(( نِثـَـــارُ وَدَع 2 ))

[نهله محمد]

دخل طفل صغير لمحل الحلاقة ..
فهمس الحلاق للزبون: هذا أغبى طفل في العالم..

إنتظر وأنا أثبت لك..
وضع الحلاق درهماً بيد و25 فلساً باليد الأخرى..
نادى الولد وعرض عليه المبلغين..
فأخذ الولد الـ 25 فلساً ومشى ..
قال الحلاق: ألم أقل لك..!! هذا الولد غبي ولا يتعلم أبداً..

وفي كل مرة يكرر نفس الأمر..
عندما خرج الزبون من المحل , رأى الولد خارجاً من محل الأيس كريم فدفعته الحيرة أن يسأل الولد:
لماذا تأخذ الـ 25 فلساً كل مرة ولا تأخذ الدرهم ..؟!
قال الولد:
لأنه فى اليوم الذي سآخذ فيه الدرهم سوف تنتهي اللعبة ..!!


هذه الحكمة , قرأتها في مكانٍ ما , ولم أحب أبداً المرور عليها على عجل ..
في رد الصبي مزيج من حكمة لم يبلغها كبير, وذكاءٌ بالغ ..
هذا مالحظته قبل زمن , فقد حدث وأن مررت بمواقف شبيهه , لأناس يعاملون المحيطين بهم على أنهم أجسادٌ بلا رؤوس ..
مايعني أنهم كانوا يخطون في الغباء أول خطوة لآخره ..
فمن الغباء جداً أن تظن بأنك الأذكى ,
ومن الذكاء جداً أن تتعامل مع الآخرين على أنك أغباهم ..
عوضاً عن ذلك , فاستحقار الآخرين ليس إلا منفذاً للجهل ,
وبوابة كبيرة يمكن أن تخرج منها مهزوما ذات يومٍ أمام نفسك ..

 

[نهله محمد]

الصمت المطول يخيف كل شيء ..
ويسمح لمخيلتي
بالعبث في أعصابي ..! ..

 

[نهله محمد]

قبل زمن من الآن ,
كنت أرتبني وأرتبك في أذن ...
لم أكن أتحدث على أنك لاتراني ,,,, الإحسان لك حاضرٌ وأنت غائب ..

 

[نهله محمد]

الثوب "المكويّ " معلقاً على الدولاب , لافرق بينه وبين الحائط ..
والــ"شماغ " تحت وطء المكواة ويدي , مازال بانتظارك ..
وطفلةٌ صغيرة تجذبني علّها تشد انتباهي ,
في يدها " رضّاعةٌ " فارغة تنتظر رحمتي ..
ومن بعيد , حيث أنت , يتسلل صوت الـ" مباراة " ..
صرخةٌ تصرخها , بهدفين .. في مرمى فريقك وآخر في قلبي ..

هذا المشهد وغيره , تغص به مخيلتي ..
وتُباهى به الأحلام .. أتراك تدرك؟

 

[نهله محمد]

طفلة ابنة شهرين , غزيرة الشعر ..
عيناها تشبه عينيّ عندما أغمض ,
وفمها أقرب لفمك عندما تبتسم جانبياً ..
هي في سريرها نائمة ..

وأنا وأنت , نقتتل علي يديها ,
كلانا يريد الحظوة بتنظف النمش بين أصابعها المنقبضة ..
أهزمك بــقبلة وأعود للميدان محملةً بحنانٍ مضاعف ..

مشهدٌ آخر , لايقل كثافة عن الأول .. أنت سببه على أي حال ...!

 

[نهله محمد]

الكيس فارغ ,
وعلبة عصير أيضاً ..
الحلويات هربت من أوراقها ..
المكان في حالة ذعر ! ...
والمتهم,
طفلٌ ملطخ الفم بالشوكولا ,
في يده بقية الجريمة ,
ينوي ابتلاعها قبل أن ينتبه إخوته ..


حلمٌ آخر ..

 

[نهله محمد]

نوبة غبارٍ حادة قبلَ أوانِ الغروب ,
النافذة لا تستوعب ظلمة المدينة ,
كأني بالضباب يعدُل عن فهم نفسه ..
وأنا خلفها وصغيرتي على يدي
نتصل بك ..



وأحلم..

 

[نهله محمد]

نمتَ مبكراً على الكتاب ..
أدركتُ أنكَ لن تطيل السهر ..
ولن تصل بعطشك لنصفِ كوبِ العصير الذي أعددته لك..!

هكذا أريدك ..في أحلامي ..