر ينهره بالذل والمحــنِ
لاتنهرنّ غريباً حال غربته

وقوتي ضعفت والموت يطلبني
سفري بعيد وزادي لن يبلغنّي

الله يعلمها في السر والعلنِ
ولي بقايا ذنوب لست اعرفها

وقد تماديت في ذنبي ويسترني
ما احلم الله عني حيث امهلني

ولابكاء ولاخوف ولاحزن
تمر ساعات ايامي بلا ندمٍ

على المعاصي وعين الله تنظرني
انا الذي يغلق الابواب مجتهداً

يا حسرة بقيت في القلب تحرقني
يا زلة كتبت في غفلة ذهبت

واقطع الدهر بالتفكير والحزن
دعني انوح على نفسي واندبها

على الفراش وايديهم تقلبني
كأنني بين تلك الاهل منطرح

يبكي عليّ وينعاني ويندبني
كأنني وحولي من ينوح ومن

ولم ارِ الطبيب اليوم ينفعني
وقد اتوا بالطبيب كي يعالجني

وصار ريقي مريراً حين غرغرني
واستخرج الروح مني في تغرغرها

من كل عرقٍ بلا رفق ولا هونِ
واشتد نزعي وصار الموت يجذبها

بين الاهالي وايديهم تقلبني
وسل روحي وظل الجسم منطرحاً

بعد الآياس وجدّوا في شرى الكفنِ
وغمضّوني وشدوا الحلق وانصرفوا

نحو المغسّل ياتيني ليغسلني
وسار من كان احب الناس في عجلٍ

وقام في الحال منهم من يغسّلني
واضجعوني على الالواح منطرحاً

غسلاً ثلاثاً ونادى القوم بالكفنِ
واسكب الماء من فوقي وغسّلني

وصار زادي حنوطاً حين حنطني
والبسوني ثياباً لاكمام لها

على رحيلٍ بلا زادٍ يبلّغني
واخرجوني من الدنيا فو اســفاً

من الرجال وخلفي من يشيعني
وحملوني على الاكتاف اربعة

خلف الامام وصلى ثم ودّعني
وقدمّموني الى المحراب وانصرفوا

ولا سجوداً لعل الله يرحمني
صلوا علىّ صلاةً لاركوع لها


وقـدّموا واحداً منهم يلحدني
وانزلوني الى قبري على مهلٍ
واسبل الدمع من عينيّ قبلني
وكشـّف الثوب عن وجهي لينظرني

فضل الثواب وكل الناس مرتهن
وقال هلوّا عليه التراب واغتنموا

من هول مطلّع اذ كان اغفلني
وهالني اذ رأت عيناي اذ نظرت

قد هالني امرهم جداً وافزعني
من منكرٍ ونكبرٍ ما اقول لهم

مالي سواك الهي من يخلصني
واقعدوني وجدوا في سؤالهم

امنن على تارك الاولاد والوطنِ
فامنن عليّ بعفوٍ منك يا املي

وصار وزري على ظهرني يثقّلني
تقاسم اهلي الميراث وانصرفوا

وحكـّمته على الاولاد والسكنِ
واستبدلت زوجتي بعلاً لها بدلي

وصار مالي لهم حِلاً بلا ثمنِ
وصيّرت ابني عبداً ليخدمه

انظر لافعالها بالاهل والوطــنِ
فلا تغرنّك الدنيا وزخرفها

هـل راح منها بغير الحنط والكفنِ؟
وانظر الى من حوى الدنيا بأجمعها

فظلاً جميلاً لعل الله يرحمني
يا نفس كفي عن العصيان واكتسبي

عسى تجازين بعد الموت بالحسنِ
يا نفس ويحك توبي واعملي حسناً

ما ظأظأ البرق في شامٍ وفي يمنِ
ثم الصلاة على المختار سيّدنا

بالخير والعفو والاحسان والمننِ
والحمد لله ممسينا ومصبحنا
..


كل الود لك.

 

التوقيع

الـ كتابة معركة:- وأنبل فرسانها الـ حزن ..!

سعد المغري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-28-2007, 04:58 AM   #4
علي المحمد
( كاتب )

افتراضي







سبحانك ربي لا إله إلا أنت إني كنت من الظالمين


جزاك الله خير ياحامد


شعرت بالتقصير وأسأل الله أن يعينني على إتباع الحق وإجتناب الباطل


كل الشكر لك

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رسمت أحلى معاناتي بلوحاتي سما وغيوم و ليلٍ طالت دروبـه ولكنـي تحديته
حبيب الأمس إذكرني أنا بفكرك بقايا حلوم نسيت تذكر ليالينا وطير الشوق هدّيته

saud_t.t@hotmail.com

علي المحمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-28-2007, 05:21 AM   #5
خديجة إبراهيم

( شاعرة وكاتبة )
مؤسس

افتراضي


جزاك الله كل خير أخي حامد
وجعله الله في ميزان حسناتك


فقرائتها تقشعر لها الأبدان وتنبه القلوب
من غفلتها وتذكرنا أن مصيرنا القبر

وأن باب التوبة مازال مفتوح.
/
اللهم أغفر لنا وتب علينا وأرحمنا
ياأرحم الراحمين

.
::

 

التوقيع




ومضينا بلا وجلٍ
نقبّل وجنّة الصبح
‏ونحط كحمام
على كتف الأيام..!

🕊




نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

خديجة إبراهيم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-29-2007, 06:53 PM   #6
عبدالعزيز الشمري
( كاتب )

افتراضي


جزاك الله خير على هذاالتذكير

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
للمراسلة فقط ..
واعتذر عن قبول اي اضافات على الماسنجر

عبدالعزيز الشمري غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تَأمُلٌ وَضَوْءْ فِيِ [ جانا الليل ] لـٍ بركات الشمّري ..! عُهود عبد الكريم أبعاد النقد 13 12-14-2007 12:31 AM


الساعة الآن 09:21 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.