1
الطاعون يرتدي الأوراق على بُعدِ شهقة من المدينة...
و هي غافلة ,
تُقلّب جفنيّ حبيبها بغباء
بحثاً عن إثمدِ الزرقاء ..
..الريحُ قبل زمن الحُمق...
عرّت وجهها ..
طرقاتها
كما فعلت وراودت أبوابها .....
والصمت خارجاً ..
يقاسم خطى الموت شهوة المباغتة...
و يمضغ أعتاب المدينة علك انتظار
حتى تُرفع دفوف القارعة....
2
يتمرد الظلام ..
يفرد مظلته السوداء فوق المدينة..
ويبصق في عينها غُمّة تلتقم نورها..
فتلهج أعمدة الانارة بـــ
" لا إله إلا أنت..
سبحانك إنا كنّا من الظالمين "
3
الكراسي على الجبال ...
والحق أجيرٌ أعياه المشي حافياً بين جبل وآخر
ملمعاً القوائم البعيدة ...
بينما يُخمّر الباطل صناديق العنب/التعب
في ساحات المدينة...
بانتظار أن يصبح الرعب بدراً,
فيبدأ الاحتفال بالذل حول أ رواحٍ تحترق...
4
تشيح الشطآن بوجهها عن المدينة ..
متجنبةً طيشها..
تمد موجة
وتسرق ربع سيجارة من زورق منسي..
تبحث لها عن " قدّاحةٍ " في سرائر المارّه..
فلا تجد سوى جمرةٍ تحترق في صدر " منهوب "..
5
الشوارع
تخزّن في أخاديدها
كمية من " المورفين " علّها تتذكر النسيان...
وتزهق وجهاً مر بصمتها
فاراً من سيفٍ ينوي جعل كفهِ كأساً مُخمرة
لأجلِ " حبةِ خردل "...
والأكف السوداء
تجتاحُ الأفق حقولاً من سواد ...
تتمدد.... ...
والبؤس يكبر........
6
الحاويات المنزوية في القصور
متخمةٌ بالشبع...
بينما الجوع خارج ترفها
يحمل بندقيته
بحثاً عن حياةٍ تتسول من القطط فتاتها بمواءٍ زائف..
و تتبع أثر كسرةِ رغيف مشرئبةٍ بلعابِ كلابٍ ضالة
قد تضمن لها " رشفة بقاء "....
7
بعدما وقعت منسأة سليمان
فقد النمل رغبته في التعاطي مع الثرثرة....
فجنح اختياراً لحياديةِ الصمت
بعيداً عن سحق البساطير..
ظلّ يحمل على ظهره حزن الموسم الأبيض,
وهو أعلم
بأن الشقوق في سرّها
تُثلج أكثر مما يحدث في علنِ المدينة...
8
خلف شخير الليل...
يتسلل الحب على أصابعه
ليُشعل شموعه خلسةً وراء صمت " الإسمنت "..
فيمد النهار شفتيه من النوافذ ليطفئها ..
منبهاً ,
بأن هناك من يتأثّر دمعة
بحثاً في نقائِها عن خطيئةٍ مزورة...
عن عود ثقابٍ يشي باحتراقين..
وقدر مفزع لمدينة..
9
الطرقاتُ أسرّة المتعبين ...
والنخل المزروع في زاويةٍ قصيّة
لم تلجأ له مريم لتدرأ عنها رجم الأفواه ...
أمّا الظلمات تحت جلباب المدينة
فبراحٌ رطيبٌ
يناسب تناسل الأقمطة المبتلة بعجرفة قلبين..
أحدهما "تلعنهُ الجنةُ تحت قدميه "....
10
كل ذلك
و المدينة تمد يديها من الأبواب
لا لتنفض ظلال المظلات ...
لا لتكنس بقايا الجبال المبسوسة منِِِ عقرها..
لا لتبحث عن معجزةٍ تنكش بها مستودعات النسيان ...
ولا لحلحلةِ الأكفِّ المجدولة بنهارٍ غارقٍ في رياء
أو لمواراةِ سوءة الحاويات بكذبةٍ مستوردة ...
لكن...
لتدسَ في محفظةِ الطاعون فدية ...
غير أن الحزن أوّابٌ يا مدينتي ...
و الموت..
( الموت.. ليس من أحزابِ المرتشين ).....!