سكت الصوت فجأة ،، رفعت رأسي لأرى ما الذي حدث فوجدت من يقول : تعال إلى هنا ،،
لأول مرة أصعد إلى الطابق الرابع ،، ذهبت مباشرة إلى الكابينة الخاصة به وطرقت الباب ثم دخلت ،،
وقال لي فورا : ما الذي كنت تفعله هناك في هذا الوقت ؟! ،،
فقلت : كنت أمشي على السطح إلى أن شدتني الأنغام فوقفت أستمع ،،
فقال : يا بني الكثير لا تعلمه هنا فعليك الحذر وإلا وجدت نفسك ملقى لا يدري أحد بشأنك ،،
قلت : حسنا يا سيدي ،،
قلبت نظري في المكان إلى أن سمعته يقول : اجلس ،، إذن تحب الموسيقى !! ،،
فقلت : كنت أستمع ،،
وضع الـ فيولا التي كان يعزف عليها وقال : للعزاء أم للأمل ،، علينا أولا أن تعلم كيف نصوغها ،، أقرأ وأكتب وأرسم وأعزف وأحيانا أزور الكنيسة للتأمل فقط ،،
فقلت : هل تريدني أن أذهب إلى الكنيسة ؟! ،،
فقال : علي أن أعتاد سخريتك كما عليك أن ألا تعتاد حلمي ،، اتفقنا ؟! ،،
وهكذا أصبحنا نجلس ساعة أو ساعتين كل يوم تقريبا ،، نتحدث عن السياسة والاقتصاد والفنون والتاريخ عن كل شئ وأحيانا لا شئ ،، كان كالموسوعة التي لا تنضب ،، شرقي الخلق حتى النخاع ،، يحب الحديث عن سيد الخلق ،، يعلم عني أشياء لا أعلمها وبادلته الأشياء الأخرى عنه ،، لا يغيب عن ذاكرتي أبدا إلى أن فاجأني صباح اليوم باعتذار عن تأخر تهنئته بالشهر الكريم ،، أتمنى أن يكون بخير ،،