مشاهدة النسخة كاملة : مِن ميّ إلى جُبران ...
؛
؛
لم يكن مجرد روحاً سكنت روحها فحسب ....
بل كان القلبُ الذي كلما بعثرتها أنواءُ الفقد فزَّ نبضُه
وكلما انحسرت دموعها انسكبت في كفَّيه
وكلما ابتسمت انعكست بسمتُها في لمعةِ عينيه
كان كلَّ أشياءها
بل كان بحراً كلما شربتْ منهُ ازدادت عطشاً وتوقاً إليه
؛
؛
يملؤني الحبور وابتسمت عينيّ بمرآى اسمك العزيز على قلبي
رشاي الجميلة كم حنَّ لكِ المكان وأهله ؛ وربي
كوني بخير لنكون 🌹
ساقتني دروبُ الحنينِ للكتابةِ وطقوسِها ولركني الركين
كم يلزمُني لتهجع هذه الذاكرة وترفُل في مهدِ الرّاحة ؟!
:
:
ديدنُ الحياةِ النقصان، وعهدُ الأرواحِ التطلُّع للآتي بعينِ الرجاء،
ومابين معمعان تلك الحقيقة، ترزحُ القلوب في محرابِ التّوق، علَّ جُرعةً وإن كانت يسيرة تروي ظمأ الإفتقاد !
؛
؛
أتخيّل شكل الحياة لو كنتَ فيها؟
أقصد لا يسعُني تخيُّل شكل الحياة ولونها ونكهتها ؛
صورة خورافية لا تحتمل إستيعابها أخيلتي البسيطه جداً !
؛
؛
سبحانهُ جميلٌ وبأجملِ السَّجايا جمَّلك،
ثُمَّ عليها أجرى حواسَّك وفطرك
ولأنك إنسانٌ ببعضِ النقيض أنقصَ اكتمالَ إنسيَّتك وذاك وربي في عينيَّ زادكَ جمالٌ وبروحيَ أنْزلك !
؛
؛
إنّني لا أُخبِرُ أحداً عنكَ
ولكنّك تفيضُ مِن عينَيَّ !
:
مهما بلغت الصباحاتُ أوج جمالها
تبقى ثُلمة افتقادك غصّة في حنجرتي !
;
;
عندما يسكُن شخصاًما في قلبك
فإنّهُ لايرحلُ مُطلقاً
بل يعودُ في أكثرِ الأوقاتِ التي تستبعِدُ أن تراهُ فيها !
ثمة أشخاص على هيئة جُرع رَواءٍ وارتواء
رشاي ... شكراً لأنك هنا 🌹
؛
؛
كمٌّ من التناسخ يكتسح كل ماحولي
منذ العام الماضي الشبيه بهذا الآني .. مُنذُهُ وحتى لحظتي الراهنة تجوبُني ذاتُ الحيرة
ذاتُ التسمُّر والترقُّب
ثمّة عطلٌ ما ولكن أين موقعهُ .. حقاً لا أُدرِكُهُ
لكنه يتردد في عقلي دونما مللٍ ودونما الإمساكِ بشيءٍ محدد
هكذا يتدحرج كعجلة أفلتت في العراء
ما يبقيني على قيد حياة تلك الرغبة الجامحة في مجيء المواعيد المستحيلة !
وعلى سبيل المُسايرة ، أحمل بعضي وأعد القهوة
أحتسيها واتنشّقُ رائحة البحر وتعبرني لوهلة عيناك !
افتعِلُ الضبابية وأحاول ارتشاف الرغوة الطافية أولاً
اتنهّدُ و أغورُ في مدىً سحيق
ابتلع غصص عمق رؤاي
وانشطِرُ شيئاً فشيئاً
نبضاً و نبضاً
وتعترضني موسيقى تشبهني، فأصيرُ بحراً وأكتفي بقطرة
لكنّ صوتك مثل حزني،ينبعِثُ من قصبةِ أنايَ !
لا يسمعني إلّاي وبعضُك
ورغم كل هذا الأسى صِرتُني
وجهاً أستعرتُهُ مِن ملامحك
ودمعةً سقطت مِن هدبك
وبسمةً تفترُّ إثر بارقةِ توق
؛
؛
مَن يتجاوزُ عثراتك
ويغضُّ الطّرْفَ عن هفواتك
ويرى عيوبك محاسن
تُرى بأي عينٍ يُبْصِرُك ؟!
؛
؛
الحياةُ بلا حُبٍّ غُربة
وها إنني تنهشني تلك الغربة بينما يعيشُ جسدي في زوبعةٍ بشرية !
؛
؛
إنّ التأمُّل في عظمة هذا التباين الواسع الشاسع في الخلق
واختلاف هوياتهم وأعراقهم وألسنتهم وفِكرهم لتدعو المتأمل ليغرق في غيهب التسليم التام بجلال وإعجاز الخالق
تبارك وتعالى ...
ثم حين أُطيل التأمُّل من زاويةٍ أخرى تستشرفني تلك العينُ الآسرة!
ويصطفي لك اللهُ من بين جُموعِ هذه الخلائقِ من يحتوي غربتك ويشعل في أجزاءك جذوة الدفء والأمان !
؛
؛
وامتلأ بداخلي الحنين
تسيلُ روحي كأصابعِ عازفٍ تحِنُّ للوتر
ياهذهِ الأرض،هبيني بعضُ هدأة، تنهّدي هُنيهة لأتملّى وأرتوي مِن تلك العينان
؛
؛
ويحدوني شجنٌ لذكرى عميقة
أكادُ حين أستذكِرُها أذوبُ
ثم عدتُ ولم أعُد!
بقيت أجزائي بل كُلِّي هناك
حيثُك
حيثُ عيناك الدفء وقلبك الوثير
حيثُ نديِّ أنفاسك ورخيم صوتك
حيث كلك الكائنِ لي وطناً يتملَّكُني بكُلِّي
فأنّى ليَ التنفُّس وقد حُرِمتُ السماء !
؛
؛
ولأننا كُنَّا نتبادل النظرات بعيون القلب
لم يكن لعيون الكونِ حولنا؛ معنى !
؛
؛
يا أجمل العُمر
أيُّ وصفٍ يشملك؟
أيُّ مفردةٍ تستوعب جُلّ تفاصيلك السامقة
وأيُّ حياةٍ أستسيغها بُعيد عينيك ؟
؛
؛
بعضُ الذكريات ما أن تطوف بك حتى تخلق بداخلك كرنڤالاً من الألوان والسعادة
هي حياةٌ أخرى تنبعثُ فيك ترويك فرحاً وتسقيك دمعاً في آن
هي السلوى كلما حنّت الروح لمبسمهم
؛
؛
ومن فرطِ قلة الحيلة،تُساورك رغبةٌ قوية بالإستمرار في عيش مرحلة من الفنتازيا والخرافات واللامنطق!
والمدهش أن تكتشف كم هي تناسبك تماماً في حين كنت تستغرق في معاقرة حياةٍ منطقية باردة !
حالة تمرُّد على كومة المُسلّمات الغائرة في الإبتذال حدَّ سرقة كينونتك ك أنسان !
؛
؛
ربما ولإفراطي في عشق الرسم وعالمه اللامتناهي
أشعرُ بل أجزمُ بأُلفِ ملامحك .. لست وليد مصادفةٍ ؛ أبداً
التفسيرُ الأقربُ للمنطق؛ قِدَمِ وجودك في هيهبِ خارطتي الذهنية حيثُ طفحت وبهذا الكمِّ مُلازِماً خيالي !
فقط محاولات فاشلة وليست إلّا ....
وصباحٌ لا يمتُّ للمنطق بأدنى صلة ☺
؛
؛
لا أملُكُ زِمام ذَاكِرتي كَما لا أستطيعُ أن أملُك عَينيّ مِن البُكاء ولا قلبي مِن الخفقانِ،
صباحُ الأشياء النّابضةِ في الأنّفاس !
؛
؛
الجميلُ المُحزِن هو ركوني إليك بعد يومٍ ممل ومُثقل بأعباء حياتية منهكة
أرمي بجسدي على الأريكة وأطبق جفني وتلتمع تلقائياً ذات المشاهد
تتساقطُ تترى وتكسِرُ الحسرةُ روحي
فأجترُّ تنهيدة عميقة بينما تتسلل أدمعي
يالعمق هُوّة الفقد يا بعضي
ويالمرارة الصبر على مصيرٍ تُحيكهُ الأقدار بخيوطٍ شائكة !
ويالعِظَمِ أملي بلطفٍ إلهي يهبط على قلبيَ المكدود
:
:
تأرّقت ليلتي وغادرتني الراحة, هممت بكوب آخر من القهوة االسريعة التحضير, لا أملك مزيدا من الصبر حتى تغلي
أقلتُ الصبر؟
تلك المفردة الصلبة والمُفرحة المبكية,وينسدل شريط عمري الآفل بكل ما فيه من متاعب وصعاب, في الحقيقة كانت تلتصق بي وتلاحقني حتى في منامي هذا غير ندوبها الناتئة على ذاكرتي
وكم كنتُ أُكابد في محاولات يائسة لأتناساها ولو بتمويهها ولم أكن أفلح !
حتى عرفتك, وكم أندهش من سحر لمساتك الحانية على قلبي, كيف استطعت طمس معالمي الشاحبة, كيف قلبت موازين رؤيتي الرمادية, كيف أيقظتني من سباتي ومنحتني طوراً وحياة
أوتعلم, لطالما ساورني شعور الترقُّب الدائم لحدثٍ ما, لولادة ما, لبداية ما
وأبداً لم يغفو ذاك الحدس وأبداً لم أقنط , كنت أعيشُ إحساس السجين الذي يعدّ الأيام ويستلذُّ في تمزيق ورقة جديدة كل يوم ويستبشر بانقضائه, يرى في تلك الروزنامة العالقة في حائط أصمّ آداة تنفّسٍ بطيء ولكنها بصيصً
على أي حالٍ يبعث بعض الدفء الخبيئ
كيف لامرأةُ صلبة, مثلي, تقهر الظروف والمرض وتظهر للعيان برداء القوة واللامبالاة,أن تتهاوى هكذا وبعد مصافحة أولى لعينيك !
كيف انتشلتها أصابعك من واقعها الرخو, وكيف تسرّب ملح كفيك عبر مسامها ومن الوهلة الأولى!
بل كيف حاكت الأقدار هذا الخيط المتين وأهتدينا إلينا في هذا الزحام البشريّ, هذا وسيلٌ من التساؤلات وفيض من الدهشة تحيط عقلي المأخوذ بك من اللمحة الأولى ومن تلك الزاوية العصيّة التأويل !
أؤمن بتوائم الأرواح في غيهب الغيب, هي هكذا تتآلف قسراً رغم أنف المنطق والعقل, وعزاؤها أويقاتُ بهجة محفوفة باللإنتهاء السريع رغم حلاوتها الباقية في الروح والفكر وصورها اللذيذة الباقية في عمق الذاكرة
أوتعلم, كم أُغليها وكم أتباهى بثرائي لم بحوزتي مِن كمِّ هائل من الصور والمشاهد الحيّة, ما أن تطوفُ بي حتى أستعيدُ طقوسها وأنفاسها وسكناتها بدقّة عالية
تجعلني امرأةً خورافية, لا تستوعبها قوانين أرضية ولا تثنيها المسافات عن لقاء تحلم به فيأتي به الله بعد مسافةِ دمعةٍ و وإشراقة !
.... يتبع
؛
؛
لا داعي لأن تقلق عليَّ
كل مافي الأمر أني وبعد سنيَّ مِن الضياع قررتُ أن أزور نفسي الحقيقية
كم تماديتُ في هجرها
لقد رأيتُني بجلاء وصافحةُ وجهيَ الجديد
لم يعُد هناك ما أهابُه
لقد وجدُتني مِن خلالك
وأحببتُني كما انعكاسي في عينيك
وآويتُ لضفتك ثم أرخيتُ هُدبي واستغرقتُ في الغياب !
وأخيراً؛ وبعد أن مِتُّ هرماً رضيت عني الحياة ووهبتني فصلاً من فصول حلمي الأثيري، ذاك الذي أسرفتُ عمري وأمِلتُه يزورني ولو في الظلّ!
تعهدّتُهُ منذ يقظة ذاك الحدس الغريب في دواخلي، لطالما كان يداً حانية تربِّت على انكساراتي،اعتدتُهُ وأولمتهُ من قصعةِ أخيلتي خبزاً شهياً معتّقاً وأسقيته من كوثر عينيَّ روءاً حتى بات يلازمني ويُلِحُّ بالمجيء وإن كان في توقيتٍ مُتأخِّر !
......
؛
؛
على أيِّ خسارةٍ أتحسَّف وعن أيَّ نقصٍٍ أكتب
وقد قُدِّر لي أن أعيش بقية عمري على شوق!
فكُلُّ سعادةٍ دونك؛ دون
؛
؛
في أعماقِ كُلٍّ مِنّا وجعٌ مُستَتِر
بمقدارِ الآهةِ التي يُخلِّفُهاحين تَذكُّر !
؛
؛
واستأنفتْ حديثها وسألتني ...
- إي وكيف كان اللقاء ؟
- كان حيـــــاة !
؛
؛
مُذ فارقتني أقصد فارقتْ الحياة وأنا أتضوَّرُ كبتاً صمتاً
وحدهُ الحديث معها وهي تحتضن كفّي بين راحتيها كان يشفيني ويطبطب على خيباتي
بينما كانت عيناها تلتمع ببراة طافحة وكأنها تقول لي انهمري
وكثيراً ما كانت تشاركني عزف جوقة البكاء وتتبادل أصابعنا مهمة تكفيف الدموع
كم كنتُ أستفيض بلا قلق أو ارتياب ، ذاك لأنها كانت ذات ذاكرة متجددة تلقائياً !
كانت تصحو كل يوم بذاكرة جديدة بينما تُطعم الأمس لرماد النسيان
كنت أدخل عليها أحياناً وأجدها تنتحب في صمت وحين اقترب منها واحتضن كفيها كانت تقول لي بصوت متهدّج اشتقت لأحبتي جميعهم، كنت اسألها هل تذكرينهم ، كانت تغمض عينها بشدة وتقول أعلم بأنهم كُثرٌ لكنها ذاكرتي تخونني ولا أذكر إلا فلان وفلان وتعددهم نفس الأشخاص وفي كل مرة
عجباً للقلب كيف يقاوم أعتى علل الذاكرة ويتشبَّثُ بأحبائه !
وكم كنت ادرك كم هم محظيُّون عندها أولئك الثلاثة الذين لم يسقطوا من ذاكرتها وكم هم متأصلون قبلاً في صميم الروح !
كنت أخفف عنها وأهمس لها وهي في غمرة حزنها ودموعها تنهمر .. ياستِّي كم أنتي محظوظة أو تعلمين كم أحسدك وليتني مكانك ؛ فكانت سرعان ماتنصت وتفتح فمها قليلاً وكنت اعلم انها علامة الإنصات التام
فأستأنف حديثي بينما تتوقف دموعها المنهمرة .. ( يابختك ياسِتّي، وهبك الله ذاكرة متجددة يومياً تضعين رأسك على الوسادة وذاكرتك فارغة من كدر الحياة وتستقبلين الغد وكأنك ولدتي للتوّ، بمحبة وتوق تنتظرين أحداثه السارّة ( وكانت بطبيعتها الملائكية تفسِّر جُلّ المواقف بإيجابية وحبور ممّا ينعكس بدوره على كل المحيطين بها )
ولكن من طقوسها المعهودة وحين فضفضة عميقة، كانت تمسح دمعتي وتخفض صوتها وتقول لي كم أنتِ جميلة يا بنتي، ثم تردف فكِّريني من أنتِ ومن أكون لكِ ، فكنت أبتسم وأعرفها بنفسي فكانت تبتسم ابتسامة عريضة وتردف؛ أها الآن فهمت سرَّ جمالك لقد ورثتيه عني إذن وتقهقه كالأطفال مما يرغمني لمشاركتها عنوة وتناسي أمر الفضفضة وسنينها
يالله؛ كم أنا في أمسِّ الحاجة لها، لإنصاتها لقلبها الكبير لطبطبتها ولذاكرتها المتأرجحة مابين اليوم والأمس !
كم كنتُ أستلهم منها العِبر وكم كنتُ أزهدُ في الحياة ومسرّاتها
كانت بالنسبة لي صورة تكعيبية مستقبلية لماهية الحياة ومجرياتها
كنتُ أُواسيني من خلالها فتبرُد حواسّي وأرتدي قناع البلادة
ولكن؛ تلك الـ لكن الفارقة تقف لي بالمرصاد!
كيف لي أن أهنأ وكلي يفتقدك، وذاكرتي لا تنفك تستحضرك حتى في انقطاعي عن الوعي و موتتي الصغرى !
؛
؛
أقصى درجات الوجع حين تستفيضُ عيناك شكوى
وتدّعي بأنها هدبك من فعلت
تنتحب في صمت مطبق وتخشى تلصص دموعك
أيُّ مقياسٍ تمتلك لتُقَّدر بواسطته مقدار ماتتجرّعه كل لحظة !
؛
؛
اللهُ وحدهُ يعلم كم ضممنا أسماءكم في جُلِّ الدعاء
وكم رجوناهُ تعالى أن يهبكم كنوز السعادة من لدُن غيبِه
وأن يهبكم من آلاءِ فضلهِِ وكرمهِ فوق ما أمِلتُم وزيادة
وأن يُورث قلوبكم راحةً لا كدر بعدها، وبسمةً لا حزناً يعقُبُها
اللهم الرِّضا والقبول والمغفرة ؛ لنا ولهم
:
:
ياجنّةَ راحتي المطوية في قلبِ الأُمنيات
ياحنيناً يأبى النُّزوع لقفرِ المُجريات
هلّ لي بسكونٍ بين راحتيك تستفيضُ فيهِ حواسّي عافيةً ؟
عاجلني بأنفاسك على مسامعِ ضوءٍ مُنكسر
وشمعة مُحترقة
وطريقٍ مُقفر إلّا من سنابل عطرك
أتتبّعُهُ وينساقُ الرعدُ إلى أشجارنا العتيقة
هناك ...
حيثُ بيننا ميعادٌ وسماء ومطرٌ وأُقحوان
وحدودٌ بلا رئة بلا قاع بلا ضفاف
تذوبُ عند عتباته غفواتُنا التائقة لمهدِ يُشاكس مُرّ الأيام
لنبقى عالقينِ بين نغمة و وتر
نستبقي من فُتاتِ اللقاءات صوراً وحكايات
نُجدِّلُها قافلةً وطريقاً نُجرجرهُ بتوقٍ عظيم
أن يا ضوءاً يرقُد في عتمةِ غربتي
هبْ لي مِنك كسْرة
أتلمّسُ بهِ ضئيلَ مأرِبي
يُزهِرُ بين أصابعي لوناً وريشة
تبكي عينيّ
فأرسمُ لوحةً عُنوانها الشوق !
عندما تُنضِجنا هذي الحياة فوق حدود أعمارنا وأكثر مما كان في جيوب أخيلتنا البيضاء
نغدو هكذا, روح سارحة في الملكوت,خانتها أمانيها العظيمة من أخمصها وحتى مُتناول جيبها الصغير !
فلا نأبهُ للآتي ونسخر من أوجاعنا في حين تتصاغر أمام تعملُق مانمتلِكه وليس بحوزتنا! بل استحالة أن يكون
وعزاؤنا العظيم ماتكتنِزُ به خلايانا مِن أحداث كانت حين كنا أحياء !
:
:
وكأني تائهة في مدينة لا أعرف لغتها
أواعد السماء عساها النجوم تأخذُ بيد غربتي
يداي مكبلة وعينيّ تسرِجُ للأمس ماء تجلّيها
أتوهُ من كل الاتجاهات وأسكن حيثُك
عيناك,أراهما تلتمعان وسط هالة من الضباب, بذات التحنان المعهود, تندلق اللهفة مسترسلة تتلو على حواسّي لواعج الروح
انكفىء صمتاً إزاء هذا الفيض, ليتني لا أُخفيني, ليتني أملك وسيلةً للكلام !
تنهشنا اللإنتظارات فنبقى مغموسين بشغف اللحظة التي لا تبرحُنا
ونعودُ نجترّ من الأيام موعداً صوب سماء ثامنة لاتعرف شمسها الأفول
وحتى ذاك الموعد, سأبقى تُسوِّرني اللهفة, ويمضغني الوقت !
;
;
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-eb3a363fa9.jpeg
,
,
الوَحشةُ تتكثّفُ في صدري
كل الطرق تؤدي بي الى جادّة الفقدِ الأول
كلُّ الأبجديات باتت مهترئة
وحدها ذاكرتي زرقاءُ تماماً .. وكلُّ مادونها يبابٌ قاحل
أبتسم لأنفاسي, كلما تضخُّ رائحة عطرك
أبتسم لذاكرتي, فتنبثق السماءُ عن غيمةٍ وخيط
أخيِطُ لقلبي جيباً ولثغري بسمات ولخصري يداً تشبهُ يدك
أسترِقُ ملامحك لتمطرني اللحظةُ بمعزوفة
وصوتك لتغمرني العافية
العتمةُ تزحف وذاك الطريقُ يقترب
واللانهاية نحياها في برهةٍ عابرة
الآن فقط, وللتوِّ, أنظر كيف بدأت تتفتّح أرواحنا
فلسنا بشيءٍ غير هذه السعادةِ الكاملةُ المنقوصة !
؛؛
_هل تُدرِكُ لأيّ شيئٍ أحِنُّ ؟
_لذاك المكان؛الذي وفيهِ فقط كان بوسعي الجزمُ لأقول وبصوتٍ مسموعٍ: كمْ أنا سعيدة وجداً !
؛
؛
عندما أفقدُني وأشعر بوحشة لملامحي الأولى ،
عندما تكسرني الحياة بأسرها أستجمعني وأتوسلُ لرب السماء،
أُغمض عينيّ ، أراك بكامل ملامحك الآسرة ، تومىء لي أن لاتحزني أنا هنا؛ وأقربُ إليكِ منكِ،
أتقاسمُ أنفاسك وأشدُّ على يدكِ وبقوة
ياااه يا نبضي الأوفى ...
أحبك لا احتياج بل كحرية، أحبك بالشجاعة التي لا تأبه لخوض معركة حياتية مريرة وأنا من تعلم جيداً نهايتها الحزينة
أحبك كوطني ومنفاي وحنيني
أحبك كانتماء الجذور للأرض والطيور لأوكارها
أحبك وكلي ينبض توقاً ودعاء
:
:
اللهم هبني سعادةً أبدية غير هذهِ المنقوصة الزائلة
حين أكونُ بين يديّ عِزّتك وأقِفُ بذات الثقة والشموخ التي أقِفُها بين يدي خلقِك
اللهم ارفع رأسي حين تُنكّسُ الرؤوس وارفع قدري لديك حين يهونُ عملي ويتصاغرُ إزاء سِترك الدائم
؛؛
؛
إنّهُ التوقيتُ الأوحدُ يا ذا الصباحُ
نتوهُ، نحُوم، حتى يلاقي آخِرُنا في دربِ العَودةِ أوّلُنا
تماماً كما، كُنّا
بعد نأيٍ، ثم اغتربنا
إنّه البحثُ المُضني عن الحيواتِ بين كومَة الأشياء
إنها لغةُ الصمتِ المُعتّق، وشوشةٌ حبيسةٌ مابينَ الأصغرين !
؛
؛
وحين يتآكلُكَ التعب وتتساقطُ بطريقةِ الأجزاء وتظنُّ أنك قد اقتربت من التحول لكَومة شيء
تنفثُ فيك الأقدارُ رَوحٌ من الله،تخالهُ مهدك القديم من فرط حنانهِ
يترآءى لك من خلالهِ جمالُ الحياة الصرف
ترى في بؤبؤ عينيهِ ريحانة شبابك وشذى صِباك
تُحِبُّه كما لم تُحِبَّ مِن قبل أو وكأنَّك تمرَّست أبجدية الحُبِّ للتوّ
تشتمُّ في عبقِ أنفاسهِ تلك الرائحة التي تجعلك تنفِض من رئتيك ماتراكم من رمادٍ أسود
تتأملهُ وتفترُّ جُلُّ ملامحك عن سعادة غااامرة ، بينما داخِلك ينتحِبُ مِن قلةِ الحِيلة
يالهذهِ الحياة الناقصة ! أم هل أقولُ البائسة ؟
ويترآءى لعينيَّ من البعييد البعييد سِربُ طيورٍ تتأهَّبُ لموسم هجرةٍ قسرية !
؛
؛
عِندمَا تُصيبُني عِلّةُ الكآبةِ وأشعرُ بأنَ حرفيَ أصابهُ الكَسَادُ،
وتفاؤُلي باتَ أقربُ للإحتضارِ أبحثُ عَن شيءٍ مَا أشبهُ بكَ؛
لـ تتحرّرَ مَغاليقي الصّدِئة
؛
؛
حين أتطلَّعُ لخضم التيهِ الذي يتخبَّطُ فيه كلُّ ماحولي
ينبعثُ في داخلي تلقائياً حُنوَّ يدك وهي لاتبرحُ يدي !
؛
؛
مُتعبةٌ أنا ياكوكبي وحتّى الرمق الأخيرمِن أنفاس التصبُّر،
وكم أحتاجُك لبُرهةٍ؛ فقط بُرهة من عُمر هذا الزمن، كيمَا أرخي رأسي على كتفك الأيسر،
وأستمدُّ مِن نبضك ،أدّخِرهُ لعُمرٍ آت،
كم و كم !
؛؛
يابعضيَ المسبوكِ بهيئتي ... بملامحي
يا نصفيَ البعيدُ إلّا عن لحْظِي، الداني ِمن منزلة النبضِ للحرف، والنغمِ للوتر ،
دونكَ تتعطّلُ الأشياءُ عن فِعلِ التنفُّس،
ترزحُ العيونُ عند أعتابِ متى ؟
تتوقّفُ المواقيتُ عِند الزفيرِ الأخير
ولاتكفُّ الذاكرةُ عن اجترارِ اللحظةِ والسْكنة،
ثم تؤوبُ مُثقلة بدُنيا مِن توقٍ أصَمتٍ، عليل !
:
:
تتدفّقُ الموسيقى في دمي, تُحرِّضُ أصابعي لأقول, أقصد لأترجّم حِسِّي لكتابة
ومنذ تلك النظرة اللاواعية في مهبط عينيك أنبعث شغفي الخامل يتربَّص بي وحتى وصولي لمرحلة الإنهمار
ذاك الحرفُ الشغوف يثور كموجةٍ تعلو لتعانق موجةً أخرى, فتتوالدُ نوتاتٌ ثم موسيقى ثم كتابة !
يُشبه التقاء النظرات ببعضها,يشبهُ الهمهمة, يشبه نظرات رضيعٍ يُحدق في بؤرة عين أمه, يشبه قطرة ندىً تسيلُ بحنو على خدِّ بتلة
يُشبه وجه مغترب تجعّد عطشاً في سبيل مُصافحةٍ لوطن!
يشبه كل مالهُ إيقاعٌ وصدىً يتوحّدُ مع الطبيعة, مع الذَات المنسية, مع الروح
والآن, والتعبُ يُرهِق أصابعي,والشوقُ يطرِقُ ذاكرتي
أتيتُ على أُهبةٍ للأدمُع.. للشجو
أتيتُ لأُزاولَ تلاوة صلوات الصّمت المطويِّ في عيون الكون
أنتظِرُ .. أجثو
نتعبُ أنا .. وظِلِّي
لامحالةَ
نحتاجُ لجِدارٍ ...
لـ اتِّكاء .
؛
؛
ليتَ بمقدُورِنا تقنينُ الذَّاكرة،
ليتنا نملُكُ تعطِيل وُجهتِها، تسييجِها!
وعبثاً تستشْرِفُني الرُّؤى
تسْتطلِعُني تِلكُمُ النّظرات الدافئة، المِرسالة ،
ويتفتّقُ بُرعمٌ بالكادِ غفى
ناثراً في مجالي عَبقَ اللحظةِ والسّكْنة
سيّانَ حالي وحالُ مَنْ يُكابِرُ ويدّعي
بينما كفّاهُ لم تزل ندِيّة ... لم تفْتر !
_ وكيف هو حالك ؟
:
:
_ لشوقي نَوءٌ مَاطِر
يعصِفُ عليَّ مِن وُجهةٍ خامسة بلا جِهةٍ تُعنوِنُها مَزاوِلُ أرضيَّة
تنفِضُ عن كتفِ هذا العُمر أكداس الخريف
ثم ما تلبثُ تخلعُ عنهُ عباءة السكينة, فكل ما على متنِها يموجُ في بحرِ لعلّ وعسى !
أنّى لي الحُبورُ وهذا وجهكَ عالقٌ أبداً بهُدُبِ السماء
تمخّض بي عيداً ذا أيام معدودة أحتفي بهِ على قيدٍ موقوت
اِنبِض في دَمي كرعدةِ العصافير حين تصدحُ المآذنُ بحيَّ على الصلاة
تكاثر في فمي كحروفٍ أزليةٍ ثلاث..
شِئتُ وشاءتِ الأقدارُ قَبلاً أن تضع هذا القلب بين راحتيك
ولم أشأ أن تغسل ملوحة أدمعي طقوس احتفائي ببارقِ هَتونك لكنّها مُنيَةُ المُرتحِلِ في موكبِ التوق الدائم
هاكَ أنايَ خبّئها في أيسرِ صدرك
ألقِمها مِن عيناكَ بسماتٍ تسدُّ جُوعاً قديماً لقَمحِ الحياة
ثمَّ أدعو لها بأن تُعجّلَ القيامةَ علّها تبيتُ آمِنتاً هُناك في سِفَرِ النُّور الّلا مُنتهي !
؛
؛
أنتَ الشخصُ المختلِف
الناسُ ناسٌ؛ إنّما أنت الكتِف !
:
:
تصدحُ المآذن بعد هجعةٍ
ينداحُ هديرُ التكبيرات في صمت السكون
يُقالُ أنهُ عيدٌ ولابد مِن احتواءه
أجترُّ فستاني وارتديهِ على مضضٍ أُشعِلُ كسرة بخور, تفوحُ رائحةُ الرماد من أعماقي
ابتلعها كالمعتاد وارسمُ بسمةً صفراء
أكتحِل لأموِّه ذبول عينيّ
ثم ... أنتظر
يتسلل صوتك الوسِنُ لتسري العافية في عروقي
أتجرّعهُ كعقارٍطويلُ المفعول بالِغُ الأثر
تتجسّدُ كل مفردة قبال عيني, تلقائيا تتحول الكلمات لمشاهد أراها عَياناً
فتسّاقطُ نُدفُ أوجاعي عبثاً أحاول لملمتها حتى لا تخدِشَ قلبك
وأفشلُ كما كل مرةٍ!
نتقاسمُ ذات التنهيدة نبتلعها الغصص ونستدعي طارق الإختباء في عباءة النوم !
:
:
هُناك في رصيفٍ ما يقعُ في نهايةِ جادَّة الذاكرة
ثمّة كرسيّ يئنُّ برداً
وبجانبهِ يجلسُ عازفُ قانونٍ مُطأطِأُ الرّأسِ, تنتحِبُ أصابعهُ وهي تُمزِّقُ نشيج حزنه الغائر وتُحيلها لنوتات باكية !
يرسُمُ الوقت فوق التجاعيد
يُؤرِّخُ لميلادٍ بعيد
يرمقُهُ المارّةُ بتؤدة ومنهم من يذوبُ إثر ذبذبات وجعهِ
تلتقِطُ يدُكَ الصور
التفاصيلُ تُوشَمُ تلقائيا في ذاكرتي
رائحةُ الضوء وهو يغورُ في الماء
انكسارُ صورنا في عينِ البحر
وقعُ الخُطى في ذاكرةِ المكان
لُهاثُ أنفاسنا وهي تُلاحِق عقارب الساعة
التنهيدةُ المُتّقِدة
نشيجُ النّوارس وهي تحتفي بعاشقينِ يعزُّ عليهِم أوانُ اللّقاء !
وأنا ...
أنبِشُ في أعماقي عن قلبٍ تصدَّع مِن خشيةِ النهايات
كيف لي وأنا الموبؤةُ بالتذكُّر !
مايزالُ لديَّ مُتّسعٌ مِن الدّمع
حثيثاً أجهدُ في لَملمتهِ كي لا يُبلِّل مُتّكأي هُناك في مَحْجرِ عينك
عليَّ التماسُك كساريةٍ مصلوبةٍ في قِمّة جبل
ثُمّ طيِّ السنين في قلبِ الصّلوات
علَّني أبلغُ الأسبابَ وأصِلُ ... حَيثُك !
؛
؛
لا أحتاجُ للغة خارقة تُترجِمُني ، كل ما أحتاجهُ فنجانٌ من القهوة أرتشِفُها مُرسلةً بصري في براحِ عينيك،
أرى فيهما نٰجومٌ مُشعّة،تكسِرُ محاولة تسلُّلي،
أنشغِلُ بمكعبات السُكّر أُلمْلِمُ ماتناثر،أزفر رماداً و أقترِبُ مسافةَ حقيقة،
اقتِرَابٌ سرمديّ يُطبِقُ على جُلِّ انهمالي، يبتلِعُ سُهدي، يُعِيدُ ترتيبَ أشيائي ... ملامحي،
تٰشرِقُ شُموسٌ بداخلي تتكاثفُ أنداءٌ براحتي، حتّى ما أعبرُ اليُنبوعَ وأجتازُ ظامِئة ؟
؛؛
؛
إنّهُ التوقيتُ الأوحدُ يا ذا الصباحُ
نتوهُ، نحُوم، حتى يلاقي آخِرُنا في دربِ العَودةِ أوّلُنا
تماماً كما، كُنّا
بعد نأيٍ، ثم اغتربنا
إنّه البحثُ المُضني عن الحيواتِ بين كومَة الأشياء
إنها لغةُ الصمتِ المُعتّق، وشوشةٌ حبيسةٌ مابينَ الأصغرين !
؛
؛
أمتلِءُ توقاً،وجداً، مُوسيقى
فأهرعُ لركنيَ الركين،لصوتيَ الدفين، للغة
للكلمات، للجرس، للفاصلة، للتّشكيل
جميعهم؛ أدواتُ سَبْك وجعي
هنّدمتُ شوقي
محاولاتُ خرساء لإسكاتِ دمعي
وماذا بعدُ يا أياميَ الطِوال ؟
أين ذاك العهدُ مِنِّي؟
أين تلك الجنة، والبحر، المعطفُ السميك والمطرُ والطرقات؟
كم أهوى تِعدادَ مواجعي
كم أذوبُ شوقاً لها
كم وكمي يا عمريَ المسكونُ في عِداد الفَوت !
؛
؛
افتراضي
؛
؛
أوتعلم يا صنوَ الروح؛ أجملُ مافي كل هذهِ المرارةِ المُستفحلة
تخاطرُ الأرواح وتلازمها
ممم تُخيّلُ لي الصورة كاهتزاز الأوتار وانسياب النغمات وانهمارها إثْر ضحيج الكلمات المحتبسة في قلب القلب
رغبةُ الكتابةِ لك؛ أشبهُ بتوقِ الروحِ لنزهةٍ بحرية في نهايةِ أسبوعٍ مُمِلّ
أكتبُ لكَ لِأُوهِمني وكعادتي بالتنفُّس العميق
هي سبيلي الوحيدُ؛كما تعلم
وهي الأداةُ الصامتة التي تجعلُني أستمتِعُ كثيراً بإحساس العدمِ المُطلق !
لأفعلَ وأقول وأستمِع بلا تكبُّدِ عناء التفكير المُسبق، حينها فقط أشعرُ بروحي خفيفة
وتخطو قدمي بلا ثِقل، منذ أعوام غابرة لم أشعُر بهذه الخِفّة الطاغية على حواسّي، وليكتمل مثلّثُ الراحةِ، أبحثُ عنك لأحكي لك، ولأعتذر لك عن كذبي إزاء تطبيق نصائحك الدائمة ووصاياك، لأنام بعمقٍ وأخلع ذاكرتي قبل أن أغُطّ في حضن النسيان
أشتاقُك جداً،وأنتظرك على ساريةِ الماوراء،
هي اسطوانتي المعهودة عند كل لقاء،وكأنني أريدُ إخباركَ وبطريقةٍ ما كم باتت تلك الوُحشةِ تُسيطِرُ على كل لحظاتي دونك، وكيف استطعتَ أن تستقِرّ في قلبِ جُلِّ التفاصيل والأماكن والأشخاص، بل كم تراميتَ خالقاً لروحي بوصلة جذبٍ وسكون
بي توقٌ لكل هنيهةٍ غابرة، الخفقات،العبرات، اختلاجُ الكلام وفرطُ الوجع، كل ماكان في ذاك الميلاد،هو ما أمارِسُ العيشَ ليحيا في قلب ذاكرتي،
كيما يبقى شراعُ سفينتي صامداً في وجهِ نفثِ أعاصيرِ الأيام.
أستحضِرُها ملامحك،رائحتك التي تفتح مسامّ رئتي المختنقة بأبخرةِ البشر، فأبتسِمُ تلقائيا
وبِحُنوِّ الأمومةِ يهْمَى دمعي وأنا أُربِّتُ على شعرك وأتلُوعلى مسمعك تهويدة الحياة الخفيّة خلف أكداس هذه الجُدُر المُصمتة !
؛
؛
أُغمِدُ سيفَ البوحِ في قلبِ الضّادِ، فتتكاثرُ حُروف العِلّةِ ....
بِئرُ الحياة مُترعةٌ، وحولُها كُثرٌ،
كُلُّ أولئكَ الرِعاءُ استقُوا، وطالَ أمدي كيمَا يصّدروا ،
اِرْتَووا ثَمَّ انصرفُوا ،
وآثرتُ البقاء !
؛
؛
في الغياب يُسيطِرُ عليّ شعورٌ أوحد ! كـ وجهٍ بلا ملامح يطاردني، ينبجِسُ من شتّى زوايا الذاكرة ،
يستدعيني، فأروحُ أنبشُ في أكداسِها،
أسترِدُّ اللحظة، والتنهيدة، وحتّى الفاصلة !
أُرتّلها على مسمعي؛أنشودة ،
فـ أحِنُّ و أشجو .
؛
؛
عِند أطرافِ جدولٍ عتيقٍ أرتقِبُ وصفحةُ الماءِ تتهادَى عن صُورٍ تتساقطُ تَترَى!
على منَسأةِ الإنتظارِ أتّكِأُ والعُمرُ يمضِي بلا هَوادَة
؛
؛
إنني أقعُ الآن في زاويةٍ سحيقة مليئة بالأنين وبالنَّجوى
ياربّ البسيطة هب لأرواحنا المُتعبة السلام
؛
؛
ولمّا بدا الكونُ الغريبُ لناظِري
حننتُ إلى الأوطانِ حنينَ الركائبِ *
؛
؛
للكلماتِ قلبٌ ، وأنا في قلبها، والمعنى في قلبي !
ولاصوتَ للُغة القلب،
بل صمتٌ مُفعمٌ بالتبتُّلِ والوُلوج في جَوهرِ الكون،
والخلودِ في زاويةٍ تُصيّرُني، لاغائبٌ ولا مَوجُود !
؛
؛
حين إغراقٍ في مسافاتِ التوحُّدِ، تنبري الرؤى بجلاءٍ لايحتملُ المراوغة أو التّناسي،
هل بوسعك ياخفيّ البسمةِ منع روحك عن التحليقِ في تلكم المدارات الموشومة في غائرِ الذاكرة !؟
وهل بوسعك إصماتُ المسافات دون تلك الفُرجاتِ الضئيلة والعصيَّة عن الإنبثاق؟
أم كيف ستُكابِدُ عناء اختمارِ الآهةِ في غصّةِ حلق ؟!
وكم يحدوكَ التّوقُ لاتِّكاءٍ عميق تتسلل على إثرِهِ أرجُ العُروقِ إلى الأديم خالِقةً دُنيامن الراحة؛ كم و كم !
؛
؛
أُمَّاهُ؛ واشوقاهُ لوجهك الملائكي، لعيناكِ الدافقة بماءِ الجِنان
للمساتك البلسم، لتمتمك بالدعاء،لحضنك الوطن
لحنانك الوريف، لكُلِّك وبعضك
لكثيرك وقليلك ولا أقوى تعداد أفضالك
رحلتي وخفتَ بريقُ الحياةِ في عينيّ ولم تعُد للأشياءِ نكهتُها
والأيامُ، كل الأيامِ ... سواء
؛
؛
يا أنسام دار الحبيبِ هبي لهذا القلب جرعة حياة، هبي كفّيَّ دفقتَ ماء
هبي عينيَّ حفنةَ ضياء
هبيني هداياكِ الغيبية، اسكُبي خمركِ المُعتّقِ في يباب روحي علّني انتشي عُمراً يجُبُّ عُشرونَ عِجافٍ وأكثر
الشمسُ لاتُراوحِ مكانها، قيد أُنملة، كما أنا؛أقبعُ في بوصلة اتجاهاتكَ،
كما أنتَ تغورُ في قلبِ اللحظة والعالمُ يتشسَّع
تترامى كلُّ المسافات، وترقدُ الاستفاهات جائعةٌ ، يُجلِّلُها الصمتُ، يغلِّفُها التوقُ برداءِ تصبُّر
هذي بعضُ أحاديثُ روحي، هسيسُ نبضي
وروحي تسبحُ في عالمِ الغيبِ .. والله ُربُّها وربِّي .
؛
؛
يابعضيَ المسبوكِ بهيئتي ... بملامحي
يا نصفيَ البعيدُ إلّا عن لحْظِي، الداني ِمن منزلة النبضِ للحرف، والنغمِ للوتر ،
دونكَ تتعطّلُ الأشياءُ عن فِعلِ التنفُّس،
ترزحُ العيونُ عند أعتابِ متى ؟
تتوقّفُ المواقيتُ عِند الزفيرِ الأخير
ولاتكفُّ الذاكرةُ عن اجترارِ اللحظةِ والسْكنة،
ثم تؤوبُ مُثقلة بدُنيا مِن توقٍ أصَمتٍ، عليل !
؛
؛
لا أملِكُ زِمام ذَاكِرتي كَما لا أستطيعُ أن أمنعَ عَينيَّ عن البُكاء ولا قلبي عن الخفقان،
صباحُ الأشياء النّابضةِ في الأنفاس !
؛
؛
هاأناذ؛أجلس لكتاب الشوق، وفي يدي القلمُ، ومعانيك مني قريبةٌ تكاد تُحَسُّ وتُلمس على تباعدِ ما بيننا،
لأنّ كلَّ ما فيك هو في قلبي *
للرافعي
;
;
أشتاقُ لو نادوا شبيهًا لاسمهِ
حتى اسْمُه إنْ مرَّ بي يُشْجيني*
؛
؛
حين ينسلُّ عنوةً قلبك وتتبعهُ الذاكرة حيثُ لحظات تُعادل عمراً مضى وكنت تحسبُك على قيدِ الحياة!
وكنتَ هذهِ لا أدري كيف أُصنِّفُها ؟
مايهُم أنّي أخترِعُ وسيلةً ما للتنفُّس عبر أصابعي؛ و أيضاً ربما تنجع !
والأهم أن نلتقي بعد هذا الإنهاك المرير
أن نلتقي أنا و البحر ونسكب العبرات في بوتقة أكُفّنا الباردة .. جداً !
؛
؛
تشتاق روحي لكيمياء روحك لترتوي لتكتمل
أحن لكل تفاصيلك
أحِنُّ للهفة عينيك وهي تطالعني بحُنوّ تذكرني بحنان أمي بعطفها الدافق بخوفها المغموس بالرجاء، بتشبّثها المتشبع بحتميّة الإياب، كل تلك المشاعر وأكثر ألمسها وأراها عياناً في بحر عينيك
أهرب من وجع الحياة وانكساراتها لبراح قلبك
وكم أطمئن وأهجع
وكم يطوقني خوف الفقد فأتوهُ بمجرد توهّمه فكيف حين أنطفيء !
؛
؛
؛؛
يابعضيَ المسبوكِ بهيئتي ... بملامحي
يا نصفيَ البعيدُ إلّا عن لحْظِي، الداني ِمن منزلة النبضِ للحرف، والنغمِ للوتر ،
دونكَ تتعطّلُ الأشياءُ عن فِعلِ التنفُّس،
ترزحُ العيونُ عند أعتابِ متى ؟
تتوقّفُ المواقيتُ عِند الزفيرِ الأخير
ولاتكفُّ الذاكرةُ عن اجترارِ اللحظةِ والسْكنة،
ثم تؤوبُ مُثقلة بدُنيا مِن توقٍ أصَمتٍ، عليل !
؛
؛
(لا أعبأُ بفوضى الرمادية الطافحة حولي
طالما أتأمَّلُ عيناك بعيون قلبي التي تتنفّسُك وتراك قمراًمضويّاً )
؛
؛
يحدُوني الشوقُ ... للكتابة
وتستوقِفُني هالةُ استفهامٍ كبيرة ... وتتشسّعُ !!
هل تبقّى مالم أكتبُهُ بعد ؟؟ وهل يكفيني هذا الفضاءُ ليستوعب مايمورُ في صدري مِن زوبعة ؟
أنويها أحرُفاً .. وأُغمِضُ جفني لغرضِ الإسترداد،لجلب الصور، لقطفها مِن حيثُ غُرستْ وأينعتْ ،
أستحضِرهُ الأمس القريب،
أستحضِرُ الهمسةَ والسكْنة ، فأخالُ بأن السماء ترعد، وتقطر غيثاً ، مُغيثاً
ياسعادتي المطويّة في قلبهِ الغضّ،
انبضي بتوقي،
بشغفي بحياةٍ تُشبِهُ الحياة ،
وأمطريني سُقيا مِن لدن غمامةٍ ترعى الدّمع ... دُعاء
؛
؛
وَفيّةٌ هِي الذّاكرة، تَرْدأُ تِيهي وَ تَرْتدِي وجهيَ البارد،
والأشياءُ تشتهِي الإنبعاث،
وفقدِي طَريٌّ .... طريٌّ جداً،
حَسِبْتُهُ هَيِّناً ... وكانَ عظيمٌ ... عظِيم !
؛
؛
لم تنفك ولم تتعب وهي تسرِدُ على مسمعهِ في نهاية كل محادثة عن أمنيتها المجنونة أو فلنقل حُلُم؛
أراها مفردة أنسب لتلك الخُرافة التي كانت تتمناها وبشدّة؛
وكان في المقابل يلتزم الصمت ويكتفي بتنهيدة حرَّى؛
ياااه أيها الحُلمُ الأمنية كنتَ واقعاً حيّاً ترتدي وجهاً حزيناً ومنذ البداية مخافة انتهائك المحتوم بغصّةٍ أبديَّة !
؛
؛
ويباغتُني الصباحُ بأنوارهِ العتيدة ،مُعلناً ميلاد يومٍ جديد ،
مُمزِّقاً ورقة خريفٍ مِن عُمُر الأمس، شاطباً رقماً مِنْ تسلسُلِ العدِّ التصاعُدي، ليضيفهُ لروزنامة عُمُري المُنحدِرِ تنازلياً ،
المُتدحرجِ كـ كُرة ثلجٍ تتعملقُ كلّما اقتربت مِن حتفها !
ياهذا الصباحُ ....
أستشرِفُكَ وقصعةُ الحنينِ تنُوء عن حملها يدي الواهنة، إثر عملٍ حياتيٍ دؤوبٍ،
أستشرِفُكَ والشوق يبسِطُ أجنحتهُ، مُحتلاً كُلّي،
أتنفّسُك مِلء أنفاسي وجد، وملء روحي انعتاق،
أعبُّ بأنسامك الحيّةِ كل خليّةٍ هرِمة، كُل ما نالهُ العطبُ أو يكاد ،
أشكوك أمسي الماضي ،
وليلهُ الأليل،
أشكوك غدي، ومايختبي في جنباتهِ ،
أشكوك غُربتي، هدير صمتي، صدى الآه المحتبس في كهوف روحي،
أيُّ عُمُرٍ هو ذاك الذي تُحصَى صباحاتهُ بعدد الأحرف التي دأبْتُ و كتبتُها؟
وأيُّ صورةٍ أفلحتُ في رسمي في عينِها؟
بين دفتيّ الأمسِ واليومِ؛ أنا
أحرُفٌ ترتصِفُ، ناظمةً كلمات متقاطعة، شِبهُ متشابهةٍ، مُتضادّة،
في محاولةٍ لصياغة ذاتٍ تبحثُ عنها، داخل دائرةٍ من المتاهة !!
؛
؛
ويُباغِتُني الحلمُ ؛ مثل وعدٍ، مثل غيمةٍ هاربة؛ قررتْ وفجأةً إمطاري،
بلَّلتْني حتى أخمصي،
وُلِدتُ لبرهةٍ من الزمنِ؛ ولادةً مؤقتة،
ثم حين زفرةٍ، عُدت ومن جديد للتكوم في قلبِ دائرتي/ ذاكرتي،
بذات العيون الفضفاضة، السادرة ،
تطلّعتُ للأمدِ البعيد،،رجوتُها معجزة من لدُن السماء،
رحلتْ .....
وانطوت الصور في بهوِ ذاكرتي، لكنها لاتبرحُ حدقة عيني، تنثالُ في تَحنانٍ كلما أُغيّبُ عن مرئيات الحياة،
وأغرقُ في حفنةِ ضوء !
؛
؛
ها قد رجِعتُ يا بعضي؛ بعد أن لم أستطع صبراً؛أعواماً طِوال وأنا أُعيد الكرّة، وفي كل مرّةٍ أعودِ بعد أن ارتطمُ بذات الجدار الأصمّ،
أعودُ أُجرجِرُ خُطاي الحائرة،لا أدري إلى أيِّ حقبةٍ أنتسِب وبأيِّ ركبٍ ألحق؟
قدري هو الضياع في زمنِ الفوت؛ حيثُ لا أُدرِكُ ولا أحيطُ علماً غير أنها عينايَ تبقى أبداً عالقةً هناك؛ حيثُ التقت فيها بهالة عينيك،
حيثك وبلا أدنى إرادة استكانت روحي وتعطّل العُجبُ وأُسقِط في يدي ولم أملك الإعتراض فأدركتُ أنهُ قدرٌ لطالما كنتُ أستدنيهِ فدنى منّي على حينِ غرّة او ربما غفلة بعد أن يئستُ ولكنّي في قرارة نفسي لم أقطعِ الأسباب؛ فكنتُ على شفا حنينٍ دائمٍ ولم أزلِ
فالكيفيةُ ماهي إلّا محضُ محاولاتٍ بائسة والأصلُ فينا الغيابُ في ذواتنا المفطورةِ على الرحيل الأبديّ وانتظار مواسم اللقاء المُرتحِلةِ في جُنحِ ساعة ولادة فجرٍ غارب!
ها قد سردتُ على مسمعك مالم أفلح في رصفهِ على هيئة الكلام؛ وذا غيضٌ من زوبعةٍ تمور في صدري؛ أبتلعها غصصاً مالحة؛ وأعلمُ بأنك قد مللتها أصلاً ذات الأسطوانة المهترئة،ما حيلتي سوى حفنة كلمات فيها السلوى، أدونها حيناً ثم أجدني اضع النقطة وأروم تمزيقها ثم أعدِل عن رأيي، وينبّهني صوتٌ خفيّ؛ فأستمرُّ وموسيقاي، وتلفُّني ذكرياتٌ مُشرقة تنتشل روحي من خطوبٍ دوامس ترومُ ابتلاعي لولا لطفُ الله بي
وها أنا والبحرُ مقابلي ووجهك ينعكس وضوء القمر فإذا بنورٍ ساطع يُشرِق في ليل صدري؛ أتنفّسُ الصعداء وأدورُ في أفلاكِ نفسي؛
أطبق جفني عميييقاً؛ مِن شُرفةِ الروح تُطِلُّ مليَّاً تتأمَّلُ وجهي؛ثم تُلوِّحُ ... وتمضي !
؛
؛
صباحٌ مُفعم بطعم قهوتك المطبوخة على رِمالِ هُناك
وضبّطلي إيكي تاني ☺
يااااه يا بعضي الغائب ضُرب بيننا حجابٌ رقيق اسمه الفراق
وتختلِطُ عليَّ الوجوهُ الراحلة؛ ليتني ارتويتُ منها كِفاية، ليتني شبعتُ منها ودسستُ في حنايا روحي المزيد !
ليتني وليتني وما حيلتي غير رثاء صوتي المبحوح إثر مناجاتهم
تحِنُّ لهم الروح أبداً حنينُ الغريب إلى الوطن والأرض البوارِ للماء
أمي التي كانت هُنا؛ تعجِن وتطبخ تحِنُّ وتحتضن تروي وتسكُب
أمي التي كانت كل الأشياء؛ ولا أشباه لها
هي ولا مثيل لها مِن بعدها، يمتدُّ النورُ منها وينتهي إليها وبأفولها ينطفىء !
وقد استبقيتُ وبعد لأيٍ نصفي في ناحية الشروق، وحالُ الحياةِ إرغامي على المضيِّ إثر فراشاتها العمياء !
أوليس هذا من الجَورِ والقسوة؟
ماذا عن كل هذا العمر والمعاناة هل ينتهي كل ذاك وكأنّ لم يكن؟
وقفتُ في المنتصف، توغَّلتُ وأمعنتُ النظر
ثمّ لفّني الصمت !
؛
؛
عندما أفقدُني وأشعر بوحشة لملامحي الأولى ،
عندما تكسرني الحياة بأسرها أستجمعني وأتوسلُ لرب السماء،
أُغمض عينيّ ، أراك بكامل ملامحك الآسرة ، تومىء لي أن لاتحزني أنا هنا؛ وأقربُ إليكِ منكِ،
أتقاسمُ أنفاسك وأشدُّ على يدكِ وبقوة
ياااه يا نبضي الأوفى ...
أحبك لا احتياج بل كحرية، أحبك بالشجاعة التي لا تأبه لخوض معركة حياتية مريرة وأنا من تعلم جيداً نهايتها الحزينة
أحبك كوطني ومنفاي وحنيني
أحبك كانتماء الجذور للأرض والطيور لأوكارها
أحبك وكلي ينبض توقاً ودعاء
؛
؛
وفي كل ليلةٍ حين يحتجِبُ عنّي ضوءُ القمر ويُشرِقُ حُزني
أتأمَّلُكَ؛ فإذا بوجهكَ طوقُ نجاتي !
؛
؛
صدقني؛كل محاولة لغرض النسيان المطلوب،
تزيدُني تورطاً ....أكثر
كل ما أفعلهُ أُغمض عيني وأحتفِظُ بي في منأى،
كيما أستطيع المواصلة ...كيما تأخذ الحياةُ شكلها المفروض !
؛
؛
أعلمُ في قرارة نفسي ويقيناً؛ كم تعني لي
ولكني كنت أجهل حقيقة أخيرة؛ربما
ولم أدركها إلا حين غياب
دونك أنا جسد مُتعب لا يعرف الإتّكاء!
أشعر وكأني طوال فترة غيابك كنتُ واقفة كالمسمار؛ وكم هدَّني التعب !
؛
؛
نُغيِّبُنا، قسراً وتبُورُ كُلُّ السُبل !
هي جذوةُ الحنين، لاتفتأُ ولا تمسُّها يدُ الشتاء !
وإلينا تُعِيدُنا، مسلُوبين الإرادة، مُنكصين الوعد، مُطأطِئين رأسَ الكِبَر، والوجدُ باقٍ ما دامَ النبضُ سارٍ في عُروقنا،
أيُّها الغائبُ ليس ببعيدٍ ؛
كيف هي لياليك الباردة ؟
وكيف هي سماؤك بأفُول النجوم ؟
وكيف تمضي بي الأيام رتيبةً مُتثاقلة، لستُ أدري، أيُّنا يتوق لسِباق الآخر؟
مايهُم هو أن تمضي سِراعاً؛ الأيامُ
وها أنذا، أؤوبُ لِمزَاري
أقرأُ بعينٍ مُترعةٍ، وبقلبٍ يذوي بالصمت المَهيب !
؛
؛
وبعضُ الدعاء يأتي على هيئة روح حيّة ، تصطبِغُ بأناك ، تختلِطُ بك، تُحاكيك،
حتى يُخالُ لك في أويقاتِ ذهولٍ انشطارها بأجزائك، كما تطابق الصور المنعكسة على صفحة مرآةٍ مصقولةٍ، وبجلاء !
حينها لا تملك إلّا الإطمئنان وبلا تفكُّرٍ مُسبق،
وذاك لتعطُّل الحواسّ، وتحوّل الأمر لما يُشبه الواقع الحقيق، الّلاخَيار، الّلا إلتفات !
؛
؛
شكراً لصباحٍ ردَّ عليَّ عافيتي 🌷
؛
؛
للفقدِ ملامحُ باردة لا تُخطئها القلوب الثاقبة ،
مِن انكماش الصوتِ ل اتخاذ القلب شكل القرفصاءِ ل انكسار الرؤية وتهدُّلِ الوقت !
وفي مداءات الكتابة يتفضفض قميصُ الوحشة حتى الإحتواء !
؛
؛
ويحدوني شجنٌ لذكرى عميقة
أكادُ حين أستذكِرُها أذوبُ
؛
؛
وأتوقُ لتوصيفِ الأشياءِ دون مواربةٍ أو مُداهنة ،
كأن أُثقَلَ بالدّمع؛ فيهمى، وأدَّعي بأن الرِيحُ هي الفاعلة !
أو
أُشِيرُ للبحر وشساعتهِ، وأعني حجم افتقادي حين كُنّا
أو أُصغي جيداً لنداء الصباح، وأنّداءُ صوتهُ التّغريدُ في؛ كيف أنتِ؟
أو المساء وخِتامُهُ مُصافحة أخيرة لوجه القمر
وليتني أجسُرُ لتسمية الأشياءِ بأسمائها!
وليتها الحياةُ تمنحُني هُنيهة غيابٍ مِن ذاكرتِها، وترمي بي في زاويةٍ مأهولةٍ بي ومفقوداتي،
لأنين النّاي يُداعِبُ مسمعي،
لوهلةٍ ولّت على عجلٍ كغمامة صيفٍ ظاعِن،
لكومة احتياج،
لدُنيا مِن ليتَ مؤجّلٍ لأجلٍ في عِدَادِ المُستحيل، وقَيدَ الحياة !
؛
؛
لم أهتدي إليك بإرادتي
بل هي مِشكاةُ روحك الوضّاءة ؛ قد فعلتْ !
؛
؛
بين فقدينِ؛ تذوبُ روحي حناناً
فقدٌ أبديّ صيَّرني على شفا فراغ !
وآخر يُعلِّقُني مابين سماءٍ وأرض !
للهِ هذي الحياة فلا طائل من مُزاولتِها والنهايةُ أطلبُها حثيثاً
؛
؛
مُتعبةٌ أنا ياكوكبي وحتّى الرمق الأخيرمِن أنفاس التصبُّر،
وكم أحتاجُك لبُرهةٍ؛ فقط بُرهة من عُمر هذا الزمن، كيمَا أرخي رأسي على كتفك الأيسر،
وأستمدُّ مِن نبضك ،أدّخِرهُ لعُمرٍ آت،
كم و كم !
؛
؛
بعضُ الذكريات ما أن تطوف بك حتى تخلق بداخلك كرنڤالاً من الألوان والسعادة
هي حياةٌ أخرى تنبعثُ فيك ترويك فرحاً وتسقيك دمعاً في آن
هي السلوى كلما حنّت الروح لمبسمهم
؛
ومن فرطِ قلة الحيلة،تُساورك رغبةٌ قوية بالإستمرار في عيش مرحلة من الفنتازيا والخرافات واللامنطق!
والمدهش أن تكتشف كم هي تناسبك تماماً في حين كنت تستغرق في معاقرة حياةٍ منطقية باردة !
حالة تمرُّد على كومة المُسلّمات الغائرة في الإبتذال حدَّ سرقة كينونتك ك أنسان !
؛
؛
ربما ولإفراطي في عشق الرسم وعالمه اللامتناهي
أشعرُ بل أجزمُ بأُلفِ ملامحك .. لست وليد مصادفةٍ ؛ أبداً
التفسيرُ الأقربُ للمنطق؛ قِدَمِ وجودك في غيهبِ خارطتي الذهنية حيثُ طفحتَ وبهذا الكمِّ مُلازِماً خيالي !
؛
؛
كلما يغزوني اليباس وأُشارِفُ على الذبول
تُمطِرُني بهتونك؛فأنتعِش !
كذا يفعلُ بيَ صوتك فكيف بها عيناك ؟
ثِق يا عينيَّ؛ فهناك في بقعةٍ ليست ببعيدة؛ ثمّةَ مَن يتفيّأُ تحت ظِلِّ دوحك
فكُنْ على أُهبةٍ والشروق .
؛
؛
كلما طالت إقامتي في رحاب هذه الكُرة الضيّقةِ جداً، المُستديرة لحدِّ إنزلاق خَطوي عن درب الوصول،
السابحة في الملكوت، المُعلّقة بين سندان مواقيت مؤجلة، وأقدار كُتبت وجفّت الصُحف
فيا لحيرتي الإنسيّة، ويا لطول أملي،
ويا لشساعة يقيني بعطايا السّماء ،
ويا لأدمُعي الحرّى، إذ يطيبُ لها السكبُ حين انغماسٍ في قلبِ الذّاكرة !
؛
؛
نامتِ العيونُ ...
وشُحّ المنهلُ، وخمدتِ الرياحُ ....
فعن أيِّ اشتعالٍ أكتُب !؟
وصوتُ الآهِ يعلُو في صدرِ كينونتي ،
أزيزُ الكرسيّ يئِنُّ لهُ مسمعي، وتكّاتُ الساعةِ تلدغُ حائط الوجع، وكم يتباطأُ الزمنُ، وكم يترهّلُ !
تنحسِرُ الألوانُ في ركنٍ قصيّ، شاحبة إلّا من هُنيهاتٍ تُومِض،
فياصوتيَ الخامدُ في قلبِ الدوائر، ويا أنين النّاي،
يامَنْ لايعزُبُ عنكَ خفيُّ وجعي،
ويا انعكاسي في وجهِ المرَايا،
أسكِتْ رسول الشوق، مَوِّه لهُ الطريق،
بعثِرهُ حتى لايعثُر على إثري،على عِطري ؛
أعْمِي عُيون أبجديتي، لتتيهَ عُمراً آخر، وأزمِنةً أُخر ،
علّمني كيف يسكتُ الكلامُ ... كيف تلفِظُ النقطةُ أنفاسها في آخرِ السطر !
؛
؛
ماذا يعني ترقُّقُ الدّمعِ حالَ انثيالِ خيوط الذاكرة؟
ماذا يعني هذا التّخاطُر المُتواشِجِ بين القلوب؟
؛
؛
باتَ المكانُ بارداً
والزوايا خواء
فقط يزأَرُ حُداءٌ قديمٌ خلف الباب
أصمُّ مسمعي عن دويِّهِ
وألتجِأُ لجذعِ غياب
ألتصِقُ بظلّي، يُراوِدني عن التّعامي
ويرودُني كما ريحٍ تُهيِّجُ ماهجع وسكن
يادهاليز الذاكرة، حنانيكِ بي
قد انطفأتِ الشموع، وعمّتِ العتمةُ
حضرتُ ولم أجِدُني
وتلك الوجوهُ المألوفةِ ماعدّتُ أُميِّزُها!
مَن هؤلاء؟ وهل كنتُ أعرفهم، أقصد أعرِفُني ؟
أستجمِعُني، فتحضرني صورةٌ وحيدة، نظرةٌ ترمقُني، وكأنها الأمسُ القريب،
بل كأنها الآنُ واللحظة !!
يانور عينيَّ؛ قد انطفأت بهجةُ الحياةِ بعدكِ
ويسكنُني وجعٌ مَهُول،وحنينٌ ينخُرُ روحي
أسلُو النّفس ببقاياكِ فيّا، في ذاكرتي المُترعة بتفاصيلك الحنونة
بحديث عيناكِ بدنيا من الكلام، بإيماءاتك الثاقبة، بهدوئك الجليل
بشموخك الفاره بأناقتك الباذخة، برائحتك الشهيّة، وكيف أقوى حصر سجاياكِ ياسيِّدة النساء !
ألا يانور عينيَّ؛ كلِّي اشتياق، كُلِّي تيه، كُلِّي خواء !
حالي جَللٌ وهذه الذاكرة العنيدة
وحالُ الحياةِ أن تحول بيني و مآرِبِي العصيّة،
ذاكَ برزخٌ جهُدّتُ أُقِيمُهُ...أستجلِبُهُ
ويتعثّرُ خطوي ويهمى دمعي عند أول بارقةِ تذكُّر
فلاحول لي إلّا الولوجِ مِن بابِ السّلام،وسكبِ آيِ الدعاء ( ربِّ ارحمهما كما ربياني صغيراً )
ثُمّ صلاةٌ بنيّة الإستشفاء بُغية هَدأةٍ وسلام .
؛
؛
في الحقيقة كتبتُ ومحوت ؛ وأعدتُ الكرّة
هذا يعني فراغي؛ أقصد فراغ دواتي من الحبر !
وفراغُ عقلي من الثرثرة !
أعجبُ ولا أتعجّب؛ فلا طائل من حشو هذا البياض بذات الألوان الباهتة
ولم تعد العيونُ تقوى مزاولة التحليق والمسافاتُ مهترئة
والسماءُ مغلقة
كل ما استطيعُهُ؛بذرُ بعضُ حروف هنا تحت وسادتي ثم عصبُ عيونِ أخيلتي
وصباحي صحوٌ؛ بهالةِ حضورك في أرجائي رُغم المسافاتِ الفاصلة .
؛
؛
متى استحصفت علائقُ الودِّ بين اثنين وتأكَّدت عُرى المحبَّة بينهما؛
أضحت أرواحهما مودَعة ببعضهما ولمَّا يضرُّ اغتراب اللَّحظ! *
.
.
صباحُ التذكُّر ...
مِن حسن حظي ومن دواعي سروري أنّي من أولئك الذين يقتاتون على فتات الذِكرى
وأحمدُ الله أنّي أملُك في ذاكرتي أرشيفاً مكتظاً بما لذ وطاب
فمن مُسببات السعادة في حين إطباق الحزن إغماضُ عيني واستحضارُ عينيك وهي تطالعني بحنوّ
أو ملمس يديك حين تربيتٍ وهدهدة, هكذا ما أن تخبو صورة إلّا وتتبعها صورة أو مشهد يغمرني بفرح مَشُوبٍ بالوجع
يُشبه الأمر لحدٍ كبير حالةُ غياب الوعي أو التخدير لفترة مؤقتة
ولكنه في كل الأحوالِ طورُ اِستشفاءٍ روحيّ تهرعُ له نفسي كلما رامتِ السكون
؛
؛
أنفاسٌ ساحِرة تُعرِّجُ بي في سفرٍ إلى عِوالِمَ زاخرةٍ بالنّغم؛ مُترفةٍ ،
في خدرٍ ناعم تستدرجُني كـ حُوذيٍ أُسلِّمهُ زِمامَ أَخيِلَتي ،
فَتهَبُ رُوحِي أَجْنِحةً تُحلِّق بِيَ عَالياً في سَديمٍ مُطلَقٍ !
؛
؛
يا للحياةِ و عثراتها؛ حتّى ما تلوكُنا بين أنياب المستحيلات؟
وتُمزِّقُ أواصِرنا الممتدة في حنايا الروح المُوغَلةِ في أديمِ الذاكرة
وفي كينونتنا وهوِّيتنا وصورنا المُشرقة المكدِّسة في قلبِ الـ آه
نُغيِّبُنا و الروحُ تقتفي الأثر؛أصلاً
تستشعِرُ السْكنة والتنهيدة،والمُمكابرة والإدّعاء
لا طائل مِن المواربةِ يا روح فأنا نحن !
؛
؛
حين تتوالى عليك النوائب وتصل لمرحلة الإفتقاد الأبديّ
تصبحُ الحياة في عينيك مؤطَّرة !
ضيَّقة حبيسة إطار خشبيّ اسمه الوقت !
أجل؛حفنة أرقام تتساقطُ تِباعاً لتصبح مع مرور الوقت ماضٍ تستمِيتُ لاسترجاعه
وتبتلعُ غصص الـ ليت
وتستمرُّ الحياة على وتيرتها !
؛
؛
( وحنيني إليكَ أبداً لايشيخ ! )
؛
؛
تُفتِّتُني الّلهفة وكم أشتاقك !
لا أملُكُ خَيار التّناسي وروحي تتضوّرُ ظمأً
يا كُلّيَ المسلوب
يا بعضيَ المُغيّب
يانبضي الدافِق
ياحياةً رُمتُها وكانت شِبهُ حياة
يتساقطُ عمري
تنكمِشُ الصور
ويخبُو بريقُ الجماد
وفي عُمق المستحيل، تتّقِدُ جذوة
وأستجديكَ ... خُذني
لملِمني
خبّئني
إليَّ أعدني
لهويتي الأولى
لملاذيَ الرحييييب
لقلبك
لوطني
؛
؛
أتأمَّلُها الصّورُ فتحتدِمُ في ذاكرتي الرُؤى !
استمطِرُ الفرح حال انبلاجِ الهسيس
تتحلّقُ حولي زوبعةُ قُزح
تلوكُني في دوّامةٍ موقوتة
ارتقِبُها
والريحُ خائنةٌ !
تُبعثِرُ خُطاي، وكذا؛وُجهتي
فأجوبُ في مُحيطٍ مُغلق
وعينايَ ترتقِبُ في نهمٍ لذيذ، لا يُثنيهِ الوسنُ
تنامُ النوارسُ
بينما قلبي يقِظٌ
يُعاوِدُ الكرَّ والفرّ
يلتقِطُ أنفاسهُ المُتشرِّدة
ويدسُّهُ في قلبِ رؤىً لم تعرفِ طعم النُور!
؛
؛
وهُنا دسستُ بعضُها في قلبِ هذه اللوحة ...
https://www.instagram.com/p/CMltBfIDlVP/?igshid=3qk4ykd3w9e5
؛
؛
؛
؛
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-dbb14aeb23.jpeg
؛
؛
برُغم الحزن المتفشّي وحتّى مسامّي
عزائي أنّي قبضتُ على تلك اللحظات وأودعتُها زنزانة عينيّ
غادرتُك؛ في ذلك التأريخ السرمديّ،
وكأنّني عُدت بك، معك
وكأنها تلك اللحظةُ أفلتت مِن قيدِ آلةِ الزمن، لتأخُذ شكل الداوم
وكأنّك الآن هُنا ، وكأنّي عائدةٌ إليك بعد هُنيهة
وكأنّ الْـ هُنا بات كُلّاً
وكأنها أرواحُنا الخامدة اتّقدت في تلك اللحظة !
؛
؛
سلامٌ للصباحِ، للحياةِ ، للنور
للأرواح المُبتدرةِ بُكُورها بالحمد، والّلاهِجةِ بالتسبيح،
سلامٌ للصمتِ المُفعمِ بالشّعور،
لعوالِمنا الداخلية، لسرائرنا العميقة.
؛
؛
ويحدُثُ أنّهُ مهما ادّعينا وكابرنا ....
تُباغِتُنا تلك الوخزةُ الكفيلةُ بإيقاظِ ما نُغفِّيهِ قسراً،
بإسبالِ الدَّمعِ،
وإرسالُ الرُوحِ ... دُعاء !
؛
؛
أيُّها الشوقُ الغافي على كتِفي كـ عُصفُورٍ قلِق
مَامِن دمعةٍ تنثالُ حال انبلاجٍ إلّا وتجّترُ مِن العُمقِ ألفُ قبيلةِ آهٍ مكلومةٍ ،
رُغماً تتكاثرُ ورُغماً تثورُ والعينُ حسيرةٌ،
تتطلّعُ بالأُفُقِ الغارِبِ، تغزِلُ مِن بقاياَ الغسقِ طيفاً ما انفكَّ ومنذُ الغُروبِ الأخيرِيزورُهاَ عِند كُلّ بارقةِ حنــــــــين .
؛
سأحتفِظُ بي في منأىً عن هذا العالم ،
إلى أن ألُمّ شعثي،
لحين أُلمْلِمَني،
لحين مُصافحةٍ أخيرةٍ لوجهِ السماء ،
حين تصدحُ المآذِنُ ، وتأذنُ الحياةُ للطيورِ بالتّحليقِ الحُرّ !
؛
؛
أتعلمُ؛ أيُّها الغائبُ عن سمعي ، والحاضرِ في قلب الذاكرة ،
مشكلتي العُظمى، هي ذاكرتي العنيدة و جداً ،
إذ تربِطُك بكل صورةٍ وحدث تُعانِقهُ عيناي
الآن واللحظة، كنت أشاهد مادةً ( فيلمية) صُنعت للمشاهدة،
أسرفتُ وقتي، وكنتُ أشاهد في قلب المشاهد، تلك المشاهد الحيّة ، الباقيةِ بقائي هُناك !!
؛
؛
في ذاتِ استكنانٍ وإطراقٍ للذَّاكرة ...
يحدوني التوقُ لعينيك،
كنتُ لا أنفكُّ مِن التأمّلِ،
كنتُ أُخزِّنُ مؤونةً مِن الضّوء، وكسرةً مِن السمــــــــــــــاء !
؛
؛
؛
؛
لا داعي لأن تقلق عليَّ
كل مافي الأمر أني وبعد سنيَّ مِن الضياع قررتُ أن أزور نفسي الحقيقية
كم تماديتُ في هجرها
لقد رأيتُني بجلاء وصافحةُ وجهيَ الجديد
لم يعُد هناك ما أهابُه
لقد وجدُتني مِن خلالك
وأحببتُني كما انعكاسي في عينيك
وآويتُ لضفتك ثم أرخيتُ هُدبي واستغرقتُ في الغياب !
وأخيراً؛ وبعد أن مِتُّ هرماً رضيت عني الحياة ووهبتني فصلاً من فصول حلمي الأثيري، ذاك الذي أسرفتُ عمري وأمِلتُه يزورني ولو في الظلّ!
تعهدّتُهُ منذ يقظة ذاك الحدس الغريب في دواخلي، لطالما كان يداً حانية تربِّت على انكساراتي،اعتدتُهُ وأولمتهُ من قصعةِ أخيلتي خبزاً شهياً معتّقاً وأسقيته من كوثر عينيَّ روءاً حتى بات يلازمني ويُلِحُّ بالمجيء وإن كان في توقيتٍ مُتأخِّر !
؛
؛
اللهُ وحدهُ يعلم كم ضممنا أسماءكم في جُلِّ الدعاء
وكم رجوناهُ تعالى أن يهبكم كنوز السعادة من لدُن غيبِه
وأن يهبكم من آلاءِ فضلهِِ وكرمهِ فوق ما أمِلتُم وزيادة
وأن يُورث قلوبكم راحةً لا كدر بعدها، وبسمةً لا حزناً يعقُبُها
اللهم الرِّضا والقبول والمغفرة ؛ لنا ولهم
؛
؛
؛
؛
وحين يتآكلُكَ التعب وتتساقطُ بطريقةِ الأجزاء وتظنُّ أنك قد اقتربت من التحول لكَومة شيء
تنفثُ فيك الأقدارُ رَوحٌ من الله،تخالهُ مهدك القديم من فرط حنانهِ
يترآءى لك من خلالهِ جمالُ الحياة الصرف
ترى في بؤبؤ عينيهِ ريحانة شبابك وشذى صِباك
تُحِبُّه كما لم تُحِبَّ مِن قبل أو وكأنَّك تمرَّست أبجدية الحُبِّ للتوّ
تشتمُّ في عبقِ أنفاسهِ تلك الرائحة التي تجعلك تنفِض من رئتيك ماتراكم من رمادٍ أسود
تتأملهُ وتفترُّ جُلُّ ملامحك عن سعادة غااامرة ، بينما داخِلك ينتحِبُ مِن قلةِ الحِيلة
يالهذهِ الحياة الناقصة ! أم هل أقولُ البائسة ؟
ويترآءى لعينيَّ من البعييد البعييد سِربُ طيورٍ تتأهَّبُ لموسم هجرةٍ قسرية !
:
:
اللهم هبني سعادةً أبدية غير هذهِ المنقوصة الزائلة
حين أكونُ بين يديّ عِزّتك وأقِفُ بذات الثقة والشموخ التي أقِفُها بين يدي خلقِك
اللهم ارفع رأسي حين تُنكّسُ الرؤوس وارفع قدري لديك حين يهونُ عملي ويتصاغرُ إزاء سِترك الدائم
؛
؛
بعضُ الذكريات ما أن تطوف بك حتى تخلق بداخلك كرنڤالاً من الألوان والسعادة
هي حياةٌ أخرى تنبعثُ فيك ترويك فرحاً وتسقيك دمعاً في آن
هي السلوى كلما حنّت الروح لمبسمهم !
؛
؛
هذي الحياةُ كعجوز تسعينية تُخفي تجاعيدها الهرِمة خلف نقابٍ مُبهرج ،
غير أنها وبرغم كل ماأُوتيت من فنونِ الفبركة، ثمة خطوط غائرة استحالة تغطيتها أو حتى تمويهها !
وثمّة عُيونٌ لا تلمحُ إلّاها !
لترسم لذاتها صورةً مستقبلية، بعيدةُ المدى، قريبةُ الواقع
و الّـ لامحالةَ تعويذةٌ تُربِّتُ على كتفِ التصبُّرِ ...
فكل شيءٍ واردٌ، والنفسُ مُشرّعةٌ لتقبُّل المشيئةِ بكل أحوالها
واللحظةُ فقط هي نصب العين،
غير أنّي في غبطةٍ دائمة ...
فمهماهرِمتْ الملامح ... وتضاعف العمُر صعوداً
ثمّة صندوقٌ يحتفِظُ بالجوهر، بالنظرات، بالهمسات وحتى بالروائح !
نميرٌ تستقي مِنهُ العروق حين تعتريها سُنونَ عِجاف .
؛
؛
تعبُرُني حين وسْنةٍ تلك الوجوهُ الَّلصيقة بذاكرتي
تتجدّدُ مع كل بارقة تَحنَانٍ واشتياق
أراهُم بوضوحٍ تام وكأنها رؤيا العينِ ثم أزفرُ تنهيدة العاجِزِ حين عودةٍ للحياة !
أحاورهم أتحسّسُ ملامحهم، أشمُّ رائحة وجودهم وأعجبُ من حالي
حتى في غيهبِ الحلم أحاول نهبَ أثر !
ليقيني بتلاشيهم لخوفي من لحظة رجوعٍ للأرض
لحنينيَ الدائم وانكساري التامّ ؛ إثر غيابهم الأبديّ !
:
:
وأنت في معترك عزلتك تتقاذفك وجوهٌ ترتديك, مختلفة المضامين ومجتمعة في بوتقة حقيقة وحيدة
تمارس الحياة طوال اليوم ثم يعتريك القرف حين تجلِس قبالة نفسك وتقرأ الأسى الغائر في بؤبؤ عينك
بامكانك التملُّص من الجميع إلّا من نفسك وتلك الروح التي تقرؤ الأسى الغائر في قصبة صوتك
وتلمحُ الأسى المُختبي خلف فلول بسمتك
وتلمسُ دفق الآه في أضلاعك
ذاك الرِباط الخفيِّ بخيوط شفيفة تهتزُّ إثْرَ وعكة قلبية وترتعد وترتعش وقد تتوقف عن النبض !
في تلك الزاوية الداخلية تنعكس الظلال عليك وتتمخض عن رؤىً كانت تتخّذُ شكل الحياة
تصيدُ الذكريات وتتنفسها بعمق وكأنها كانت بالأمس القريب
فتبتسم لها بكامل الحُنُوِّ بينما يتّقِد في داخلك بحرُ شوقٍ لجِب
وتعدو الأيام سِراعاً وكل شهرٍ بمثابة موسم طوييل
تُخادع نفسك وتنوءُ كتفك بثِقَلِ معاطف الانتظار
ويرِنُّ في مسمعِك أصداءُ تلك الكلمات (ليتنا نبتاعُ عمراً آخر ونعيش في جزيرة نائية بعيداً بعيداً )
؛
؛
كل ما تصفّحتُ مُدوّنتي هنا أشعر بشعور لاأستطيع حصرهُ بمفردة وافية كافية
لكونِهِ زوبعة من المشاعر؛ بل كومة او ربما يجُدرُ بي تسميتُهُ بكرنڤال ☺
مزيج عجيب يجمع كل أطياف وألوان المشاعر الإنسانية
وبتوصيف أدقّ أشعرُ وكأني في عرض البحر والموج يموجُ بي؛ تارةً أراني غارقة في بحر من الحزن الرمادي ثم في الصفحة الأخرى النقيض !
أقرأ وتبسم عينيّ الدامعة، ثم أجترُّ فلول بقايا تنهيدة وأنا أستعيدُ مشهد لقاءٍ سريع … وهكذا
أشعر بروحي في صعودٍ وهبوط تماماً ك أصابع عازف ماهر تنسابُ على الأوتار
تارةً أصعَّدُ سعادةً وحتى الأوكتاف السابع ، وأخرى أسقطُ برنينٍ مدويٍّ !
الخُلاصة وسُلافُ الحياةِ … هُنا !!
؛
؛
أيُّها الشوقُ الغافي على كتِفي كـ عُصفُورٍ قلِق
مَامِن دمعةٍ تنثالُ حال انبلاجٍ إلّا وتجّترُ مِن العُمقِ ألفُ قبيلةِ آهٍ مكلومةٍ ،
رُغماً تتكاثرُ ورُغماً تثورُ والعينُ حسيرةٌ،
تتطلّعُ بالأُفُقِ الغارِبِ، تغزِلُ مِن بقاياَ الغسقِ طيفاً ما انفكَّ ومنذُ الغُروبِ الأخيرِيزورُهاَ عِند كُلّ بارقةِ حنــــــــين .
؛
؛
لطالما تعثَّرتُ بصُوىً عديدة في دروب الحياة؛ وها إنني اعتدتها وبلعتها رغم مرارتها؛ لكني الآن بِتُّ أتعثَّرُ بالكلام !
أجل يابعضي؛ مُذ غُيِّبنا فقدتُ مفاتيح الكلام !!
بات من المهام المستعصية عليّ، لم أعُد أتقِن التعبير ، وكأني أُصبت بالخرس !
ولم أعُد آبهُ بما تقولهُ الأفواهُ مِن حولي
لم و لم و لم …
أتعرف كيف أشعر ؟
أشعرُ وكأني صورة مفككة؛ عشوائية،ممزوجة بالصمت والرتابة
أحاول إنعاشي ما استطعت، وأستجمِعُ ما تبقى مني في قوقعةِ مرسمي
أسرحُ وأغيبُ في أحايين كثيرة؛ تسرِقُني الرؤى عُنوةً؛ ترتسِم قبالتي المشاهِدُ تِباعاً؛ تُباغِتُني و أهرب منها؛ وإليها !
وكم أحِنُّ و أشجو
وأعودُ أدراجي، أُجرجِرُني لمسرح الحياة ليستمر العرض !
؛
؛
ومِن المُفارَقات العجيبة؛
حين يكونُ حرفي بلسماً لقُرَّائيَ الأفاضل؛ في حينِ أعتقِدها غصصاً أحاول إجتثاثها من أعماقي
وأرصفها هنا بتؤدةٍ وعناية؛على سبيل التخفُّفِ !
مُمّتنةٌ يالله على كل أقدارِك وعلى سماوات الدهشة التي تهبُنِيها من لدُن عطائك الكريم
فيلهجُ كُلِّي بالحمدِ مدداً، أبداً
فيا ربَّ كلِّ شيء أدِم عليّ نعمائك ثَمّ أرزقني البصيرة لأُتقِنَ كيفية شُكرِك 🙏🏻
؛
؛
في الغياب يُسيطِرُ عليّ شعورٌ أوحد ! كـ وجهٍ بلا ملامح يطاردني، ينبجِسُ من شتّى زوايا الذاكرة ،
يستدعيني، فأروحُ أنبشُ في أكداسِها،
أسترِدُّ اللحظة، والتنهيدة، وحتّى الفاصلة !
أُرتّلها على مسمعي؛أنشودة ،
فـ أحِنُّ و أشجو .
؛
؛
صباحُ الفقد المُوجع
صباحُ التِّيه البالغ عنان سماوات الشوق للعيون؛ للبسمات
صباحٌ رماديّ باهت كوجهي الظامىء للنور
وعن أيِّ فقدٍ أكتب وأنا الغارِقةُ في دوّامتهِ الشرِسة، المُستجِيرةِ بآخر ِحبلٍ كان يبعثُ في أوصاليَ الحياة !
وأيضاً أُكرِهتُ على قطعِهِ !
بيدي انتزعتُ بعضي مِنِّي ! بيدي وَأَدْتُ بسمتي وشتَّتُني !
ولوهني وجُبني، آثرتُ الهروب دون وداعٍ أخير ،
لقنّتُني صُنوفَ الجسارةِ والصبر؛ ولم أقوى
وكم سقط قلبي وكم تهشّم !
؛
؛
عند كل إغماضة جفن؛ حين كل تنهيدة وفي أحايين كثيرة
تترآى لي؛ تلفُّني بهالة حِسَّك حولي
لايبرحُ بصرك وجهي، ولا يبرحُ سمعي صوتُك
بكامل الحُنو وبذات الدفء تحومُ حولي
فيسكُنُ روعَ قلبي، تتكثّف حُمم الآه و أهجع !
؛
؛
كلما طالت إقامتي في رحاب هذه الكُرة الضيّقةِ جداً، المُستديرة لحدِّ إنزلاق خَطوي عن درب الوصول،
السابحة في الملكوت، المُعلّقة بين سندان مواقيت مؤجلة، وأقدار كُتبت وجفّت الصُحف
فيا لحيرتي الإنسيّة، ويا لطول أملي،
ويا لشساعة يقيني بعطايا السّماء ،
ويا لأدمُعي الحرّى، إذ يطيبُ لها السكبُ حين انغماسٍ في قلبِ الذّاكرة !
؛
؛
وامتلأ بداخلي الحنين
تسيلُ روحي كأصابعِ عازفٍ تحِنُّ للوتر
ياهذهِ الأرض،هبيني بعضُ هدأة، تنهّدي هُنيهة لأتملّى وأرتوي مِن تلك العينان
؛
؛
في عُزلتي هُناك، لستُ وحدي فأنا مُزدحِمة بكمٍّ هائلٍ من الذكرى
تعجُّ دهاليزُ روحي بأطيافهم، وتتردّدُ في جنباتي أصواتهم، ضحكاتهم،
أشياؤهم الصغيرة نجومٌ تلتمع في علياءِ هذا الحُطام
كل شهقة حنينٍ هي بمثابةِ كتِفٍ أتوكّأُ عليها حين أُوشِكُ على السقوط
كلماتهم بمثابة قميص من الصوف أستجيرُ بِهِ من زمهرير هذي الحياة
مِن رتابتها، مِن ظلمائها وظُلمها الفاحش !
؛
؛
لقلبهِ كتبتْ: ياذا الساكنِ في أيسرِهْ، يامُضغةً عُجِنت بالصدق التامّ، فيكَ يسري بعضٌ من نبضي، وإليك تحِنُّ بعثرتي، وبك تكتمِلُ مفازاتي، وفيك التمَّ عثارُ لغتي
تتوجَّدُ هذي الروحُ في سبيل مصافحة، تؤوبُ أسرابُ مواجعي وتنطوي في قلبِ ( كيف حالك؟ )
حالِكةٌ مساءاتُ السُهدِ يانبضي،تُرهِقُ أنفاسي صُعوداً وترميني في فضاءٍ مِن الحيرةِ و الشُجون
ومايلبثُ أن يحُطَّ على كتفي طيفٌ رءُوم، يهمِسُ في صمتٍ بليغٍ ؛أنا ها هُنا، وعلى قيدِ نبضة !
؛
؛
الله وحدهُ يعلمُ عن مقدار عجزي ومقدار مُجاهدتي لأحتفِظَ بما تبقّى مِنّي علّها رحمةٌ سماوية تهبِطُ في ذاتِ كُن!
ولكن؛ أو تعلم برغم هذهِ المرارة التي أتجرعها ثمّة سعادة خفيَّة شفيفة تمدني بالنور أبداً
يكفي أنِّي أمتلك إحساس إمتلاكك بصدقٍ لا يأبهُ بقوانين المسافات !
؛
؛
الجميلُ المُحزِن هو ركوني إليك بعد يومٍ ممل ومُثقل بأعباء حياتية منهكة
أرمي بجسدي على الأريكة وأطبق جفني وتلتمع تلقائياً ذات المشاهد
تتساقطُ تترى وتكسِرُ الحسرةُ روحي
فأجترُّ تنهيدة عميقة بينما تتسلل أدمعي
يالعمق هُوّة الفقد يا بعضي
ويالمرارة الصبر على مصيرٍ تُحيكهُ الأقدار بخيوطٍ شائكة !
ويالعِظَمِ أملي بلطفٍ إلهي يهبط على قلبيَ المكدود
؛
؛
كسُمُوِّ تلك السماءِ
تسمُو الروحُ حين هبّةِ حنينٍ ، تعصِفُ في تَحنانٍ مُوغِلٍ،
سرمديّةٌ تلك الطقوس
مُشرّعةُ الأبوابِ
لا معابِرَ توصدُ حين يجتاحُها هذا الكمُّ مِن النور، إذ يبينُ ، ويفيض
هي السماءُ .. الرحِيبة
كقلبيَ الفضفاض، المُترعِ بالكثيرِ مِن الرُؤى
بالغزير من الحَكايا
والعطرِ الأثير !
؛
؛
برغم كل ماحولي من جعجعةٍ وضوضاء
ثمّة قوقعة أختبي فيها بُغية التفريغ، مَلَكة وهِبة ربّانية تسنِدُني والقلم
وبعد محاولات وتردد كان هذا النتاج الجِدارِيّ بكامِلِ تفاصيلهِ
مُشاهدة ماتعة …
؛
؛
https://www.instagram.com/reel/CTTX8SWKYn8/?utm_medium=copy_link
؛
؛
اليوم ؛ بل وعند كل لحظةٍ تخطو فيها قدمايَ في تلك الرحاب
يتملّكُني شُعورٌ حثيثٌ بالتلاشي
أشعرُ وكأني لاشيء .. أجرُّ جسدي المتهالك وأفتعِل الحِراك وأنا في داخلي كَومةُ خواااء !
يالله كم تزأرُ الوحشةُ في كهوفُ روحي
وكم يسكُنني الصقيع
تنزُّ عيناي دموعاً حرّى، يلفحُ خدّي أُوارُها وما مِن ماءٍ بارد
ومامِن يدٍ تُهدهِد
وأنّى ليَ التّناسي، وأنّى ليَ الثُبوت !
؛
؛
أتأمَّلُها الصّورُ فتحتدِمُ في ذاكرتي الرُؤى !
استمطِرُ الفرح حال انبلاجِ الهسيس
تتحلّقُ حولي زوبعةُ قُزح
تلوكُني في دوّامةٍ موقوتة
ارتقِبُها
والريحُ خائنةٌ !
تُبعثِرُ خُطاي، وكذا؛وُجهتي
فأجوبُ في مُحيطٍ مُغلق
وعينايَ ترتقِبُ في نهمٍ لذيذ، لا يُثنيهِ الوسنُ
تنامُ النوارسُ
بينما قلبي يقِظٌ
يُعاوِدُ الكرَّ والفرّ
يلتقِطُ أنفاسهُ المُتشرِّدة
ويدسُّهُ في قلبِ رؤىً لم تعرفِ طعم النُور!
؛
؛
وتتوالى غصص الحياةِ بطريقةٍ تلتهِم ماتبقى في حوزتنا مِن الفُتات
لا أدري أضاقتِ الأرضُ بوسعها المُترامي، أم يُضيِّقُ الثكلُ بشتى صنوفِه الخِناقَ على أرواحنا ؟!
في قلبِ كل راحةٍ ثمّة تنهيدة حبيسة تنخُرُ منسأة الصبرِ حتى يكادُ أن يهوى أو هو أقرب
فيا جِذر الخلاص هوِّن علينا وَحشة الطريق
هدهِد قلوبنا بقُرب الوصول وبنهايةٍ مُرتقبة
ويا جِذع الرجاء؛ لاتجزع
أمطرني بغيثٍ صيِّبٍ؛ فروحي ظمأى
؛
؛
؛
وأعودُ لرُكنيَ الركين
أُرتِّقُ ثقوب صمتي ووهن لغتي العاجزة عن استدراك المكنون
لا شيء بحوزتي، سوى نُدفٌ مِن سُلاف الروح وشيءٌ مِن توقٍ قدييييم !
؛
؛
كأسرابِ طيورٍ شاردةٍ في رَحابةِ الملكوت
لاتنفكُّ أمانينا تُرتِّق ثقوب الفقدِ مُتدثِّرَةً بأرْجِ مِسْكِ الرغائب
تضِجُّ بهمهمةٍ كُورالية حزينة لا يلمسُ وتر فقدِهَا إلّا مَن تنصَّل مِن شُعور الموجودات وانتقلَ لعالمِ المحسوسات المطويةِ في قلبِ القلب !
؛
؛
أذكُرُك ...
فيعتَصِرُ خافقي وجَعٌ عصيُّ التّدوين !
وما أنا سوى غيمة حطّـت مِن عُلوٍ على كفّهِ النّدية
لم تزل تلك الطقوس عالقة بمسامي، أتحسّسُها كلما أوجعني الغِيابُ المُرّ
الوجعُ يقضِمُ ذاكرتي وأُداويني بترياق الحرف
عينايَ تزاوِلُ الهُطول بتؤدةٍ
والكلماتُ تحومُ أصداؤها وتطّوفُ بي في قلب الدائرة
وأنا ... ما أنا !
:
:
وبعد افراطٍ في مُعاقرةِ العَيش في زنزانة هذهِ الحياة الفضفاضة الضيِّقة
تنتزعُني العزلة لأتوحّد ونفسي الذائبة في كأسٍ شِبهُ فارغ !
ولكنه لا يخلو مِن ملامحي الطافية على سطحهِ بينما تتجلَّدُ أوجاعي في قاعهِ العميق
وأنا في تقلُّبي ومواسم الحياة
تستدركني صورٌ شتّى كلما أفرطتُ في اغلاق عينيّ
وتستوقفني صورة لا تبرحُ مخيلتي أبداً
عيناكَ المُترعة بالوجع وأنت تقِفُ مكتوفَ اليدين ويأخذُني الطريق الى حيثُ لا وُجهة
تنوءُ بيَ السنون وأشعرُ بزمهريرِ الحنينِ في كل خلية من خلاياي
وأُمنِّيني بلقاءٍ, وانتظِرُها في رهقٍ يملأُ جسدي والروح
؛
؛
على ساريةِ هُتافات الشوق، أصلبُ مسمعي، تستعِرُ أضلاعُ الأرصفةِ حنيناً لخطوك،
فما يلبثُ أن يغمر المكان نديُّ رَوحك،يسّاقطُ نديفُ أنفاسك رَواءً،
ورِتْمُ نبضك يُرتِّبُ فوضى نبضي في اتِّساقٍ يتموسَقُ وعزفُ ناياتِ شعوري بكَ أقربُ ماتكونُ مني إليَّ
أرتديك قميصاً فضفاضاً تختبي فيه كينونتي
أتوحَّدُ ونظراتك السادرة، منطوقك، تعرُّق كفّيك وتلعثُمِ الكلام في قلبك !
؛
؛
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-aa95366bda.jpeg
:
:
وأنت في معترك عزلتك تتقاذفك وجوهٌ ترتديك, مختلفة المضامين ومجتمعة في بوتقة حقيقة وحيدة
تمارس الحياة طوال اليوم ثم يعتريك القرف حين تجلِس قبالة نفسك وتقرأ الأسى الغائر في بؤبؤ عينك
بامكانك التملُّص من الجميع الا من نفسك وتلك الروح التي تقرؤ الأسى الغائر في قصبة صوتك
وتلمحُ الأسى المختبي خلف فلول بسمتك
وتلمسُ دفق الآه في أضلاعك
ذاك الرِباط الخفيِّ بخيوط شفيفة تهتزُّ اثْرَ وعكة قلبية وترتعد وترتعش وقد تتوقف عن النبض !
في تلك الزاوية الداخلية تنعكس الظلال عليك وتتمخض عن رؤىً كانت تتخّذُ شكل الحياة
تصيدُ الذكريات وتتنفسها بعمق وكأنها كانت بالأمس القريب
فتبتسم لها بكامل الحنوُّ بينما يتّقِد في داخلك بحرُ شوقٍ لجِب
وتعدو الأيام سِراعاً وكل شهرٍ بمثابة موسم طوييل
تخادع نفسك وتنوءُ كتفك بثِقَلِ معاطف الانتظار
وترِنُّ في خلاياك أصداءُ تلك الكلمات (ليتنا نبتاعُ عمراً آخر ونعيش في جزيرة نائية بعيداً بعيداً )
؛
أيُّها الشوقُ الغافي على كتِفي كـ عُصفُورٍ قلِق
مَامِن دمعةٍ تنثالُ حال انبلاجٍ إلّا وتجّترُ مِن العُمقِ ألفُ قبيلةِ آهٍ مكلومةٍ ،
رُغماً تتكاثرُ ورُغماً تثورُ والعينُ حسيرةٌ،
تتطلّعُ بالأُفُقِ الغارِبِ،
تغزِلُ مِن بقاياَ الغسقِ طيفاً ما انفكَّ ومنذُ الغُروبِ الأخيرِيزورُهاَ عِند كُلّ بارقةِ حنــــــــين .
؛
؛
أنّى لِيَ الصمتُ وأصابعي تشتكي البرد، وهذي الكلمات تتحشرجُ في حُنجرتي كفراشاتٍ نابضة
فأؤوب لركني الركين، أُناجيك في سِرّي، أبثُّك لوعتي، وأُعيدُ على مسمعي سكْبَ صوتك
أزدادُ خُضرةً و تُزهِر هذي الجُدُرُ، ويتبسّمُ الوعيُ الموصول رغم أجداثِ المسافات الفاصلة !
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025,