... ( واجهةٌ لطفولةٍ مُقلّدة ) ... - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
اقرأ الصورة بمِدادٍ من حبر (الكاتـب : نواف العطا - آخر مشاركة : ضوء خافت - مشاركات : 2779 - )           »          ( كان لا مكان ) (الكاتـب : ضوء خافت - مشاركات : 582 - )           »          (( أبْــيَات لَيْسَ لَهَــا بَيــْت ...!! )) (الكاتـب : زايد الشليمي - مشاركات : 15 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75148 - )           »          فلسفة قلم .. بأقلامكم (الكاتـب : سيرين - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 3845 - )           »          غياب القناديل (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 3 - )           »          تخيل ( (الكاتـب : يوسف الذيابي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 428 - )           »          ورّاق الشعر [ تفعيلة ] (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 5 - )           »          بُعدٌ جديد ! (الكاتـب : زكيّة سلمان - مشاركات : 1 - )           »          عَـيني دَواةُ الحـرفِ (الكاتـب : حسن زكريا اليوسف - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 4 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي > أبعاد القصة والرواية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-22-2010, 01:55 PM   #1
نهله محمد
( كاتبة )

افتراضي ... ( واجهةٌ لطفولةٍ مُقلّدة ) ...


شرائطي فقدت لونها , وأصبحت طريقاً طويلاً من اللهب . أمي التي توددت بها لضفائري يوماً , لم تعلمني قبل أن تنبت أجنحتها , لماذا تخونني الأشياء .. ! لم تخبرني بأن للأشياء نفسها أكثر من نية .. بدت وكأنها انشغلت بالموت أكثر من الترتيب لبقائي بعدها بقلبٍ مرقع ..
في نهاية كل يوم مدرسي , كانت تهاجمني الأحاديث من هذا النوع . وكم كان محزناً أني لا أملك حيلةً في تجاوزها بينما أملك الوقت الكافي كي تتجاوزني . و أنا أنتظر أبي ؛ ليقلني متأخراً , في ظهيرةٍ لا تبقي على صبر الصغار ولا تذر .. لطالما تمنيت لو أن أمي تنفض الغيم عن أجنحتها وتظلني على الأقل . أو تقف بالباب باكراً كباقي الأمهات , تطير بحقيبتي الثقيلة , تضع على جبيني قبلة نورانية , وفي يدي قالب بوظة , تأخذه لي من أقرب غيمةٍ مشحونةٍ بالصقيع .. ونمضي مثل الثريات إلى الأفق ..
الأمنيات التي كان يفرضها علي موقف كهذا , تزورني حسب قسوة المواقف ولطافتها , منها ما عمّق صلتي بجروحي المفتوحة ومنها ما سقط من ذاكرتي كخثرةٍ جافة ونسيته .. حدث وأن بكيت بحرقةٍ لأول مرة , عندما تعرضتُ لهمز إحداهُن في صفي , لأني لم أحسن التصرف مع الفوط الصحية , فتبللت بشكلٍ فج ..
أمي التي لم تكن موجودة مذ أول ليلة داهمني فيها السيل .لمتها لأنها نست أن تكتب في وصيتها طريقة مفصلة أتعاطى بها مع الأشياء التي سبقتني لها . ومعلمتي التي مرت على ذلك الدرس الفقهي كأنها في ساحة ركض , قالت أننا ( سنعرفه عندما نكبر ) ..! كبرت و فهمتُ مصادفةً أن الأمر لا يخص اليتيمات , كما كنتُ أظن في بداية الفزع..
أما أبي , فكان الحاجز بيننا أسمك من أن تتسرب له الاستفسارات والأسئلة .. الأمر بالنسبة له لم يعدو كيساً يلقيه في حجري ويخلد إلى أحلامه .. و كان لزاماً عليّ تخمين طرق التعايش مع القطن وتقصي الصور والإعلانات , علّي أنجح ..
ترى! كيف يفعلها الكبار هكذا ؟ يزجون بأيدينا على الأسطر , وينتظرون منا الكتابة دون وضع نقاطٍ إبتدائيةٍ للعمر ..؟ كيف ينتظرون منا القفز على ساقٍ ونحن بالكاد تعلمنا المشي على ساقين ؟ كيف يتجاهلون حاجتنا لهم , حتى لا تتأرجح خطانا عندما نقطع الأوتار وصولاً إلى الإستفهامات الكبيرة ..؟
لا أعرف لأي درجةٍ كان صعباً التواصل مع الصّدريات التي ربطتني في نفسي وهذبت نهديّ .... ولا لأي مستوى كان موجعاً التأقلم مع العباءة التي أجبرتني مبكراً على التخلص من لهفتي للمراجيح ودراجات الصّبية . لا أعرف كيف استوعبت فكرة البقاء رزينةً في السيارة دون أن تلف عنقي بناية , وأخيراً , نسيان الدمى حيث كانت طفولتي مقلّدة ..!!
أصوات عميقة انبعثت من صدري , لم تكن تكف عن النداء .. شعرتُ بي أتحول فجأة لكومة أيدٍ تمتد في اللاشيء لكل شيء رغبةً مني في الخروج من مآزق الأسئلة والمواقف . المواقف التي تصاعدت و أشعرتني بالاحراج من الحياة . خفت مليا من مواجهتها بطريقة الحزر , فـ الامر كان مربكاً بالنسبةِ لطفلة , كل حصيلتها من الذاكرة حلوى انتهى طعمها , وعرائس تصلبت مفاصلها , و "مريول" تحول ( بمهرٍ وقدره ) إلى فراشٍ ممزق لجسدٍ بارد ..





هذا النص مُهدى ..



إلى كل الصغيرات اللاتي كَبُرنَ في المنعطفات الخطرة ..
إلى الفتيات اللاتي كبرنَ قبل أن تستوعب ذلك ملابسهنّ الزهرية ..
إلى اللاتي شِخنَ فجأةً في غرف توحشها الأضواء الملونة , والإبتسامات الخبيثة , ..
إليهن كلما ضاقت السبل إلى الآذان .. وتضاءلت الحناجر بأصواتهن ..
إلى عقد هنّ الخفية و مخاوفهن السرّية , والأسئلة التي لم تجد لها سرداباً لإجابةٍ شافية ..
إليهن اللاتي يمضغن الصخر , ويتظاهرن بأنه علك
رغبةً في حماية واَلدِيهم من اللغط .. ..
إليهنّ حين يمتن بحسن نيّة .. مغرراتٍ بنعش على شكل دمية ..



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

التوقيع




لم يكتب فيّ أحدٌ قصيدة واحدة ..
ولا ربع كلمة !
كنت دوماً خلف كواليسهم أرقبهم يُقرون
بأن الضوء يتسرب من يدي ..
بأن واحة اعتدل حالها عندما كتبت عنها ..
بأن سنجاباً تأقلم مع صحراء عندما غازلته بأُقصودة ..
بأن المسارح غطاها الغناء ونفضت الغبار بالستائر ثم غسلتها بحبري ..
بأن الجحيم سيصبح بارداً أكثر كلما راسلته .. لديهم أمل أن ينطفئ ..


التعديل الأخير تم بواسطة نهله محمد ; 05-22-2010 الساعة 01:58 PM.

نهله محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-22-2010, 02:22 PM   #2
بثينة محمد
( كاتبة و مترجمة )

الصورة الرمزية بثينة محمد

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 20

بثينة محمد غير متواجد حاليا

افتراضي


لم أرد حقا قراءة أي شيء فذهني مشغول ب خيميائي و فتى اسباني يحاول تحقيق أسطورته ..


و لكن :

اقتباس:
إليهن اللاتي يمضغن الصخر , ويتظاهرن بأنه علك
رغبةً في حماية واَلدِيهم من اللغط .. ..
إليهنّ حين يمتن بحسن نيّة .. مغرراتٍ بنعش على شكل دمية ..
لاا أستطيع أن أقول أي شيء ... من حظي بالطفولة ومن حرم منها .. شتان بينهما يا نهلة ... من طفولته مقلدة و من طفولته سوداء حتى ما كان منها من نقاط بياض كانت مقلدة و اسودت مع مرور الزمن ..
أبكي ؟! أم أتظاهر بالنضج ؟!
كله سيان ، و بلا جدوى ..


رائعة يا نهلة و إن كنت لأجيز إبداعك في أي شيء فهو في تمثيل أحاسيسنا نحن أبطال إبداعك !

و اللوحة قمة الروعة هي أخرى تمثل بجدارة ما نشعر .. فشكرا لك و لتغريد ! لا الجرح يندمل ولا الأيام تُنسينا !

 

التوقيع




بثينة محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-22-2010, 10:12 PM   #3
ياسمين
( كاتبة )

الصورة الرمزية ياسمين

 






 

 مواضيع العضو
 
0 [ ق.ق.ج ] غياب القمر !

معدل تقييم المستوى: 0

ياسمين غير متواجد حاليا

افتراضي


داكنه هذه الهدية تجعلنا نتذوق المُر حلوا
نهلة تكتبين ذهب !

 

التوقيع

خانوا ولم يحضر أحد !

.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ياسمين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-23-2010, 11:44 AM   #4
نهله محمد
( كاتبة )

الصورة الرمزية نهله محمد

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 1186

نهله محمد لديها سمعة وراء السمعةنهله محمد لديها سمعة وراء السمعةنهله محمد لديها سمعة وراء السمعةنهله محمد لديها سمعة وراء السمعةنهله محمد لديها سمعة وراء السمعةنهله محمد لديها سمعة وراء السمعةنهله محمد لديها سمعة وراء السمعةنهله محمد لديها سمعة وراء السمعةنهله محمد لديها سمعة وراء السمعةنهله محمد لديها سمعة وراء السمعةنهله محمد لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي




بثينة الأهم من أن نعيش الطفولة بحد ذاتها , أن نعيشها سوية, قويمة ..
الشذوذ الذي يعيشه البعض في طفولتهم, يرافقهم حتى نهاية العمر ؛
ذلك أن الذاكرة فارغة ومستعدة لتدوين أي شيء والتشبث به لأطول فترة ممكنة ..

بثينة .. هنا الأطفال ,
الفتيات حين يبلغن من الشيب مبلغاً لسنَ بقاصديه ..
شكراً وافرة يا صديقتي المجنونة .. نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

التوقيع




لم يكتب فيّ أحدٌ قصيدة واحدة ..
ولا ربع كلمة !
كنت دوماً خلف كواليسهم أرقبهم يُقرون
بأن الضوء يتسرب من يدي ..
بأن واحة اعتدل حالها عندما كتبت عنها ..
بأن سنجاباً تأقلم مع صحراء عندما غازلته بأُقصودة ..
بأن المسارح غطاها الغناء ونفضت الغبار بالستائر ثم غسلتها بحبري ..
بأن الجحيم سيصبح بارداً أكثر كلما راسلته .. لديهم أمل أن ينطفئ ..

نهله محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-26-2010, 12:27 AM   #5
زخات مطر
( إِيمَانْ )

الصورة الرمزية زخات مطر

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 18

زخات مطر غير متواجد حاليا

افتراضي


نهلة .. نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

هؤلاء الفتيات لو قرأن ما كتبتِ لطبعن قبلة على جبينك !

واقعي جدا ما كتبتِ .. ومع أنه الواقع إلا أن لديك أسلوب ممتع في جر القاريء لآخر حرف !!

رائع جدا نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

زخات مطر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-26-2010, 11:19 AM   #6
نهله محمد
( كاتبة )

افتراضي


ياسمين ...

العبرة ليست بالأغلفة ياصديقتي ..
مابعدها حريٌّ باكتشافه ..


شكراً وافرة ..

 

التوقيع




لم يكتب فيّ أحدٌ قصيدة واحدة ..
ولا ربع كلمة !
كنت دوماً خلف كواليسهم أرقبهم يُقرون
بأن الضوء يتسرب من يدي ..
بأن واحة اعتدل حالها عندما كتبت عنها ..
بأن سنجاباً تأقلم مع صحراء عندما غازلته بأُقصودة ..
بأن المسارح غطاها الغناء ونفضت الغبار بالستائر ثم غسلتها بحبري ..
بأن الجحيم سيصبح بارداً أكثر كلما راسلته .. لديهم أمل أن ينطفئ ..

نهله محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-27-2010, 06:46 AM   #7
سعد المغري
( كاتب )

افتراضي


..

أنتِ يانهلة ثورية تكسرين الـ قيود .. وتعويذة الـ وجع .
وردة لـ قلبكِ الـ متعب .

 

التوقيع

الـ كتابة معركة:- وأنبل فرسانها الـ حزن ..!


التعديل الأخير تم بواسطة سعد المغري ; 05-27-2010 الساعة 06:49 AM.

سعد المغري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-07-2010, 05:11 PM   #8
نهله محمد
( كاتبة )

الصورة الرمزية نهله محمد

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 1186

نهله محمد لديها سمعة وراء السمعةنهله محمد لديها سمعة وراء السمعةنهله محمد لديها سمعة وراء السمعةنهله محمد لديها سمعة وراء السمعةنهله محمد لديها سمعة وراء السمعةنهله محمد لديها سمعة وراء السمعةنهله محمد لديها سمعة وراء السمعةنهله محمد لديها سمعة وراء السمعةنهله محمد لديها سمعة وراء السمعةنهله محمد لديها سمعة وراء السمعةنهله محمد لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


زخات المطر ,
يا سخية .. هي المرة الأولى التي أجدكِ في قصة لي ..
ولن تكون الأخيرة , هكذا أمني نفسي نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


*
الصغيرات مشغولات بالعرائس , عندما تتصلب مفاصلها سينتبهن لفحوى النص ..

 

التوقيع




لم يكتب فيّ أحدٌ قصيدة واحدة ..
ولا ربع كلمة !
كنت دوماً خلف كواليسهم أرقبهم يُقرون
بأن الضوء يتسرب من يدي ..
بأن واحة اعتدل حالها عندما كتبت عنها ..
بأن سنجاباً تأقلم مع صحراء عندما غازلته بأُقصودة ..
بأن المسارح غطاها الغناء ونفضت الغبار بالستائر ثم غسلتها بحبري ..
بأن الجحيم سيصبح بارداً أكثر كلما راسلته .. لديهم أمل أن ينطفئ ..

نهله محمد غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:35 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.