اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعيد موسى
حقاً أنا مندهش منك ياعبدالله العتيق !
لك حق في وجهة نظرك , ولك مني إحترامها , وإحترام شخصك !
ولكن دعني أُحدثك حديث أخ لأخيه , أعتبرني أخاك الأصغر ودعني
أسالك : أنت ياأخي الأكبر ماذا قدمت لهذا الدين بهذا المقال ؟
كما ترى , لست ملتحي فصورتي هذه هي حقيقة هيكلتي , بمعنى أدق !
ولست متشدد , بل ورب هذا الليل أن لدي من الخطايا مايملئ هذا الكون !
ولكني أقل القليل : أعطي كل ذي حق ٍ حقّه !
هذا الرجل الذي لم يعجبك نهجه , ترك أهله ووطنه وعمله وكل مايشتهي , وذهب لأبعد بقاع الأرض
لكي ينشر هذا الدين !
لم يطلب مالاً ولم يطلب جاهاً , ولم يطلب شهرة !
أي شهرة يا [ أخي الأكبر ] ؟ قلي بربك أي شهره ؟
هل كل من نشر هذا الدين ابتغاء وجه الله , يقابل المعجبين والمعجبات عند المسجد ويوقع لهم !
هل يغضبك أن هذا الرجل وهبه الله محبة الناس ؟
ياعبدالله , والله أني أريد لك الخير , والخير فقط , هذا المقال لم يخدمك , بل ربما شاهداً عليك ,
هل نحن بحاجة هذا المقال , ياأخي والله العظيم حرمتنا تنتهك في فلسطين وفي العراق
يااخي اطفالنا يقّتلون , يااخي دماء إخواننا أرخص من الرخص , ونحن هنا نقطع جلود بعضنا !
يوماً ما سُأل أحد أحبار اليهود :
هل سيحرر المسلمون القدس ؟
قال : نعم
قيل له : متى ؟
قال : عندما يكون عددهم في صلاة الفجر كعددهم في صلاة الجمعه !
.
على هذا الحال وعلى هذا الذي نراه من قذف لعلمائنا وشيوخنا , وإقتناص أقل أخطائهم
وتكبيرها وجعلها قضية رأي عام , تظن راح نحرر فلسطين ,
خل اقولك : مستحيل ياخيي ,
عبدالله , فلنفرض أن العريفي أخطأ أو أي داعية أو عالم أو شيخ ,
يبقى بشر , الكمال لله عزوجل ماخلق الكمال للبشر لا لي ولالك ولا لإي مخلوق ,
.
.
لديك القلم الجميل , وداخلك خير عظيم ,
أرجوك ياعبدالله , أرجوك يعني والله جالس اترجاك وأنا بحياتي ماترجيت شخص ,
استخدم قلمك الجميل وعقلك الناضج لنصرة هذا الدين , ودع كل من أخطأ فله رب يحاسبه ,
الله العالم بقصدك وراء كتابة الموضوع ولكني التمس الخير فيك ولا غير ,
ولكن ياعاقل ليس كل البشر عقلاء , هذا الموضوع سيتحول إلى مالا تريد ومالاأريد ,
يؤلمني أن ندع من سرقوا أحلام الفقراء , ك سيول جده , وهوامير سوا , وووو الخ !
ونركز على الذين يدعون في خطبهم : اللهم أغثنا
عبدالله أنا وأنت وفلان وعلان , لاشئ بدون رحمة الله عزوجل , إن رأينا من يريد نشر الفسق
والفجور والإرهاب , في بلد الحرمين وقبلة المسلمين , دعنا نقف في وجهه دعنا نردعه يااخي
ولو بااقلامنا , نعلم ولاننكر أن بعض شيوخنا يخطئون ونعلم أن بعضهم هم من فتحوا المجال لكتّاب
الشللية الفكرية الضالة علينا , ولكن لماذا نساعدهم على فتح فجوة ربما لانستطيع غداً إغلاقها ,
دعنا ننتهي منهم أولاً , ونصحح أخطائنا بعقلانية .
إن عاد الإسلام غريباً ياعبدالله فأرجوك لاتكن طرفاً ولو بحرف فقط لذلك ,
أخيراً .... لاأرجوا منك يااخي لاناقة ولابعير ,
أيها الفاضل : لإني أحبك لله وفي الله كان حديثي هذا ,
إن لم يعجبك أو رأيتني أخطأت في بعضه أو إنحرفت عن مسار موضوعك المحدد ,
فليس لشيئ , فقط لحرصي عليك وتوسمي فيك كل الخير
.
.
.
إقبل هذه
|
عزيزي سعيد، كما أنك مندهش حقا، فإنني وقفت عند كلامك هذا كثيرا متعجباً، كل ما في الأمر هو ما لخصته لي في كلامك بأنها وجهة نظر فقط. لكل أحد أن يحترمها، كأي وجهة نظر.
خدمة الدين وظيفة كل إنسان يدين بدين، و من لم يسعَ لنشر ما يؤمن به فهو ليس مؤمنا في الحقيقة. هذه حقيقة لا بُد أن نعترف بها و نعلمها، فلا تمايُز في بذلها إلا بحسب القُدرات. فأنت قدمت، و هو قدم، و أنا أيضاً قدمت، و كل مسلم قدم الكثير لددين الإسلام، شعر أو لم يشعر.
كلامي يا سيدي ليس نقدا لما يُقدمه، فلست ممن يعتكف على تقييم الناس، و إنما وجهة نظر في تصرف قام به، لا يمكن بحال أن يكون، فليس إلا أن يُلفت الأنظار، كمهارة في التسويق للفكر و الذات، و هذه أشياء لا يُمنع منها، و لكن لتكن بالصورة المعقولة، هو يعرف أنه لن يدخل القدس، و يعرف أن هناك أنظمة تمنع، و يعرف أن هناك خللا عقديا إن ذهب، فلماذ التصريح بذلك، تناقضات كثيرة يا عزيزي يجب أن نقف عندها بالعقل لا بالعاطفة، لا يجرنا حبنا و كُرهنا لشخص أن نتجاوز مناقشتها، مهما كان الشخص. نحن في حاجة إلى صيانة أحوالنا و مسيرتنا حتى تؤتي ثمارها المطلوبة، فالتلميع و غضُّ البصر عن الخلل من أشد الأشياء التي تهدم أساسات القيام بالرسائل، لذلك كان الله يُلفت نظر أنبيائه إلى ذلك" ولو أشركت لحبط عملك" فهل يُعقل من رسول و نبي أن يقع في الشرك؟! لا، لا يُعقل لأنهم ما اختيروا إلا بعد أن منحوا العصمة فيما أرسلوا به. و لكن كانت تلك التنبيهات إشارات لمن بعدهم أنه لا أحد فوق التربية، و لا أحد يرتفع عن التوجيه. و أن تكرار النقد و النصح ليس عيبا، فسلامة الطرح للمنهج أشد من سلامة الفعل. لا نُعطي أحدا فوق ما هو عليه، و لا تأخذنا العاطفة إلى التلميع الرقيع، فمن أخطأ يُبيَّن له، و يُناقش، و هنا أشرت إلى شيءٍ من ذا، من أجل دين أؤمن به، و من أجل صيانة عقيدة أعتقدها، لا تقل لي : أنت أحرص منه؟ فهو سؤال لا يمكن أن يأتي، لأ الأفعال دلالتها ضعيفة على أعمال القلب، فالحرصُ أصله قلبيٌ و ليس جسديا.
لا ألوم الكتاب الذين يرقمون بأقلامهم حروف النقد لبعض الوعاظ، فمن وضع نفسه مواضع الرِّيَبِ فلا يلومنَّ إلا نفسه، فما أحد أجبرهم على أن يقولون ما ليس لهم به علم، و كل فتوى قالها عالم هو جاهل بأبعادها الخلافية، هذه قاعدة خذها، فانظر إلى أكثر الفتاوي التي ظهرت في الأخير، لا تجد فيها أية صلة بمبدأ الموضوعية، و كل ما فيها أنها نشر لرأي، وخوف من وهم.
كما قلتَ أن هذا الموضوع سيحول إلى ما أريد أو ما لا أريد، فأعرف أن هناك الكثير ممن يرى هذا الواعظ في سماء لا تشوبه شائبة، و لكن من كسر قلمه أو جفف حبرَه من أجل قيل و قال لا يُمكن أن يُقدم لدينه شيئا، فكما للعريفي حق الإبانة عن الدين و الدعاية له و النشر فلي الحق، ففي الأخير كلنا ننتمي إلى دين لا تفرقنا الألقاب.
سيدي الكريم، محل الكلام و خلاصته أن الانتقاد موجه إلى ذلك التصريح الذي لا يمكن أن يكون واقعا، و ها هو صرح به يوم الإثنين و يوم الأربعاء يتراجع، و علامة بحجم الكون ألف مرة من الاستفهام و التعجب.
أشكر لك نصيحتك، و أشكر لك حرصك، و أشكر حبك، و أشكر وجودك الذي يرفعني إلى سماء الشرف و الفخر.
وهذه لك