مُصَافَحَةٌ بعد غياب ..
وقُبْلَةٌ مِنْ وَجْهِ السَّمَاءِ لأرواحِكُمْ ..
لعليِّ أحظى بكرم المغفرة ..
وَ .. بِلا مُقدِّمَات تتهادى أو .. تُفصِح ..
فعندما أفْتَقِرُ كِتَابَةَ الْحَروف
تصرَخُ الأبْجَديَّاتُ بين كُفوفِ القلم
لأبْتَسِمَ خَلف أنفاسِ الورق
وحيثُما هَربت أوتار الحروف
يباغتني شحيحٌ لمحبرةٍ
كادت أن تكونَ مثقوبةَ الأوزون
ليراودني القلمُ عن مُفرداتي
وأضحى يَقُدُّ أطرافَ الحروف من كل صوب..
فقط .. إبْتَسِموا ..
فقد أعْدَّدتُ لكم هذه الوجبةُ الكاملة
ممشوقةً بالكلسترول اللغوي
مُفعَمَةُ الفوضى بين أركانها ..
والبعثرة تصرخُ بين أنفاسها كيفما أتفِقْ ...
..
مَساؤكُمْ / صباحُكم ..أبيضٌ كَالثلجِ وَ أكْثَر..
وبعد ..
أوَّآآهُ من سيوف الغياب ..
فبعد أنْ عاتَبَني في طولِ الخاطرة قومي ِ
(فـ )هاأنذا على طبقٍ مِنْ إسْتِحياءٍ أعودُ إليكُمْ
و عَبْرَ بوابَةِ العبثِ على أكتاف الأنامل الكيبوردية
هكذا أكونُ في إفْتِراسِ المُفردة ...
بهكذا عبثٍ وجنون ..
فلا جديدَ يُذكر .. الأمْسُ مثل اليومِ وأكثر ..
وأعودُ هُنا مُبْتَسِمَاً .. لأرْحَلَ إلى هُناكَ مُكْتَئِبَاً ..
يارِفاق ..
هكذا أغْدُ بَاهِتاً في سكْبِ ألوانِ الحروف
وأعودُ قاطِباً في معانيها ومغْزَاها ..
وضياؤهَا يتنفسُ حيناً
وَينطَمِسُ في كُلّ حين ..
رغمَ أنَّهَا تؤْصَدُ بينَ كُفُوفي أبْوابٍ لنوافذ الشبق
لا تستغربوا كثيراً ..
وَ حُقَّ لَكُمْ أنْ تتعجبوا ..
فلم آئْتِ بجديدٍ يُذْكَر
أظْفُرُ بِجَزَعِ الْحُروف
وَ أعْتَقِلُ الْمُفْرَدَةَ في زِنْزَانَةِ الأرَقِ بِنَهَمْ
وألْعَقُ أطرافَ الحروف بعد أن أغْمِسها في داخلِ الأنا ..
بالرّغم من ذلك ..
أُحاوِلُ قَرعَ الأسمَاعِ بأطرافِ الحروف
ولفتَ إنْتِباهةَ روحي بآناقةِ المُفْردات ..
من أجلِ َتَحريك َ شيئاً من خفايا النفس ..
لـ يُصيبني من القُراءِ رِقَاعٌ من المديحُ تارةً
وتصفعُني الألسِنَةُ الصّامِتَةَ تارةً أُخرى ..
فضلاً عن خفافيشَ وهْنٍ يُكَفِّرُوني مْنْ وراءِ جُدُرْ ..
هكذا أُمارِسُ الإمْساكَ
في تقديمِ مقاديرَ الْكِتابةِ دوماً ..
على طَبَقٍ مِنْ تلابيبَ قميصٍ قُدَّ مِنْ دُبْرِ الأبْجديّاتْ
...
لا تُزَمْجِروا كثيراً ..
ولا تُقْطِبوا حواجب الإنْصات ..
إنَّهُ ليسَ ثمَّةَ شيءٌ إلاَّ قَلَماً مِنْ رَصَاصٍ
قابِلٌ للتصحيحِ والمراجِعَةِ والمغفِرة ..
وبوابةِ ورقٍ أتوكّأُ عليهَا على أطْرافِ جبينِ أُنْثَى ..
وَحُروفٍ قاطِبة متوسِّدَةً رِئَةً مثقوبةً حُبْلى ..
حتى أضحى في النفس
إنْهَاكٌ بعدمِ الإستطاعةِ على كِتَابةِ حرِفٍ
يرْكُلُ أقدامَ الغياب وَ يُفْصِحُ بالإعْتِذار ..
على أكْتَافِ المرحمة
ليأْتَمِراَ القلبُ والقلم
لـلإنْتِقامِ لما تبقى من أنفاس الورق
فلم يبقَ إلا آثارُ أشباح الغياب ..
والبحث عن نوافذ الألق بين عطرِ المكان
والتي هي أحوجُ ما تكون إلى إثراءٍ
يلعَقُ ما تبقى من خِواء الكيان
من خلف رحم ثورة الحروف
حيثُ المزيجُ المُكْفَهِر ..
وبين هجير الحروف وظِلالِ المُفردات
يبْزَغُ آثارُ الأرق
...
وبعدُ يا أيُّهَا المُخْتَلِسونَ النَّظَر ..
لا زِلْتُ أرْقُبُ خيالاً من خلفِ بوابةِ الورق..!
وأعتصِمُ بـ تكْتكاتِ الكيبورد الروحي ..
...
يا أيَّتُها الأنا ...
آيا نوراً مُضيئاً يضئُ في الرُّوح ..!
لازِلتُ أكْتَفي بالصمت وخالقك ..!
وأُشْدِدُ كُفوفي بلجامِ أُنوثَتِك ِالصارِخة
وأوثق أقدامَ شوقي
في مطايا آناقَتِك رغم صمتك ...
وأتشبْثُ بكِ يا طوقَ النَّجَاة
...
لا تستغربي يا شهيةَ الأطراف ..
فـ بيني وبينَ بِقاع أناقتكِ
مَهْمَهٌ صارِمة
وَقِفَارٌ شاهِقة
...
كما تعلمين ..
وتؤمنين بهذه الحروف ...
جدباءَ هي ..! وخالقلك ..!
رغم إبتسامتهم ورضاهم ...
هو مُمَارسةٌ لعبثٍ يعتصِرُ من هول ِالقريحة حتى غاض ماؤها
وخلعَ القلمُ ردائهُ القديم ..
فـ هبتْ رياحٌ الهشيم ...
وخُيِّلَ إليَّ أنَّ الحروف كأنَّهَا حَيَّةٌ تَسْعَى
وباتت مخفيَّةً في ضميرٍ مستتر
تقديره ُ أنثى السماء الثامنة
القابِعةَ في سماء البنفسج
لأهرولَ ما بين السُّطُورِ مُتشبِّثَاً
بأطرافَ فُستانِ الأبجديات
من أجلِ أن أتنفس شيئاً من الوضوح ..
فأيقنت أنه شيءٌ من رُكامِ ورق
يَزدَحِمُ في ثورةِ التَّضَخُّم السيكيولوجي!
وعبثٌ لطفلٍ عجوزٍ قد أنهكهُ القلم ..
حتى قُبِضَ على مُفردةٍ تُشارِكَ الوريد
في سكبِ نزيف الورق .. .
حتى أضحى اليوم وأستفاق ..
بأنَّهُ لا مَنَاصَ مِن ْمُراقَصَتِها على رصيف الود
لـ ينسَكِبَ لُعاب مِدَادها عبر خاصرةِ الحروف ..
وهي تلْهَثُ في الرُّمْقِ الأخير كالعُرجُونِ القَدِيمِ..
تُمَارِسُ الإختفاء خَلفَ كُثبَانِ الوجل ..
كُلّ ذلك العَبث ..
هو عبارةٌ عن مُحاولةٍ بائسة
لطمسِ معالم عَجز الحروف
وَشَيخُوخَة المُفردات عَنْ أبصارِالعابرين ...
ولأتمكن من عُبور بوابةِ القلم ..
و قَصرٍ مشيّدٌ بجواهر الورقِ الثمين ..
الذي أضْنَانِيَ في الإكْثَارِ
مِنْ قِراءةِ وُريْقَاتِ الكُتُب ِالمُهشَّمَة..!
ويحَ قلبي .. يارِفاق ..!!!؟
ماذا حلَّ بهِ هذه اللحظةليشقَى..؟
فقد مارسَ أنواعاً مِنَ العَبَثِ كيفما يشاء

قُبْلَةٌ من الودِّ وأكثر ...