مشاهدة النسخة كاملة : مِن ميّ إلى جُبران ...
؛
؛
في زمنِ الثورات؛الحروب، الجوع، القهر، لامجال أبداً للكتابةِ عن "الحُبّ" !
لفتتني، ولم تفاجئني وتفاجأت !
الهادي = Guide
هدى = Guide
دليل = Guide
الله = God
؛
؛
O God, guide me to the way of guidance
؛
؛
أنفاسٌ ساحِرة تُعرِّجُ بي في سفرٍ إلى عِوالِمَ زاخرةٍ بالنّغم؛ مُترفةٍ ،
في خدرٍ ناعم تستدرجُني كـ حُوذيٍ أُسلِّمهُ زِمامَ أَخيِلَتي ،
فَتهَبُ رُوحِي أَجْنِحةً تُحلِّق بِيَ عَالياً في سَديمٍ مُطلَقٍ !
؛
؛
http://www.youtube.com/watch?v=NVYEJ0ilnq8&list=RDJ_xFkfK4OEg&index=22
؛
؛
أيّها السَّاهي،السارح في الملكُوت،
تُيمّمُ الرُوح، والمسافةُ احتراق،
وتحتُكَ اختناق،
وموعودٌ أنتَ،موعود؛ بفرحٍ منقُوص !
؛
؛
وحين يتعمّقُ؛ يتعملقُ بِكَ الشعورُ حدّ اليقين،
لا تحتاجُ للمزيدِ من الأدوات، بل ستتوحّدُ والكتابة،
تتنفسُ حبراً أزرقاً ، وتقتني بالنواة في قلب دواتك.
؛
؛
( حبذا لو كنتِ هنا لتعيري أجنحة إلى صوتي و تحيلي همهماتي إلى تراتيل ، و مع ذلك فسوف أقرأ و أنا واثق أن لي بين الغرباء صديقاً لا يُرى يسمعني و يبتسم لي بعذوبة و حنان )
* من رسائل جبران إلى ميّ
؛
؛
هُنا جذوري هُنا قلبي هُنا لغـتي
فكيفَ أُوضِحُ؟ هل في العشقِ إيضاحُ؟
؛
؛
حملت شِعري على ظهري فأتعبني
ماذا مِن الشعرِ يبقى حينَ يرتاحُ؟
؛
؛
نزار قبّاني
؛
؛
يُباغِتُنا الرّبِيعُ المُرتقَبُ،ولاتزالُ أكتافُنا مُثّقلةٌ بمعطفِ شِتاءآتٍ قَارِسَة !
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-d41792e907.png
؛
؛
غَريبَانِ نحنُ عَلى صَفْحةِ المَرايَا وصَديقانِ؛هُناكَ في فَضاءآتِ الأَثِير !
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-c2349b4a53.jpg
؛
؛
قالت: اقرأني هُنا أنا أُنثى الخُرافة أتأنّقُ بالشِعر أتعطّرُ بسحرِ الشّفق فيجيءُ باسطاً جَناحيهِ ليتعانَقَ و طيفي !
ظلِّيَ الهاربُ ينعكس على جِدارٍ مُجعّدُ المَدى وبيني وبينكَ سحابةٌ مُنكسرة ,هَويّةٌ تائهة وحُلُمٌ ليلكي ومواويل معجونة بالسّراب ....
كل مساءٍ أُشيِّدُ على أعتابِ الغُروبِ بُكائية,أتلُو على مسامعِ السماءِ أسطورة الأشياء التي لاتعود وقصصاً أخرى أبتكِرُها لتَنّبُتَ لهذا الوُجومِ أجنحةً تهزأُ منها الريح !
يُذكّرني الغروب بمسرحٍ واسعٍ فضفاض يتّسع للصور التي تعجُّ بها ذاكرتي, يُذكّرني بأحاديثنا المبتورة التي كُنا نكتبُها على عجالة ونحن نسرِقُ مِن عُمرِ الزمن هُنيهات, ليتنَا تشبّثنا بظلِّنا الهاربْ,ليتنا تمسّكنَا بالغروبِ قبلَ أن يبتلِعهُ البحَر !
ليتنَا ... وليتنَا ... وأصابعي خَدِرةٌ لاتَقوى العَدّ !
"
"
قالت : كيف لا أكتبكَ ومن أغصانك قطفتُ شهيّ الكلام ...
وعلى نولِ حرفكَ غزلت أجمل حرفٍ جاد به قلمي ونضج به فكري
أكتبُ وسيلٌ من الوجع يجرفني إلى العمق ...
أتفنّنُ في وسائل التناسي ... كنتَ والصباح وفنجان قهوتي مثلثٌ يُكمِلُ ملامح هذا النقص الذي يعتري عالمي !
يؤرقني الفقدُ حدّ البكاء , فأحملُ بعضيَ المتهالك إلى شرفة الكتابة أسترخي والموسيقى, أنسلخٌ من واقعٍ لايشبهني
أتعقّب ظلي امتزِج بالغيم أمتطي صهوة الخيال وأسمو على حواسّ الواقع ... وأكتب
ومابين اللحظة ... وسُكرِ الماضي ... أترنح
فتندلقُ كلماتك التي مافتأتَ تُردِّدها عند نهاية كل لقاء ...
" أحتاجكِ لأتذكر من أنا،لا لأتذكركِ .. فأنا لا أنساكِ .. وغالباً أضيعُ مِنّي فأنساني"
؛
؛
على قِمّةٍ رابيةٍ أقِفُ .. أنتظِر
أرقُبُ ذا العالمَ من خلفِ الحُجُبِ، وتُحّدثُني نفسي بلوعَتِها المُعتادةِ ...
لا تقفي في وجهِ الشمس ولا تلتفتي للخلف أركضي لعلّ في السراب فَيءٌ لعلّ في الظلِّ شبيهٌ ولعلّ الأيامُ تُهَادِنُكِ،
فزمنُ النبُؤاتِ انتهى والـ (متى)لا تنفكُّ تُحيقُ الدوائرَ حولَ مِعصمي !
؛
؛
لَم تترُك لنَا الأيامُ فُسحةً لنُكمِل حِواراً بَترتْ أوصالهُ مِقصلةُ الوقَتْ ... جُبراني: أُعذُر تلكُّؤي !
https://soundcloud.com/mash3-1/rk20wtdviibd
؛
؛
_ يُسائِلُني أحدُهُم؛ لم تزالي كما أنتِ وفي عُنفوانِ ملامِحُكِ وبذاتِ الرُوحِ العاليةِ ؟!
ويتسلّلُ صَوتيَ باخِعٌ وخالٍ مِن أجوبةٍ شافية !
_ ذاكَ وَجعي مُثخنٌ بأوجاعِهِ النبيلةِ،لا يتعرَّفُ عليهِ إلّا مَن تنصّلَ مِن شَهواتِ البشرِ العائدينَ مِن حِقَبِ عُقولِهمُ الخَدِرة !
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-9015d0629c.jpg
؛
؛
هو المسآءُ يَرمِي عليّ بـ دِثَارٍ مِن تذكُّر... يأخُذُني حيثُ أنا ولستُ أنا .. ومابينَ البينِ أترنّح !
؛
؛
يتهيّءُ القلمُ .. يترجّلُ الحرف.. تسكُبُ العطرَ .. تَرتدِي حُلّة شهرزاد وتتأبّطُ كتابَ الكلام المُبــــــــــــــاح،وتسيرُ إلى حيثُ لاوُجهة !
؛
؛
تنامُ على رصيفِ المواعيد .. تتوَسَّدُ غائباً .. وتلتحِفُ العتمةْ
هامةٌ عالِية .. تصِلُ إلى قممٍ راِبية
تخونُها يدٌ رَامتْ مُصافحةَ الغيمِ
قَطفِ سَوسنْة ...
؛
؛
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-e51a7bbf86.jpg
كُلّما أطلتُ المُكوث هُنا،كُلما خِلتُ روحي كـ قمرٍ صناعي يمخرُ عتمة الأفق،
يدورُ في فَلكِ الغيبِ كاشفاً مجاهيلهُ كاسراً طوق أسرارهِ،ناهِباً مِن نُور عَليائِهِ نثاراً و رُؤى !
أقلِّبُ في كتاب الحياةِ وأتقلَّبُ، أَرَى ما لا يُرى وأقطِفُ تُفاحة الغِواية !
على كفِّ الحقيقةِ أهيّئها_تفاحتي_ أستلُّ سكيناً،فيسيلُ ريقُها مضرّجاً بمسكِ الرغائِبِ،مُثخنةٌ بأوجاعها النبيلة،تغتسِلُ بالنّورِ .
أُهِيلُ على بقايا ثَورتِها التراب،أنهبُ مِفتاح اللغة، أُطبِّبُها،أنتقِلُ مِن سجنٍ فسيحٍ لغُربةٍ أُخرى فَضفاضة !
تلكَ جنّتي واقعةٌ مابينَ سَديمٍ هيوليٍ وصليب _الخلود_ الحياة !
؛
؛
أنَا أكتُبُ ...
لأبتعد عن العالم المألوف وأقترِبَ من وَجهِ الشروق،لأسترجعَ شريط طفولتي وأبحثُ عن ولاداتٍ لم تحدُث
عن أبجدياتٍ ناقصة ...
عن أكُفٍّ مُحمّلة بالوُعود لوّحتْ بالوداع عند بُكاءِ الشّفَقِ ... هكذا بغتةً !!
؛
؛
أكتُبُ عن مصائر لم تُكتَب،أنا أكتب لأنتزِعَ مِن غُربتي قنِاع الغرباء،أمزقهُ،أبعثرهُ، ثمّ أجِدُني رُوحاً أخرى في كتابٍ آخر !
أكتُبُ لأسُافِرَ مِنّي وأخدع العُمُرَ وأتركهُ يلحقُني مِن مكانٍ لآخر،لأضيع ولايعثُر عَليَّ أحد .
أكتُبُ لأُخبِرَ الذين لَم ألتقِي بِهِم بأنّي حَتماً آتية، ولِاُسِرّ للعَابرينَ بأنّي مِثلُهم عَابرِة، وإقامتِي لاتتعدّى حُدود الذّاكِرة !
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-1d7fe3f2e5.jpg
؛
؛
شَجَنْ :
_ في ذاتِ وجعٍ مِنها ، قال :
كُلُّ ما يُبكِيكِ يُشجِيني ! وأنا طائٍرٌ غِرِّيدٌ ، لا أملُكُ إلّا صوتيَ ، وهذا الغُصنَ الغضَّ ، والمَدى .
_ ومحبّتي لكَ ، كما صفحةِ الماءِ ، فيها أرى انعكاس خيالي ، فأُحِبُّني أكثر !
_ وكأنِّي أنا، وقهوتي ، ومُوسيقايَ ، وكُلُّ أشيائي الحَميمةِ - كُنَّا في انتظارِ لحظةٍ كَهذه !
_ معكَ استرجعتُ مفقوداتي !
_ ومِثلُكِ أنا شاخِصٌ قلبي صوبَ غَمامةٍ قصيّةٍ ؛ أُودِعُها خَبيئتي، أُطيلُ الوقوفَ ، وملِياً أتملَّى مِنها ولا أكتفي !.
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-64c2d7556c.jpg
؛
؛
كُنتُ أُحدِّثكَ عن التعاسةِ ؛ فتُقاطِعُني بمقطوعةٍ تملأُ المَدى الشَّاسعَ بيننا بتراتيلِ تمسحُ الوجومَ عن وجه الفضاءِ !
_ في الغياب يُسيطِرُ عليّ شعورٌ أوحد ! كـ وجهٍ بلا ملامح يطاردني، ينبجِسُ من شتّى زوايا الذاكرة ،
يستدعيني، فأروحُ أنبشُ في أكداسِها،
أسترِدُّ اللحظة، والتنهيدة، وحتّى الفاصلة !
أُرتّلها على مسمعي؛أنشودة ،
فـ أحِنُّ و أشجو .
؛
؛
ولأنّها دُنْيَا،يبقَى أمرُ اِكْتمال السَعادة فِيها مَرهُونٌ بـ ( لَيت) !
؛
؛
عجزتُ؛ وحتى لحظتي الآنِية،عن قِرآءةِ مُؤشِّر (الوَخْزةِ) التي انْتابتَنِي بعد تلكَ الرِسالة، ولَمْ تَزلِ!
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-685aa992e0.jpg
؛
؛
سئِمتُ تكاليف هذه الحياة الإلكترونية،
التي لم تُعطِّل تواصلنا المعنوي فحسب، بل حتى تواصُلنا الحسِّي مع ذواتنا!
ماذا لو تخيّلنا ونحنُ أمام مشهد الغروب، وتخلّينا عن آلةِ التصوير، واستعنَّا بدلاً عنها بأصابعنا النابِضة !
وتقمّصنا عمل تلك الآلة،
ماذا لو شبّكنا الأصابع ببعضِها، مُتّخِذتاً شكل الإطار،
ثم تتحوّلُ قبضةُ اليدُ اليُسرى للعدسةِ اللّاقِطة،
ثم، رُويداً، رويداً نُضيّقُ الرُؤية، نُغْلِقُ عيناً، ونُبقي على الأُخرى لتقبِضَ على الصورة، وتُثبّتها في عُمقِ عدسة العين ،
ثم نُغلقها بهوادةٍ ونتركها تتشسّعُ في المُخيّلة،
أعتقد بأنها ستكون تجرُبةً رااااائعة :3:
؛
؛
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-12993e009e.jpg
اِقْترِبْ أكثر،أخشى أن تُقلِّدَ الخُطوة مسافة ظِلالنا المُمْتدةِ خلفنا،أخشى الهواءُ يتخلّلنا راسِماً؛ معبر!
؛
؛
تَتنازعُني الحَيثياتُ، ويُغالِبُني حُسنُ الظنِّ بفراغِ كأسي مِنّ آخِرِ قطرةٍ تجلّدتْ في قَاعهِ العَميقِ ،
على شَفَا اِنْزِلاقٍ تِقفُ الرُّؤى صَامِدَةً، عَلّ إيابٍ مَشفوعٍ بعهود غليظةٍ؛ يشفعُ !
وعَلّ تجرُّ خلفَها عَسَى .. و... هلُمَّ جَرًّا .....
يقرعُ جرسُ الوقتِ مُنبِّهاً،لابُدّمِنْ يقظَةٍ، ولابُدّ مِن نِهايةٍ ورقيّة ،
وأضعُها بعدَ تَلكّؤٍ؛ النُّقْطةَ !
؛
؛
حِفاظاً على رَونقِ الصُّورةِ ،
سأصنعُ لِها إطاراً مُحكمُ الزوايا، يَحميها زُجاجٌ مَصقُول .
؛
؛
(البحثُ) تلك المُفردة العجيبة التي تُصاحِبُنا من صرخةِ الوضعِ إلى أنّةِ النّزعِ الأخيرة !
فلا نزالُ نتعثّرُ في دروب هذه الحياةِ بين الصوابِ والخطأ حتى يستقيمُ لنا الطريق،
الحقائق موجوداتٌ ثابتةٌ، ونحن قلوبٌ مُبصِرة،
تسوقُنا الضروراتُ التي لا يتكهّنُها إلّا من يحمِلُ بين جنبيهِ قلباً ذا سريرة، وفؤاداً مُستطاراً إزاء حفقاتِ الروح !
؛
؛
( فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا )
https://soundcloud.com/alafasy/maryam-shuaba
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-6e7c719094.jpg
؛
؛
بعضُ القرارتِ وإن كانت في ظاهرها ( قسوة ) إّلا أن بطانها مِن قِبَلهِ الرحمةُ والشفقةُ و( المحبّة ) !
؛
؛
أيّتُها الأرضُ، القلبُ، الأُمُّ ....
يضيقُ بي وُسعُكِ المُترامي، يضيقُ بِيَ البراحُ ،
تنهشُني الجهاتُ الأربعْ ،
أنَّى وليّتُ وجهي، يلحقُ بيَ الجدارُ، السُؤال !؟
أين ، ومتى ... والآتي مَحضُ هواجِسَ تختلجُ في أقبيةِ العدمِ،
لا الغدُ يجيبُ النِّداء ولا اليومُ ماضٍ في دربِ الخلاصِ ،
واللوعةُ هي ذاتُها، ومنذُ اليقظةِ الأولى، ومنذُ صريرِ القلم ،
أيتُها النجومُ المُنكدِرةُ، أسرّي لي، فأنَا أبنتُكِ البِكرُ،
أنا نصفُكِ الأرضيُّ،
أنا اِنعكاسُكِ المُعتمُ،
أنا... بِتُّ لا أعرِفُني ؟
كنتُ في غيهبُكِ السَّرمدِيُّ، شيء طَافٍ، في قلبِ الشّيءِ،
لم نفيتيني، وأهبطتيني مِن صدركِ النشوانِ ؟
أبحثُ ، وتضيقُ عينايَ ذرعاً،
أُنْشِدُ جمالاً لا ينفذ، بريقاً لايخمد، لحناً قديماً لايفتر،
سُكوناً تستيكنُ فيهِ الروحُ، بأمرِ المَشيئةِ،
دُون إرادةٍ مِنّي !
؛
؛
الشتاءُ مُتقلِّب المزاج، يأتي مُزمجراً ويرحلُ كذلك ببروقٍ وأمطار،
أتناهى في الإصغاء،
يهمِسُ لي بحديث الحياة ...الحقيقة !
تلك هي؛ أُويقاتٌ لاتدوم،
دوائِرُ تحُوم،
تتحلّق، تتسلسل، وسُرعان ما تنفصل،
مُتّخذتاً وضع الدوران الأُحاديّ،
والأرضُ لا تكفُّ عن الدوران، والصبح ينوء بالنور، والحزنُ يمرحُ في دمي !
؛
؛
( فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ )
https://soundcloud.com/alafasy/assaaffaat1434
؛
؛
مُكْتنِزَةٌ بالنّكهةِ الحياةُ،
وقليلٌ مِمّا نَدَر، يُعادِل مَرارة المزاج ،
صباحُ الأشياء
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-be74622825.jpg
؛
؛
البَحرُ يَزْخَرُ بالطّيبات،
والنوارس تقنعُ بالفُتات ....
قَانونُ الحَياةِ الدُّنيـــــــــــــا !
؛
؛
بحساباتٍ فِطرية،جُبِلتُ على التفكُّر في الأشياء الغامضة كـ الـ (darkness)!
لايُغويني الضوءُ الكاشف كما يثيرُ فضولي ماخلف تلك العتمةِ الباهرة، كم تبلغ سرعتُها؟ ومايختبي في قلبها؟
وياتُرى هل هي عباءةٌ سوداء تُضيفُ سِمات الوقارِ لصاحبها، أم هي عِبءٌ !؟
أم تُراها علامةُ جذبٍ لأمثالي، الغارقين في متاهات البحث و ... البحث ....
لِمَ أتكبّد عناء فهم مالاينبغي فهمهُ، لم لا أهنأُ بالحصول على اليسيرِ، وأتركُ ماليس لي، لهم
في الواقع تلك الدائرة، هي السبب !
أخرجتُني منها لأراها مِن أبعاد أرحب، وسأعودُ لرحمِها كما كنتُ ...
؛
؛
بين الحنينِ والألم ...
مسافةُ دوران ... مسافةُ وطن !
؛
؛
نَمْ أيَّها الكونُ ودع لي صوتيَ الغائرُ في حُنجرتي،
أُترك لي حشرجة الصمت، أنين النَّاي، وجعُ الوترِ حين تنحِّي الأصابِع عن فِعل القولِ !
تنهّدي أيّتُها النجوم، واتركي لي نَثاراً هيولياً يُسمِن ويُغني مِن وَحْدَة ،
ولتخلُدي أيتها الأشياءُ لهجعةٍ طويلة، فما عادتِ العصافيرُ تزورُ الشجرة، وماعادَ التغريدُ يُزنِّرُ صوتها ،
وما في اليد سوى حَفنةُ ريشٍ ، وشيءٌ مِنْ سِدرٍ قليل !
؛
ثمّة هموم أتجلَّدُ إزاءهَا مُحاوِلةًخلقَ مُصادقةٍ فِيما بيني وبينها، وثمة أُخرى تُضعضِعُني رُوحِياً !
؛؛
الأماكنُ المُغلقة تُغوينا للتوحُّدِ وذاكرتنا القَافلةِ لمُدُنِ البَيــــاض !
؛؛
مابين استقرار الروح، واستقراء الغد، تتأرجحُ أُمنية قلقة !
كُلّي ترقُّب، أغريبةٌ أنا؛ أم هي الحياةُ جُبِلت على إنكار وجوه الغُرباء ؟
ليتنا نرفلُ هنيهة في بحبوحةٍ بيضاءُ ، كما نحنُ
وكما عيوننا الساهمة خلف أثر الفراشات !
؛؛
والرّاحلون؛ أولئك، لمْ يدْرُسِ الغيابُ أثرهُم ، تفكّروا، ثُمّ في لحظةٍ مِن عُمُرِ الزّمن وصلوا ،
كـ لحظتي هذِه !
؛؛
أَحتاجُ لبُقعةٍ رحبةٍ تحتوي نزْقي، حماقاتي،
أُنْشِدُهُ مهديَ الأوّل،
ذاكَ البراحُ الذي غادرني مُذْ أبصرتُ بعقلي الحياة !
؛؛
الموتُ بدايةٌ أبدية،واليوم خُطوة في سبيلِها،
لاضيرَ إن اقتطعنا شيئاً مِنهُ لنا،ندسُّهُ في جُيوبنا،ندّخِرُهُ لسُويعاتٍ عِجاف!
؛؛
كُلّما توغّلَ عُمُري وأخذ في التزايد الرقمي والتناقُص الكمّي؛ أوقِنُ أكثر بمُضيي قي طريقيَ الأبديّ
دون الوصول لأجوبةٍ شافيةٍ !
؛
؛
أحلامُنا النّائِيةِ ، يلتقِطُها مِسبارُ الليلِ حين نهنأُ في كنفِ السُّكونِ وحميميةِ المكان،
حينها فقط تندلِقُ المشاعِرُ كمَا هي !
؛؛
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-e21cb0a427.jpeg
ونركنُ إلى زوايا الصّمت؛ خشيةَ الإدلاقِ !
؛؛
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-0d1377d7ad.jpg
؛
؛
يُباغِتُني الحلمُ ؛ مثل وعدٍ، مثل غيمةٍ هاربة؛ قررتْ وفجأةً إمطاري،
بلَّلتْني حتى أخمصي،
وُلِدتُ لبرهةٍ من الزمنِ؛ ولادةً مؤقتة،
ثم حين زفرةٍ، عُدت ومن جديد للتكوم في قلبِ دائرتي/ ذاكرتي،
بذات العيون الفضفاضة، السادرة ،
تطلّعتُ للأمدِ البعيد،،رجوتُها معجزة من لدُن السماء،
رحلتْ .....
وانطوت الصور في بهوِ ذاكرتي، لكنها لاتبرحُ حدقة عيني، تنثالُ في تَحنانٍ كلما أُغيّبُ عن مرئيات الحياة،
وأغرقُ في حفنةِ ضوء !
؛
؛
وتتوالى الغصص، والأنواءُ في عزفها المُنفردِ المُتفرِّد ، لم تزلِ !
أرومُ افتتاح صباحي بكلماتٍ غرِّيدة وبوجهٍ صبوح ،
أرومُ غرس ناب القلم في قلب هذا الكمِّ من الإشراق، وإستلاب خيط نور ،
أرومُ ... و ... وأروم ...
وأنتهي بتنهيدة
تنهيدة ... وحسب !
؛
؛
تنهشُني الحَيرة، وتميدُ الأرضُ بي، على جناحيّ المُحال ؛أتشبّث ،
ولا يضيرني مورُ السماءِ ولا عصفُ الرياحِ ولا هزأُ الظِلال ،
أمضي بلوعتي، والقلبُ بوصلتي ،
أيامٌ معدودات،
معدوادتٌ ... يانفْسي !
؛
؛
تتعاركُ التفاصيلُ في عيني،
أيهُم يغسِلُ بالشوق فلول الفقد،
وأيهُم تُطبق عليه الجفن خوف وسنةٍ، خوف غياب ،
جميعُها تكتظُّ كأسراب سُنونواتٍ عبرت سمائي ملوحةً نحو الغروب البعيد،
القصيِّ... جداً
؛
؛
لا أملُكُ زِمام ذَاكِرتي كَما لا أستطيعُ أن أملُك عَيني مِن البُكاء ولا قلبي مِن الخفقانِ،
صباحُ الأشياء النّابضةِ في الأنّفاس !
؛
؛
تلكَ الأشياءُ ماثِلةٌ نُصبَ عيني،
تُذكِّرُني بتناهي سعادتنا، وهشاشة الحيــــاة !
؛
؛
صباحُ التّذكُّر
؛
؛
لكُلٍ مِنّا طريقتُهُ في التشبُّثِ بالحياة ؛
صباحي فلولُ بسمةٍ لم تزل عالقةً في ثغري ،
صباحُ الإشراق .
؛
؛
لك الحمدُ مهما استطال البلاءْ
ومهما استبدَّ الألمْ،
لك الحمد، إن الرزايا عطاء
وإن المصيبات بعضُ الكَرَمْ.
ألم تُعطني أنت هذا الظلامْ
وأعطيتني أنت هذا السَّحَرْ؟
فهل تشكر الأرض قَطْرَ المطر
وتغضبُ إن لم يَجُدْها الغمام؟
شهورٌ طوالٌ وهذي الجراحْ
تمزِّق جَنبيَّ مثلَ المُدى
ولا يهدأ الداءُ عند الصباح
ولا يمسح اللَّيلُ أوجاعه بالردى.
ولكنَّ أيُّوبَ إن صاح صاح:
((لك الحمدُ، إن الرزايا ندى،
وإن الجراحَ هدايا الحبيبْ
أضمُّ إلى الصَّدر باقاتِها،
هداياكَ في خافقي لا تغيب،
هداياك مقبولةٌ. هاتِها!))
أشدّ جراحي وأهتف بالعائدينْ:
((ألا فانظروا واحسدوني، فهذي هدايا حبيبي.
وإن مسَّت النارُ حُرَّ الجبين
توهَّمْتُها قُبلةً منكَ مجبولةً من لهيبِ.
جميلٌ هو السُّهدُ أرعى سماكَ
بعينيَّ حتى تغيبَ النجومْ
ويلمسَ شبَّاكَ داري سناكْ
جميلٌ هو الليل: أصداء يوم
وأبواقُ سيارةٍ من بعيد
وآهاتُ مرضى، وأمّ تُعيد
أساطيرَ آبائها للوليد.
وغاباتُ ليل السُّهادِ، الغيوم
تحجِّبُ وَجْهَ السماءْ
وتجلوه تحت القمر.
وإن صاح أيُّوبُ كان النداءْ:
((لك الحمد يا رامياً بالقَدَرْ
ويا كاتباً، بَعْدَ ذاكَ، الشَّفاء!))
؛
؛
سفر أيوب
لـ بدر شاكر السياب
؛
؛
أيها الظِلُّ الممتدُ في كينونتي،المُنطوي في العُمق،
سلني؛ وأجوِبتي لا تُفسِّر، فقط دعها تمضي، في السُلوِ دعها تُهدهِد،
وليدُها في مهدهِ الأزليِّ يرقُد، بلثغِ البراءةِ يتهجّأُ أبجديةً عتيقةُ الأصداءِ، ينظمُ لا أدري خربشاتٌ هي أم شجونٌ ضاق عنها قلبُ البياضِ ؟
مِن أبوابَ مُتفرِّقةٍ،تندفع الرُؤى لساحةِ النور، خوفَ عيون القلبِ أن ترمق بإكبارٍ فالخطبُ حقيقةٌ ومادونهُ قدرٌ افترضتهُ المشيئةُ في ذاتِ كُن فكانَ ،
فبعضُ الحُلُمِ يُزرّكِشُ وشاحَ المساء ويهبُ الصُبح شُعاع ، بعضُ الحلم لايُفسِدُ لنوايا الحياةِ قضية، بل يُراوِغُها بأغلاقِ الأبوابِ المُتفرِّقةِ، والدخولِ من بابٍ واحد !
؛
؛
ومنذُ ولادتي الأولى،وتتتعاقُبني الدوائر،
ومنذُ تعلُّمي لفنّ الخلقِ على الورق،والعينُ ذاتُها ما فتئت تسِحُّ الحِبرَ حرفاً وتصاوير،
ومنذُ مصافحتي الأولى، وتلك العينُ ابتعلتني،وكذا الدّائرة !
؛
؛
ربما أهذي وربما أستغرقُ في الوسنِ وربما و ربما ....
لكني أُدرِكُ يقيناً بعدم احتمالِ قلب هذه البسيطةِ في احتواءِ مُعادلة عصيّة التأويل كما نحنُ !
؛
؛
تعبُرُني الوجوهُ في استردادٍ مُثقلٍ بالتعب،
تُومضِ حيناً، وتشجُو في آخرَ،
وبين نَقرةٍ، وسُكُونٍ عظيم ،
يمضي الجميعُ،
وتمضي الأيامُ، ولا يُنِّبهُني لانتهائها إلّا ُرزمةٌ مِن الورق، أُمزِّقُ مِنها؛ مايجِبُ صياغتهُ بصيغة الماضي،ليلتقط الآتي أنفاسهُ المُتعثِّرة !
وتبقى الأشياءُ،عالقةً،عابقةً في زواياها،
ويُشقيني الفوتُ،
قدري؛هو البقاءُ في تلك المسافةِ الزمنية .... المنسيّةِ،الحاضِرة !
حين يخلعُ عنّي النورُ دِثارهُ، وتنسحبُ الرؤى في مشهدٍ عظيم،أقف قُبالة محراب الذكرى،
لاأدري هل أبكيها، أم أرتشفُها صباح مساء، كبديلٍ للسُكر الصناعيّ !
تلك أنا،
بسمةٌ شمالية، مزويّة، تزاولُ طقوس الحنين كل ما رفع المُؤذِّنُ صوتهُ بـــ حيّ على الفلاح !
؛
؛
اخترتُ لنفسي عُزلتها
بعد أن عصاني كُلّ ماحولي ... حتى الجمادات !
اقتربتُ مِن كُوّة النُور ... رُمتُ أن أصطلي ...
وجدّتهُ ليس لي ... فاعتذرتِ .. ولملمتُ فوضايَ.. ورحلتُ ...
نافذةُ الأمنيات ... طالها حَنقُ الزمان .. وضُيِّقت عليها منافِذُ النور ..
دمدمةَ عليّ بذنبي في فِهمِها .. ورمتني بمغبّةِ نهرِ التأسِّي ..
حاولتُ البكاءَ حينها ..
ولكن ؛ كان السعدُ طاغٍ ،
وكان الدمعُ عصيّ !
؛
؛
نامتِ العيونُ ...
وشُحّ المنهلُ، وخمدتِ الرياحُ ....
فعن أيِّ اشتعالٍ أكتُب !؟
وصوتُ الآهِ يعلُو في صدرِ كينونتي ،
أزيزُ الكرسيّ يئِنُّ لهُ مسمعي، وتكّاتُ الساعةِ تلدغُ حائط الوجع، وكم يتباطأُ الزمنُ، وكم يترهّلُ !
تنحسِرُ الألوانُ في ركنٍ قصيّ، شاحبة إلّا من هُنيهاتٍ تُومِض،
فياصوتيَ الخامدُ في قلبِ الدوائر، ويا أنين النّاي،
يامَنْ لايعزُبُ عنكَ خفيُّ وجعي،
ويا انعكاسي في وجهِ المرَايا،
أسكِتْ رسول الشوق، مَوِّه لهُ الطريق،
بعثِرهُ حتى لايعثُر على إثري،على عِطري ؛
أعْمِي عُيون أبجديتي، لتتيهَ عُمراً آخر، وأزمِنةً أُخر ،
علّمني كيف يسكتُ الكلامُ ... كيف تلفِظُ النقطةُ أنفاسها في آخرِ السطر !
؛
؛
النّايُ يعزُفُ جَوقة الحنين، بترنيمٍ رخيم، تتوقف الأشياءُ عن التنهد، تُمسِكُ الروح المجهدة عن فعل الدوران، لهنيهةٍ تهنأ، في حضرة السكون يخِرُّ الكلامُ المباح للأذقان، يرتدي الكون جلباب الهسيس،
لاحركة إلا من وميض أنفاسٍ تقولُ الكثير و المرير،
إنّها أويقاتُ بهجة،بل فتنةٌ لا تُدرِكُها إلا القلوبُ التي في الصدور .
؛
؛
وتنكسرُ كل الأصواتِ مُحدِثةً جلبةً مضاعفة،
مُفاقمةً تيار الفقد، مُغرقةً كل الحواس في قلبِ موجة،
عجباً يا دُنيتي!
تُدنيني من جوهركِ الحقيقي، ثم وعلى حين غَرةٍ تغتاليني،
تسلُبيني رحيق العين، كوثر الروح،
ثم تسأليني السُلْوَّ والديمومةَ !؟
؛
؛
ماعاد الإصباحُ يُشعِلُ فتيلَ البوح ،
وماعادت أنفاسُ القهوة تُغويني لأبتدِع وجودي،
؛
؛
صباحٌ خالي من النكهة ...
و فنجانُ قهوة بلا وجه !
؛
؛
أحتاجُ لبراحٍ كما البحر، يُنصِتُ بتناهٍ لهدير صمتي، لايُجادلني، ثم يبتلِعُها على مضضٍ؛ أوجاعي
؛
؛
حين إغراقٍ في مسافاتِ التوحُّدِ، تنبري الرؤى بجلاءٍ لايحتملُ المراوغة أو التّناسي،
هل بوسعك ياخفيّ البسمةِ منع روحك عن التحليقِ في تلكم المدارات الموشومة في غائرِ الذاكرة !؟
وهل بوسعك إصماتُ المسافات دون تلك الفُرجاتِ الضئيلة والعصيَّة عن الإنبثاق؟
أم كيف ستُكابِدُ عناء اختمارِ الأنا في غصّةِ حلق ؟!
سأسترِقُ النظر إليكِ يادنيتي مِن خلف الحُجبِ،
وسأشربُ نديّ المُنى سراباً،
وأتنفّسُ الغدَ .... ذكرى .
؛
؛
ولإنعدام الراحة في هذه الحياة؛
سنفترِقُ لمسافةٍ قريــبة !
؛
؛
{ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً}
{إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا}
؛
؛
https://soundcloud.com/alafasy/maryam2014
؛
؛
في غمرةِ تسارُعِ آلة الوقت وتعارُكِ عقاربها في مشيئة دورانٍ لاهِث، يحرضني إنثيالٌ لأكونني رغم أنفِ الفوضى، بمداءاتي هديرُ قُطعانُ أيلٍ وألفُ ألفِ مسافة، أجتثُّني من بين فكيّ الضباب وأركنُ لركنٍ ركين، لقطعةٍ من الأرض، لجنةٍ أزليةَ،
لخلود الروح،لتوحُّدٍ لحظيّ،لأصابعَ تتحسّسُ رفيف النّبض،وتستندي الصمت فيهمى عن انهمارٍ وانغماس.
أخبرني يا ساهم اللّحظ؛هل بوسعِِ هذي الرحاب الضيقة احتواءُ تشسُّعي،هل بوسع هاتهِ العينانِ إغماضُ جفنِ الرؤى،وإمساكُ الغيمِ عن الهتون، وإهجاعُ الذّاكرة !؟
؛
؛
وندنُو علّهُ ربيعٌ ضائعٌ رام إزهارنا بعد سنون عجاف،في وجلٍ تتفتّق براعمٌ رمداء، تشرَقُ بماءِ الدّمع ،ترقدُ وسنى،تتلو تسابيح المطر،وتتنامى في عروقها ألفُ أُغنيةٍ سلبتها الحياةُ مِن لُحونِ الوتر،تفيضُ همهماتٌ تجوبُ داخل دوائر النفس ولا ترتدُّ أصداؤها إلّا إليها .
؛؛
تهِيضُ المِحبرةُ بأتونِ البوحِ
والقلمُ ينكفِيءُ غاصّاً بجُرعةٍ زائدة
مابالُ الأشياءِ بدأت في الإنحسارِ ....
في التقوقُع !
وكأنّما الموجُ أعلن الحِدادَ حارِماً البحرَ مُهجته
ساكِباً الوُجومَ في قلبهِ
مُبدِلاً هديرَ عزفهِ بموتٍ بطيء
بحياةٍ جامِدة
لاعليكَ يابحرُ
تلك هي ؛ دورةُ حيــــاة
لملِم انكسارك
ارأبْ صدعك
وخِط فمَ السؤالِ بأجوبةٍ خاوية
ادفع أطفالكَ المُتأهِّبونَ للنور
لرحمِ الظُلمات
لطَورِ التّكوين
لعصُورٍ بائدة
لهجعةٍ طويلة
ثًمّ
صلّي صلاة الغائبِ على أرواحهم .
؛
؛
وتبقى الحياةُ على عهدها المنقُوص ،
لاشيء يبلُغُ تمام النِّصابِ، ولا ثمّة فرحٌ مُستباح يُزاوِرُ أقاصي القلب حال غروب؛عدى غيمة صافحت بغتة فاسّاقطتْ نُدفُ الوجْدِ على الأكُفِّ المحمومة توقاً للسرمدية،
أيُّها الفيءُ المُتقلص في كهوف الروح، هذي الأرض لاتكف عن مُزاولة الدوران، وتتبعُها أقمارُها في مسارٍ أزليّ،
هبني فعلتُ فعلتها،واتّبعت مِزولة الروح وعكفتُ على إثرك عُمرينِ وحتى التشظّي وحتى التلاشي !؟
تتشسّعُ غُربتي كما المُحيط
وبداخلي جزيرة مهجورة إلّا من نوارس تذكُّر،
تطلبُني الفُتات، حثيثاً
مالسبيلُ وروحي نحيلة تتضوُّر شوقاً،
ومابجعبتي على وشكِ النّفاذ
ومِن ثَمّ ... لاعَودة !
؛
؛
وكان لِزاماً عليها أن تلزم أوّل السطر،
أن لا تقترب مِن حدّ التّماس
أن تقولَ للحلُمِ لامِساس
أن لاتنزلِق أبعد ، أكثر ، في القلب
أن تُتقن فنّ الحساب، فنتيجةُ ضربِ الأخماسِ بالأسداس رقمٌ هُلاميّ
مُعادلة غير مُتكافئة
خاسرة
إلّا مِن زخمِ صُورٍ تعجُّ بها الذاكرة .
؛
؛
يجسُّ النبضُ أدق التفاصيل، يُنبّـِهُ حين سِنْة ،
لا يغفلُ عن إحصاءِ مالا يُدركُ
يُعيدُ تشكيلي ... صياغتي
يُعلِّقُني كتميمةٍ في وجهِ زوبعة الغياب
ومابين البينينِ يحبِسُني !
؛
؛
إن الصمت هو صراخ من النوع نفسه
أكثر عمقًا، وأكثر لياقة بكرامة الإنسان
غسان كنفاني
؛
؛
وينسلُّ صوتيَ باخعاً إلّا مِن أجوبةٍ شافية،أن يا عميقَ الوجْدِ يختنقُ الوترُ ببحّتك المكلومة،وبهديلِ حمائمك النائمةِ قسراً، عُمراً
متى تنزاحُ أرتالُ الآه عن أصابعك لتتقن العزف على مقامِ الهزجِ الأبيض !؟
؛
؛
لا أحتاجُ للغة خارقة تُترجِمُني ، كل ما أحتاجهُ فنجانٌ من القهوة أرتشِفُها مُرسلةً بصري في براحِ عينيك،
أرى فيهما نٰجومٌ مُشعّة،تكسِرُ محاولة تسلُّلي،
أنشغِلُ بمكعبات السُكّر أُلمْلِمُ ماتناثر،أزفر رماداً و أقترِبُ مسافةَ حقيقة،اقتراب سرمدي يُطبِقُ على جُلِّ انهمالي، يبتلِعُ سُهدي، يُعِيدُ ترتيبَ أشيائي ... ملامحي،
تٰشرِقُ شُموسٌ بداخلي تتكاثفُ أنداءٌ براحتي، حتّى ما أعبرُ اليُنبوعَ وأجتازُ ظامِئة ؟
?!Really scare me, I do not imagine how life goes on without your hands
؛
؛
الوطن؛ وجهٌ استقرّت ملامِحُهُ في عُمقِ الذاكرة ،
يغمرُكَ حين تذكُّرٍ بفيضٍ من الأمان فلا تملك إلّا أن تحمِلَهُ بداخلك حين بحثٍ مُضني عن بُرهةِ حيــاة .
؛؛
كلما زادت معرفتُك بالأشياء ، كلما ارتبطّت بها ذِهنياً،
وكذا يترقَّقُ حدسُك، فلا يُخطِئك .
؛
؛
في الحقيقةِ؛ كُلُّ ماتتوقُهُ العينُ ولا تسعُهَا الحياةُ الدُنيا تحقيقاً،
يسرِقُ مِنْ عافِيتِنا ويُنقِصُ مِنْ أعمَارِ قُلُوبنا !
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-f7aca9f508.jpg
؛
؛
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-78bde41293.jpg
؛
؛
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-0746487d91.jpg
؛
؛
؛
؛
وأنَّا يمّمتُ الروحَ شطرَ الجِّهاتِ الأربع؛ ينحسِرُ الضوءُ؛ وافرٌ ينهمِرُ وعميقٌ ينسكِبُ،
تنفسِحُ الرؤى،
تسّاقطُ ندفٌ، حرّى
ومنكَ أتيهُ وإليكَ ... إليك أؤوب !
؛
؛
ياليتَني كُنتُ ورقةَ خَريفٍ، تَذوِي... تسّاقطُ ،ثُمّ بالأصلِ الأوّلِ تختلِطُ،كأنّها يوماً لمْ تكُنِ !
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-c6d4bf9331.jpg
؛؛
_هل تُدرِكُ لأيّ شيئٍ أحِنُّ ؟
_لذاك المكان؛الذي وفيهِ فقط كان بوسعي الجزمُ لأقول وبصوتٍ مسموعٍ: كمْ أنا سعيدة وجداً !
؛
_أستغفرالله الذي أغلق عنّا باب الحاجة إلّا إليه،فكيف نُطيق البُعدَ،أم متى نُؤدي حق شُكرهُ كماينبغي لجلال وجهه وعظيمِ سُلطانه
_ أستغفرالله عددما أحاط به علمهُ من جميع الأشياء،ومكان كُلَِّ واحدةٍ منهاعددُها أضعافاً مُضاعفةً أبداً سرمداً إلى يوم القيامةِ
؛؛
أقناهُ الله:
رزقهُ وأعطاهُ ما يدَّخِرُه بعدَ الكِفايةِ وأرضاهُ :- { وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى }.
؛؛
تأرّقت ليلتي، كأغلبِ لياليّ التي أقضيها في ساعات مُطوّلة مِن التفكُّر
تلك الأفكار التي تغزوني من حيثُ لا أحتسب!
ولا أملكُ الفِرار منها،ولا يُحررني من قيودها إلّا سُلطان النوم، الذي أدين لهُ بالكثير (:
المهم ؛ كان جُلُّ تفكيري مُنصبّاً في تلك المُفردة ( العشق)
ووجدتُها شاسعةً ومتوغلة،وأغرقتني كلما اقتربتُ منها، وكلما رمتُ الوصول لضفافها، علّني أرسو !
ممممم ... عُدتُ بي للبذرة الأولى، للرحِم !
وتلك العلاقة ، العشقُ الذي يتنامى من الّلاشيء، ليصبح أبدياً،قدرياً... ( كُن) فيكون ،
علاقة وطيدة، سرمدية ،
يااااه وكم توحّدتُ وتلك المراحل، خِلتُني أنبضُ رويداً.. رويداً
وكأنّما الدماءُ تدبُّ في عروقي للتوّ، ولوهلةٍ من عُمرِ الزمن انتقلتُ لمستقري الأول،لعزلتي الأولى،
للكيمياء الصغيرة التي أفرزتني وشكّلتني،
للرّعدةِ الأولى،
للعشق !
؛
؛
..... يتبع ....
.....
سأكتبُ بلغة النقاط !
.....
الحبلُ فِينا مفتولٌ وموصولٌ ومنذُ انفصالنا الأوّل عن حبل الحياةِ الأولى ،
الولادةُ نهايةٌ لمرحلة عشق ، والولوج في قلبِ دائرةٍ تتّسِعُ لكوكبين !
أولئك الخارجون من رحمِ أحلامهم وربما _نحنُ _في زُمرتهم، ينبثِقُ زمزمُ مُرادهم تحت أقدامِ ( ليتَ) ،
تنهالُ عليهم الرُؤى المخبُؤة منذُ أن تعلّموا الرسم على الظلال،
كقطع الضوءِ تنهالُ، فيتكاثرُ النورُ في نهاية العتمة،
يُمعِنون في الملامح؛ مبهُوتين!
كيما يحتفظون بمخزُونِ ضوءٍ يُبهِرُ النُّعاس حين سِنْة تأخذُهم فيها تلك مايسمونها بـ ( الحياة ) !
ثُمّ ...
وبعد لأيٍ .....
يتهدّلُ الحبلُ، تتشسّعُ المسافات، تنأى !
؛؛
أستودعكم الله إلى حين ....
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-c2463ff45b.jpg
؛؛
عُدتُ حيثُ نقطة ارتكاز بوصلتي؛ للدائرة
ومابرِحتُها؛ أساساً !
وحقيبتي ملآى بذات الأمتعة ، بذات الصور
أنّى لي بذاكرة تهجعُ هُنيهة وتنطوي تحت جناحي، وتشاركني مُتعة النسيان !
ضممتُكَ في الحَنايا صورةً رياّنةً تسقي الرُوحَ رُواء،
أتعلَّلُ بِها مِن العِلَلِ ؛ لو تعلم .
؛؛
يُطوِّقُني الغيابُ بحبلٍ من مَسدِ
أهدهِدُني بنصفِ روح
بنصفِ شِفاه، بشطرِ ابتسامةٍ مزويّة
بنصفِ إدراكٍ، وبكاملِ اليقين،
وبالكثيرِ مِن العُتبى
أحدِّثُكَ، بطريقة البثّ
والصدى أطياف
ثُمّ ....
وبدُنيا من البُرود المُصّطنعِ؛ رُبما!
يرتجِعُ الصدى مُضمّخاً، مُرتدّاً بمقدارٍ مِن الوجع :
ولِم كُلُّ هذا العناء ؟!
؛
؛
مساءُ الأوتارِ المُدوزنةِ تصاعُدياً وحتى الأوكتاف السابِع ،
مساءُ الحرف المتوعِّكِ ببحّة ناي،
مساءُ القهوة السوداء المُتعكِّرة المزاج،
مساءُ الأشياء القابعةِ في نُقطة لامِساس، في ضِفاف الحرف
مساءٌ يحدوني فيه التوقُ الدائمُ كلما وطأت خطواتي حُدود السّاحات
وتغلغل لمسمعي نِدآءُ المآذِن !
؛؛
طالتْ غُربتي واشّتد وطؤها
أيّان ألقى أرضاً تؤيني ؟!
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-cfdb2c930e.jpg
؛؛
ياحياةُ الغابِ؛التهمتي إنْسيَّتي
ياليتني أغورُ كما غَرْسَةٍ في أرضكِ
أبكي وأُسرِفُ دمعتي
إذ أنّني مِن نَبْتُكِ !!
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-0967576ea9.jpg
؛؛
يادربَ القهرِ أثقلتَ خطوي؛ فانجلي
دارِي خرابٌ؛ يُتْمٌ بعضُها ودمارٌ كُلُّها !
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-3a01e13b74.jpg
؛؛
؛
إنّهُ التوقيتُ الأوحدُ يا ذا الصباحُ
نتوهُ، نحُوم، حتى يلاقي آخِرُنا في دربِ العَودةِ أوّلُنا
تماماً كما، كُنّا
بعد نأيٍ، ثم اغتربنا
إنّه البحثُ المُضني عن الحيواتِ بين كومَة الأشياء
إنها لغةُ الصمتِ المُعتّق، وشوشةٌ حبيسةٌ مابينَ الأصغرين !
؛
؛
https://soundcloud.com/a_1000-1/euaqc3h2bwoe
؛؛
لارغبةَ لِي في إحداثِ أدنى فوضى ...
كـ الكتابةِ مثلاً !!
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-1b4decfc4a.jpg
؛
؛
عَبثَ سُكْرُ الدهشةِ بخفقي
فانصرفتُ حيثُ السماء،
أعذرني؛ فلم يكن بمقدوري تمديدُ الضوءِ داخل تلك الهالة
أشياءُ كثيرة ، بل زوبعة كانت تكادُ ابتلاعي
وبين وسْنةٍ وسقوطٍ مُتكِّرر
أنفضُ عنّي بقايا رذاذ
ولم أزلِ
في مُحاولةٍ لتعطيل خاصّيةِ ربطِ الأشياء، بشيءٍ يستحوِذُ على جُلِّها !
؛
؛
أرِجَ الطّريقُ فَما مَرَرْتَ بمَوْضِعٍ ..... إلاّ أقامَ بهِ الشّذا مُسْتَوْطِنَا
؛
بُعيد إعادةِ توضيب كل ماينضوي في بهو الذاكرة، وأرشفتِهِ
في عمليةِ فرزٍ لغرضِ أخذ نفسٍ طويل، أو التنهُّد بعيداً عن وشايةِ الكتابة،
ثمة ما يُحرضُني لأوبةٍ حتمية، روحية ....
عُيونٌ تقرؤني بكرمٍ بالغ، ويرتِسمُ على سيمائها ملامِحُ القبولِ عن بسيط حرفي، الباهتِ في أغلبِ أحواله،
المُتصبِّغِ بدرجات الرماديّ، المائل للأبيضِ في عُمقِ يقينه، والمُختلط بالسوادِ في إخفاقاتهِ ...
رفقةُ الحرف ...
لكم أضاميمُ الشُكرِ وسواقي العطر،
لا حُرِمتكم، كل المحبّة والتقدير
؛
؛
أيُّها المُسافِرُ بعييداً في دمِي ...
خفِّف مِن وطأةِ خفقِكَ؛على رِسْلِك
بالكادِغَفى طِفلُ الفقدِ، للتوِّ تمرَّسَ الفِطام،
راوغتُهُ ؛ يمنةً ويسرةً ومَا انّثَنى
هَدْهَدّتُهُ تارةً و عنّفْتُهُ أُخرَى وما ارْعَوَى
مالسبيلُ والدُّرُوبُ مُدوّرة،
لا تحيدُ،على ذاتِ الخُطى تمضي يقتادُهاخيطُ ضَوعٍ مُسكِرٍ
ما انفكّ يروِي و ما ارتوى
تميدُ في سفرِك، ترتحِلُ قصياً
ويمتدُّ الرجاء
يختبِي ضوءُك والوجْدُ واصِلي
وحرفيَ الفاعِلُ وأنا المفعُولُ بِهِ والمَدى سُدى !
؛
؛
اتّفقتَ والبحر؛في النّأيِ في الإغراق
والمشهدُ عظيمٌ لو تدري
ينفسِحُ بتؤّدةٍ عجيبة، ثُم يُطبِقُ عليّ، يبتلِعُني !
ومابينَ شهقةِ موجةٍ وزفرةِ أُخرى،يلفظُني كمحّارةٍ تترسّبُ على شواطىء التِّيهِ في مُغبرِّ الزمان .
؛
؛
وَفيّةٌ هِي الذّاكرة، تَرْدأُ تِيهي وَ تَرْتدِي وجهيَ البارد،
والأشياءُ تشتهِي الإنبعاث،
وفقدِي طَريٌّ .... طريٌّ جداً،
حَسِبْتُهُ هَيِّناً ... وكانَ عظيمٌ ... عظِيم !
؛؛
اتّفقنَا على عَينْ الخَبَر
واخْتلفَنا في التّأويل
والتّأصِيلُ باقٍ فِينَا
فكيفَ افْترقنَا ؟!
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-d497c58cc4.jpg
؛؛
فقيرةٌ إلّا من ذاكرةٍ حُبلى بفرحٍ باغتني على حِين غَرّة، وعهدُ الحياةِ والأشياءُ فيها الزّوال،
تلك قناعةٌ غذّيتُني بِها، حتى أينعتْ عن خواءٍ بات يسكنُ عيني
لا مزيدَ مِن التشبُّث، لامزيد مِن التّحليق
فالسّماءُ مُؤطّرة !!
هي اللحظةُ موقوتةٌ بالذهول،تمضي ويتنكَّرُ لها أصحابُها، و وحدها الأماكِنُ تبقى كمزارٍ لاينفكُّ يدقُّ ناقوسهُ في نعشِ التّناسي
وسنفنى وكأنّ شيئاً لمْ يكن .
؛
؛
مُتعبةٌ أنا ياكوكبي وحتّى الرمق الأخيرمِن أنفاس التصبُّر،
وكم أحتاجُك لبُرهةٍ؛ فقط بُرهة من عُمر هذا الزمن، كيمَا أرخي رأسي على كتفك الأيسر،
وأستمدُّ مِن نبضك ،أدّخِرهُ لعُمرٍ آت،
كم و كم !
؛؛
أُغمِدُ سيفَ البوحِ في قلبِ الضّادِ، فتتكاثرُ حُروف العِلّةِ ....
بِئرُ الحياة مُترعةٌ، وحولُها كُثرٌ،
كُلُّ أولئكَ الرِعاءُ استقُوا، وطالَ أمدي كيمَا يصّدروا ،
اِرْتَووا ثَمَّ انصرفُوا ،
وآثرتُ البقاء !
فائدة لغوية :
يقولون: (هذا بئرٌ عميق)، والصواب: (هذه بئرٌ عميقة)
لأن كلمة "بئر" مؤنثة كما جاء في سورة الحج (وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرِ مَشِيدِ)، وجمع (بئر): آبار، وتُصَغَّر على: (بُـؤَيْـرَةٍ)
؛؛
قال ابن التستريّ في كتابه ( المذكر والمؤنث ) :
" البِئْرُ: مؤنثة تصغيرها بؤيرة، وجمعها ثلاث أبؤر والكثيرة الأبْآر."
والصحيح أن (البئر) تذكّر وتؤنث .
فمن تأنيثها قول أبي ذؤيب الهذليّ :
يقولون لـمّاجشّتِ البئر أوردوا *** وليس بها أدنى ذفاف لواردِ
وقول العرجيّ :
فالبئرموحشة فسدرتها *** فهضابها الشرقية الحمر
ومن تذكيره قول الطفيل الغنويّ :
أمسى مقيماً بذي العوصاء صيّره *** بالبئر غادره الأحياءُ وابتكروا
؛؛
ثمّة أوجاع أتجلُّد إزاءَها، وثمّة أُخرى تُضعْضِعُني مِن الدّاخل !
صباحٌ مُفعم بعبقِ الأشياء النّافِذة
؛؛
في طيّ الرُوح، وفي مكانٍ سحيييق ، ثمّة هُوّة عميقة
وغصّة دفينة
وأشياءُ عصيّة على كافّة سُبل التّوصيف ....
ياربُّ هب لي من لدُنك رحمةً ويقينا
؛
؛
رأيتُ فيما يرى النائم ...
صلاةٌ وروحٌ تستقبِلُ القِبلة،
تشرعُ في التّكبير، والملامحُ تشي عن كمدٍ دفين، بصمتٍ، بإطراقٍ تامّ !
وأنا ....
أراقِبُ، أُحدِّق
ويدي في يدهِ ... مُتشبِّثة؛ تماماً كتلك المُصافحةِ الأخيرة !
؛
؛
صدقني؛كل محاولة لغرض النسيان المطلوب،تزيدُني تورطاً ....أكثر
كل ما أفعلهُ أُغمض عيني وأحتفِظُ بي في منأى،كيما أستطيع المواصلة ...كيما تأخذ الحياةُ شكلها المفروض !
؛
هُنا في رياض الحرف، ربتْ شجرتي
وأينعتْ غيمة
وحين حان قطافها، أرعدت السماء
فتبددت ... تناثرت
هُنا، في مدارج اللغة، تعلّمت فنّ الصمت
رسمتُ بسمةً على شكلِ دمعة ،
ونجمةً رعتني، سلبت لحظي
الجوعُ للسنا،التوقُ للأبد،الشوقُ للسفرِ،
أشياءُ قابلة للتبخُّر، هيوليةُ التكوين، سريعةُ الذّوبان
قصيّةٌ ... قريبة
مُضحِكةٌ ... مُبكية
لقاءٌ بلا موعد ... ومراسِمُ فِراقٍ فاخرة !
تلك هي .. وهانحنُ ... كومةُ أضّدادٍ
حِرمانٌ يستجدي
والعمرُ يمضي في دورانٍ لايعبءُ ولا يلتفتُ لمنْ يجترُّ ظِلّهُ المُثقل !
؛؛
يابعضيَ المسبوكِ بهيئتي ... بملامحي
يا نصفيَ البعيدُ إلّا عن لحْظِي، الداني ِمن منزلة النبضِ للحرف، والنغمِ للوتر ،
دونكَ تتعطّلُ الأشياءُ عن فِعلِ التنفُّس،
ترزحُ العيونُ عند أعتابِ متى ؟
تتوقّفُ المواقيتُ عِند الزفيرِ الأخير
ولاتكفُّ الذاكرةُ عن اجترارِ اللحظةِ والسْكنة،
ثم تؤوبُ مُثقلة بدُنيا مِن توقٍ أصَمتٍ، عليل !
؛؛
كلما طالت إقامتي في رحاب هذه الكُرة الضيّقةِ جداً، المُستديرة لحدِّ إنزلاق خَطوي عن درب الوصول،
السابحة في الملكوت، المُعلّقة بين سندان مواقيت مؤجلة، وأقدار كُتبت وجفّت الصُحف
فيا لحيرتي الإنسيّة، ويا لطول أملي،
ويا لشساعة يقيني بعطايا السّماء ،
ويا لأدمُعي الحرّى، إذ يطيبُ لها السكبُ حين انغماسٍ في قلبِ الذّاكرة !
؛؛
أتعلم لِمَاذا نحنُ في كَبَد؟
لأنّهَا الأرضُ لا تنُاسِبُنا،تُرابيُونَ مُترفِّعُون عَن كُلّ مالزِبَ وَ استقرَّ حتّى صَار عُرفاً !
؛؛
أُشَبّهُنِي بالنُوتَة النّشاز، الخَارِجةِ عَن تسلّسُلِ النّغمات عَلى السُلَّمِ المُوسيقي !
؛
وتتوقُ روحيَ لأشياء خُرافية ....
مممم ، كأن تُمطر والآن هذي السماء !
؛
؛
حالةٌ مِن الصمت الّلجِب تطوقني !
لاعجب ولا غرابةَ من تبدُّل الوجوه ، ولكن العجب حين تتنصّلُ الأشياءُ عن عهدها، وكأنّها بي تُغويني للعودة من جديد لتلك الطقوس
الآفلة !
حتى صمتي يكتفنهُ الصهيل، وكذا هي عيناي !
أتزوّد يومياً بجرعة نسيان، وأشدُّ من أزره بمُكمِّل ( اللامبالاة ) وأضاعِفُ مفعولهُ بمسافات ابتعاد ،
أُعِيدُ على مسمعي عبارات مدويّة، أكتُبُها وبالطبشور الأحمر، وأتعمّدُ وضع خطوطاً واضحة تحتها !
قهوتي ماعادت بذات الأوج الفاتن، ولم تعد تُسكرني رائحتُها !
وكذا هي مُوسيقاي، وكأنها الأوتار فقدت عُنصر إدهاشي على نحوٍ يُحرِّضني لإبتداع فوضى ما،
وكذا هو حرفي بات باهتاً مُكرراً كإسطوانة قديمة أكل منها الدهر وشرِب ،
ثم ، ماذا ؟
؛
؛
لي عودة
ربما !
؛
؛
وبعد موتةٍ صُغرى، يستيقظُ الجسد،وتعود الروحُ لهذا القُمقم_الجسد_ في ديمومةٍ لا يعلمُ مُنتهاها إلّا الله،
أصبحنا وأصبح الملكُ لله
؛
؛
أقدارُ الله نافِذةُ فينا، تقودُنا يدٌ خفيّة وتُرشدنا لدروبٍ نتوقف عندها ملياً،تكتنفنا ضبابيةُ مشاعر، تتضاربُ حيناً وتُسلِّم بإذن المُضي أخرى، وعلامةُ استفهامٍ عظيمة تُحيق دوائرها حثيثاً، وبضعفٍ بشري، ولقصور إدراكنا بما هو ليس بمُدرَكٍ، نواصلُ المسير، نتقهقر حيناً، نقدم رجلاً ونؤخِّر أخرى،
وجعجعةٌ تدور رحاها في عقولنا المجبولة على التفكُّر في المجهول، في الماوراء،
في لماذا،وكيف ؟
ولم في هذا التوقيت تحديداً، وماذا كان سيكون إن لم يكن !
و ... السؤال الأكبر، ثم ماذا ؟!
وبعد لأيٍ، وبعد شدٍ وجذب، بيني وبيني
كِدْتُ أو ربما، الإمساكُ بشيءٍ، يردِم الهُوّة، أو يحثو بعض أجوبةٍ وإن كانت مبتورة، يُشعرني بشكلٍ ما بالشبع الإيحائي،
علّها تتوقّفُ ساعتي الداخلية حال دخولي في طقوس نسيانٍ موقوت، وأهنأُ ببعض ما يسمّى بالنوم !
أُشبِّهُ مراحل دخولي في معمعتهِ، وحتى بلوغي نقطة الغياب المُطلق، برحلة سفرٍ على متن مركبةٍ ما، وطريق مجهولة، مقاييسُ أرضية قابلة للتمدد أو الإنكماش، سوادٌ ممتد،بامتداد بصري التائق،
محطات توقُّف، بشرٌ بأختلاف ألوانهم، شجرٌ وحجر، صورٌ مُتداخلة، سريعة التّلاشي، والتبخُّر، وبفعلٍ يُشبه المؤمرة، تحتفظ الذاكرة بصورةٍ وحيدة، لا تطولُها يد النسيان الإنسيّ، أو حتى الغياب المؤقت،عصيّةٌ على المنطق، بالغةُ النّفاذ !
حينها_وأيضاً_ وبفعل تعبٍ وقصورٍ لبلوغ مناطق تتفوّق على إحاطتنا،نعود القهقري، ولنقطة البداية، مكبّلين بعناء البقاء القسري في قلبِ لوحةٍ رُسمت لإشباع نهمِ خلق شيءٍ مِن اللاشيء، وإمكانية الإنزلاق العكسي من الأرض لأحضان غيمة !!
؛
؛
كما ترشحُ بتلات الزّهرِ قطرات النّدى
في صباحاتٍ حيّة،
كذا هي عيناي،
حين تضِجُّ حال ارتواءها بصوت الحياة
وصباحي كامِلٌ منقوص !
؛
؛
ويباغتُني الصباحُ بأنوارهِ العتيدة ،مُعلناً ميلاد يومٍ جديد ،
مُمزِّقاً ورقة خريفٍ مِن عُمُر الأمس، شاطباً رقماً مِنْ تسلسُلِ العدِّ التصاعُدي، ليضيفهُ لروزنامة عُمُري المُنحدِرِ تنازلياً ،
المُتدحرجِ كـ كُرة ثلجٍ تتعملقُ كلّما اقتربت مِن حتفها !
ياهذا الصباحُ ....
أستشرِفُكَ وقصعةُ الحنينِ تنُوء عن حملها يدي الواهنة، إثر عملٍ حياتيٍ دؤوبٍ،
أستشرِفُكَ والشوق يبسِطُ أجنحتهُ، مُحتلاً كُلّي،
أتنفّسُك مِلء أنفاسي وجد، وملء روحي انعتاق،
أعبُّ بأنسامك الحيّةِ كل خليّةٍ هرِمة، كُل ما نالهُ العطبُ أو يكاد ،
أشكوك أمسي الماضي ،
وليلهُ الأليل،
أشكوك غدي، ومايختبي في جنباتهِ ،
أشكوك غُربتي، هدير صمتي، صدى الآه المحتبس في كهوف روحي،
أيُّ عُمُرٍ هو ذاك الذي تُحصَى صباحاتهُ بعدد الأحرف التي دأبْتُ و كتبتُها؟
وأيُّ صورةٍ أفلحتُ في رسمي في عينِها؟
بين دفتيّ الأمسِ واليومِ؛ أنا
أحرُفٌ ترتصِفُ، ناظمةً كلمات متقاطعة، شِبهُ متشابهةٍ، مُتضادّة،
في محاولةٍ لصياغة ذاتٍ تبحثُ عنها، داخل دائرةٍ من المتاهة !!
؛
؛
يحدُوني الشوقُ ... للكتابة
وتستوقِفُني هالةُ استفهامٍ كبيرة ... وتتشسّعُ !!
هل تبقّى مالم أكتبُهُ بعد ؟؟ وهل يكفيني هذا الفضاءُ ليستوعب مايمورُ في صدري مِن زوبعة ؟
أنويها أحرُفاً .. وأُغمِضُ جفني لغرضِ الإسترداد،لجلب الصور، لقطفها مِن حيثُ غُرستْ وأينعتْ ،
أستحضِرهُ الأمس القريب، والفجر الوليد ،
أستحضِرُ الهمسةَ والسكْنة ، فأخالُ بأن السماء ترعد، وتقطر غيثاً ، مُغيثاً
مُغيّبةٌ ....
والأُفقُ لافوقٌ ولا تحتُ !
والأرضُ لا يابسٌ ولا ماء !
وبين .. بين
يعاركُني الأمسُ .. ويُسائلُني الغدُ ؟
هل نغدُو ... نعدُو
ونصمُّ مسامعنا، نُقفِلُ باب الرحيل، وننعمَ بهدأةٍ أزلية ؟
ننأى، بعيداً ... بعيدا
وشبحُ النهايةِ ينبجِسُ مِن بين أصابعنا المُمتدة في الفراغ،
الفراغُ الممتلىءُ بنا،
بأدمُعنا،
بصدى الآه .. وبرجع الإبتهال،
وبأشياء عتيّة على اللغة، على الكلمات ، على استيعاب العقول !
ياسعادتي المطويّة في قلبهِ الغضّ،
انبضي بتوقي،
بشغفي بحياةٍ تُشبِهُ الحياة ،
وأمطريني سُقيا مِن لدن غمامةٍ ترعى الدّمع ... دُعاء
؛
؛
ياهذهِ الأماني اليتيمة، النائمة طويلاً في زنزانة الروح ،
المُتأجِّجةِ في غلسِ الدُّجى ؛
هاكِ مِن نبضِ الصباح دُعاء
هاكِ من فيهِ الشمس ... سَوْسَنة
وهاكِ مِن عيناي التوّاقةِ إشراقة ... ودمعةٍ رقراقة
أسكبُها في أكفُّ الّليت !
ويرمقُني ظِلٌ حسير،خلف وجهي يختبي أو هو أقربُ ،
مِن القُربِ ... قريب ،
فراسِخ مِن وجع، وأميالٌ مِن توق، وسماءٌ مكتظّة بأنجُمٍ سحيقة ،
تلك هي المسافاتُ الفاصلة، ضاربةً جذورها في أعماقنا .. حيـــــاة
نطوّفُ شرقاً ... وللغروب نؤوب
وكأنها النهاياتُ ونحنُ على موعدٍ أزليٍّ ... عتيد
نتمَارى في كُنْهِ الوقت؛ أهو لحظةٌ أم عمُراً كُتب لهُ ليكون في عِدادِ الفوت !
ونجادِلُ الريح ؛ أهي رياحُ نوءٍ أم زفراتُنا !
ويُعيينا الصمتُ حين بَوارِ الحِيل ، ونفاذِ الكلام
ويُداهِمُني التعب،
وتلك وسادتي، تُرهِقُني ندوبٌ ناتئة تحتها، تتنامَى ...
جاعلةً مِن فكرة النوم مجرد هُروب لمكانٍ دافىءٍ داخل القلب !
؛
؛
مالحياةُ في أتونِ النّبضِ إلّا كلفحةِ حُبورٍ في أويقاتٍ سريعةُ التّلاشي ... عظيمةُ البقاء ،
تَعلقُ في تلابيبِ الأمس، يأرجُ بضوعِه قميصُ الّليل، ويكتحِلُ القمر ،
تتفتّقُ على إثرهِ آفاقٌ مُغيّبة ،
وتُشرّعُ أبوابٌ مُغلّقة ،
أنْ هيتَ لك أيها العُمرُ الرازحُ في عِدادِ الّـ لاجدوى،
سَيُرأبُ صدعُ سماؤك، فهيِّء ماعُطِب مِن الورق، وسُقْ الودق،
فذا حرفُكَ يستقي التّدوين !!
؛
؛
وبعضُ الدعاء يأتي على هيئة روح حيّة ، تصطبغُ بأناك ، تختلِطُ بك، تُحاكيك،
حتى يُخال لك في أويقات ذهولٍ انشطارها بأجزائك، كما تطابق الصور المنعكسة على صفحة مرآةٍ مصقولةٍ، وبجلاء !
حينها ولا تملك إلّا الولوج وبلا تفكُّرٍ مُسبق،
وذاك لتعطُّل الحواسّ، وتحوّل الأمر لما يُشبه الواقع الحقيق، الّلاخَيار، الّلا إلتفات !
ياصباحاتي تلك ...
كنتُ ورُغماً عن أبجدية المُمكن، أقطِفُ من شعاع شمسك خيط نورٍ
أسترِقُ من صدرك الرحييييب، نجمةً قصية
وأخطِفُ من سناها ، لعيناي الحسيرةِ .... سعادة
مابالك وعهدُ النهايات، تباغيتيني بغروبٍ مُتعجّل، تغمرينني حِيناً، ثَمّ وفي قلب موجةٍ هادرة، تُفلِتين يداي!
وما بحوزتي مجدافٌ، ولا أملكُ خَارطةً، ولا هو مركبي الهشُّ يقوى على خوض غِمار هذا المُحيط المُفجِع !
وتلك بوصلتي، لذات النقطة يوجّهني سهمُها، وكأنّما وفي ذات تلك (الدائرة) وُجهتي الأزلية !
أوماعلمتي يا صباحاتي، مقدار احتفائي بإشراقة شمسُك ؟
أوما تعلمين بأرتقابي الحثيث، بتبتُّلي في محراب تجلّيك
بخوفي من اغتيال أطفال النور مِن قِبلِ جنود الليل، أتلو حِرزي، أضع كفّاً على قلبي، أتحسّسُ رَوْعَ نبضي،
والأخرى أجعلُها على أُهبة الإستعداد ، لتلويحةٍ قسرية !!
لا عليكِ، فروحي تشبّعت إفتقاد
ومن معينهِ المُسكِرِ، ثمُلتْ
فقط اهنأي، ولثغر الحياة ابسُمي، وأنسي أمري ...
؛
؛
وعبثاً أتيتُ أجرُّ ظلّي الشاحب .. جرّاً
والخواءُ يزأرُ بداخلي، بينما زوبعة تثور هُناك، في ذاكرتي القديمة ،
ينبعثُ الرماد، ليطرح على جدار صمتي، ذات الرسومات السريالية، المُطلسمة !
ومايلبثُ أن ينبثق شعاعٌ مِن نُور،
يُلقي على كل عينٍ باكية ، قُبْلَة ،
ينفِضُ عنها رماداً ترمّد، فالتصق حائلاً بينها وبين الضوء،
للمرة الأولى أشعر بخواء جعبتي ، أخالُني سأملأُ متصفحي بعلامات ترقيمٍ وفواصل بلهاء !
ربما الأجدرُ بي الرجوع إلى مسلكي القديم،
الذي أحنُّ إليه فيحنُو، ويتمدّدُ أكثر وأكثر...
سأكتب؛ وسأعاود الكرّةَ،
وانسُج ياقلمي، نسيجاً مشيجاً .. مِن بقايايَ الرثّة، وأمسِيَ الوليد !!
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-b64fcfeea5.jpg
؛
؛
ياهذا الشوقُ المُتزلِّفُ على شُرفة حنينٍ بي إليكَ،
خُذمن جذوة الصباح شُعلةً أصطلي بها،
فكلُّ ماحولي شتاء!
وكُلُّ ماحولي يصطبِغُ بقتامةٍ ، ووحدكَ تسكُبُ حين تُشرِقُ في أجزاء روحي؛ الضّياء !
أيُّها الشوق النائمُ سُنون عجاف، ما أنتَ إلّا لعيناي الرمداءُ رُؤيةٌ حقيقة،
ما أنت إلّا لهذا الوجوم، الحياة
ما أنت إلّا سُقيا فرح ، ساقتها في حين مُصادفةٍ قَدرية، سماءٌ حانية، فأشرق جدبي عن قوس مطر،
وتزاحم أطفالُ العيدُ على بابي،
فليتك ياعيدُ تبقى عيداً مادامت الحياة !!
؛
؛
تُشقيني الحياةُ حيناً ثم تهبُني جُرعات تصبُّرٍ ،
أتلفّتُ بعين الحيرة، وكل ماأرومهُ يكتنِفُه التلاشي ،
وكل ما أقتات عليه من زادٍ ، على شفا نضوب !
يااالحالك المرهون بأمر الوقت ، ويااالقصر عمر السعادة في عُرفِك !
ويالمطالبي الزهيدة ، ويالشُحّك !
ويالروحي التائقة لراحةٍ أزلية على كتفِه !
؛
؛
وصباحٌ جديد وُلِدَ لتسقط ورقةٌ مِن رحِمِ الرّوزنامة !
؛
؛
يُداهمني اليوم حين يبتدأ، وما بذاكرتي المُتخمة لم يزل ساخناً كرغيف الخُبز !!
تُحزِنُني كتابتهُ بصيغة الماضي (كان) وهو غضٌّ، ريّان
هو الشوقُ يسري في أورِدة الّليت ،
حامِلاً الروح على أجنحتهِ، باسِطاً لهُ في ظرف الـ (هُناك) مكاناً ومُتّكئاً !
هو المكانُ يشعِرُ بالراحةِ والّلاراحة، وبينهما مسافةٌ مُبهمة، والكثيرُ الكثير من لغة الصمت المُعتّقِ
الراقدِ بعيداً و عميقاً بين ضِلعٍ و ... تنهيدةٍ حرّى
والذاكرةُ تدور كمغزلٍ تتدلّى خيوطُهُ ، تنسجُ على نَوْل هذا الفضاء لوحةً خلّاقة
يتوسطُها قمرٌ وحيد ، ونجمةٌ قصيّة
ومدارُهما، دائرةٌ مُغلقة
عليها مُغلّقة !
والمِفتاحُ ، مُغيّبٌ في ذاتِ سجود
في صلاةٍ وابتهال ،
وقميصُ الغيابِ يأرجُ كلما العينُ حنّتْ لنفحةٍ، لنظرة
وذا المكانُ حيٌّ ، قائمٌ ، كما الأمسِ ذاك
حين كانت الأكفُّ تندى بوابلِ عُمُرٍ مِن الإشتياق !
؛
؛
ثِقْ أنِّي أُسافِرُ (مِنكَ) مُطمئنتاً و (فيكَ) أنتَ بقيّتي !
؛
؛
أقبعُ في مكاني الجامد، أكتُبُ بيقينٍ تام،
أنْ ثمّة عالمٌ أرحبُ هُناك خلف هذه الجُدران الصمّاء !
أكتبُ،أسكبُ، بل قُل أتنفّس، بطريقة صِحيّةٍ نقية، أُفلتِرُ مايكتنِزُ في رئتي من بقايا شهيقٍ مُلوّث ،
لاتقلق يانبضي،
فبجعبتي الكثيرُ و الوفير، لديّ ذاكرةٌ نابضة،وحفنةُ صُورٍ، وزُجاجةُ عطرٍ، والكثيرُ مِن الكلام المُباح !
ثُمّ لاتقلق؛
أيضاً أملُكُ حُنجرةً تُتقن الغناء الصامت،وأصابعُ تآكلت وما انتهت فُصول البُكاء!
وجمعٌ غفيرٌيترقّبُ متى يُسدَلُ السِّتار!
ومنذُ أن تعلّمتُ الكتابة،
مكثتَ غيربعيدٍ،عنّي، يانبضي
كنّا ومنذ البعيدِ نبحثُ عنّا،والزمنُ يُسرِفُ في دورانهِ،
تعاقبتِ السُنونُ،هَرِمنا،تعِبنا، ومازالت العيونُ في حالةِ نُزُوعٍ عارِم !
سأقبعُ في نُقطةِلامِساس،في زاويةٍ مأهولةٍ بطيفِك،
وسيحدُوني التّوقُ الدائم،كُلّما تنفّستْ عينايَ عبقَ الأماكن،
وتغلغل لِمَسْمعِي نِداءُ المآذن!
؛
؛
ويبتدِأُ النهارُ مُذْكِياً جذوةً ماانفكّت تطلُبُ وهج شمسٍ غاربة،
كانت هُناك في ذاتِ غيابٍ لذاكرةِ الأرض وإشراقةٍ دائمةٍ في ذاكرتي الحيّة !!
؛
؛
ولا تزالُ الحياةُ تجرِّعُنا مِن كأسها غصصاً، نبتلعها على مضضٍ مُضنٍ،
فلا غرابة ولا استهجانٍ، ولاحتّى أسف !
والأمرُ لايخلو من بعض تضعضُعٍ _وحسب طبيعةٍ بشريّةٍ هشّةٍ _أمام مواقف مُعينة عصيّةٍ على سُبل التحمُّلِ ،
لابُدّ من غيابٍ حسّيٍ، موقوت
وحضورٍ أبديّ لحواسّ التّسليم لإملاءات القدر، وخباياهُ،
وإطباقُ الكفِّ على ما بحوزتِها مِنْ بَقايا أثَر !
؛
؛
وياربُّ أسألك رِضاً يُورثني برَدَ النّفْسِ عن مالم ترتضيهِ لها،
ثَمّ نعيماً مُقيماً تُشرِقُ أنوارهُ في عينِ يقيني .
؛
؛
أتذكُرُ تِلك الليلةِ الرّمداء وعيونُ قلبي كانت تراكَ قمراً مَضْوِيّاً ؟!
؛
؛
وأتوقُ لتوصيف الأشياءِ دون مواربةٍ أو مُداهنة ،
كأن أُثقَلَ بالدّمع وأدّعي بأن الرِيحُ هي الفاعلة !
أو
أُشِيرُ للبحر وشساعتهِ، وأعني حجم افتقادي
أو أُصغي جيداً لنداء الصباح، وأنّداءُ صوتهُ التّغريد،
أو المساء وخِتامُهُ مُصافحة أخيرة لوجه القمر
وليتني أجسُرُ لتسمية الأشياءِ بأسمائها،
وليتها الحياةُ تمنحُني هُنيهة غيابٍ مِن ذاكرتِها، وترمي بي في زاويةٍ مأهولةٍ بي ومفقوداتي،
لأنين النّاي يُداعِبُ مسمعي،
لوهلةٍ ولّت على عجلٍ كغمامة صيفٍ ظاعِن،
لكومة احتياج،
لدُنيا مِن ليت مؤجّلٍ لأجلٍ في عِدَادِ المُستحيل، وقَيدَ الحياة !
؛
؛
سبحان من دبّر الأمور و عَلِم هواجِس الصُدور
سبحان من قدّر الرزق و وسّعَه
سبحان من لاشريك له ولا إله معه
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم .
؛
؛
نُغيِّبُنا، قسراً وتبُورُ كُلُّ السُبل !
هي جذوةُ الحنين، لاتفتأُ ولا تمسُّها يدُ الشتاء !
وإلينا تُعِيدُنا، مسلُوبين الإرادة، مُنكصين الوعد، مُطأطِئين رأسَ الكِبَر، والوجدُ باقٍ ما دامَ النبضُ سارٍ في عُروقنا،
أيُّها الغائبُ ليس ببعيدٍ ؛
كيف هي لياليك الباردة ؟
وكيف هي سماؤك بأفُول النجوم ؟
وكيف تمضي بي الأيام رتيبةً مُتثاقلة، لستُ أدري، أيُّنا يتوق لسِباق الآخر؟
مايهُم هو أن تمضي سِراعاً؛ الأيامُ
وها أنذا، أؤوبُ لِمزَاري
أقرأُ بعينٍ مُترعةٍ، وبقلبٍ يذوي بالصمت المَهيب !
؛
؛
جميلٌ أن تتمازج وهذا الصقيع وتعيش الّلامُبالاة في أقصى صورها،
ولن يُفهم المغزى إلّا مع بلوغ السطر الأخير ،
لا مجال للمزيد، ولا مكان هُنا للوُجوه ،
فقط ارسم على مايقابلك مِن جدارٍ، انعكاسك المُتعب
ثُمّ وشّي تلك الملامح بما تيسّر مِن إدّعاء،
مات الغدُ بالأمس، أم سيموتُ اليوم بعد غروبٍ قريب، المواقيتُ تلهث،
ربما استطعتُ أن أفهم من ذلك شيء،
ورُبّما و قد ، ويكونُ للفَوتِ عمرٌ آخَرَ سيرافِقُ ظِلّي !
؛
؛
باتَ المكانُ بارداً
والزوايا خواء
فقط يزأَرُ حُداءٌ قديمٌ خلف الباب
أصمُّ مسمعي عن دويِّهِ
وألتجِأُ لجذعِ غياب
ألتصِقُ بظلّي، يُراوِدني عن التّعامي
ويرودُني كما ريحٍ تُهيِّجُ ماهجع وسكن
يادهاليز الذاكرة، حنانيكِ بي
قد انطفأتِ الشموع، وعمّتِ العتمةُ
حضرتُ ولم أجِدُني
وتلك الوجوهُ المألوفةِ ماعدّتُ أُميِّزُها!
مَن هؤلاء؟ وهل كنتُ أعرفهم، أقصد أعرِفُني ؟
أستجمِعُني، فتحضرني صورةٌ وحيدة، نظرةٌ ترمقُني، وكأنها الأمسُ القريب،
بل كأنها الآنُ واللحظة !!
حالي جَللٌ وهذه الذاكرة العنيدة
وحالُ الحياةِ أن تحول بيني و مآرِبِي العصيّة،
ذاكَ برزخٌ جهُدّتُ أُقِيمُهُ...أستجلِبُهُ
ويتعثّرُ خطوي عند أول بارقةِ تذكُّر
فلاحول لي إلّا الولوجِ مِن بابِ السّلام،
ثُمّ صلاةٌ بنيّة الإستشفاء، بُغية هدأةٍ وسلام .
؛
؛
( remember )
ğecenin karanliginda sin
ğünasin isiğinda
kimi yanimdasin
kimi rüyamdasin
ama hep aklimdasin
sakin ünütma
؛
؛
كسُمُوِّ تلك السماءِ
تسمُو الروحُ حين هبّةِ حنينٍ ، تعصِفُ في تَحنانٍ مُوغِلٍ،
سرمديّةٌ تلك الطقوس
مُشرّعةُ الأبوابِ
لا معابِرَ توصدُ حين يجتاحُها هذا الكمُّ مِن النور، إذ يبينُ ، ويفيض
هي السماءُ .. الرحِيبة
كقلبيَ الفضفاض، المُترعِ بالكثيرِ مِن الرُؤى
بالغزير من الحَكايا
والعطرِ الأثير !
؛
؛
صباحُ الأشياء العصيّة على كافة سُبُل التوصيف،
صباحٌ بارد يعصف على الأرواح التائقة لكسرةِ دفء،
صباحٌ يستفيقُ كيفما اتفق هو والنبض،
وصباحٌ عطّل حرفي إذ فاضتِ العينُ وأُخرِس الصوت !
؛؛
الغريبُ في الأمر،
أنّي آتي والفكرةُ ناضِجةٌ، وكُلُّ ما ينقصُها التدوينُ ها هُنا،
ولكن ، والعجيبُ ، ولا أدري لم أسميه بالعجيبِ وهو دائمُ الحدوث وفي كل مرّةٍ !
تتحوّر الفكرةُ، ويغلِبُ ما يختمِرُ في عقلي الباطنُ على القشرة ،
فأعودُ بقناعةٍ أكبرُ مِن أختِها،
وأترُكُ عنّي سُبل المواربة،
رُبما من أضعفِ أنواع الشجاعة، أن أتحرّر لهنيهةٍ، هُنا، في صدرِ الورق !
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025,