مشاهدة النسخة كاملة : مِن ميّ إلى جُبران ...
؛؛
استفقتُ على صوتِ ذاكرتي
كنتُ أحاول إغلاق مسمعي، والإنفصال عن الكون برمّته
استحضرتُ النبرة،
لم يطُل بي أمدُ التهرُّب، أنّى لي، والأطيافُ مسكونةٌ بعيني، وتنثالُ إثرَ إطباقٍ عميق ،
أُفلسِفُني علّني أهتدي لمخرج ،
وأصطدمُ بذاتِ الجُدرُ الراسيةِ في زوايا ذاكرتي،
ويلتمع بعيني ذاك التساؤل المُتكرر، الثقيل، العتيد،
_ إلى متى ؟
وينخُر عقلي
_إلى أن يشاء الله !
؛؛
أتعلم؛ أيُّها الغائبُ عن سمعي ، والحاضرِ في قلب الذاكرة ،
مشكلتي العُظمى، هي ذاكرتي العنيدة و جداً ،
إذ تربِطُك بكل صورةٍ وحدث تُعانِقهُ عيناي
الآن واللحظة، كنت أشاهد مادةً ( فيلمية) صُنعت للمشاهدة،
أسرفتُ وقتي، وكنتُ أشاهد في قلب المشاهد، تلك المشاهد الحيّة ، الباقيةِ بقائي هُنا !
؛؛
الفُرصُ السانحةُ التي يكتملُ فيها مُثلث المزاج؛ هي من تأتي بالكتابة ،
أقولُ قولي هذا، وقد بات مِن الأقوال البائتةِ، وما أكثرُها أقوالي العظيمة، البائدة (:
في الحقيقة، تفقّدني الأصدقاء هُنا وهناك ، وكنتُ في غصّةٍ أقرأُهم، ولسانُ الحال يقول ( مثلكم أشتاقُها حروفي )
ومابين استحثاثٍ لهِمّة الكتابة، واختلاقٍ لأجوائها، وابتداعِ السُّبل لجلب ولو زاويةٍ من زوايا المثلث الغارِب،
مممم ابتدرتُها خطوةٌ أولى، وإن كانت فارغة ،
ولكنها خيرٌ مِن هذا الخواء الذي بات يزأرُ في متصفّحي الذي غدى كمزارٍ يطلبُ سُقيا ماء، أو حفنة ورد !!
؛؛
أتوقُ للكتابة ....
ثمّة وشوشةٌ تعزِف بأنغامٍ حميمةٍ على وترِ الحِسّ،
ولكنّهُ الصمتُ اللئيمُ يخلِقُ كلماتٍ بكماء، فاقدة لعُنصر الصوت أو الحياة ،
يالهذياني !
حتّى ما تُحجِب عنّي الرُؤى، هذه الجُدران الشاهقة !
وإلى أين والنهايات وشيكةُ القُدوم،
بين لهفتي والرحيل، فراسِخُ نأيٍ، وأنفاسُ قُربٍ أو هي أقربُ،
وبين إغماضةِ عينٍ وانّتباهتِها، غرقٌ بلا نجاة،
ورحيلٌ أزليّ، ونكهةٌ أُخرى للأشياء، وهسيسٌ مُختلف،
ولغةٌ لا تُشبِهُ سوى الماء !
ذاك هو؛ بحر الشوقِ
عظيمٌ في تلاطُمِ موجهِ
هادِرٌ حين غضبةِ الحنين، إذ تمورُ السماءُ ولا يؤذنُ بانهمار
حين تُجادِلُ الأشرِعةُ اتّجاه الريح !
حين تخونُ البوصلةُ، فيُصبحُ الوصولُ محضُ خُرافة !
وتموتُ بين ذراعيك ألفُ أُمنيةٍ... ويرزحُ في بؤرةِ العينِ انعكاسٌ لصورةٍ وحيدة لا تخضعُ لقانون الأُفول !
؛؛
طابت صباحاتُك أيتُها الأشياءُ التي تُشرِقُ أنّى تقلّبَ البصرُ،
وحنّتِ العين !
؛؛
يُحْكَى أنْ ....
كُنتُ أُمارِسُ جُنونَ الكِتابةِ؛ يومَ كَان لِي ( وطن ) !!
؛؛
مِنْ حُسنِ طَالِعي، أنّ مزاجيَ الكِتابي يتقلّبُ مابينَ الرماديِّ وتدرُجاتهِ، ولكن يغلِبهُ البياضُ ساعة عتمة !
فيطغى ذاك الأبيضُ، مُفسِحاً للرُوحِ فُسحةً، كيما تتنشّقَ بعضُ رُواء ...
لِئلًا أتندّم بيومٍ ما على ماخبّئتُهُ ،
مُقابل النزر اليسير الذي أظهرتُهُ ، وأدركْتَهُ،
وكان غيضاً،
إذ يفِيضُ بحرُ الفقدِ بداخلي !
؛
؛
سلامٌ للصباحِ، للحياةِ ، للنور
للأرواح المُبتدرةِ بُكُورها بالحمد، والّلاهِجةِ بالتسبيح،
سلامٌ للصمتِ المُفعمِ بالشّعور،
لعوالِمنا الداخلية، لسرائرنا العميقة.
؛؛
ويحدُثُ أنّهُ مهما ادّعينا وكابرنا ....
تُباغِتُنا تلك الوخزةُ الكفيلةُ بإيقاظِ ما نُغفِّيهِ قسراً،
بإسبالِ الدَّمعِ،
وإرسالُ الرُوحِ ... دُعاء !
؛؛
الّلامُبالاةُ فنٌّ لا يُجيدُهُ إلّا مَن تمرّسَ الخُذلانَ وأعدّ لهُ العَتاد سلفاً،
وذاكَ تسليمٌ تُخالِطهُ حُرقةٌ في الحنايا، وتُخمِدُهُ تنهيِدةٌ عميقةٌ حين تصّاعدُ نحو السماء بعد أن تجترَّ حًممٌ مِن الآه ...
وليتها تنطفىءُ تلك الذاكرة مع احتراق فتيل الأيام وهُجوع الأنام ... ليتها !
؛
؛
للذاكرةِ دهاليزٌ تضمُّ في غَياباتِهاكينونةٌ تتأرجحُ مابين ماكان وماهو كائنٌ،
وعلى جنباتِها صورٌ تلتمِعُ مُذكِيةً أُوار الاستذكار !
تأخذُ الحياةُ هُناك تُعطي هنا...
ونظلُّ نركضُ ما بين ذلك الهُناك وهذا الهُناإلى أن نُصاب بِمَا لن نشفى منه أبداً:ا
ختفاء أحدهما !
إبراهيم نصر الله
؛؛
أن نبتعد لغرض التّناسي ، ذاك شأنٌ
أمّا أن نتجاهل وكأنّ شيئاً لم يكُن ، فذاكَ شأنٌ آخر !!
؛؛
قد لا أريد أن أتذكر كي لا أجرح الحاضر، ولكنّني لا أستطيع أن أنسى كي لا أخون ذاتي والحقيقة معًا !
-غسان كنفاني
؛؛
وتُشِيحُ السماءُ بوجهِهَا، وتلملِمُ آخرَ غَيمةٍ تعلّقت بِها هُدُبي،
وكأنّما الأرضُ ابتعلتني، وتلوكُنيَ العتمةُ !
أوماعلمتِ أيتُها السماءُ، كم كنتِ تهبينَ لعينايَ الإشراق؟
وكم كنتُ أهربُ إليكِ صُعوداً حين اختناق ،
أوتعلمين؛ مُذ غادرتِني، لم أصعد ولم أشكي، ولم أتنفّس !
فقط ؛ ينتحِبُ الصّمتُ بداخلي وعلى أصداءِ آخر قطرةِ غيثٍ رويتينيهِ، أُطبِقُ جَفْني،
وأنــــــــــــــــــــامُ ..... أنامُ
حتّى التعب .
؛؛
يحطُّ اليمامُ على غُصنِ جَرحٍ ، مُحترِقُ الرّيشِ، صديقُ الروحِ
يتّحِدُ الغصنُ و النغمُ،في غناءٍ رهيفٍ ، يُبكِي اليمامُ !
باخِعُ الوَجدِ ، مُمعِنٌ في النسيانِ
وعمّا جديدٍ
تَحُطُّ قَبّرة،يستحيلُ الجدبُ حقلاً،تأمنُ مِن خَوفٍ وتبيتُ هانِئةً في ذِمّةِ الحُبِّ !
؛؛
للفقدِ ملامِحُ باردة لا تُخطِئها القلوبُ الثّاقبةِ،مِنْ انكماشِ الصّوتِ لـ اتخّاذِ القلبِ شكل القُرفُصاءِ لـ انكِسارِ الرُؤية وتهدُّلِ الوقت !
وفي مداءاتِ الكِتابة يتفضفَضُ قَميصُ الوَحْشةِ حتّى الإحتواء !
؛؛
وأنسلُّ مِن بين صَخبِ البشر .. أعصِبُ عيناي.. وأُغلِقُ مسمعي
يهتِفُ الصمتُ بداخلي .. تتصادمُ الأحرف لترصُف أحاديث الروح
كم تشبّعتُ حنين !
سأتلُو عليك أخباري ؛
فـــ استمِع .....
؛
؛
تعبُرُني الوجوهُ في استردادٍ مُثقلٍ بالتعب،
تُومضِ حيناً، وتشجُو في آخرَ،
وبين نَقرةٍ، وسُكُونٍ عظيم ،
يمضي الجميعُ،
وتمضي الأيامُ، ولا يُنِّبهُني لانتهائها إلّا ُرزمةٌ مِن الورق، أُمزِّقُ مِنها؛ مايجِبُ صياغتهُ بصيغة الماضي،ليلتقط الآتي أنفاسهُ المُتعثِّرة !
وتبقى الأشياءُ،عالقةً،عابقةً في زواياها،
ويُشقيني الفوتُ،
قدري؛هو البقاءُ في تلك المسافةِ الزمنية .... المنسيّةِ،الحاضِرة !
؛؛
ننامُ ونُمَنِّي العينَ برؤىً ونصحو على يبابٍ !والآن يأكلُ الأمس بفَاهٍ شرِهةوكُلُّ الحقائقِ،سرابٌ يرتدي وجه الظلال !
؛؛
غادرتني الكتابةُ حين احتياج، أطلبهُ حثيثاً ذاك الحرفُ الآفل،
أرجوها سمائي الخصبة،
لتُزهر بعد مواسم عِجاف ،
وأتأمّلُهُ اِنقِشاعٌ يجلُو بصيرة أخْيلَتي،
علّني أُبْصِرها تلك النجوم الوليدة !
؛؛
للكلماتِ قلبٌ ، وأنا في قلبها، والمعنى في قلبي !
ولاصوتَ للُغة القلب،
بل صمتٌ مُفعمٌ بالتبتُّلِ والوُلوج في جَوهرِ الكون،
والخلودِ في زاويةٍ تُصيّرُني، لاغائبٌ ولا مَوجُود !
؛؛
ولتعيش في حالةَ سِلْمٍ والحياة ، انزوي خلف أقربِ جُدُرٍ وتقمّص وضعيةَ الجماد ،
نقِّح ذاكرتك أوّلاً بأوّل، وبالعربي البسيط ( غربلها) !
وقُل بصوتٍ عالٍ_ يشبِهُ الصّدى في دويِّهِ _ للأمسِ غِبْ وكأنك لم تكنِ ،
وعِش يومكَ وكأنك مُفارِقُهُ ،
واحصي أنفاسك وكأنها مُعجزةٌ
ونبضك حكِّمهُ، لا مجال ولا طاقةَ للمزيد مِن التوجُّع !
؛
؛
سألتُ النّاي في شَجوٍ ....
مَنْ يانايُ بهذا الإبداع سوّاكَ،
وهذا الحزنُ ألبسكَ،
مَن سكبهُ في جوفِك لتنّضح وحرفُ الآهِ يغشاكَ ؟
وأيُّ أنفاسٍ محمومةٍ تسري في عروقك الخاويةِ وبهذا الشجنِ الساحرِ تعزفُ على وتريَ الكمِدِ، كماكَ ؟
أطربنِي، داعِب مسمعيَ التائقِ لهزجِكَ الرخيمِ ،
هبني بعضُ فُسحةٍ، أسيحُ فيها وظِلّي، فربما التقينا في ذاتِ غروبٍ موعودٍ،
ربما كانت لحظةُ انعتاقٍ،
سكنتْ فيهاعيونُ الليل،
ونشجَ القمر !
؛؛
تنامُ عُيونٌ مِلْءَ جُفونها أرقاً، توقاً ....
وأخرى تنامُ على معاهدةٍ أبديةٍ والنسيان،
وكلاهُما يبيتُ وقد تحجّرت في محجرِ العينِ أُمنيةٌ عتيقة،
العيونُ ؛ تلك النافِذةُ التي تدلِفُ من خلالهما وهجُ الأشياءِ المُشعّةِ وإلى الروح ،
في تعارُفٍ أزليّ، في عالمٍ هَيوليّ
في إعجازٍ تعجزُ عن توصيفهِ الأبجدية، وتخرُّ اللغةُ صمتاً، عجزاً !
؛؛
إبقاءُ بَابِ القلبِ مُوارِباً بينَ بين ،
فَصلٌ مُستمِرٌ لِنهايةٍ لاتعرِفُ الأُفول،
بِداعِي الشوقِ القائِمِ أبداً ... تتجدَّد !
؛
؛
اللهم أملأ قلبي يقيناً تغْتسِلُ بِبَرَدِ التّسليمِ بهِ ... أوجاعي
؛
؛
الّلهم إنّي شيءٌ، وأنتَ ربّي جًلّ شأنُكَ ليس كمثلِكَ شيء
الّلهم ْيامن قلت وقولك الحقّ ( إنّما قولُنا لشيءٍ إذَا أردناهُ أن نقُولَ لهُ كُنْ فيكُونُ )
بمشيئتِكَ إلهي، قَدِّر ليَ الخيرَ، ثُمّ هَبْنِي الرِضا، ياربَّ كُلِّ شيء، والقادِرُ على كُلِّ شيء .
؛
؛
كلما كان شُعورُنا صادقاً،مُتغلغِلا ًو سَاكِناً لُبّ القلب
قصُرَتْ الكلماتُ وتضعضعت ً
فما أبلغ الصمت وما أقدَرَهُ على التعبير !
؛
؛
أيُّها الشوقُ الغافي على كتِفي كـ عُصفُورٍ قلِق
مَامِن دمعةٍ تنثالُ حال انبلاجٍ إلّا وتجّترُ مِن العُمقِ ألفُ قبيلةِ آهٍ مكلومةٍ ،
رُغماً تتكاثرُ ورُغماً تثورُ والعينُ حسيرةٌ،
تتطلّعُ بالأُفُقِ الغارِبِ، تغزِلُ مِن بقاياَ الغسقِ طيفاً ما انفكَّ ومنذُ الغُروبِ الأخيرِيزورُهاَ عِند كُلّ بارقةِ حنــــــــين .
؛
؛
ليتَ بمقدُورِنا تقنينُ الذَّاكرة،
ليتنا نملُكُ تعطِيل وُجهتِها، تسييجِها!
وعبثاً تستشْرِفُني الرُّؤى
تسْتطلِعُني تِلكُمُ النّظرات الدافئة، المِرسالة ،
ويتفتّقُ بُرعمٌ بالكادِ غفى
ناثراً في مجالي عَبقَ اللحظةِ والسّكْنة
سيّانَ حالي وحالُ مَنْ يُكابِرُ ويدّعي
بينما كفّاهُ لم تزل ندِيّة ... لم تفْتر !
؛
؛
أنصهِرُ في بوتقةِ فقد،
وأنعجِنُ بألف باء ... لتنبجِس من بين أصابعي أبجديةً صمّاء !
كلُّ ما أتقِنهُ طقوسُ الكآبة ،
وهذي الكتابةُ قد ملّتني !
؛
؛
إليكَ أكتبُ يامن تعرِفُكَ ،
وإيّايَ أُسمِعُني و أعنِي ،
في ديجُورِ العتمةِ، ثمّة برزخٌ مُبهم،
وحدهُ الحدسُ حين يتناهى في الشفافيةِ يستبينُ مايختبي هُناكَ ويلتمِعُ ،
فلا تنشغِل بما أُدوِّنهُ هُنا وهُناك، فهي محضُ حروف،
عالمٌ ماديّ لا يبلُغُ مِعشار سماواتي العميقة،
تقصُرُ دون سبر أغوارها بضعةُ كلماتٍ مرصوفة ،
والمغزى حيثُ تستشعِرهُ الروحُ، ويجيشُ به الوجدان،
فقط حين تصل لتلك البقعة الّلا محسوسة،
سترى بلا عيون
وتسمعُ بلا آذان
وتتنشّقُ فوحَ الأماكن ، وتنتشي بروْحانيتها الأزليّة، المطبوعةِ في العينِ قبل الذّاكرة !
؛
؛
يا أنسامَ طِيبةَ، هَبيهُم مِنْ أنفاسِكِ الطيِّبةِ رُواء
ومِنْ زُلالِ زمزمُك برِّدي على قلوبهم الطريّة
وبنفحاتكِ الطاهرةِ دثِّريهم، فإنّ مسكنهُم الروح وهُمُ للروحِ حياة !
؛
؛
سأحتفِظُ بي في منأىً عن هذا العالم ،
إلى أن ألُمّ شعثي،
لحين أُلمْلِمَني،
لحين مُصافحةٍ أخيرةٍ لوجهِ السماء ،
حين تصدحُ المآذِنُ ، وتأذنُ الحياةُ للطيورِ بالتّحليقِ الحُرّ !
؛
؛
ويحدُثُ أنّهُ مهما ادّعينا، وراوغنا وكابرنا،
تُباغِتُنا تلك الوخزةُ الكفيلةِ بتنبيهٍ على هيئةِ رسالةٍ مفادُها؛
كم افتقِدك !
كم
؛
؛
كلّما كانت مشاعِرُنا، رقراقة، مُتغلغلة، وساكنة لُبّ القلب
قصُرتْ الكلماتُ وتضعضعتْ
فما أبلغ الصمت، وما أقدرهُ على التعبير !
؛
؛
لاتقلق يا قُرّة العين ؛
لن أحرنَ ولن أبتئس،
فقط هو فرطُ الشوقِ يكسِرُني،
بينما تنتعِشُ أنفاسي مادُمنا نتنفّسُ ذات الهواء !
؛
؛
والحنينُ يَمُورُ في حنايايَ ،
جعلتُ لهُ في العُمْقِ برزخاً،
حياةٌ بفَنَائي؛تَفْنى !
؛
؛
كُلّ ماكنتُ أقولُهُ وأنا بكامِل وعيي،
لم يزل قابعاً، كماهو ، في الّلاوعي !
؛
؛
المُعضلةُ ؛ أنّي أمتلأتُ بكً حتّى أخمصي، حتى باتت فكرةُ تفريغي منكَ نِهايتُها الّلاجدوى !
؛
؛
وأبصرتُ ملامِحي المُغيّبة وتفاصيلي الجميلة في عينيك
؛
؛
أنت سمائي التي حوّٓلتني إلى "نجمة "
؛
؛
بقعةٌ مِن الأرض
تنهيدة
زفرةُ انتظار
حفنةُ ليتٓ
والكثير الكثير مِن التّوق
تكفيني لأصنع منها مشهداً خُرافياً و ألتقيك !
؛
؛
ماذا يعني ترقُّقُ الدّمع حال انثيال خيوط الذاكرة؟
ماذا يعني هذا التّخاطر المتواشج بين القلوب؟
؛
؛
في اللحظاتِ التي نتوقّفُ فيها عنِ الكلام، نُدرِكُ كم نحنُ قريبونْ .... قريبونَ جِداً !
؛
؛
أثبِت ماشِئتَ،وأمحُو ماشِئتْ،
سَيّان عِندي إن أنتَ أفصحتَ أو واربتْ،
فثمّة لُغةٌ بينَنا تقولُ عنّا مالا نُفصِحُ ولا نبينُ !
؛
؛
يكتسي مرآتي الوجوم ، لا أدري أهي الأصلُ أم وجهي !
وكذا تنزوي شمالاً، بسمتي
أُغمِض عيني تِيهاً... شجواً
وترتسِمُ الرؤى
تلفحُني سِهامُ الأمسِ، وقد بلغتُ مِن التّوق عِتيّا !
أسنِدُ رأسي على منسأة يقظةٍ طازجة، تحمِل لي في صحنها الأثيري، وجبةً أتقوّى بِها، وأتزوّد
ألتمِسُ طريق عَودةٍ .... وها قد عُدتي مُجدداً !
تسألُني بصوتِها المُغيّب؛ الطرقاتُ ذاتها، التي ذابت على أرصفتها خُطاي
أجل؛ عُدتُ، حين لا مفرّ، وحين نهاية الطريقِ مختومة بإشارةٍ رجعية، و كأنها دائرية !
كما قلبي حين تحومُ فيهِ الحمائمُ، وحين تقعُ غيمةٌ على كفّي
وحين يجيشُ بالتّحنانِ كتفي،
وحين تهطل شجواً العيونُ
كل ذاك؛ طقوسٌ فجائية تنبثِقُ حين عزمٍ لرحلةِ ارتحالٍ دون إياب !
وتساؤلاتٌ جمّة تُختلِجُ في ذهولٍ يُأرِّقه العَجبُ ؟
وتباغِتُنا السماءُ بغيثها،
ففي حيزٍ ما، ثمّة ماءٌ يكفي للارتواء،
إنّه أشبهُ ببحيرةٍ تنبثقُ مِن العدمِ وفي قلبِ صحراءَ مُجدِبة
في مشهدٍ تتعانقُ فيهِ الأضّدادُ،
وتَتحفّظُ فيهِ بخُلاصة الطبيعة كميثاق نجاةٍ إذ تبدّلتِ الأحوالُ، وشُحّ الماء !
وغمرنا التِيهُ،
سنؤوب إليها، إلينا
نعتصِمُ بالصمت، نُذعنِ للقَدرِ المهيب !
؛
؛
التوقيتُ هو الآن ،هو حيثُ كُنّا، وسيبقى في ذواكِرنا،
في عُروقنا النّابِضة، في ذِهنيَّةٍ مُستدَامة .
؛
؛
كُثْرٌ؛ هُم مَنْ أوجعوني
هو؛ فقط مَنْ أوجعتني محبّتهُ !
؛
؛
خواطِرُ عديدة تتوالى عليَّ ....
تارةً تفيضُ حواسّي بالأُنّسْ وأُخرى تعتصِرُني وجعاً وبعضُها تُصيِّرُني موجوداً ... وغيرُ موجود !
شيئاً فشيئاً أستوعِبُني غير أنني كـ قطعةِ خشبٍ طافٍ في قلبِ مُحيط !
؛
؛
هذي الحياةُ كعجوز تسعينية تُخفي تجاعيدها الهرِمة خلف نقابٍ مُبهرج ،
غير أنها وبرغم كل ماأُوتيت من فنونِ الفبركة، ثمة خطوط غائرة استحالة تغطيتها أو حتى تمويهها !
وثمّة عُيونٌ لا تلمحُ إلّاها !
لترسم لذاتها صورةً مستقبلية، بعيدةُ المدى، قريبةُ الواقع
و الّـ لامحالةَ تعويذةٌ تُربِّتُ على كتفِ التصبُّرِ ...
فكل شيءٍ واردٌ، والنفسُ مُشرّعةٌ لتقبُّل المشيئةِ بكل أحوالها
واللحظةُ فقط هي نصب العين،
غير أنّي في غبطةٍ دائمة ...
فمهماهرِمتْ الملامح ... وتضاعف العمُر صعوداً
ثمّة صندوقٌ يحتفِظُ بالجوهر، بالنظرات، بالهمسات وحتى بالروائح !
نميرٌ تستقي مِنهُ العروق حين تعتريها سُنونَ عِجاف .
؛
؛
شاخصٌ بصري للأعلى حيثُ المددُ الإلهي
أتلُو صلوات رخيمة في سِرِّي, تُتمتِمُ شفتايَ وتجاوِبُها العيون ....
عِند أطرافِ جدولٍ عتيق أنتظِرُ وصفحةُ الماءِ تتهادَى عن صُورٍ تتساقطُ تَترَى!
على منَسأةِ الانتظارِ أتّكِأُ والعُمرُ يمضي بلا هَوادَة،
أتعلم : أتهرّبُ حتّى ِمن ِذكراك!
أكتُبكَ بـ (أنتَ) ودمعةٌ دفينة تغصُّ في جنباتي
تُصابُ أصابعي بالخدر وتتعطّلُ لُغتي !
كيفَ الهروب!
وذِكراكَ كـ صوَى الطريقِ مَا أن أستعيُد تواُزني حتّى أتعثّرُ بأُخرى !
يضيقُ بي وُسُع المَكان
أُهدِهدُ وحَشةَ الغِياب وأزفرُكَ تناهيدَ تتكسّرُ في فمي
وعبثاً؛ أتلصّصُ، أختلِس !
؛
؛
تتوهُ مِنِّي مقاليدُ الأبجدية
الخرسُ يتملّكُني، وأغصُّ بما يعتملُ في فمي من بوح
يا لبؤسي والحياةُ مُترَفَةٌ مُقتِرة ، تُكيلُني الفقد أضعافاً مُضاعفة
ويالقلة حيلتي، والروحُ تقف على مشارف الأمس، تتنفّسهُ بصدرٍ نهِم، وتتطلعُ للآن بعيون التمنِّي !
ويضِيقُ هذا العالم ويميدُ حين أحتاجُ لكتفٍ أميلُ عليه، أضعُ رأسي وأُعطِّل إحساسي فيما دون لحظتي الآنية،فقط لِجُزءٍ من عُمر الزمن !
؛
؛
تهيضُ المِحبرةُ بأتونِ البوح
والقلم ينكفيءُ غاصّاً بجرعةٍ زائدة !
مابالُ الأشياء بدأت في الإنحسار
في التقوقع ؟
وكأنّما الموجُ أعلن الحِدادَ حارماً البحرَ من مؤانستهِ
ساكباً الوجومَ في قلبهِ
مُبدِلاً هديرعزفهِ بموتٍ بطيء ، بحياةٍ جامدة
لاعليك يابحرُ
تلك هي؛ دورةُ حياة ...
لملِم انكسارك
ارأب صدعك
وخِطْ فمَ السؤال
بأجوبةٍ خاوية
ادفع أطفالك المُتأهِّبُون للنّورِ
لرحمِ الظلمات
لطَورِ تكوينٍ أبديّ
لعُصُورٍ بائدة
لهجعةٍ طويلة
ثمّ
صلِّ صلاة الغائبِ على أرواحهمُ الحاضرة !
؛
؛
وحتّى لحظتي الراهِنة
يُعانِدنُي قلبي في أن أكتُبُكَ بصيغةِ الماضي !
؛
؛
في ذاتِ استكنانٍ وإطراقٍ للذَّاكرة ...
يحدوني التوقُ لعينيك،
كنتُ لا أنفكُّ مِن التأمّلِ،
كنتُ أُخزِّنُ مؤونةً مِن الضّوء، وكسرةً مِن السمــــــــــــــاء !
؛
؛
http://www.ab33ad.info/up/view.php?file=7095c0eecd
؛
؛
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-7095c0eecd.png
؛
؛
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-77d48db54d.png
؛
؛
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-cce5404a6c.png
؛
؛
مساءُ الغُرباء العائدين للتوِّ من مُدُن التِّيه !
؛
؛
ماذا لو سرقتُ مِن القمرِ خيطاً
ثم أضأْتُ بهِ هذا الليل البهيمِ
وبسطّتُ مائدةَ البوح،
وغرِقتُ في الصمت المَهِيبِ
وتركتُ لعينايَ العنان
سرّحتُهُما في الملكوت ....
إلى غيرِ رجعةٍ !!
؛
؛
ياللبُؤس المُتفشّي في هذا العالمِ الخَرِب
ويالتعمّلُقِ الأنا وتصاغُرِ الآه واختفاء الملامح
أُفتِّشُ عن الإنسان !
وحين مُصادفةٍ حقيقة، تُحِيق العثراتُ حول معصم المرام،
لا الكلامُ جائزٌ ولا حتّى الإيماء !
والحرفُ لابُدّ وأن يرتدي جِلباب التّظاهُر ،
كل ماعليك فعلهُ التفنُّن في حِيل الإدِّعاء
تمرّس ففي التِّكرارِ مِراسٌ
وكلُّ وجعٍ يكون في بدايتهِ مأساة ثم يُورِثُه الإعتيادُ البرود .. الرتابة
ليستحيل ملهاة !
لاعليكِ أيتُها العيونُ السّارحة، هِيمي في سماواتِ الأَخيلةِ ما استطعتي إلى ذلك سبيلا
هُناك فقط تذوبُ الأوزانُ، تسمو الروح ، تتخفّف
ثُمّ لا تُعد تَرى الأشياء بذات الكثافةِ و القِيمة
سيعتريها الذبــــــــــــــــــــول !
؛
؛
وحين تعطُّشٍ لحفنةِ ملامح
تُمطِرُكَ غمامة عُلوية بكل سخاءٍ تقِرُّ بهِ العيونُ التوّاقة
يالله كم تُغنيني هِباتُك
شكراً ربَّ السماء
؛
؛
أرنو لمكاننا، ومن خلف باب المُناجاةِ أبثُّكَ لوعتي، وخلجاتٍ مطويّةٍ منذُ اللحظةِ الأولى التي وقعتْ فيها عينايَ على مكمنِ السّرمديةِ في أعطافك.
ماذا يعني ترقُّقُ الدّمع حال انثيال خيوط الذاكرة؟ ماذا يعني هذا التّخاطُر المتواشج بين القلوب؟
؛
؛
استشعاري بوجودك الدائم في الضّفة الأخرى من هذا العالم الرحيب
كفيلٌ بدسِّ دُنيا مِن السعادة في عيناي
تلك الّلمعة؛ أتذكُرُها ؟
؛
؛
مشاعِرُنا الخارجة عن إرادتنا، تحتكِمُ زِمامها الروح
والروحُ مِن أمرِ ربِّي !
؛
؛
ثمّة عوارض قلبية يتغلّبُ رهقُها على عوارض الشتاء الصِحيّة ،
صباحي باهت ك لون السماء
؛
؛
وكعادةٍ صباحية
أجْهَدُ في تلقيني ببدءِ يومٍ جديد
أُعرِّجُ على ذاكرتي، أُصافِحُ الصور وأُربِّتُ عليها بعينِ الحُنُوّ
ثم؛ أمضي لِمُزاولةِ الحياة
؛
؛
يا أجملَ العُمُر؛
وما هذي البسيطةُ إلّا صفحاتٌ نملؤها قسراً لتستمر فصولُ الرواية
غير أنها تحوي في طياتها الخفيّة مشاهدُ دوّنتُها ثم فصّلتُها على الهامشِ بعبارة ( حُلُم ) !
؛
؛
ثِق كما أثِقُ بأنّنا سنلتقي يوماً ما، عِند تقاطُع التّوق والحنين !
؛
؛
تلكمُ التفاصيلُ تُلازِمُني كخيالٍ طافحٍ بالأُنسِ
لا أملُكُ حِيالَ حضورها المُلحِّ سوى استقبالها بكاملِ أناقتي (:
وأُغِليها .... جداً
وأُشرَّعُ لها من روحيَ مُتّكأً
فتحطُّ على كتفيَ المُجهدِ
بكُلِّ حُنوٍّ ... تحطُّ
كيمامةٍ هاربةٍ مِن أغلالِ خَارطة الزمن
كوجهٍ غريبٍ عثرَ على ملامِحهِ المُغيّبةِ في أكداسٍ مُتناسِخة
كوترٍ يفيضُ بالشجو كلما ربَّتتْ عليهِ أصابِعٌ مكلومة
كـ كُلَّ الأشياءِ الحاضرة فينا وإن قسراً غبنا
وتعمّدنا
وأدّعينا
وكابرنا
كلها ... وبكامل حضورها
تُلازِمُني .
؛
؛
هاهي الشمسُ المُنكسرةُ تتأهّبُ لترأب صدعها، عليها أن تُشرِقَ لامحالة !
وكم مِن لا محالةَ تصنعُ مِنّا أجساداً خاويةً على ظهرانيِّ هذه البسيطة
وكم مِن عُيونٍ ترزحُ خلف نافذة لعلّ
وكم مِن أفواهٍ غادرها الكلامُ حين غدرتْ بِها النُّقطة !
وكم .. وكمي
وللحديثِ بقيَّةُ مابقيتُ أتنفّس .......
؛
؛
ديدنُ الأشياءُ الحقيقةِ؛ البقاءُ في سُلافِ الروحِ مهما عصفتِ الأنواء ومارتْ سماواتُ النّفس
وماجتْ سفينةُ الحياةِ بصروفِها وفرضياتها.
فحناينكَ يا صُنوّ الروح بأشيائي الحميماتي
أنْزِلها في رِحابِكَ ، دعها في أعطافِك تنام
ثم هدْهِدها بأصابعِ التّوقِ لحُلُمٍ آت
فكم تحِنُّ العُيونُ الكسيرة ويجبُرُها ربُّها برُوئً لطالما كانت في عِدادِ المُستحيلات
فالغدُ يتقلَّبُ بين أصابع الرحمن
وأنا أصغرُ مِن ذرّةٍ ، ورجائي يُطاوِلُ الرُبى
وعيني لا تنفكُّ تنتظِرُك ...
؛
؛
أذكُرُك ...
فيعتَصِرُ خافقي وجَعٌ عصيُّ التّدوين !
؛
؛
يسألُني أحدُهم ؛ (كوني لهُ السماء ) !
وما أنا سوى غيمة حطّـت مِن عُلوٍ على كفّهِ النّدية
أجل؛ لم تزل تلك الطقوس عالقة بمسامي، أتحسّسٌها كلما أوجعني الغِيابُ المُرّ
الوجعُ يقضِمُ ذاكرتي وأُداويني بترياق الحرف
عينايَ تزاوِلُ الهُطول بتؤدةٍ
والكلماتُ تحومُ أصداؤها وتطّوفُ بي في قلب الدائرة
وأنا ... ما أنا !
عندما يكونُ ضجيج الصمت
أكبرُ من الكلام
وأضخم من الواقع
وعندما نخسرُ الرهان
وتختنقُ الأسئلة باحثة
نهربُ للخيال
وننسج عالماً من الكلمات ... الأُغنيات
كما الفَراشِ تتحررُ من شرانقها وتنسجُ طريق الحرير
دروبٌ تحركّها أنامِلُ مِن فتنة
برسمٍ مُبهر
ترنُو لِما خلف الورى
وبسمةٌ تغلف العيون
تخلُقُ من يومي حالة
هي الاِستثناء
لايحكمُها تعاقب الليل والنهار
بل
أبعدُ مِن الساعات وأكبرُ مِمّا يحتويهِ المكان
؛
؛
بصيصُ نورٍ يُشرِقُ في عتمةِ مساءاتي، تلك الكوَّةُ المُحرّمة
تجلُو الحزن عن قلبي
تُعيدُ ترتيبي، تجتلي أسراري ،تُهدهِدُني
هدّنيَ التوقُ يا بعضي
ترزحُ ابتهالاتي في محرابِ مصادفةٍ عابرة، وعلّها تكونُ
أغورُ في قلبِ ماكان، أستشرِفهُ بذاكرةِ الآن
يتداخلُ بعضيَ في بعضي، وكساعةٍ رمليةٍ تذوبُ أجزائي
أدّعي الاكتمالَ و أنكدِرُ في أحايينَ لا أملُكُ فيها انهمالي
وغصّةٌ عظيمة تعترِضُ أنفاسي
تلك التنهيدة؛ أجترُّها بيني وبيني، أخالُها كنصلٍ يُدمي بقاياي
ويترُكني فارغةً إلّا مِن ذاكرتي العامِرة بالتّفاصيل .
؛
؛
أخبرني؛كيف أملُكُ إغلاق نافذة تسربت إليَّ من خلالها أنوارُ المحبّةِ والسلام !
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-c93644d6b9.jpg
؛
؛
أُسائلُني؛ لِمَ يستعمِرُني طيفك بهذا الحدّ الموجِع ؟!
؛
؛
حسناً؛ وهاقد عدتُ مُجدداً ، وربما لو أحصيها لكانت المرّةُ المئة بعد ألفٍ أسررتُها في نفسي ولم أُبدِها
أعودُ ولأنّي وببساطةٍ،هشّةٌ جِدّاً مهما أدّعيتُ وتظاهرت
أعودُ لأسكُب نبيذ صمتي المُختمِر
لِأقول وبطريقةٍ تُشبِهُ الهمس
وفي الحقيقةِ إني لاأجسُر حتى على الهمس !
وعزاءُ النفسِ إيهامُها، أو هدهدتُها على كل حال
فرُبّ خربشة فارغة تختزِلُ في قلبها الكثير
؛
؛
بعضُ الصباحاتِ تبثُّ في قلبيَ المُنهك بعضُ انتشاء
وكأنها تحمِلُ لي على جناح الرجاء رسائل صامتة
ونبقى ويبقى مِن الشوقِ رسولٌ بيننا
صباحُك دِفء
؛
؛
المُضحِكُ المُحزِن في جُلّ الحكاية
هذا الإختباءُ الذي يُضاعِفُ النّأيَ اقتِراباً !
؛
؛
أُغالِبُ تمنُّع أصابعي عن فعلِ الكتابةِ
ومامِن سبيلٍ للبوح !
الصمتُ بات مُلازمي إلّا مِن لغة العيون
ولكنّهُ الحنينُ؛ يفتِكُ بي
أزورُها الأماكِنُ .. أقِف عليها عُمُراً
وأبكيها سويعات غادرت على عجل
وتمور الأرض من تحتي وتبتلعني لحظة فارقة في ذاكرتي
ياتلك اللحظة .. هبيني من أنفاسُك رُواء
أمهليني لأعُبّ من شذاك ظمإي
امنحيني بعضُ سُكون
وشيئا يُشبِهُ الحياة
وعلى نحوٍ ما .. أعود بعد أن يغلِبني الشوق
لم أعُد أُتقِنُ فنّ رصفِ الحروف ولا تنميق العبارات
فقط ؛أتأمّلُ مليّاً، والروحُ تسترِقُ هسيس الصمتِ و وجيب النبض
ثم أختِمُها بتلويحةٍ مبتورة
؛
؛
هل أدركتٓ سِرَّ تشبُّثي؟
لم تجفّ مُؤقُ تسهُّدي قطّ
؛
؛
وتمضي حياتي رتيبة إلّا مِن ذِكراك
تُشاكسني عيناك، مِن كل زاويةٍ تنبجِس صورة غائرة في صميمي
وأتنفسه عطرك المحتبِس في صدري
وأزفرُهُ تنهيدة بنكهة قهوتنا المفقودة
ياليُتم عينايَ حين تتلفّتُ ولا ترويها السماء
ويالنحول روحي حين يُحبَسُ عنها نغمُ الوتر
وتتعالى الأسوارُ، والشوقُ يغرِز مِعولهُ في خاصرتي
وأبثُّك لوعتي .... كلمات
؛
؛
يتملّكُني شعورٌ عصيُّ التدوين
يُشبِهُ في توصيفِهِ حالة انعدام الجاذبيةِ أو الطفوِ في الفراغ أوالغرقِ في الّلاشيء!
أتفحّصُ كل ماحولي وفي الحقيقةِ لا تُلتقِطُ عدسة عيني أيُّ شيء
أتحدّث، أسترسِل، أُثرثر، وفي الحقيقةِ أنا لا أستوعِبُ بل لا أسمعُني لا أفهمُني !
أشياءُ هُلامية، تسقُطُ من يدي،لا ملمسَ للأشياء، لا حرارة، لاحياة !
بياضٌ ممتدٌّ في الفراغ، بِلا نهاية
بِلا صوت،
بل أنا بِلا أناي !
؛
؛
_أوتسألُني عن تلك اللحظة؟
_ممم ... في الحقيقةِ كنتُ مُنهمِكة؛
كنتُ أُخزِّنُ مَؤونةً مِن الضّوء، وكسْرَةً مِن السماء
ونَثَارٌ مِن حياةٍ ... كانت هي الحياة !
؛
؛
بعضُ الصباحاتِ الهادئة
تُيقِظُ طفل التذكُّر فيُستنْفَرُ الحنينُ مِن مكمنِه
؛
؛
يابعضيَ المُغيّبِ في أتونِ المسافات
ذا نبضي، يتواشجُ ورتم أنفاسك
هاكَ عينايَ التوّاقة،
بإفراطٍ تخلُدُ فيهما الملامح
وبلا تناهٍ تتسامى
ينفرِطُ عروة احتمالي
أنهمِلُ
ثَمّ؛ شيئاً فشيئاً أتخلّقُ مِن جديد
أتكوّمُ
في قلب رُؤايا
وفي وجه المَرايا
يتشكّلُ انعكاسك
يتوهّج
فأُلقي على عيني تعويذة الإطباق .
؛
؛
صباحُ القهوةِ المفقودة
والضحكةُ الشهيّة
والنظرة السادِرة
وأشياءُ أخرى عصيّةُ التدوين على كاهل أصابعي الثرثارة 😊
؛
؛
ذاكَ الوجْدُ الخبيءُ في دمي
مُترعٌ بالتوق
ريّانةٌ مَسارِبهُ، نابضةٌ بماء الحياة
تروي سُهدي فتنّبِتُ بثغري؛ سَوْسنة !
؛
؛
عتيّةٌ هي هجمةُ الحنين، تُضرِبُ بوقار الصمت عرض حائط التقوقع
لِتبين للعيون الهوامِلِ كيف يكونُ حالُ الدّمع حين يُعاني حُرقة الإنكسار
وهل يحتمِلُ هذا القلبُ وجعينِ في آن !
لله وحدهُ في أمرِ حنايانا الأمرُ مِن قبلُ ومِن بعد .
؛
؛
نبضٌ مُعتّق
يتفرّدُ بضوعٍ أذفر
لا تُخطئه حواسّي
تخلّق مُذ أبصرتْهُ عيونُ القلب
ولم تبرحَ محراب الرجاء
أن يا نفحات طِيبةَ، لم يزل بي أملٌ يتيم
هبيني قبساً مِن نور
أو حفنةَ ماءٍ
أو هبّة نسيم
شاخت ملامحي، هدّها الإنتظار
تعاقبت عليَّ الدوائر
أكلتْ من أديمِ وضاءتي، وشرِبت مِن مؤق عيني
فهل إلى بلوغِ المرام سبيل ؟
أم هل على هِباتِ السماء اعتراضُ؟
تلك أصداءُ غيهبِ الصمت، معقودةٌ بحبائل الترجّي
وإلى اللهِ المُنتهى
؛
؛
تحتدِمُ في خاطري الرُؤى
استمطِرُ الفرح حال انبلاجِ الهسيس
تتحلّقُ حولي زوبعةُ قزح
تلوكُني في دوّامةٍ موقوتة
ارتقِبُها
والريحُ خائنة
تُبعثِرُ خُطاي، وكذا؛وُجهتي
فأجوبُ في مُحيطٍ مُغلق
وعينايَ ترتقِبُ في نهمٍ لذيذ، لا يُثنيهِ الوسنُ
تنامُ النوارسُ
بينما قلبي يقِظٌ
يُعاوِدُ الكرَّ والفرّ
يلتقِطُ أنفاسهُ المُتشرِّدة
ويدسُّهُ في قلبِ رؤىً لم تعرفِ طعم النُور!
؛
؛
وأسررتُها في نفسي ولم أُبدِها !
؛
؛
؛
؛
ألوكُ الكلام القابعِ في فمي مُنذُ يقظةِ الروح
وأختصِرُها في تنهيدةٍ
تحتضِر
يلفحُني أُوارُها
فأعتصِمُ بدمعةٍ
تتسرّبُ نجواها
فتهمي سماؤه
تسقي ذبولي
تعشوشبُ الروح ... وتتفتّقُ سوْسنة !
؛
؛
قُل للذين مقامهم في مُقلتي
ما ضرّنا إذ ناءتِ الأميالُ ؟
كُلّ يومٍ تكبرون بداخلي
كالزّهرِ يُورِقُ في الحياةِ جمالُ 🌸
؛
؛
مِن المؤسفِ أنني أُجيدُ قرآءة صمتك وأراها عِياناً عيناك،
حين تلوذُ خلف تنهيدة !
؛
؛
تحِنُّ الروحُ لتُرمِّمَ هذا الشرخ الغائر في الصميم
ثم تذوي في مِحرابِها لتستكين في أعماقهم
؛
؛
للحنينِ نشيجٌ تتكثّفُ أصداؤهُ في دهاليزِ روحي !
؛
؛
تُفتّتُني الّلهفة
لا أملُكُ خَيار التّناسي وروحي تتضوّرُ ظمأً
يا كُلّيَ المسلوب
يا بعضيَ المُغيّب
يانبضي الدافِق
ياحياةً رُمتُها وكانت شِبهُ حياة
يتساقطُ عمري
تنكمِشُ الصور
ويخبُو بريقُ الجماد
وفي عُمق المستحيل، تتّقِدُ جذوة
وأستجديكَ ... خُذني
لملِمني
خبّئني
إليَّ أعدني
لهويتي الأولى
لملاذي الرحيب
لقلبك
لوطني
؛
؛
فُتورٌ يتسرّبُ عبر مسامي
تخضعُ حواسّي لحالة من الخمود القسري،
أتحرّكُ في مجالٍ مغلق، تستشري حولي بلبلةُ أصوات،
ويتكاثفُ بداخلي الهسيس
ثمّة احتياجٌ روحي لجُرعةٍ من جُرع الحياة !
؛
؛
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 50 ( الأعضاء 1 والزوار 49 )
زوّاري الكرام، يارفقة النور، أرتالٌ مِن الشكر تخِرُّ من ثِقَلِها يداي،أُزجيها بكل خجلٍ لعظيمِ ما أوليتموه حرفي من عين قرآءتكم ومتابعتكم
شكراً من القلب 🌹
؛
؛
محمد الوايلي /
صديقُ الحرف .. شكراً جزيلاً للفتتك الطيّبة
ثم شكراً لجميل ظنك ومتابعتك لبسيط حرفي
تقديري الجمّ
؛
؛
اللغةُ العربيةُ عشقي بالفطرة
وبالسليقة البسيطة أتكلّمُها وأكتُبُها
لستُ بضالعةٍ ولا أريبةٍ أو أديبة
ولا ناقة عندي ولا حتى بِضاعة
وإن حدثَ وسألتني عن إعراب اسمي
فسأقول ودون تفكيرٍ ( مُضافاً إليك ) 😊☺
؛
؛
تبتلعُني المواقيت، وكم ترعبني كشبحٍ يلاحقني ولا يتركُ مِنِّي شيئاً لي !
وأجهدُ في لملمتي
مُبعثرة كلوحة بازل شاسعة، محضُ أنصافٍ، ومن ينصفني !
وألوذُ بقلبي المُترع، إليك يامُستراحي
في ظِلِّ أيكك الفارِعِ أتملّى، أتنفّسُ، أركن
فتعودُ ملامحي للتشكُّلِ
تُغلِّفني مشاعِرُ خصبة
تُورِقُ على أنسامها أصابعي المبتورة
يتعالى بداخلي معزوفةُ كلارينيت
وعلى مقامِ الهزجِ أُغمْغِمُ بحديث الروح
سأتلُو عليكَ ماتُمسِكُ بهِ حُنجرتي
فاصغي ....
؛
؛
وفي لحظةٍ لاتُقدَّرُ بمواقيت آلة الزمن
تتنهّدُ الدائرةُ عن فعلِ الدّوران
وكأنّ شيئاً لم يكُنِ !
؛
؛
وإن تناءتِ الدروبُ
تبقى الأرواحُ تطوَّفُ في قلبِ الدائرةِ على هيئةِ رُؤىً تتجسّدُ وكأنّها عينُ الحقيقة؛ بل وأقربُ !
؛
؛
صباحُكم تباشيرُ فرح 🌸
؛
؛
ركوني للصمت يعني بداية التلاشي
لاسيما الصمت الورقيّ؛ أبداً لا أحتمِلُ اعتناقهُ
وأبداً تطلبني روحي للخلوة بي، بعيداً عن ضوضاء المادّة
فتُقِلُّني أجنحتي للمرفأ المعهود،تكفيني بضعُ جرعات لتسدّ رمق زوبعة الفقد، أُلقِمها روحي على مهلٍ وبطريقة الاستلذاذ بآخر فُتاتٍ لم يزل عالقاً في ناحيةٍ ما من قصعة الحياة .. الفارهةِ جداً.. المقترة جداً !
تتشعّبُ بي الفراغات، أراني كمن يغوصُ في قلبِ محيطٍ بلا قعر، وتستشرِفُني خلال تحليقي العكسيّ
سلسلةٌ مِن الحيوات، في كل منها كانت لي ملامح لاتشبِهُ الأُخرى التي تليها و تليها ...
وتتوالى الصور تترى، في مشهدٍ صاخب، غير أنها أُذني تنتقي بعض الأصواتِ لا كُلِِها!
والأخرى ليست إلّا محضُ أفواهٍ صمّاء .
حسناً...
انتهيتُ من ارتشاف قهوتي، ونفث زفرتي
عليَّ العودةُ لمكاني الاعتياديّ
بعد وضعها؛ النقطة .
؛
؛
والأعجبُ أنّ شُريانَ الوصلِ أبداً نابِضٌ فينا؛
ففي حين كنت تكتب؛ كان طيفك يتبسَّمُ لي في الجهة الأخرى!
؛
؛
وأجتثُّني مِن بين فكيّ هذا الزخم الطافحِ بالتعب
لألتقط أنفاسي
لأُفلتِر رئتي
لأتزوّدَ بجُرعةٍ مِن جُرع الحياة
لأتقوّى وأشُدَّ على كتفِي شيئاً مِن دِفء
؛
؛
رتيبةٌ هي الصباحات الخالية من رائحة نيكوتين القهوة
تماماً كما تستوحِش الروح نبرة النّاي، عزف القانون، عطر لاكوست، وأشياؤن من هذا القبيل 😊
وصباحكم مفعم بالأروما 🌹
؛
؛
وها أنا؛ أعودُ بعد استنزاف ساعة الزمن
واستقطاعها مِن أجزائي
لا أُبالي؛ برغم مابي
البتة؛ لا أُبالي ولا أُعيرهُ جزاءً من التفكُّرِ أو التأسُّف
فقط أحتِفظُ ببعضي، وأرمِّمُه ها هنا، بالكتابة
أُبهرِجُني بوضع مساحيق حِبريّة
ثم أتأمّلُها صورتي، في عينيكَ !
؛
؛
صباحٌ تزنِّرُه بسمةٌ مُنعشة 😊
؛
؛
يارب ؛
أنا عبدك الضعيفُ الهشّ
القويُّ بك والطامع في كرمك والطامحُ للطفك
والراجي لعفوك
تجترحُ حواسّي ؛ ولكن لا تنفك نفسي اللوامةُ بتأنيبي
فأهرولُ إليك، راغبةً مُنكسرة، لا ملجأ لي إلا إليك
ولا ملاذ بعد واسع رحمتك سوى نهر مغفرتك وكريم عطاياك
إلهي؛رجوتُك فلا تكلني لنفسي طرفة عين .
؛
؛
وكأنّي بي في مَتحفٍ شمعيٍّ حااافل بالوجوه المُتناسخة، ووحدي الشخص المُتعامي رُغم وضوح الرؤية
ووحدي من تتنفّس بقايا زفيرهم !
بعضُ المشاهد تستولي على كامل أخيلتك للحدّ الذي يجعلُ أصابعك عاجزةً تماماً عن رصف الأحرف بجانب بعضها لتشكيل جزءاً منها
بصورتها المطبوعة هُناك بطريقة طازجة جداً !
بعضُ أنواع الفقد يجعلك تفقِِدُ على إثره تلك الحاسة المُرهفة ذات الاستشفاف الدقيق لرِتم النبض، لتستحيل الحياةُ لمسلسلٍ مِن الروتين
الخالي مِن النكهة
وصباحٌ آخر وربما ليس الأخير !
؛
؛
؛
كيف أنتَ يا نبضي ؟
أمّا أنا؛ فبين فينةٍ وأخرى أتحسّسُ رَوْع نبضي المُنكسِرِ على ساريةِ المواقيت اللاهثة
والحياةُ لاتكفُّ عن مُطالبتي بما يُعادِلُها مِنّي، فتستقطِعُني على مهلٍ، وبطريقة الأجزاء!
لا أتخيّلُ قساوة كفّتيها الغليظتينِ جداً
تُكيلُني الفقدَ أضعافاً مُضاعفة، والحُبّ أيضاً يا نبضي تزِنُه بالمقابل بكومَة حِجارةٍ ربما؟! أو حفنةِ حصىً أو أحرُفٍ عاريةُ التّشكيل
فقط؛ احتفِظُ بما خفّ وزنُهُ كالوحاتي ومكاتيبي إليك، وقنينة عطرك، وتلك العُملة المعدنية باهظةُ القِيمة
هل تذكرُ كل تلك الأشياء الصغيرة، والمسافات الشاسعة،والسعادة الغامرة، والأماكن العابقة بأنفاسنا؟
كل ما يستعمر الذاكرة يشغل حيزاً شاسعاً فيها،تتكدّسُ الرُؤى،وكل عاطفةٍ دافقة لم تزل تتعملقُ برفقٍ شديد
أكان ممكناً أن لا تشي بسرّك للسماء؟
كيما أتحرر من ملاحقة طيفك كل ما قلبّت بصري فيها؟
أراك يا نبضي، تقفُ هناك، ترمقُني بذات النظرات السادرة،المِرسالة،
الشارعُ ذو الوُجهةِ الواحدة،
المزدحم بالعيون،نسيرُ بلا خطوات،بنصفِ إدراك،وبكاملِ التوق للمكوث،وبكثيرٍ من التوجّس كلما تنهّدت آلةُ الزمن .
وها أنذا، أعودُ أدراجي ...
تلك النقطة اللعينة، تحاول قتلي كرصاصةٍ مُصوّبة، لاتكفُّ عن البلبلةِ
وعبثاً؛ أقترِفُ جُرم رسمِ الكلمات ،تلك الهوايةُ تجري في دمي، كماكَ .
؛
؛
يستدعيني طارِقُ الشّوقِ، في مساءات سُهدي،أن هلُمِّي،
فأخلعُ عنّي ذاكرة الآن، وأدلِفُ بأسمالِي العتيقة
لتلك الحقبة الزمنية الرابضة في أديمي، المختلطة بدمي
أتشكّل بملامح بِكْر، تُشبهُ مصافحتي الأولى، لبريق عينيك
ويتبلورُ ماءُ الحنينِ لحرفٍ غزيرُ الانهمالِ، مُسكرٍ، سائغُ الرَوي والارتواء
وتتخشّبُ أصابعي، من فرط التوق
فيا رسول الكلِم؛ خذني كُلاً وأبقي بعضيَ العصيّ عن التشكيل .
؛
؛
متوعِّكةٌ هذي الروحُ ترتجي مِن نعيمِ الوسادة جرعة تناسي
وحفنةُ علّ؛علّها تُطبِّبُ ذاكرةً مُتخمةً
أختبي في قمقمي كتلك الأشياء التي لاتقوى المواجهة
أتأمّلُني وقد غرس الفقدُ أصابعه في خارطة عيني
أمارسُ الّلاجدوى بكل أطيافه، كـ كتابتي هذه مثلا !
لابأس؛ طالما أنها ثغرةُ تؤدي للهروب منّي؛ منك
أبدو كسجينٍ لا يتكبّدُ عناء الهرب، مشقّة التسلّق،أو حتى الركض!
أتسمّرُ في مكاني،أختبىء في اللاوعي، وأبتلِعُ صوتي المُتهجِّد، لمستي الشحوبة،بسمتي الشمالية،تنهيدتي، وكل أشيائي
وأكتفي بعزلتي .... فيك
؛
؛
صباحُ الأشياءِ العصيّة على كافة سُبُل التوصيف،
صباحٌ باهت يعرِّجُ على الأرواح التائقة لقُبلةِ كتف
صباحٌ يستفيقُ كيفما اتفق هو والنبض،
وصباحٌ عطّل حرفي إذ فاضتِ العينُ وأُخرِس الصوت !
؛
؛
تنامُ على رصيفِ المواعيد، تتوَسَّدُ غائباً وتلتحِفُ العتمةْ
هامةٌ عالِية، تصِلُ إلى قممٍ راِبية
تخونُها يدٌ رَامتْ مُصافحةَ الغيمِ
قَطفِ سَوسنْة !
؛
؛
كلُّ ماحولناإلى تلاشي .. مانمتلكُه فقط هي اللحظة وما سِواها يرُسلُ إلى أرشيف الذاكرة ..
حتى إذا ماحنّ الفؤادُ يوماً نستدعيهِ .. ونَبكيهِ !
؛
؛
تُعيدُنا قسراً ذات الدروبُ التي توّهتنا ...
عُد أنت حيثُ تُقِلُّك بَوصلةُ الحياةِ
أنا هاهُنا،أُطيلُ المكوث، ولن أملَّ
وهذي الرياضُ فيها بعضُ روحي، نسغُ بوحي،رحيقُ المُقل
سأسقيها من نبيذ صمتي،أتعهّدُها، أُشذّب ما يطالهُ العِلل
سأحكي وأثرثر...
ببحّةِ الكمنجات أقولُ مايُشبِهُ الصمت، وليس بالقولِ الفصل !
ذات وجْدٍ ...
ربما يدُور الزمانُ، وينبجِسُ الحنينُ، وترتهِبُ العتمة
ويغترِفُ النجمُ الشوق مِن عُيون الوجل !
على كُلِّ حالٍ؛ أنا ها هُنا ...
يانبضي، ولازلتُ أكتبُ لقلبك المُوشّى ببعض ذكرايَ، ولعلّ
؛
؛
وضاق الفوادُ يما يكتم فأرسلت العينُ مِدرارها
؛
؛
وصباحٌ آخر يُضافُ لتأريخ الأفول، حين احتجبت الشمسُ؛ وانطفأتُ؛ أنا !
؛
؛
كنتُ على دِرايةٍ بمدى هشاشتي؛ كنت أدري غير أنِّي كنتُ مسلوبة التخيُّلِ حين استفاقة !
شيءٌ ما يُومِضُ ويهترىء بداخلي
أشعر بكل ماحولي؛ عدا نبضي
يختلجُ الشوقُ في صدري، وأغصُّ ببحة حرف!
أتذكُرُ تلك الوخزة؟ كم حدثتُكَ وأسرفتُ في وصفها، اليوم يا نبضي لم أعد أملُكُ وصفها؛ ويالفرط معالمها في مَرايا عيني
يتسلّلُ إليَّ شعورٌ أوحد؛ يُخبرني بطريقةٍ ما؛ بضرورة التبسُّم، بعد ابتلاع غصّة الآه ،فقط كيما ينعكس سنا عيوني على مَرايا روحك
لكنها خرائطُ الحزن أنهكت مِنّي ماكنتُ أستميتُ في
ابقاءه على قيدِ؛ حياة
يتناغمُ لا وعيي و كل تلك اللحظات التي كانت خارج نطاق وعي هذا العالم الهمِج
وفي تلك المسافة الفاصلة،قبعت أوصالي، تموجُ الدوائر، تعصِفُ الأنواء، ترعدُ غيمةٌ وتبكي أختها
لا أكترِث، وأكتفي بقلبك، وطن
؛
؛
أَلا عينانِ أستمِدُّ مِنهُما بعض الأمان ؟!*
؛
؛
شكراً لذِكراك
ما إن التحِفُها في مساءات سُهدي حتى تخلقُ من يومي حالة من الاستثناء
شكراً 🌹
؛
؛
(إنّ الدقائق التي جمعتنا هي أعظمُ مِن الأجيال، والشعاعُ الذي أنار نفسينا هو أقوى من الظلام، فإن فرّقتنا العاصفة على وجه
هذا البحر الغضوب فالأمواج تجمعُنا على ذلك الشاطئ الهادئ، وإن قتلتنا هذه الحياة فذاك الموتُ يُحيينا )
Gibran, The Broken Wings
؛
؛
مالحياةُ بأسرها إلّا ابتسامة تعقُبُها دمعة !
؛
؛
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-5e7beeedc7.jpg
سأتقمّصُ الصمتَ المهيِب حِفاظاً على ماءِ وجهِ الوجع !
؛
؛
ويتشسَّعُ في صدري صوتُ الآه
وتضيقُ الواسعةُ لنحوِ سبعون عِجافٍ تعصِفُ بقامة سنبلةٍ أخيرة
؛
؛
أنهكنا الوقوفُ يا نبضي بقدمٍ واحدة
كالأشجارِ؛ مُتأهِّبين دوماً ؛ للرحيل !
؛
؛
لايُلهيكَ مظهري الثابت عن تفقُّدِ حال قلبي !
؛
؛
في حضرةِ الغياب، تستنفِرُ حواسّي_لاسيَّما السادسة_ في حالِ ترقُّبٍ تبيتُ شغوفة
وعلى مابحوزتها تتصبَّر
تسترجِعُها على مهلٍ، وبطريقةِ ارتشافِ القهوة وحتى الوصول لآخرِ رشفة، لآخرِ نفثة
تسري في عروقي نكهتُها الأثيثة؛ مُتشبِّعةً مُرتويةً بأنفاسِها
لاغروَ ولا عجب؛ فكذا هو حالُ مُنادِمُها
مُتورِّطٌ بكُّلّ سعادة
وبِضعٌ مِنها كفيلٌ بإعادة اتّزانِ أجزائيَ المُبعثرة !
؛
؛
أخبِرني؛ من سيُهدهِدُ على كتفي البارد؟
من سيملءُ هذا الفراغ العاتي؟
بيَ حنينٌ قديم
حتى النبض يحنُّ يا نبضي !
؛
؛
كلُّ نهايةٍ موشومة بعيون مُترعة بالدمع
كالنصل السليط على حناجرنا التائقة لجرّة وتر،نذرِفُها النقطة
وقسراً نبتلع جُلّ الكلام مخافة انهيار سقف الهيبة !
وتتلقفُنا ألفُ غصّة،وألفُ ألفِ تنهيدة تحفِرُ لها في العُمقِ خندقاً مهُولا
نستبدِلُها التعابير، نستعِيرُها الأيقونات، ندّعيها الأجوبة
نكذِبُ حين عُطوب الأجنحة وترهُّل المسافات
نرومُها سماءً ثامنة
فترعدُ غيمة وتنفسِحُ الرُؤى كمِرآةٍ صقيلة
أتبسَّمُ مِلء القلبِ رضاً؛ أُغذّيهِ بصري المُتعطِّش لمشهدِ انهمارِ المطر !
؛
؛
وتآمرت
كلُّ الرُؤى على المُثُول
فحارتِ العينُ أمنامٌ كان ذاكَ أم يقظة !؟
؛
؛
تكتنِفُني حالةُ الّلاجدوى؛ أتململُ وعلى مضضٍ جئتُ أكتب
ربما ستقول أصابعي شيئاً يُشبِهُ الكِتابة
فكلما هممتُ بمغادرتك، تعترِضُني عثرةٌ أحاول تجاوزها على وجهِ السرعة
وعبثاً لا أقوى لجم مايدور في فلكي، والإعتياد هو من يصنع كل هذهِ الفوضى!
في الحقيقةِ اعتدتُ الثرثرة وأشعر بهِ يفقتدني المكان وتفترسُهُ الوَحشةُ إن أطلتُ الغياب
فها أنذا؛ أعودُ مُحمّلةً بأطنانٍ مِن الحنين، وتباً لتلك البلبلة التي يُعِيثُها في قلب هذا المدى الأبيض !
لاجدوى من الصمت في حينِ عجلةُ الدائرة تمضي في دورانها العكسيّ
وكم تستنزِفُ من لأواءٍ وشِدّة، وكم تستقطِعُ مِنّي بطريقةِ الإعتياد ... وأنّى لي الإعتياد !
أوتعلم؛ كلما وضعت أصابعي في وضعية التأهُّب لحين اصطيادِ فِكرة؛ وارتشاف بضع رشفات من قهوتي
أبتدِأُ السطر؛ وكل سطرٍ ؛ بذات التنهيدة ( إييييه) ثم يتدلّى خيطُ الإلهام (:
تلك الأحرف الممطوطة باتت تميمةُ الكلام ، ومن أين أبتدِأهُ ؟
تُحدِّثني عن الإعتياد و (التمسحة) وأُحدِّثُك عن الحنينِ ومواقيته
بالطبعِ لستُ هُنا لأحدثك عن توقيت الهزيع الأخير من الليل،أو دلجته
بل أُحدِّثُك عن هجمتِهِ في غمرة الإنهماك في أعمالي اليومية المملة،
كـ حين إعداد وصفة (طِعمة) وتقليب القدر وتجاهل لسع لهيب الحرارة وتصاعد أبخرة التوابل !
أو حين تكاثُف الأصواتِ مِن حولي، واستغراقي في لُجّة محادثة كانت، وصوتك الرخيم يُشنِّف مسمعي
أو حين رنين هاتفي بتلك النغمةِ المألوفة !
وغيرها من المواقف العابرة التي تعترضُني، فأروح أتسمّرُ في مكاني؛ وأستحضرك بكُلك !
هل جرّبتَ حنين الوترِ للأصابع !
هل جربت حنين النّايِ للشكوى ؟
هل جربت حنين الظمآنِ؛ لشَربةِ ماء ؟
سيطولُ الحديثُ يانبضي؛ وستمِلُّ القراءة
وستقول بينك وبينك ... إييييه
؛
؛
تذكِّرُني أجراسُ نهاية العام بمشهدِ الغروب المَهيب
تلك الألوان القانية تُثيرُ شجوني وتفور في داخلي ألفُ تنهيدة
أخالُها السماءُ تنتحِبُ في جلالٍ صامت
يالله؛ وكم ينسكِبُ في قلبي أُوارُها
وتتجدّدُ مواجعي
أُطبِقُ جفني، فتحضرُ أمامي تلك النظرات الأخيرة، السادِرة، المُكتنِزة بسيلٍ من الكلام
العصيِّ على الدمع !
أستذكِرها ويُطوِّقني عبيرها وكأنها الأمس القريب .. جداً
كلُّ عامٍ وذِكراكَ قِنديلٌ يستندي فتيلُهُ بأدمُعي
كُلُّ عامٍ ويتجدد فيهِ ميلادي بتاريخ لقائك
كُلُّ عامٍ وأنت الأبعدُ الأقرب
كُلُّ عام وأنت بخير 🌹
;
;
الصمتُ خَيارٌ قاهر، ينخرُ في منسأة الصبر بلا هوادة
وبطريقة المباغتة سيطرحُ انعكاسي المحدودبِ أرضا؛ لامحالة !
وأنا ضحيةُ المباغتات،لم تُبقي منّي سوى انعكاس يُشبِهني؛ ولكنهُ ليس أنا !
هل تخيلتَ كم هو مُنهكٌ هذا الترقُّب الغير موقوت؟
يتحتّمُ عليك معاودة العدّ وحسب دوران السنون، وعلى مبدأ لعلّ أعِد الكرّة وللمرة الألف أو يزيد
ثم؛ ماذا؟؟
يااااه يا نبضي ؛ يالطول هذا الليل البهيم
ويا لتكاثُفِ السراب في رمضائي!
أوتعلم؛
في تلك الثانية التي وضعتُ فيها رأسي على كتفك
خُيِّل لي بتبخر معاناةِ أعوام مِن التعب
والآن واليوم واللحظة أنا مُثقلةٌ وأشعرُ بوهنِ قدمايَ على حمل جسدي
أحتاجُها تلك الثانية الماضية
أحتاجك .
؛
؛
أقتنعتُ أخيراً
لم أعُد أنتظر الصباح
؛
؛
في الحلقِ غصّةُ حرف
وفي القلبِ سيلٌ عرِم
وفي العين دمعةُ شوقٍ مُتّقدة
يا ربّ هذا الصباح هبني من لدنك جرعة نسيان
؛
؛
حين تنحدِرُ الشمسُ نحو المغيب تتدحرجُ ظلالنا خلفها وتلازمها وحتى بلوغ تمام العتمة!
وإن مُحِق الضوء تلاشى الظلّ
وإن حُجِب نورالقمر اختنقت السماء
وإن عمّ الصمت فقط أغلِق عيناك واستمع لخفق النبض
؛
؛
مِلءُ البصر
مِلءُ السمع
مِلُ القلب
لو حاولتُ بكُل ما أوتيتُ من جهدٍ ما استطعتُ
بحسبِي أن يعبث بشعري نفثٌ مِن أنسام
بحسبي أن يمُرَّ بخاطري خيطُ رفيع، فيؤدي بي لمتاهة التذكُّر
تتزايلُ الأصواتُ وتُزلزلني
وفي حُنجرتي وجعٌ أصمّ
أسيرة في يديّ الرياح ... تُقلبني كيفما عصفتْ؛ تقلُّباً
ولا جناحا يُقِلُّني،
خارت أشرِعةُ سُفني، هدّها الإبحارُ في جزائر اغترابي
ويالقتامة هذا المدى
يبابٌ شاسع
تُرى؛ أكنتُ مخدوعة عن الواقع؟
أم أن هذا الواقعُ دُون قوّة احتمالي !
إنّها إربةُ الخالق، يُصيِّرُني إن يشاءُ ماءاً يذوبُ فيه بعضي الباقي !
;
;
حين تنوي الرحيل وعلى غير رجعة
أترك الباب خلفك _ عل أقل_ مُوارِباً
فرُبَّ جُدُرٍ تترقّبُ طلّةَ عُيونٍ تُسقِطُها في مهوىً سحيق !
;
;
في شحوبٍ ، يُطِلُّ البوحُ
مُسكَرٍ من فرطِ الركودِ
أرتقِبُ نضوجهُ، ارتقاب المُدلجِ، الحائرِ
يتضعضعُ ضَعفاً
يطوِيهِ القهقرى
وقد امّحت أساريرهُ، وعلاهُ الشّيب
هرِمتْ فصاحتُهُ
وانكفأ في حضرتِ جُموعِ المُهلِّلين
كفاكُم تصفيقاً
سأعودُ أدراجي لمحراب الصمت المقيت !
؛
؛
أفتعِلُ الغياب،النسيان،
وعلى حين غرّة يُحرِّضُني قلبي؛أن قُصِّيه !
؛
؛
أُعاني مِن داءِ التذكُّر
تختزِنُ ذاكرتي أدقَّ التفاصيل
مِن حركة اليدين لرمشة العين لنبرة الصوت
وتلك مصيبتي الكبرى !
ويُفتِّتُني الحنينُ يانبضي، أهربُ بي منهُ، أغلق النوافذ أُحكِمُ الخروج ودونما انتباهٍ أجدني أقف في ذاتِ النقطة التي تؤدي بي مجدداً للإياب
لا أطمعُ إلّا بالجُزء اليسير، ويبلسِم حنجرة الصمت نزر قليل،
فقليلك كثير،وبِضعٌ منك كفيلٌ ببثّ روح الهَدْأَةِ في بعضي القلق
مُذ قطعنا شرط الأُفول، انطفأت مصابيحُ السماء بعيني، ثمّة كُوّة قصيّة تمدني بالضوء
إشارات كونية تُقاوم الشحوب ورُغماً وإن غضضتُ الطرف عنها... تلتمِعُ في حزنٍ ناطِق !
؛
؛
يُجافيني الكرى وجسدي مُتهالكٌ من فرط اليقظة
مُحدودبٌ ظهرُ الآتي مِن الأيام،أتأبّطُها بنِصفِ نهوض،تُسايرُني وأُسايرُها في معادلةٍ تُشبِهُ التناسخ
وخُلاصة وحيدة؛ أن لا دهشة !
أخبرني؛ كيف استرِدُّها تلك الشمالية، وقد استعجل القمرُ بالأُفول ؟
ثُمّ ساعدني لأخلع عن هذا القلب جذوتهُ
وهات يدك لنخمد فتيل الكلام
فقد باغتنا خريفُ أيلول
؛
؛
يارب الكهفِ والرّقيم نوراً من لدنك لكهوف صدورنا.*
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025,